قالت صحيفة غارديان إن غرفة الطوارئ في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة امتلأت بعد دقائق من موجة الغارات الجوية الإسرائيلية التي خرقت وقف إطلاق النار، وإن حوالي ثلث المصابين كانوا دون سن 14.

وقال مارك بيرلماتر، وهو جراح عظام متطوع قادم من الولايات المتحدة ويعمل في المستشفى ذلك الصباح، "لم يكن هناك في أي لحظة أقل من 65 شخصا في قسم الطوارئ، جميعهم مصابون بجروح مفتوحة، ومعظمهم من النساء والأطفال".

وأضاف "كانت الأرضية غارقة بالدماء".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوتان: هل تنتقل إسرائيل من حرب غزة إلى الحرب الأهلية؟list 2 of 2لوباريزيان: ترامب يمنع بايدن وهاريس وبلينكن من الاطلاع على المعلومات السريةend of list

وعلى بعد كيلومترات قليلة -حسب تقرير جيسون بيرك للصحيفة- كانت هناك مشاهد مماثلة في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، وقالت تانيا حاج حسن طبيبة العناية المركزة للأطفال "كانت هناك موجات متتالية، وبمجرد وفاة المرضى أو نقلهم إلى مكان آخر، يتوافد المزيد. كانت الفوضى عارمة".

وأشار مسؤولون طبيون فلسطينيون إلى أن أكثر من 200 شخص قتلوا صباح الثلاثاء وحده وجرح مئات، في الوقت الذي تقول فيه إسرائيل إنها قصفت 80 هدفا "إرهابيا" في غضون 10 دقائق صباح الثلاثاء، من بينها قادة وبنية تحتية عسكرية رئيسية.

ومع استمرار المزيد من الغارات الجوية والقصف، وصل إجمالي عدد القتلى في القطاع الفلسطيني المدمر في الحرب المستمرة منذ 18 شهرا إلى أكثر من 50 ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 113 ألف جريح، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.

إعلان

ووصفت فيروز سيدهوا (43 عاما) وهي جراحة صدمات من كاليفورنيا، تعمل في خان يونس كمتطوعة، كيف أخبرت والد فتاة في الرابعة أن ابنته لن تعيش أكثر من بضع دقائق، وطلبت منه "أن يأخذها إلى الخارج ويصلي معها ففعل".

الناس مرعوبون

وقال أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال والتوليد، إن 300 نُقلوا إلى مستشفى ناصر يوم الثلاثاء، لم ينج منهم إلا القليل، إذ توفي حوالي 85 شخصًا، من بينهم نحو 40 طفلا، تراوح أعمارهم بين عام واحد و17 عاما.

وكان من بين الضحايا صبي يبلغ من العمر 10 سنوات مصاب بقطع في الحبل الشوكي، وأصيب بالشلل التام أسفل الرقبة، ولم يكن قادرا على التنفس من دون مساعدة، وطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات بها إصابات متعددة بالشظايا، ومن غير المرجح أن تتكلم في المستقبل.

ورغم كل هذا -كما تقول الصحيفة- قال الجيش الإسرائيلي -في بيان- إنه ملتزم بتخفيف الأضرار التي تلحق بالمدنيين أثناء العمليات، وإنه "يلتزم التزاما تاما باحترام جميع الالتزامات القانونية الدولية المعمول بها، بما فيها قانون النزاعات المسلحة".

ومع أن 22 مرفقا صحيا رئيسيا من أصل 35 لا يزال يعمل في غزة، فإنها لا تقدم سوى جزء ضئيل من الخدمات التي كانت تقدمها قبل الحرب. وصرحت أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، بأن جميع هذه المرافق "مُثقلة" وتعاني من نقص في الإمدادات الأساسية.

