لجريدة عمان:
2025-05-03@00:08:10 GMT

بيبي فاطمة.. زوجة الملوك سيئة الحظ

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

بيبي فاطمة.. زوجة الملوك سيئة الحظ

" هذه الرواية تحكي قصة امرأة طموحة، تتشبث بحكم ملوك هرمز الزائل في ظل الاحتلال البرتغالي لمملكة هرمز"

بهذه الجملة القصيرة في مقدمة الكتاب يضعنا الشيخ سلطان القاسمي -مؤلف الرواية- دفعة واحدة في منتصف هذا العمل الروائي القصير الذي لم يتعد 122 صفحة من القطع المتوسط . والتي جاءت مقسمة على أربعة فصول وفصل أخير للمراجع التي وصلت 35 مرجعا.

يحكي هذا العمل -الذي يمزج فيه القاسمي بين حسه السردي وشخصيته السابرة للتاريخ- قصة بيبي فاطمة والتي وصفها المؤلف في أول سطر بالطموحة وحياتها التي توزعت بين هرمز وجوا وأصفهان. وزواجها من أبناء الملك فروغ شاه وهم: (فيروز وتوران ومحمد) .

بدأت الرواية بمحاولة لوضع القارئ أمام صورة بانورامية لمملكة هرمز في القرن الخامس الميلادي والتي حاول القاسمي تقصي الأحوال الاقتصادية والسياسية لمملكة هرمز الواقعة تحت الاحتلال البرتغالي ويصف بشكل تفصيلي ما كانت تتوفر عليه من موارد طبيعية وموقع جغرافي متميز جعل منها مركزا تجاريا وميناء مهما للتواصل وللتبادل التجاري بين شرق القارة وغربها وهو الأمر الذي جعلها محط أنظار الحملات البرتغالية وأحد أطماعهم والذي تحقق في نهاية المطاف ليجعل منها مستعمرة برتغالية يعيش فيها مزيج من الديانات والأعراق بحكم طبيعتها كمدينة مفتوحة من جهة وبحكم النشاط التبشيري الذي كانت تقوم به الكنيسة مترافقا مع الاستعمار البرتغالي.

بعد ذلك يبدأ الكاتب في الدخول إلى جذر القصة حين ينتقل للحديث عن الملك فروغ شاه، ولا يتخذ السرد في هذا الفصل من حياة الملك كمادة رئيسة بل يتناول الحياة الاجتماعية العامة للمدينة وللقصر وما يحيط بينهما بحكم ذلك التماس والإندماج بين الحياتين والذي يجعلك تشعر بأنه ليس هناك إلا خط فاصل صغير يفصل القصر عن باقي المدينة. ويأخذنا القاسمي برشاقة وهدوء من خلال مشاهد سينمائية للولوج داخل أزقة المدينة وأسواقها، والدوران حول قلعتها الحصينة قبل الانتقال إلى الصخب الذي يثيره البحارة والعاملون في ميناء المملكة الصغيرة.

وتبدأ حياة حبيبة فاطمة أو بيبي فاطمة كما سماها الإنجليز في القصر حين تزوج الملك فروغ شاه بوالدتها التي كانت أرملة لقاضي القضاة في البحرين، حيث وجدت نفسها في خضم صراع مرير داخل الأسرة الحاكمة وطرفا رئيسا فيه، وتحديد عندما أزاح فيروز شاه والده عن الحكم ليحل مكانه ويبقيه نائبا للحاكم حتى مماته. بينما سافر أخوه الأمير توران شاه إلى غوا ليقدم احتجاجه إلى نائب ملك الهند البرتغالي ويطالب بأحقيته في الملك، لكنه بدلا من أن يعود إلى هرمز بقي في غوا ليلقى حتفه بعد سنوات بطريقة مريعة. أما الأخ الأصغر الأمير محمد شاه، فقد ترك ساحة الصراع وهاجر إلى ماغستان ليستقر بجوار قاضيها خاله ريس بدر الدين.

بعد أن استقر الأمر لفيروز شاه في حكم هرمز عمد إلى الزواج بالإكراه من بيبي فاطمة. وتمت مراسم الزواج بشكل سريع لتجد بيبي فاطمة نفسها في مخدع فيروز شاه وهو مصير لم تكن ترغب فيه ولا ترضاه كونها سليلة حسب ونسب بينما فيروز شاه كان ابن جارية الملك فروغ شاه.

