الحرب التي نشهد تباشير نهايتها هي حرب مختلفة في هذا العالم .
اختلفت هذه الحرب عن التي تشهدها و شهدتها المنطقة في ليبيا و العراق و اليمن و سوريا بأنها الأسرع و قد إنتهت بتحقيق قواتنا المسلحة و المجاهدون لنصر عظيم بقوة و صمود و دون عضد خارجي .
إنها حرب مختلفة لأنها نبتت بين اعيننا دولة و مجتمع و كنا نشهد تكون الدعم السريع و بناء قوته العسكرية و لا نتدخل لحسمها بل و عملت اطراف من الداخل علي المساهمة فيها .
غذيت الحرب باموال من الأمة السودانية من خزينة الدولة بمرتبات منها كانت تذهب للتمرد رواتب و منح و ذهب و صادرات و سكوت عن تجارة مخدرات و إرتزاق في اليمن و حراسة حدود الإتحاد الأوربي .
حرب عنصرية و قبلية تشكلت قواتها من قبائل سودانية .
حرب شهدت مشاركة اكبر مرتزقة اجانب من كل العالم من غالب دول الجوار من تشاد و ليبيا و جنوب السودان و النيجر و افريقيا الوسطي و من أمريكا الجنوبية .
حرب شهدت اكبر تدخل خارجي من دول كبري و اخري هزيلة إستقوت علينا عندما رات التكالب الخارجي علينا و طمعت في مواردنا و بذلت الاموال و السلاح و العتاد لتاجيجها .
هي حرب متفردة لأننا تمكنا من مواجهة كل ذلك واجهنا غفلتنا و واجهنا الحشد الداخلي و الخارجي و لم تضعف لنا إرادة و لم تمت لنا همة بل ظل هدفنا واضحا و ثبتنا لعامين و حققنا معجزة لم تتحقق في العالم من حولنا .
إنتصارنا العسكري ينتظر ان يستكمل بأن نحرر الأنفس و التأريخ المزيف و ثقافته القاتلة .
حررنا القصر الجمهوري رمز سيادتنا و لا نزال نخضع لتزوير التأريخ و نستحي ان نذكر جيشنا مباشرة في نشيدنا الوطني و نقول ان العلم يحمل العبء و لا نقول ان جيشنا هو من يحمل العبء.
حررنا عاصمتنا و لا تزال أحياء امدرمان تمجد في اسمائها قادة التعايشي الجنجويد القتلة و لا نزال نحتفي بمكان عرضة جيشه و بيت ماله .
لم يشهد تأريخنا مثل هذه الإنتصارات الكبري التي حققها شعبنا و جيشنا و لا بلد ان نستكملها بشجاعة و كما طهرنا ارضنا بقوة السلاح علينا ان نطهر ثقافتنا و معارفنا و نتجاوز البقع النتنة في تاريخنا و نلحق جنجويد الامس بنجويد اليوم و نرمي بكل هذه القذارة إلي مزبلة التأريخ .
علينا ان نرتقي لقمة النصر الذي حققناه و نقبل علي انفسنا و نعالج مشكلاتنا فنلجم العنصرية التي فينا و نقوي مجتمعنا و إقتصادنا نحرب الفساد و نخط نهضة لأمة قوية و نقوي شوكة جيشنا و نجود سياستنا الداخلية و نصوب علاقاتنا الخارجية و نحكم حدودنا و وجود الأجانب بيننا .
علينا ان نطهر صفوفنا و لا نفتح ابوابنا للخونة فلا ( صمود ) إلا لمن صمد في الحرب و لا ( تقدم ) إلا لمن تقدم لنصرة الكرامة .
علينا ان نمجد رموزنا الوطنية و نحتفي بسجلها في حرب الكرامة فنسمي ساحة البرهان و حي العطا و شارع المصباح و طريق مني و جبربل و مسرح الشهيد اللواء بحر .
الأمة السودانية قبل الحرب ليست هي التي بعدها .
راشد عبد الرحيم
خاص- المحقق
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: علینا ان
إقرأ أيضاً:
جمال عبد الرحيم يعلن تقرير النشاط لمجلس نقابة الصحفيين
أعلن جمال عبدالرحيم سكرتير عام نقابة الصحفيين- رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات، تقرير النشاط لمجلس نقابة الصحفيين في الفترة من شهر مارس 2024م وحتى شهر مارس 2025م.
وقال إن التقرير يتضمن الفعاليات، التي نظمها مجلس النقابة والبيانات، التي أصدرها للتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق منذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م، وحتى الآن، كما يتضمن جميع البيانات، التي أصدرها مجلس النقابة بإدانة الجرائم البشعة، والتي ارتكبها الكيان الصهيوني في حق الزملاء الصحفيين الفلسطينيين في جرائم حرب مروعة تهدف إلى طمس الحقيقة وإرهاب الصحفيين، التي تأتي ضمن سياسة ممنهجة تستهدف الصحفيين الفلسطينيين، الذين أصبحوا في مرمى نيران الاحتلال، فقط لأنهم ينقلون الحقيقة.
فمنذ بدء العدوان، استشهد أكثر من 211 زميلًا وزميلة، بالإضافة إلى عددٍ آخر من العاملين في المجال الإعلامي برصاص وصواريخ الاحتلال في أكبر مجزرة بحق الصحفيين في التاريخ الحديث وسط صمت وتواطؤ دولي مخزٍ.
لا شك أن استهداف الصحفيين جريمة حرب مكتملة الأركان، تستوجب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي، خاصة الأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية، وكل المؤسسات الحقوقية والإعلامية الدولية؛ للانتقال من دائرة الشجب والاستنكار إلى دائرة الفعل، واتخاذ خطوات عملية لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المتكررة بحق الصحفيين وحرية الصحافة.
كما يتضمن التقرير كذلك البيانات، التي أصدرها مجلس النقابة برفض وإدانة التصريحات العنصرية والعدوانية غير المسئولة وغير المنضبطة للرئيس الأمريكي، التي تتحدث عن السيطرة على قطاع غزة، وتهجير الشعب الفلسطيني.
والتقرير يشمل بيان 10 نقابات مهنية عقب اجتماعها في نقابة الصحفيين بإعلان موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، والرافض لأي حديث، أو حتى إشارات عن تهجير الفلسطينيين عن أراضيهم، ولدعم الموقف الرسمي المصري، الذى عبرت عنه القيادة السياسية.
ويتضمن التقرير مراحل التحضير للمؤتمر العام السادس للصحفيين، الذي نظمته النقابة في الفترة من 14 إلى 16 ديسمبر 2024م، برعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، تحت شعار «دورة فلسطين»، الذي بدأ بحفل افتتاح كبير حضره ممثلون للصحافة المصرية والعربية والدولية، وتكريم للصحافة الفلسطينية، ويتضمن التقرير كذلك توصيات المؤتمر والبيان الختامي.