سقوط قرصان من سفينة التضليل
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
(يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم) ؟، لا شك أن ابا اسحق الحويني، الذي مات منذ بضعة ايام، يعلم بهذا التحذير والتهديد، لا كما يتوهمه بعض الناس من أنه إرشاد إلى الجواب حيث قال: (الكريم) حتى يقول قائلهم غره كرمه. بل المعنى في هذه الآية ما غرك يا ابن آدم بربك الكريم حتى أقدمت على معصيته، وقابلته بما لا يليق.
قالوا عن ابي إسحاق الحويني انه أعلم اهل عصره في الفقه والحديث، لكن اللافت للنظر انه كان يتكلم بلغة المغول والتتار عن احكام العنف في القتال الاستباحي، وكان يطالب الشباب بوجوب تفعيل فكرة الغزو بمعدل مرتين او ثلاث مرات كل عام، ويعلل ذلك بأن الغزو باب من أبواب تحقيق المكاسب وجني الغنائم والثروات، واحيانا يحبب لهم افتعال القتال ضد البلدان المجاورة لكي يعود المقاتل بمجموعة من السبايا (النساء) والحلي والمجوهرات والأموال المعدنية والورقية. .
كان ابو إسحاق الحويني يغري الشباب بهذه الأساليب التحريضية، وربما كان طرفا في التأثير على الناس في البلدان التي تفجرت فيها مظاهرات الربيع العربي، فالأفكار التي يحملها لا تختلف أبدا عن الأفكار التي يحملها عناصر تنظيم القاعدة، أو عناصر الدواعش. .
كان يخطط لتحويل الدين إلى اداة لدعم مافيات ارهابية تواصل هجماتها البربرية ضد القرى والمدن القريبة. وكان يقدم للناس صورة من صور الفوضى والقتل العمد والاغتصاب ونهب أموال الغير والاستحواذ على ممتلكاتهم. بمعنى آخر انه كان يسعى لتحويل المسلمين إلى عصابات دولية، ولصوص وحرامية ومهربين ومغتصبين وبلطجية. ويلغي الرحمة والتسامح والأمن والامان، وينسف قواعد السلم والسلام. .
ولا ندري على ماذا استند هذا المتفلسف ؟. والغريب بالأمر هنالك آلاف المؤمنين بهذه الأفكار الملوثة التي لا علاقة بكل الأديان السماوية. .
المشكلة ان ثقافة معظم الفرق الاسلامية ظلت قائمة على تعظيم شأن المشايخ، وتقليل شأن اصحاب الكفاءات في العلوم التطبيقية، وعلى الرغم من شيوع أحاديث طلب العلم من المهد إلى اللحد، إلا ان معظم الدعاة اختزلوا العلم كله في الصرف والنحو والتلاوة والتفسير والشؤون الدينية. وابتعدوا عن العلوم التقنية والاجتماعية والسياسية، واتهموا البارعين فيها بالكفر والزندقة، فصارت العلوم مفصلة على مقاسات بعض المشايخ والدعاة. وقد انعكست هذه الظاهرة على العقل نفسه، فالعقل عندهم عبارة عن خزانة لحفظ النصوص الموروثة وترديدها وتكرارها.
ختاماً: لقد اعترف شيوخ الندم بأخطائهم في الوقت الضائع. قال أبو إسحق الحويني: جنينا على الناس وأفسدنا كثيرا ولم نكن ندرى تدرج الأحكام الشرعية. وقال محمد حسان: وقعت منا أخطاء لا يليق أن تنتسب إلى منهج النبي سيد الدعاة. .
وفي هذا نقول: ليس الخسران ان تموت احمقاً ولكن الخسران ان تفني حياتك كلها لإثبات ذلك. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
وفود من 7 دول يزورون جامعة الأزهر .. صور
استقبلت جامعة الأزهر برئاسة الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، وفدًا من الأئمة والدعاة المشاركين في الدورة التدريبية التي تنظمها أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والدعاة، ضمن برنامج «إعداد الداعية المعاصر».
ضمت الوفود ممثلين عن ثماني دول؛ هي: إندونيسيا، والهند، وتوجو، واليمن، والجزائر، والسودان، والسنغال، وتنزانيا، وذلك بحضور فضيلة الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والدعاة رئيس جامعة الأزهر السابق.
أكد الدكتور سلامة داود أن الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يواصل جهوده في دعم الأئمة والدعاة من مختلف أنحاء العالم؛ تأكيدًا على دوره في نشر الثقافة الإسلامية، وحماية الشريعة الإسلامية، واللغة العربية، والتراث الحضاري.
وأشار إلى أن الأزهر الشريف على مدار تاريخه، ظل منارة للعلم؛ حيث كان العلماء والفقهاء يقطعون آلاف الأميال لطلب العلم، مشددًا على أن من أعظم صور الجهاد السعي في تحصيل العلوم النافعة، وهو ما أصبح اليوم ميسرًا بفضل تطور وسائل التواصل والمواصلات، وحثّ المشاركين على الإفادة القصوى من الدورة، والإنصات الجيد للعلماء الذين يجمعون بين علوم الدين والدنيا، مشيرًا إلى أن جامعة الأزهر تمتاز بتنوع تخصصاتها التي تشمل العلوم الشرعية والعربية، إلى جانب العلوم التطبيقية.
من جانبه، أكد الدكتور محمد المحرصاوي أن هذه الزيارة تأتي في إطار الدعم المستمر الذي يوليه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف للأئمة والدعاة وتأهيلهم، بما يمكنهم من أداء دورهم في نشر تعاليم الإسلام الصحيحة ومواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، وأوضح فضيلته أن جامعة الأزهر باعتبارها أقدم جامعة في العالم تواصل رسالتها في تخريج علماء قادرين على التصدي للشبهات وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام.
وأشار إلى أن الأكاديمية تسعى من خلال برامجها التدريبية إلى تعزيز مهارات الدعاة في مجالات الخطابة، والإقناع، والتواصل الفعال، بما يسهم في بناء كوادر دعوية مؤهلة.
واختُتمت الزيارة بجولة داخل الجامعة، تعرّف خلالها الوفد على تاريخ الأزهر الشريف ودوره الرائد في نشر العلوم الإسلامية والعربية والعملية.