مع الانفتاح الواسع للإنترنت وتغلغله في حياتنا.. كيف نحمي هواتف أبنائنا؟
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
مع انتشار الإنترنت والأجهزة الذكية بين الأبناء من مختلف الأعمار تحولت حمايتهم من مخاطر الشبكة العنكبوتية إلى الهاجس الأكبر للعديد من الآباء في مختلف بقاع الأرض، ورغم محاولات الشركات المستمرة لحماية الأطفال من المحتوى الضار في الإنترنت فإن هذه الجهود تظل قاصرة دون تدخل الآباء وتطبيق آليات أكثر صرامة للمراقبة والحماية من الإنترنت.
ودعت الحاجة المستمرة لوجود آليات فعالة لمراقبة هواتف الأطفال واستخدامهم الإنترنت الشركات إلى بناء تطبيقات ونظم حماية متكاملة تتيح للآباء التحكم في هواتف أبنائهم وحمايتهم من مخاطر الشبكة العنكبوتية، ومحاولة التغلب على التحديات والعقبات التي تنشأ مع مثل هذه المحاولات لحماية الأبناء.
لماذا أصبحت حماية هواتف الأطفال تحديا صعبا؟نظريا، يجب ألا تواجه الشركات أي صعوبة أو عقبات أثناء محاولة حماية هواتف الأطفال وتنظيم المحتوى على الإنترنت، وذلك لأنهم يتحكمون بشكل كامل في المحتوى الموجود على الإنترنت والمزايا الموجودة بالهواتف.
لكن التجارب العملية أثبتت أن هذا الأمر أكثر صعوبة، إذ يجب على الشركات الموازنة بين حرية المعلومات وحرية الأفراد على الإنترنت وبين محاولة حماية الأطفال وما يمكنهم الوصول إليه، كما أن المستخدمين لا يميلون إلى اقتناء هواتف خاصة بالأطفال، إذ يسعى أغلبية المستخدمين لاقتناء أجهزة معتادة ومنتشرة.
إعلانوحتى مع تثبيت منقحات الإنترنت من قبل الشركات ومصنعي الأجهزة المختلفة توجد دائما طرق للتغلب على هذه المنقحات والالتفاف حولها مهما كانت صارمة وعنيدة، وربما كان ما يحدث مع منصات التواصل الاجتماعي المختلفة والمحتوى الضار الموجود بها مثالا حيا على ذلك رغم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والخوارزميات المعقدة، فضلا عن الاختلافات الثقافية المختلفة حول العالم، فما يعتبر ضارا في المنطقة العربية قد يكون مقبولا بالولايات المتحدة، والعكس صحيح.
وبالتالي، أصبحت مهمة حماية الأطفال على الإنترنت من نصيب أولياء الأمور الذين يجب عليهم إيجاد طرق ملائمة لتطبيق منقحات تلائم ثقافتهم الخاصة وتحمي أطفالهم من المحتوى الضار من وجهة نظر أولياء الأمور.
الحل في التطبيقات الخارجيةوفرت التطبيقات الخارجية الحل المثالي الذي يبحث عنه الآباء لحماية أطفالهم على الإنترنت، فمن ناحية تتيح لهم اختيار المنقحات ووضع الشروط الخاصة التي يرونها ملائمة لحمايتهم، ومن ناحية أخرى توفر حماية متكاملة للأطفال، بدءا من منقحات تصفح الإنترنت وحتى منقحات التطبيقات والرسائل النصية وحتى المواد المخزنة في الهاتف، وفيما يلي مجموعة من أفضل تطبيقات الرقابة الأبوية الخارجية:
تطبيق "بارك"يسخّر تطبيق "بارك" الذكاء الاصطناعي لفحص كل ما يتعرض له الطفل عبر الهاتف، بدءا من رسائل البريد الإلكتروني وحتى الرسائل النصية ومنصات التواصل الاجتماعي وحسابات الأصدقاء والملفات المخزنة في الهاتف، وبدلا من حذف المواد الضارة ينبه التطبيق الآباء إلى وجودها ويترك لهم حرية الاختيار.
ويوفر التطبيق أيضا إمكانية تخصيص منقحات المحتوى كما ترغب عبر إضافة كلمات مفتاحية وتطبيقات أو مواقع لمنع الطفل من الوصول إليها بحسب ما يرى أولياء الأمور، كما يوفر إمكانية وقت التشغيل، أي وضع مدة زمنية لاستخدام الهاتف.