وباستخدام أسلوب سردي شيق ورشيق ومتخفف من أسلوب السرد التاريخي المباشر يواصل القاسمي تتبع سيرة حياة هذه الفتاة التي تمنعت على الحاكم حين حاول الدخول بها عروسا بحجة المرض والإعياء طالبة مهلة حتى تتعافى لتصبح عروسا تليق بحاكم هرمز. في هذه الأثناء تبدأ في التواصل مع الحاكم العسكري البرتغالي في المملكة عن طريق معلمها البرتغالي طالبة منه إخراجها من القصر إلى الميناء تمهيدا إلى تهريبها إلى غوا. ولتحفيزه أكثر على مساعدتها للهروب تعلن اعتناقها للدين النصراني وتتخلى عن إسلامها، وهو الأمر الذي سيصدمنا في بدايته لنأتي ونكتشف بعد ذلك إن فعلها لم يكن نابعا من قناعتها ولكنها حيلة احتالتها من أجل تسهيل خروجها من القصر للتخلص من الزواج الذي لم تكن ترغب فيه. لم يتأخر الحاكم العسكري في قبول طلبها وهو المهووس بالتبشير الديني المتفشي في أوروبا في تلك الفترة، وقد كان سبق له أن أغوى أخويها مراد وحليمة وساهم في تنصيرهما ليلقيا حتفهما بعد ذلك بطريقة مريبة.

استطاعت بيبي فاطمة الهروب من القصر والوصول إلى الميناء ومنه هربت إلى الهند على متن سفينة برتغالية وصلت بها إلى غوا، حيث التقت بتوران شاه الموجود في الهند من أجل المطالبة بأحقيته في الحكم وقد كان يعيش وضعا اقتصاديا صعبا. وبجمل قصيرة وبسيطة صور الكاتب هنا حالة الغضب التي صاحبت انتشار خبر تنصر زوجة الملك في الجزيرة وكيف اعترض السكان المسلمون على الحاكم العسكري الذي أغواها من أجل ترك دين أجدادها وهي سليلة أسرة ينتهي نسبها إلى الرسول الكريم.

حين علم فيروز شاه بتنصر زوجته وهروبها غضب غضبا شديدا وطلقها قبل أن يجرد أخاها ديلمتشي من منصب الوزير والجمارك يبدأ في التخطيط للاستيلاء على أموال ومجوهرات أمها سيدة النساء بحجة ملكيتها لمملكة هرمز.

ويظهر أن المؤلف كان ميالا إلى تأكيد الباعث الديني الذي كان يقود تسارع الأحداث في حياة هذه الشابة التي لحقت بها أمها في غوا بنفس الطريقة، وهناك قامت بتزويجها على الطريقة الإسلامية بتوران شاه وأغدقت عليهما من أموالها ومجوهراتها التي استطاعت أن تهرب بها من هرمز.

وفي هذه المرحلة يبدأ الصراع الدرامي ذروته حين واصل الكاتب محاولاته إخراجنا من أجواء الرواية التاريخية منتهجا أساليب أدبية تتكئ على الخيال السردي الصرف دون الإفراط في استخدام التوثيق التاريخي، حيث كانت حياة بطلة القصة التي تواصل انحدارها ليست سوى تمثيل لحال المملكة الذي بدأ في التآكل تمهيدا لزوالها. فلم يكد يستقر الحال ببيبي فاطمة وتهنأ بزواجها حتى دبر نائب الهند تهمة أخلاقية لزوجها وأجبر القضاة على الحكم بقتله حرقا وهذا ما حدث، حيث وجدت نفسها مشردة في شوارع غوا وخلفها أبناؤها.

ولأنها خلقت لأن تكون ملكة، فالحياة لا تزال تخبئ لها الكثير. فعندما خلف محمد شاه أخاه فيروز شاه ليكون ملكا على عرش هرمز قرر أن يعيدها وهي حبيبة طفولته ويتزوجها ويعيد لها قداستها ومكانتها كملكة وتعيش حياة الملكات لأول مرة.

وبذات السرد المكثف يواصل القاسمي تتبع نكبات هذه الفتاة الشابة حين وقعت هرمز تحت الاحتلال البريطاني ليتم نفيها -اختياريا- مع زوجها وأبنائها ليعيشوا جميعا بقية حياتهم منفيين في أصفهان.

وهكذا يكون "القاسمي" قد صنع لنا عملا أدبيا شائقا يستند على جذر تاريخي لمنطقة ظلت لفترات طويلة في الظل بعيدة عن التتبع التاريخي الذي حظيت به بقية المناطق في حيزها الجغرافي القريب.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بمتابعة الشيخة فاطمة.. الإمارات تستعرض خطة إنطلاقة “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصاديا” في جامعة الدول العربية

 

