فتحي غانم.. روائي الصحافة وكاتب السلطة والمجتمع
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
يعد فتحي غانم واحدًا من أهم الأدباء والصحفيين في تاريخ مصر المعاصر، حيث جمع في مسيرته بين الصحافة الجريئة والرواية العميقة، ليكشف من خلالهما خفايا المجتمع والسلطة.
لم يكن مجرد كاتب روائي، بل كان مؤرخًا اجتماعيًا وسياسيًا بعيون ناقدة، ما جعل أعماله تثير جدلًا واسعًا حتى اليوم.
من الصحافة إلى الأدب: البدايات والتأثيرولد فتحي غانم عام 1924، وبدأ مشواره في الصحافة، حيث عمل في مؤسسات إعلامية كبرى مثل جريدة الجمهورية.
تأثرت كتاباته الصحفية بالواقع السياسي والاجتماعي، وهو ما انعكس في رواياته التي ناقشت السلطة، الفساد، والانتهازية السياسية.
“الرجل الذي فقد ظله”: صراع السلطة والإعلامتعد هذه الرواية واحدة من أهم أعماله، حيث تناولت شخصية الصحفي الانتهازي الذي يتسلق سلم النجاح عبر التخلي عن مبادئه.
عكست الرواية طبيعة العلاقة بين الإعلام والسلطة، وكيف يمكن أن يتحول الصحفي من ناقل للحقيقة إلى أداة في يد النظام.
الصحافة عند فتحي غانم: سلاح لكشف الحقائقلم يكن فتحي غانم مجرد روائي، بل كان صحفيًا مؤثرًا استخدم قلمه لكشف الفساد والتلاعب السياسي.
تميز أسلوبه الصحفي بالتحليل العميق، وقدم مقالات وتقارير حفرت بصمتها في الصحافة المصرية.
الأدب السياسي في أعماله: بين الواقع والخيالتميزت رواياته بأسلوب السرد الواقعي الذي يعكس المشهد السياسي بدقة، مثل روايات “زينب والعرش” و”تلك الأيام”، حيث قدم فيها شخصيات تجمع بين الطموح السياسي والتناقض الأخلاقي.
التحديات والرقابة: هل دفع ثمن جرأته؟واجه فتحي غانم صعوبات بسبب جرأة كتاباته، حيث تعرض بعضها لمنع النشر أو التعديل بسبب تناولها لقضايا حساسة. ومع ذلك، ظل ملتزمًا بأسلوبه النقدي، مما جعله من أبرز الأقلام التي رصدت تحولات المجتمع المصري.
تأثيره على الأجيال اللاحقةأثر فتحي غانم على كثير من الصحفيين والروائيين، حيث أصبح نموذجًا للكاتب الذي يدمج بين الصحافة والأدب.
ورغم مرور عقود على وفاته، إلا أن أعماله لا تزال تُقرأ وتُناقش، خاصة في ظل استمرار القضايا التي طرحها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فتحي غانم الأدباء الصحافة جريدة الجمهورية الأدب المزيد فتحی غانم
إقرأ أيضاً:
حسن فتحي..معماري الفقراء ورائد العمارة المستدامة
يعد حسن فتحي (1900-1989) واحدًا من أهم المعماريين في تاريخ مصر الحديث، حيث اشتهر بلقب “معماري الفقراء” بسبب فلسفته القائمة على استخدام المواد المحلية والتصميمات التقليدية لبناء مساكن مستدامة منخفضة التكلفة.
رغم بساطة منهجه، إلا أن تأثيره امتد عالميًا، وأصبح رمزًا للعمارة البيئية التي توازن بين الجمال والوظيفة والاستدامة.
النشأة والتكوين العلميولد حسن فتحي في الإسكندرية عام 1900، ثم انتقل إلى القاهرة حيث درس الهندسة المعمارية في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، وتخرج عام 1926.
منذ بداياته، رفض أسلوب العمارة الغربية التي لا تناسب البيئة المصرية، وسعى لإحياء الطرز المعمارية المحلية التي تعتمد على الطوب الطيني، والأفنية المفتوحة، والقباب لتوفير تهوية طبيعية.
فلسفة “معماري الفقراء”تبنى حسن فتحي فلسفة تهدف إلى بناء مساكن منخفضة التكلفة للفقراء باستخدام مواد محلية مثل الطين والخشب.
بالإضافة إلى تصميمات تحترم البيئة والمناخ، مستوحاة من العمارة الإسلامية والنوبية.
وسعى للتكامل بين الهندسة والإنسانية، حيث رأى أن العمارة ليست مجرد مبانٍ، بل أسلوب حياة يساعد السكان على التكيف مع بيئتهم.
مشروع “القرنة الجديدة”: التجربة الأكبركان مشروع قرية القرنة الجديدة في الأقصر عام 1945 أهم تجاربه، حيث حاول نقل سكان المقابر إلى مساكن حديثة مصممة وفق أساليبه البيئية. استخدم الطوب اللبن، والأسقف المقببة، والتصاميم التي تضمن تهوية طبيعية.
رغم نجاح التصميم، إلا أن المشروع واجه صعوبات بسبب رفض السكان لنمط الحياة الجديد، مما أدى إلى فشله جزئيًا.
التكريم والاعتراف العالميرغم عدم تبني أفكاره على نطاق واسع في مصر، إلا أن العالم احتفى بحسن فتحي ومنحه جوائز دولية، منها:
• جائزة الأغا خان للعمارة عام 1980.
• الميدالية الذهبية للاتحاد الدولي للمعماريين.
• التكريم من منظمة اليونسكو لمساهمته في العمارة المستدامة.
إرث حسن فتحي وتأثيره على العمارة الحديثة
ما زالت أفكاره تلهم المعماريين حول العالم، خاصة في ظل الاتجاه نحو الاستدامة والتصميمات البيئية.