وقال الدكتور خميس الإيسي، وهو طبيب أعصاب واختصاصي ألم في مستشفى الأهلي بمدينة غزة، إنه لا يملك مسكنات ألم كافية لمئات مرضى السرطان. وأضاف "لدينا مئات الآلاف في غزة يعانون من أمراض مزمنة. إنهم بحاجة إلى الرعاية المناسبة، لكن الظروف مزرية. لا توجد مياه شرب نظيفة، وأنظمة الصرف الصحي مدمرة بالكامل. الناس مرعوبون".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات أکثر من

إقرأ أيضاً:

تقرير في غارديان: غزة قلبي ينفطر لرؤيتك في حالتك هذه

نشرت صحيفة غارديان البريطانية تقريرا مطولا عن 3 كاتبات فلسطينيات من مشروع (نحن لسنا أرقاما) تحدثن عن تجاربهن في الحياة، وعن أحلام كل واحدة منهن في امتهان الوظيفة التي تحبها.

ويضم مشروع "نحن لسنا أرقاما"، الذي أطلقه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أوائل 2015، شبانا فلسطينيين من ضحايا الانتهاكات يكتبون باللغة الإنجليزية، حيث تُوفر لهم تدريبات مكثفة حول كتابة القصص والمقالات، ووسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية التواصل مع الجمهور الغربي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: رسائل ترامب لأردوغان تعزز دور أنقرة إقليميا وعالمياlist 2 of 2كاتب تركي: هل تستطيع أنقرة قيادة نظام عالمي جديد مبني على قيم الإسلام؟end of list جرّاحة معمارية

تقول إيمان الشوا إن المباني التاريخية في قطاع غزة ألهمتها لتكون "جرّاحة معمارية"، على حد تعبيرها. فعندما كانت تلميذة في مدرسة ابتدائية كانت تمر بمبانٍ ضخمة تشبه القلاع التاريخية في الجزء القديم من مدينة غزة.

وكانت تلك المباني تبهرها نظرا لاختلافها تماما عن المباني المحيطة بمنزل عائلتها. وبدافع الفضول، سألت والدتها ذات مرة عن سبب ذلك الاختلاف. ولأنها كانت طفلة صغيرة، لم تجد الوالدة بدا من تبسيط الأمور لها فقالت لها إن المباني مثل الإنسان تبدأ صغيرة ثم تكبر حتى تصبح هرمة.

كانت أكثر المباني التي أبهرت الشوا -حسب قولها- قصر الباشا الذي تقول الأسطورة المحلية إن السلطان المملوكي الظاهر بيبرس بناه في القرن الـ13 لامرأة غزية وقع في حبها وتزوجها.

إعلان

ولما شبت الشوا عن الطوق عرفت أن المهندسين المعماريين في غزة هم من يهتمون بالمباني القديمة، فقررت أن تصبح "جراحة للمباني التاريخية". وبالفعل حققت حلمها فأصبحت مهندسة معمارية بعد تخرجها في الجامعة الإسلامية بغزة عام 2008.

وتحدثت الشوا عمّا تتعرض له المباني القديمة والتراث في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي، الذي يحول دون دخول مواد البناء إلى القطاع.

هل يسمع أحد صرخاتها؟

وقالت إنها تسأل نفسها أحيانا، إذا كانت الأرواح التي لا تزال حية والتي تصرخ من غزة إلى العالم الخارجي بالكاد تُسمع، فأنّى للأحجار القديمة أن تكون أفضل حالا وهي تتآكل، آخذة معها تاريخ مدينة وشعب؟ هل سيسمع أحد صرخاتها الصامتة قبل فوات الأوان؟

وأضافت: "إذا أردت أن تمحو أمة، فابدأ بتاريخها. تاريخ مدينة غزة جزء كبير من تاريخ فلسطين والهلال الخصيب والأرض المقدسة. وعلينا جميعا أن نهتم به لأنه جزء من تاريخنا الإنساني".

لا تزال إيمان في غزة، وقد أُجبرت على النزوح 3 مرات ومع ذلك كانت تتابع دراستها للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، قبل أن تتوقف عن إكمالها بسبب انقطاع الإنترنت.