إعلانوتمثل ميزة الحد الجغرافي إحدى أهم المزايا الموجودة في التطبيق، إذ تتيح للآباء مراقبة موقع أطفالهم وموقع الهاتف طوال اليوم حتى لو أغلق الطفل خاصية التتبع والموقع الجغرافي.
وعموما، يمثل التطبيق خيارا متكاملا للرقابة الأبوية، إذ يمكن عبر حساب أب واحد إضافة العديد من الأطفال والأجهزة بشكل غير محدود، كما توفر الشركة هاتفا محمولا يدعم كل هذه المزايا وساعة ذكية توفر المزايا ذاتها.
تطبيق "موبيسيب"يوفر تطبيق "موبيسيب" مجموعة من المزايا المقاربة لتطبيق "بارك"، ولكنه يضيف عليها مزايا أخرى تتمثل في خواص جدول النشاط المكثفة، فيمكن تحديد مدة متغيرة لاستخدام كل نوع من التطبيقات، كما أنه يوفر مجموعة من التقارير المكثفة بشأن استخدام الأطفال الهواتف والتطبيقات التي يمضون الوقت الأكبر بها.
ويتيح التطبيق أيضا خاصية الحيز الجغرافي، ويرسل تنبيهات إلى الآباء في حال غادر الطفل حيزا جغرافيا بعينه، فضلا عن مزايا مراقبة منصات التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو وغيرها، وهي المزايا الرئيسية التي يبحث عنها الآباء.
ويأتي التطبيق مع مجموعة من الباقات المختلفة التي يمكن الاختيار، ومن بينها بحسب عدد الأجهزة التي تتم مراقبتها، ويعد سعره الاقتصادي إحدى أهم المزايا الموجودة فيه كونه يبدأ من 3 دولارات لمراقبة 5 أجهزة ويصل إلى 20 جهازا في الباقة الكبرى مقابل 8 دولارات شهريا.
تطبيق "كوستوديو"يجمع تطبيق "كوستوديو" جميع المزايا الموجودة في كافة تطبيقات الرقابة الأبوية، لذا يمثل خيارا متكاملا للآباء القلقين على أطفالهم، وتعد منقحات المحتوى المخصصة والمكثفة ميزته الكبرى، إذ يوفر إمكانية مراقبة الهواتف بشكل كامل عبر لوحة التحكم الخاصة به.
إعلانويملك التطبيق مجموعة من المزايا المخصصة وغير الموجودة في مثيلاته، بدءا من إمكانية إيقاف الوصول إلى الإنترنت عن الهاتف أو منع بعض التطبيقات بشكل مخصص من الوصول إلى الإنترنت، وهو يتوفر في باقتين تُدفعان سنويا، وفي الباقة الأعلى بسعر 100 دولار سنويا يرسل التطبيق تنبيهات مخصصة إلى هواتف الآباء لإبقاء عملية المراقبة مباشرة.
خط رفيع بين التطفل والرقابة الأبويةيفصل خط رفيع للغاية بين التطفل والدكتاتورية والرقابة الأبوية، وهو خط يجب ألا يتجاوزه الآباء بحسب نصائح الأطباء النفسيين، فوفقا لتقرير معهد الصحة الوطني في الولايات المتحدة، فإن الرقابة الأبوية المكثفة تتسبب في أضرار نفسية ممتدة على الأطفال.
وبينما تحاول التطبيقات تجنب هذا الخط الرفيع لا تخشى بعض التطبيقات الأخرى تخطيه وتعمل على توفير نسخة من هاتف الطفل في جهاز الآباء، وهي مثل تطبيقات مراقبة الشاشة والتجسس عليها.
ورغم أن مثل هذه التطبيقات قد توفر مستوى حماية متقدما فإنها تتسبب في أضرار عصيبة على نفسية الأطفال وتعد في بعض القوانين تجسسا على حياتهم الخاصة.
