الدولار يتراجع وسط ترقب للرسوم الجمركية الجديدة
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
مارس 24, 2025آخر تحديث: مارس 24, 2025
المستقلة/- شهد الدولار الأميركي تراجعًا طفيفًا في التعاملات المبكرة يوم الاثنين، بعد أن سجل أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع أمام العملات الرئيسية، وسط ترقب الأسواق لجولة جديدة من الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرضها مطلع أبريل المقبل.
ووفقًا لبيانات “رويترز”، استقر مؤشر الدولار عند 104.03 نقطة بعد أن لامس 104.22 نقطة يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى له منذ السابع من مارس. وعلى الرغم من هذا التراجع الطفيف، سجل المؤشر مكاسب بنسبة 0.4% الأسبوع الماضي، في أول أسبوع من الارتفاع خلال الشهر الجاري.
اليورو والين تحت الضغطارتفع اليورو بنسبة 0.24% ليصل إلى 1.0836 دولار، بعد أن سجل أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 1.0795 دولار يوم الجمعة. وكانت العملة الأوروبية الموحدة قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الفترة الماضية بدعم من تفاؤل الأسواق بشأن تحركات ألمانيا لتعزيز الإنفاق العسكري والبنية التحتية، لكنها تراجعت خلال الأيام الأخيرة قبيل التصديق الفعلي على تلك التغييرات.
أما الين الياباني، فقد سجل تراجعًا أمام الدولار، الذي ارتفع بنسبة 0.3% ليصل إلى 149.77 ين، وذلك وسط ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.2770%.
الجنيه الإسترليني والعملات الأخرىشهد الجنيه الإسترليني ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.15% ليصل إلى 1.2934 دولار، فيما صعد الدولار الأسترالي بنسبة 0.29% ليبلغ 0.6291 دولار.
وفي سوق العملات الرقمية، ارتفعت عملة “بتكوين” بنسبة 1% لتصل إلى 85,965 دولارًا، وسط حالة من الترقب لاستمرار تقلبات السوق.
الليرة التركية تستقر رغم التوترات السياسيةاستقرت الليرة التركية عند مستوى 38.0050 للدولار، رغم حالة عدم اليقين السياسي بعد قرار محكمة تركية سجن رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، المنافس القوي للرئيس رجب طيب أردوغان، على خلفية اتهامات بالفساد، وهو ما ينفيه إمام أوغلو. وكانت الليرة قد شهدت هبوطًا قياسيًا الأسبوع الماضي عندما لامست 42 ليرة للدولار، وذلك عقب إعلان البنك المركزي التركي تعليق مزادات إعادة الشراء ورفع سعر الفائدة على الإقراض لليلة واحدة إلى 46%.
الأسواق تترقب تحركات الإدارة الأميركيةيترقب المستثمرون عن كثب تطورات السياسة التجارية الأميركية، حيث من المقرر أن يعلن البيت الأبيض عن جولة جديدة من الرسوم الجمركية في الثاني من أبريل، وهو ما قد يؤثر على توقعات نمو الاقتصاد الأميركي.
في هذا السياق، كتب محللو “غولدمان ساكس” في مذكرة بحثية أنهم خفضوا توقعاتهم للدولار الأسبوع الماضي، لكنهم لا يزالون يتوقعون ارتفاعه مجددًا على المدى المتوسط، مشيرين إلى أن أي تصعيد في الرسوم الجمركية قد يكون داعمًا للعملة الأميركية.
يأتي هذا التذبذب في سوق العملات وسط مخاوف من تأثيرات السياسات التجارية على الاقتصاد العالمي، في وقت يواصل فيه المستثمرون البحث عن إشارات أوضح من البنوك المركزية حول اتجاهات السياسة النقدية للفترة المقبلة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
حرب التعريفات الجمركية بين الصين وأمريكا.. إلى أين؟ (إطار)
صنعاء ـ تقرير: فاطمة هاشم
كان العالم يقف على قدم واحدة وهو يتابع مدى احتدام حرب التعريفات الجمركية بين الصين، والولايات المتحدة الأميركية، بعد فرض رسوم جمركية هائلة متبادلة بين البلدين، الأمر الذي يعكس حجم التبادل التجاري بينهما، وهو ما يضع المتابعين أمام تساؤلات ومخاوف.
وفق ما ترجحه أدبيات تجارية وتقارير صحفية؛ تعود بداية الصراع الاقتصادي بين البلدين إلى يناير 2018، وتحديدا عندما بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال ولايته الأولى، فرض الرسوم الجمركية وغيرها من الحواجز التجارية على الصين بهدف إجبارها على إجراء تغييرات على ما تقول الولايات المتحدة إنها ممارسات تجارية غير عادلة طويلة الأمد.