بمتابعة حثيثة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الإتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، شاركت دولة الإمارات ممثلةً في الإتحاد النسائي العام في إجتماع رفيع المستوى للمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية لمناقشة خطة الانطلاقة الرسمية لمشروع “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً”، الذي أقيم في مقر جامعة الدول العربية في جمهورية مصر العربية، وذلك في إطار متابعة تنفيذ القرار الصادر عن الدورة (33) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة العربية عام 2024، بشأن إقرار المبادرة التي تقدمت بها دولة الإمارات حول “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً”.
وترأست وفد دولة الإمارات في الاجتماع الذي عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة، سعادة نورة خليفة السويدي الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، ومشاركة المهندسة غالية علي المناعي، رئيسة الشؤون الإستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي العام.
وشهد الاجتماع حضور معالي السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية ـ جامعة الدول العربية، وسعادة مريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية ومندوبتها الدائمة لدى الجامعة، وعدد من سفراء الدول العربية.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار دعم العمل العربي المشترك وتعزيز دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة، حيث تعمل جامعة الدول العربية، بمشاركة فاعلة من الدول الأعضاء، على تفعيل الآليات الإقليمية التي تدعم التمكين الاقتصادي للمرأة.
وتعكس هذه المبادرة التزاما جماعيا بتعزيز دور المرأة في الاقتصاد العربي، من خلال مبادرات نوعية تُسهم في معالجة التحديات البنيوية، وتُرسّخ منظومات مستدامة تُعزّز مشاركة النساء في مسارات التنمية، بما يتوافق مع أولويات الأجندة التنموية العربية (2023-2028) وأهداف التنمية المستدامة 2030.
وفي هذا الإطار، أوضحت معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، أن المبادرة تعكس الرؤية الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في دعم ريادة المرأة وتعزيز مساهمتها في الاقتصاد، من خلال تأسيس منظومة إقليمية متكاملة تُسهم في توسيع فرص النمو والتمكين الاقتصادي للنساء في الدول العربية.
وقالت سعادة نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للإتحاد النسائي العام، إنه انطلاقا من التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الثابت بدعم وتعزيز العمل العربي المشترك، والذي يُعتبر أساساً لتحقيق التكامل والتنمية المستدامة في العالم العربي، جاءت مبادرة الإمارات بإطلاق مشروع رائد على مستوى المنطقة وهو “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً” لإحداث نقلة نوعية في واقع المرأة العربية عبر تأسيس أول منظومة متكاملة لإشراك كافة الجهات ذات العلاقة بالدول العربية في دعم نمو الأعمال والاقتصاد للمرأة العربية.
وأوضحت سعادتها أنه تمت مناقشة هذه المبادرة خلال الدورة الثالثة والأربعين للجنة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية، برئاسة سلطنة عمان، وتم إدراج المبادرة ضمن جدول أعمال الاجتماع الوزاري لتلك الدورة، وقد أسفرت المناقشات عن صدور القرار رقم (18) من لجنة المرأة على المستوى الوزاري، والذي نص على الموافقة على مبادرة الإمارات وتوصية برفعها إلى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة لاعتمادها رسميا، وخلال قمة العرب في البحرين تم اعتماد إنشاء المرصد بتاريخ 16 مايو 2024.
من جانبها، استعرضت المهندسة غالية علي المناعي، رئيسة الشؤون الإستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي العام، خلال الاجتماع، الرؤية الطموحة والأهداف الإستراتيجية لـ “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصاديا”، وطرحت توجهات التوسع المستقبلية وخطط الاستدامة لتعزيز دور المرصد إقليمياً.
كما تطرقت إلى إطار الحوكمة الشاملة، وآلية تشكيل اللجنة التنفيذية وفرق العمل الفرعية، مع تحديد واضح لمهامها وأدوارها، إلى جانب استعراض الخطة التنفيذية التي تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في دعم وتمكين المرأة اقتصادياً في العالم العرب ، ووضع خطط لضمان استدامة المشروع.
وفي الختام، تم فتح الباب لنقاش مفتوح مع سعادة السفراء المندوبين الدائمين، وعرض مخرجات الإجتماع.وام


مقالات مشابهة

  • الحوسني: نادينا ملكي وأحنا الملوك ..فيديو
  • مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: إننا نحذر كل الأطراف التي تحاول المساس بالاتفاق الذي أكد على ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومدينة السويداء على وجه الخصوص
  • بمتابعة الشيخة فاطمة.. الإمارات تستعرض خطة إنطلاقة “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصاديا” في جامعة الدول العربية
  • سلطان القاسمي يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين الشارقة لرياضة المرأة وجامعة كلباء
  • الحظ حليف الدلو.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الخميس 1 مايو 2025
  • توقعات الأبراج وحظك اليوم الأبراج الخميس 1 مايو 2025: القوس.. يبتسم لك الحظ
  • سيف بن زايد: الشيخة فاطمة رمز عالمي استثنائي للأمومة والعطاء الإنساني
  • سلطان بن أحمد القاسمي يزور «كنف» بيت الطفل في الشارقة
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • الصحافة الدولية تكشف عن خطة سيئة جديدة لوزير الخارجية الأمريكي ضد الفلسطينيين