التوعية والرقابة الذاتيةرغم الحاجة إلى تطبيقات الرقابة الأبوية وقدراتها المتطورة فإن الرقابة الذاتية والتوعية بمخاطر المحتوى الضار هما الطريق الأمثل أمام الآباء من أجل حماية أبنائهم، إذ توفر هذه الطريقة حماية مستدامة لنفسية الطفل وعقليته دون إخضاعه لمراقبة مستمرة تهز نفسيته، وهي الطريقة التي ينصح بها أطباء علم النفس وخبراء التربية حول العالم، لما تملكه من آثار إيجابية واسعة وممتدة على حياة الأطفال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الرقابة الأبویة المحتوى الضار على الإنترنت الموجودة فی من الوصول مجموعة من بدءا من
إقرأ أيضاً:
كيف نحمي شبابنا من التغريب والفتن؟
واستضافت الحلقة أستاذ الشريعة والقانون في جامعة وهران بالجزائر الدكتور بلخير طاهري الإدريسي الذي استعان في بداية تعليقه على الموضوع بمقولة للشيخ الراحل محمد الغزالي "إن الله -عز وجل- ربى محمدا ليربي به العرب، وربى العرب بمحمد ليربي بهم الأمم".
ويقول إن أعمار الذين كانوا حول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كانت تتراوح بين 15 و25 سنة، وكلهم كان لهم أثر في دعوة النبي الكريم الذي ركز على عنصر الشباب بشكل دقيق ورئيس، وحاول أن يبني من هؤلاء الشباب رجالا أثبتوا تحدياتهم في واقعهم.
ويعطي مثالا على ذلك جعفر بن أبي طالب الذي بعثه النبي الكريم سفيرا إلى الحبشة، ولم يكن يتجاوز 20 سنة أو 23 سنة، حسب ما تقول السير.
ويشير إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تمكن من صناعة أولئك العمالقة من الشباب بناء على 4 مرتكزات: أولا، تصحيح العقيدة باعتبار أن الرسالة نزلت في بيئة جاهلية، حيث قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بتصحيح عقيدة هؤلاء الشباب، ثم ركز على تزويدهم بتقوى العبادة، ثم علّمهم عدم الاستعجال وزودهم بعنصر الصبر والجلد في الطريق الذي يسيرون عليه.
أما المرتكز الرابع فركز فيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- على فتح العقول والقلوب قبل فتح الحقول، أي الأراضي.
إعلانويوضح الدكتور الإدريسي أنه كان في مكة 360 صنما، لكن النبي الكريم لم يكسر صنما واحدا إلا بعد أن ذهب إلى المدينة وبنى دولته وقوّى صفه.
وعن واقع الشباب اليوم، يتأسف أستاذ الشريعة والقانون في جامعة وهران بالجزائر للحالة التي وصلوا إليها مقارنة بأسلافهم، ويقول إنهم يواجهون تحديات داخلية وخارجية، وأولها الفراغ.
ويذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا تزول قدما ابن ادم حتى يُسأل عن أربع: عن شبابه فيما أفناه، وعن عمره فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وأين أنفقه".
والتحدي الثاني الداخلي هو ضياع البوصلة وعدم تحديد الهدف، فعندما يفقد الشاب توازنه في المجتمع ويفقد مبررات وجوده فأول ما يقوم به إذا كان خالي الإيمان هو إنهاء حياته.
وهناك أيضا الانتحار الاعتزالي، وهو أن ينعزل الشاب عن المجتمع ويعيش مع الإنترنت فقط، وهناك ما سماه الدكتور الإدريسي الانتحار الاستسلامي، أي أن الشاب يستسلم لواقع منحرف.
أما التحديات أو الاستهدافات الخارجية التي تواجه الشباب المسلمين فيذكر منها الدكتور الإدريسي ظاهرة الإلحاد الجديد أو "اللادينية"، وهو الذي يجعلهم يشككون حتى في الأمور القطعية، بالإضافة إلى سلب الشخصية من خلال انخراط الكثير منهم بغباء ضد بلدانهم وضد شعوبهم.
ويشير إلى لجوء الشباب في الدول العربية والإسلامية للهجرة إلى الدول الغربية، ولكنه يرى أن هؤلاء الشباب يمكن لهم أن ينخرطوا من خلال الجمعيات والأحزاب والمنظمات وأن يتوغلوا في مؤسسات الدول التي يستقرون فيها ليكونوا عناصر فعالة.
23/3/2025-|آخر تحديث: 23/3/202506:30 م (توقيت مكة)