وصدر عن ولاية ترامب الأولى القول إن هذه الممارسات قد تساهم في العجز التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وأن الحكومة الصينية تطلب نقل التكنولوجيا الأمريكية إلى الصين.
وردًا على التدابير التجارية الأمريكية، اتهمت إدارة الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ إدارة ترامب بالانخراط في الحمائية القومية واتخذت بدورها إجراءات انتقامية.
وبعد تصاعد الحرب التجارية خلال عام 2019، توصل الجانبان في يناير 2020 إلى اتفاقية المرحلة الأولى المتوترة.
وبحلول نهاية ولاية رئاسة ترامب الأولى، وُصفت الحرب التجارية على نطاق واسع بأنها فشل للولايات المتحدة، وفق تقارير.
أبقت إدارة بايدن التعريفات الجمركية كما هي وأضافت رسومًا إضافية على السلع الصينية مثل المركبات الكهربائية والألواح الشمسية.
في عام 2024، اقترحت حملة ترامب الرئاسية تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على السلع الصينية.
في 1 فبراير 2025، رفعت إدارة ترامب التعريفات الجمركية على الصين بنسبة 10 في المائة، كما رفعتها في 4 مارس، بنسبة 10 في المائة مرة أخرى.
وفي المقابل؛ فرضت الصين في 10 مارس تعريفات جمركية بنسبة 15 بالمائة على السلع الأمريكية، بما في ذلك السلع الزراعية.
ورفعت إدارة ترامب في 2 أبريل 2025 إجمالي التعريفات الجمركية على الواردات من الصين إلى 54 بالمائة، وفي المقابل تعهدت الحكومة الصينية بالرد.
وشهد عام 2025 تصعيدًا للصراع، من خلال سلسلة من التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة وصولًا إلى تعريفة جمركية بنسبة 145 بالمائة على السلع الصينية؛ وفي المقابل فرضت الصين تعريفة جمركية بنسبة 125 بالمائة.
في المقابل؛ تقدمت الصين بشكوى لمنظمة التجارة العالمية ضد الزيادات الأخيرة للرسوم الأميركية، داعية الدول المتضررة للانضمام إليها في مواجهة ما اعتبرته انتهاكات من قبل الادارة الامريكية لقوانين منظمة التجارة العالمية.
وأعلنت وزارة المالية الصينية أن بكين ستفرض رسوما جمركية بنسبة 125% على السلع الأميركية اعتباراً من مطلع الاسبوع الجاري، وذلك ارتفاعاً من 84% التي أعلنت عنها في وقت سابق.
وهددت وزارة المالية الصينية باتخاذ إجراءات مضادة للإجراءات التي اتخذتها واشنطن والقتال حتى النهاية”.
شهدت التجارة بين البلدين نموا فارقا منذ عام 1985 وحتى عام 2024. في عام 1985، بلغت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة حوالي 3.86 مليار دولار. وبحلول عام 2023، ارتفعت هذه الصادرات إلى حوالي 427 مليار دولار.
بلغ حجم الواردات الأمريكية من الصين خلال الشهرين الأولين من العام الحالي، وفقا لمكتب الإحصاء الأميركي، نحو 73 مليار دولار، والصادرات نحو 20 مليار دولار. كما بلغ حجم التجارة “صادرات وواردات” بين الولايات المتحدة والصين عام 2024 نحو 583 مليار دولار، وعام 2023 نحو 575 مليار دولار. وللمقارنة بلغ حجم التجارة عام 1999 نحو 95 مليار دولار فقط .
ووفق مصادر صحفية؛ تتمثل أبرز صادرات الصين إلى الولايات المتحدة في “الإلكترونيات مثل الهواتف الذكية، وأجهزة التلفاز، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والملابس والمنسوجات، والألعاب، والأجهزة المنزلية “. أما عن أبرز واردات الصين من الولايات المتحدة فهي “المنتجات الزراعية، والطائرات ومكوناتها، والأدوية والمستلزمات الطبية، والنفط الخام والغاز الطبيعي” وفق تقارير.
وفي الوقت الراهن تصاعد بشكل دراماتيكي التوتر الاقتصادي بين الدولتين، ومن المؤكد أن هذه الإجراءات ستؤدي إلى زيادة التوتر بين العملاقين الاقتصاديين، وفقا لخبراء.
في المحصلة “من غير المستبعد أن يذهب التصعيد التجاري بين الدوليين إلى مزيد من تأزيم العلاقات؛ وانعكاس ذلك على واقع المصالح وصولا إلى زلزال عالمي وهو ما لا نتمناه”؛ وفق أحد المراقبين.
سبأ