فندق كبسولة الفضاء في برلين.. حين تلتقي الأحلام بالواقع
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
برلين- يبدو أن خيارات السياحة على الواقع لم تشف صدور قوم كثيرين، وكما قيل "الحاجة أم الاختراع" فعالم اليوم الذي أصبحت التكنولوجيا تلعب فيه دورا رئيسًا لا يتوقف عند كثير من المسلمات، بل يقفز عبر الخيال، إلى أفكار أخرى. ففي عالم اليوم تتعدد الخيارات أمام السائحين ومقدمي الخدمات السياحية لجذب أكبر عدد ممكن ولدفع كثيرين لخوض غمار المغامرات من نوع جديد، وهو ما نجده في العاصمة الألمانية برلين.
لكن التجربة التي نحن بصددها يمكن وصفها بالفعل بأنها فريدة ونادرة الوجود، وهي ما يعرف بـ"كبسولة الفضاء الليلية" التي يمكنك تجربتها في مدن عالمية مختلفة منها برلين حيث يجمع هذا المكان بين تصميم فريد مستوحى من عالم الفضاء وتكلفة إقامة معقولة، مما يجعله وجهة مثالية للشباب وعشاق المغامرات وكل من يبحث عن شيء مختلف بعيدًا عن الفنادق التقليدية.
هذه التجربة التي نعرض لها في هذا التقرير تجمع بين العاملين، ففيها قدر لا بأس به من المتعة والإثارة، كما أنها تساعد المسافر على تخفيض تكلفة الإقامة بما يحقق خفضا لتكلفة الرحلة ككل أو يعطي فرصة لإنفاق أكثر على الجولات السياحية والأنشطة الترفيهية فضلا عن الطعام والشراب.
إعلان
انطلاق الرحلة
وبالنسبة للغالبية العظمى من السائحين فإن الفندق، أو مكان الإقامة بشكل عام، يمثل في الأساس مكانا للراحة من أجل الاستعداد ليوم جديد من الجولات السياحية والاطلاع على البلد الذي يزورونه.
وبطبيعة الحال يمكنك أن تجد في كل البلاد مستويات مختلفة من أماكن الإقامة بداية من الفنادق الفاخرة ثم المتوسطة وحتى أماكن الضيافة الرخيصة التي لا تكاد تقدم إلا مكانا للنوم.
وعند التخطيط للسفر، فإن هناك عاملين أساسيين يهتم بهما المسافر في الغالب، وهما المتعة والتكلفة، فهو يسعى إلى تحصيل أكبر قدر من المتعة مع أقل قدر من الإنفاق.
فكرة الفندقما يميز فندق كبسولة الفضاء الليلية في برلين الذي نتحدث عنه، على سبيل المثال، هو فكرته المبتكرة التي تجمع بين الخيال العلمي والواقع. فالفندق ليس مكونا من غرف كما هو معتاد وإنما تم تصميمه على شكل كبسولات فضائية، إذ تبدو كل غرفة كأنها جزء من مركبة فضائية متجهة إلى أعماق الكون. هذا التصميم ليس مجرد ديكور، بل تجربة مثيرة تمنح الضيوف شعورًا بالانفصال عن الأرض والانطلاق في رحلة بين النجوم.
وفي الوقت نفسه، فإن هذه الخدمة تقدم بأسعار تنافسية تناسب الميزانيات المحدودة، إذ يبدأ سعر الغرفة الفردية في برلين من 37 يوروا في الليلة (بحسب مواقع السفر المتخصصة)، وهو مبلغ ستدرك أنه زهيد بمجرد أن تقارنه مع المتاح من أسعار الفنادق العادية حتى المتوسطة منها.
هذا المزيج بين الإبداع في التصميم والتكلفة المعقولة يجعل فندق الكبسولة جذابًا للشباب والمسافرين الذين يبحثون عن تجارب جديدة من دون إنفاق مبالغ طائلة.
مكونات التصميمتفاصيل فضائية تحبس الأنفاس عند دخولك إلى الفندق، ستجد نفسك محاطًا بتفاصيل تعكس أجواء الفضاء؛ الكبسولات مصممة بشكل دائري، بألوان زرقاء وخضراء تخلق جوًّا يجمع بين الهدوء والغموض.