أول من باعت البرغر بغزة

امرأة فلسطينية أخرى تدعى أماني شعث (25 عاما)، روت قصتها للصحيفة البريطانية قائلة إنها أول امرأة في غزة تعمل في كشك لبيع فطائر البرغر، وقد أطلقت على محلها اسم "سولت 3 برغر".

وقالت إنها بدأت عملها في الكشك في يناير/كانون الثاني 2023، مضيفة أن صحفيين وزبائن فضوليين اندهشوا لرؤية فتاة تقف وتطهو في كشكها المطل على شارع الرشيد.

وأخبرت الصحيفة أنها عملت في البداية في محل لبيع فساتين الزفاف، قبل أن تهاجر هي وزوجها إلى تركيا بحثا عن عمل أفضل. وهناك التحقت بوظيفة نادلة وطاهية طعام في مطاعم مختلفة تقدم أطباقا غربية. وهكذا تعلمت وصفة البرغر البقري.

كشك بشارع الرشيد

ونظرا لمرض والدتها، عادت إلى غزة. وأثناء بحثها عن عمل لمحت كشكا مهجورا على شارع الرشيد، واهتدت إلى صاحبه حيث وافق على تأجيره لها.

إعلان

وقالت: "أخبرني المحيطون بي أنني سأفشل في هذا المشروع كما فشلت في كل شيء آخر. لذا كنت قلقة من أن تذهب كل جهودي سدىً لأنني لن أتمكن من القيام بذلك بمفردي دون دعم، خاصة أنني لم أكن أملك رأس المال الكافي".

لكن أماني كانت مصممة على المحاولة، وكانت تدرك أن هناك عنصرين في صالحها؛ أولهما أن بيرغر اللحم البقري لا يقدم في غزة إلا في المطاعم وبسعر مرتفع نسبيا؛ وثانيهما أنها تستطيع إعداد فطائر البرغر بنفسها بوصفة خاصة بها.

تمكنت أماني ووالداها وشقيقتها، في نهاية المطاف، من مغادرة غزة إلى مصر بعد 3 أشهر من الحرب، بينما بقي أشقاؤها الثلاثة وعائلاتهم في القطاع.

رسامة وطبيبة

وثالث الفتيات اللائي تحدثن إلى صحيفة غارديان، تدعى آية زقوت (23 عاما)، وهي طبيبة أسنان تخرجت في جامعة الأزهر بغزة في يونيو/حزيران 2023.

وقالت إنها لطالما سعت للجمع بين مهنتها كطبيبة وهوايتها في الرسم، مشيرة إلى أن لديها مجموعة كبيرة من أعمالها الفنية، وتأمل في أن تفتتح معرضا خاصا بها.

غير أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أجهضت خططها بشكل كبير. ففي السابع من أكتوبر/تشرين الأول 203، لم يكن قد مرّ على تلقيها تدريبا في طب الأسنان سوى شهرين، أجبرتها قوات الاحتلال هي وعائلتها على إخلاء منزلهم في شمال غزة والهروب سيرا على الأقدام إلى الجنوب.

جثث محترقة وسط الشارع

وروت آية كيف أن الجنود الإسرائيليين كانوا يخضعونهم للتفتيش أثناء مرورهم بنقاط التفتيش التابعة لجيش الاحتلال.

ووفق تقرير غارديان، كان الجنود يصطفون في طابور على طول الطريق الذي يمر عبره النازحون الفلسطينيون، وينادون بالأسماء عبر مكبرات الصوت.

وقالت "أجبرونا على رفع علم أبيض وإبراز هوياتنا. وكانوا ينتقون الشباب عشوائيا ويأمروهم بخلع ملابسهم. رأيت جثثا محترقة متناثرة في وسط الشارع".

وتابعت القول إنها لن تنسى تك التجربة المؤلمة، مضيفة أنها تركت وراءها كل لوحاتها، وأدوات الرسم التي تحتاجها لإنتاج أعمال فنية جديدة.