إعلانكل كبسولة مجهزة بسرير مريح، ومساحة تخزين صغيرة، ومرآة مزينة بإضاءة مميزة تعزز الشعور بأنك في رحلة فضائية حقيقية، بداية من الجدران المصممة كجدران مركبة فضائية، إلى الأصوات الهادئة التي تحاكي أصوات الفضاء، كلها تفاصيل تسهم في خلق تجربة مثيرة ومختلفة.
حتى الممرات والأماكن المشتركة في الفندق صممت لتعكس أجواء المستقبل باستخدام الشاشات والأضواء المهيبة التي تكمل التجربة الفضائية وتجعل الإقامة هنا أشبه بزيارة إلى محطة فضائية.
ولذلك فإن هذا الفندق يطرح نفسه كخيار مثالي للشباب والمسافرين الذين يبحثون عن شيء مختلف من دون إنفاق مبالغ كبيرة.
لكن إذا كنت ستخوض التجربة للمرة الأولى، فلا تتوقع أنك ستجد غرفة كالتي اعتدت عليها في الفنادق، فارتفاع الكبسولة لا يتجاوز مترا واحدا، ومن ثم فإن المتاح لك أن تنام على السرير أو تجلس عليه في أفضل الأحوال لا أن تقف أو تمشي بالداخل، ولا تتوقع أن تجد أماك شاشة تلفاز مثلا، فكل المتاح هو مرآة متوسطة الحجم.
خدمات ولمسة فضائيةأما خارج الكبسولة فيمكنك أن تجد صالة مشتركة للضيوف تتوفر بها أيضا خدمة "واي فاي" المجانية، حيث يمكن للزوار الاسترخاء وتبادل الأحاديث، كما يوجد مقهى للمشروبات والوجبات الخفيفة تقدم في أشكال مستوحاة من الفضاء. هذه الخدمات، وإن كانت بسيطة، إلا أنها تكمل التجربة الفريدة التي يقدمها الفندق.
ربما تتساءل عن مكان المرحاض في هذا المكان الضيق المصمم بشكل أساسي للنوم، والنوم فقط، نظرًا لطبيعة الفندق الذي يعتمد على الكبسولات، فإن المراحيض هي من النوع المشترك. ومع ذلك، يتم الحفاظ على نظافتها بشكل دائم وصممت أيضا بطريقة تتماشى مع التصميم الفريد للفندق مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من التجربة الكلية التي يقدمها الفندق.
إعلان موقع إستراتيجي ببرلينيقع الفندق في منطقة حيوية في برلين، قريبة من العديد من المعالم السياحية الشهيرة، مثل بوابة براندنبورغ (الرمز الأساسي لمدينة برلين) والرايخستاغ وهو البرلمان الألماني الأول و ظل منذ تأسيسه يواصل وظيفته التشريعية حتى أحرقه النازيون ودمروه عام 1933.
أما (البوندستاغ) وهو برلمان ألمانيا الحديثة فقد أسس بالتزامن مع قيام جمهورية ألمانيا الاتحادية 1949، وظل مقره منذ ذلك الوقت في العاصمة القديمة بون، وانتقل بعد توحيد الألمانيتين عام 1990 إلى مقره الحالي في مبنى "الرايخستاغ" القديم، بعد تجديده بالكامل عام 1999 في العاصمة الجديدة برلين.
هذا الموقع الإستراتيجي يسمح للضيوف باستكشاف المدينة بسهولة، سواء سيرًا على الأقدام أو باستخدام وسائل النقل العام المتوفرة بكثرة في المنطقة.
وحسب تجربتنا، فإن فندق كبسولة الفضاء الليلية في برلين هو مثال رائع على إمكانية التقاء الإبداع والتصميم مع التكلفة المعقولة. إنه ليس مجرد مكان للإقامة، بل تجربة تمنح الضيوف شعورًا بالانفصال عن الواقع والانطلاق في رحلة إلى النجوم.
وسواء كنت من عشاق الفضاء أو تبحث عن تجربة مختلفة ومثيرة، أو مهتما بالحصول على أقل الأسعار، فإن هذا الفندق يعدّ خيارًا مثاليا. إنه مكان حيث تلتقي الأحلام بالواقع، وتصبح الإقامة مغامرة لا تُنسى دون أن تثقل كاهلك ماليا.
الفندق الكبسولة: أكثر من مجرّد سرير للنوم #اليابان
انقضت أكثر من ثلاثين سنة منذ أن افتُتِحَ أول فندق كبسولة في #اليابان. وفي الماضي، كان الرجال هم عملاؤها الرئيسيون، لكن في السنوات الأخيرة ظهرت أيضًا فنادق كبسولة للنساء تقدّم لهن مكانًا آمنًا ومريحًا وعمليًا للنوم. وهناك مزايا… pic.twitter.com/W7fQrmykXJ
— اليابان بالعربي ???????? (@nippon_ar) May 25, 2023
إعلانوالجدير أن الفندق الكبسولة أصبح ينتشر في عدد من الدول، من بينها اليابان، فقد جذب روادًا وذلك لقلة تكلفته إلى جانب الخروج عن المألوف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی برلین مکان ا
إقرأ أيضاً:
اكتشاف "أعاصير فضائية" تدور في مركز مجرة درب التبانة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اكتشف علماء الفلك وجود هياكل شبيهة بـ"الأعاصير الفضائية" تدور في مركز مجرتنا، درب التبانة.
ورغم أن المنطقة المركزية للمجرة، التي تضم الثقب الأسود الهائل "منطقة الرامي أ*" (Sagittarius A*)، معروفة بنشاطها العالي وامتلائها بغازات وغبار دوار، إلا أن آلية هذه الظاهرة ظلت غامضة حتى الآن.
وباستخدام مصفوفة مراصد أتاكاما المليمترية/دون المليمترية الكبيرة، المعروفة باسم "ألما" (ALMA)، وهي مجموعة من عشرات التلسكوبات الراديوية في صحراء تشيلي وأكبر مشروع فلكي حالي، تمكن الفلكيون من رفع الغموض وتحسين رؤيتهم للمنطقة، ما سمح لهم باكتشاف هذه "الأعاصير".
ووصف شينغ لو، الأستاذ الباحث في مرصد شانغهاي الفلكي، هذه الظاهرة قائلا: "يمكننا تخيلها كأعاصير فضائية: إنها تيارات عنيفة من الغاز، تتبدد بسرعة، وتوزع المواد في البيئة المحيطة بكفاءة عالية".
واستخدم الفريق قدرات المصفوفة التلسكوبية عالية الدقة لرسم خرائط لأشرطة ضيقة من الضوء داخل المناطق الباردة والكثيفة في مركز المجرة.
وأوضح كاي يانغ من جامعة شنغهاي جياو تونغ، الذي قاد البحث: "عندما فحصنا صور ألما التي تظهر التدفقات الخارجية، لاحظنا هذه الخيوط الطويلة والضيقة المنفصلة مكانيا عن مناطق تشكل النجوم. وعلى عكس أي أجسام معروفة، فاجأتنا هذه الخيوط تماما. ومنذ ذلك الحين، كنا نتساءل: ما هي؟".
وما وجدوه لا يتطابق مع أي من أنواع الخيوط الغازية الكثيفة المكتشفة سابقا، وما تزال كيفية تشكلها أمرا مجهولا. لكن لديهم فرضية تقول إنه ربما يكون السبب هو موجات صدمية نشطة. استنادا إلى وجود انبعاثات خطوط مضيئة وملاحظات أخرى.
وتقدم النتائج رؤية أكثر تفصيلا لما يحدث في مركز درب التبانة، وتشير إلى وجود "عملية دورية لتدوير المادة هناك".
وحسب الفرضية، تُحدث الصدمات هذه الأعاصير، ما يؤدي إلى إطلاق الغاز. ثم تتبدد الأعاصير لإعادة تغذية المادة التي أطلقت، بينما تتجمد الجزيئات التي تحررها الصدمات. ويأمل مؤلفو الدراسة أن تؤكد الملاحظات المستقبلية باستخدام مرصد ألما كيفية تشكل هذه الأعاصير الفضائية الغامضة.