إعلان توقف مسيرتها المهنية

واضطرت آية إلى التوقف عن مواصلة التدريب في طب الأسنان مما أعاق مسيرتها المهنية بأكملها. وأشارت إلى أن جامعتها والمستشفيات والعيادات التي تدربت فيها دُمِّرت جميعها، ولم تعد هناك حياة في غزة حتى تعود إليها.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي يدعي أن جنوب غزة منطقة آمنة، فإن آية ترى غير ذلك؛ إذ تؤكد أن القطاع يفتقر إلى المياه النظيفة، وأن الجيش الإسرائيلي يمنع وصول المساعدات من الدول الأخرى عند معبر رفح، مما حال دون وصولها إلى عامة الناس.

ورغم أنها فقدت اللوازم التي تعينها على ممارسة هوايتها في الرسم، فإنها استطاعت بقلم وبعض الأوراق البيضاء من رسم ما وصفتها بأجمل لوحة فنية لها.

أصعب مهمة

كانت اللوحة وجه امرأة تطل من خلال ثقب على شكل خريطة فلسطين كما لو كانت ممزقة في الورقة، وعيناها شاخصتان إلى الأعلى كأنهما تتضرعان إلى الله.

وقالت إن اللوحة اسمها "البحث عن وطن"، معللة ذلك بأن أشد ما كانت تتوق إليه في تلك اللحظة هو الوطن.

وأضافت: "شعرت أن العثور على الوطن هو أصعب مهمة، إن لم يكن ذلك مستحيلا". وذكرت أنها تحدثت مع عائلتها حول إمكانية مغادرة غزة لاستئناف ما أجبرتها الحرب على التوقف عنه، وهو عملها طبية أسنان وممارسة هوايتها في الرسم.

تركت عائلتها وراءها

فكان أن توجهت آية إلى مصر تاركة خلفها عائلتها لأنها لم تستطع توفير مبلغ 30 ألف جنيه إسترليني التي يطلبها المصريون لعبورها هي وأفراد عائلتها الثمانية.

ووفقا لآية، فإن اليوم الذي تحدثت فيه إلى الصحيفة البريطانية يصادف مرور 3 أشهر على وجودها في القاهرة.

تعيش آية الآن في مصر وتعرض أعمالها الفنية في صالات العرض في الخارج. ولا تزال عائلتها في غزة لكنها لم تتمكن بعد من العودة إلى شمال القطاع.

"أشعر بالذنب والعجز كل يوم. تواصلي مع عائلتي محدود للغاية بسبب ضعف اتصالهم بالإنترنت. من الصعب تحمل عدم وجود اتصال دائم معهم. ومع ذلك، أُذَكِّر نفسي بأنني سافرت من أجلهم. فمستقبلي مرتبط بمستقبلهم. آمل أن أتمكن يوماً ما من رد الجميل لهم على كل ما فعلوه"، هكذا ختمت آية زقوت قصتها عن معاناتها وأحلامها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • بسبب بوست على فيسبوك.. فصل ٨ أطباء من مستشفى قصر العيني
  • أطباء بلا حدود للجزيرة نت: الأوضاع بغزة كارثية والطواقم الطبية تعمل تحت الضغط والخطر
  • أطباء بلا حدود: الهجوم على مستشفى بجنوب السودان انتهاك للقانون الدولي
  • تركيا.. هل هناك زيادة أو تخفيض في أسعار الوقود اليوم 15 أبريل؟
  • سالني صديق وقال لي لماذا دكتورة هنادي تناضل بهذه الشجاعة والجسارة؟
  • محمد الأتربي: هناك عودة قوية للمستثمرين الأجانب خلال الأيام الأخيرة
  • تقرير في غارديان: غزة قلبي ينفطر لرؤيتك في حالتك هذه
  • أكثر من 250 مسؤولا سابقا في الموساد يدعون لإنهاء حرب غزة
  • أهالي الأسرى يتظاهرون أمام منزل ديرمر وعرائض العصيان تصل الموساد
  • مقتل أكثر من 100 شخص بينهم كوادر منظمة دولية في هجوم على مخيم زمزم في السودان