كيف كشفت مقابلة المبعوث الأمريكي عن فجوات بين واشنطن وتل أبيب؟
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
كشف المبعوث الأمريكي، ستيفن ويتكوف، خلال مقابلة أجراها مع الصحفي تاكر كارلسون، عن وجود فجوات كبيرة في وجهات النظر بين الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي حول عدد من القضايا الاستراتيجية، وفقا لما أورده موقع "واينت" العبري.
وأفاد الموقع العبري بأن تصريحات ويتكوف التي أدلى بها الأسبوع الماضي، شكلت "مفاجأة في تل أبيب"، حيث أوضحت تباينًا جوهريًا بين موقف الإدارة الأمريكية ورؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات وصفقات التبادل.
ورغم إشادة ويتكوف بإنجازات نتنياهو العسكرية ضد إيران وحزب الله وحماس، فإنه أشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي لا يعكس تطلعات الرأي العام في بلاده، الذي يطالب بإطلاق سراح الأسرى.
كما انتقد غياب رؤية واضحة لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي بشأن ما وصفه بـ"اليوم التالي"، رغم مرور أكثر من عام ونصف على العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وقال ويتكوف إن "القادة في المنطقة يتساءلون: ما هو الهدف الإسرائيلي؟ ما هي الخطة طويلة الأمد؟ لا توجد خريطة طريق واضحة، وهذا يخلق حالة من عدم الاستقرار".
وشدد على أن حكومة نتنياهو يجب أن تدرك أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي، وأنه لا بد من تبني نهج تفاوضي فعّال لتحقيق أهدافها، مضيفا: "لا يمكن التفاوض دون وجود رؤية واضحة للمستقبل".
في المقابل، أكد مسؤولون إسرائيليون مشاركون في مفاوضات تبادل الأسرى أن إسرائيل لن تقبل بأي مفاوضات تُجرى تحت وقع النيران، مشددين على أن "الضغط العسكري هو الوسيلة الوحيدة لدفع حماس إلى التفاوض الجاد". وأشاروا إلى أن استمرار القتال سيظل خيارًا مطروحًا ما لم يتم إطلاق سراح الأسرى.
كما أبرز تقرير "واينت" تحولا ملحوظا في الموقف الأمريكي تجاه حماس، حيث صرح ويتكوف قائلًا: "لا يمكن السماح ببقاء حماس في غزة. هذا أمر لا يمكن أن تقبله إسرائيل أبدًا، لكن إذا وافقت الحركة على نزع سلاحها، فقد يكون هناك مجال لدور سياسي محدود".
وأشار الموقع إلى أن تصريحات ويتكوف تعكس دعما أمريكيا لمواصلة الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية، لكنها تلمح أيضا إلى احتمال ممارسة ضغوط مستقبلية لوقف إطلاق النار.
وعلى صعيد آخر، كشف المبعوث الأمريكي عن تباين في وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب حول سوريا، حيث اعتبر أن الرئيس السوري أحمد الشرع قد يكون شريكا يمكن التعامل معه، بينما ترى إسرائيل أنه شخصية لا يمكن الوثوق بها.
كما ربط ويتكوف عملية التطبيع مع السعودية واتفاقيات إبراهيم بحل أزمة غزة، مما يشير إلى أن مستقبل العلاقات الإقليمية مرتبط بملف الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وأثارت تصريحات ويتكوف حول إيران قلق المسؤولين الإسرائيليين، خاصة بعد تأكيده أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تفضل الحلول الدبلوماسية أولًا في التعامل مع طهران، وهو ما يتناقض مع النهج الإسرائيلي المتشدد تجاه الجمهورية الإسلامية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية ويتكوف نتنياهو غزة حماس ترامب حماس غزة نتنياهو ترامب ويتكوف صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا یمکن إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن فهم استراتيجية ترامب الخارجية؟
أثارت سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الخارجية جدلًا واسعًا، إذ وصفها البعض بأنها تجارية، انعزالية، أو حتى استبدادية ومدفوعة بالنزوات، إلى حدّ أنها تتعارض مع المصالح الوطنية الأمريكية. غير أن المستشار في الشؤون الدفاعية، الدكتور فيكتور أبراموفيتش، يرى أن هذه التحليلات تتجاهل بُعدًا أكثر عمقًا في سلوكيات ترامب، وهو إعادة تقييم استراتيجية الولايات المتحدة الكبرى على مدى القرن الماضي، والتي ارتكزت على الهيمنة العالمية الليبرالية والتوازن الخارجي.
إعادة حسابات ترامب المحتملة تعني ثلاثة أمور رئيسية لحلفاء أمريكا
ما ملامح الاستراتيجية الأمريكية التقليدية؟كتب أبراموفيتش في تقرير نشره "معهد لوي" الأسترالي أن أحد الأهداف الأساسية لاستراتيجية واشنطن كان منع أي قوة أخرى من السيطرة على مراكز النفوذ العالمية، خاصة في أوروبا، آسيا، والشرق الأوسط، حيث يمكن لدولة مهيمنة في إحدى هذه المناطق أن تحشد مواردها لتشكّل تهديداً لأمريكا مستقبلاً.
ترامب يعيد خلط أوراق اليمين المتشدد في أوروبا - موقع 24عندما اجتمع كبار القادة العسكريين لدول حلفاء أوكرانيا في لندن يوم 20 مارس (آذار) لمناقشة إمكانية تشكيل قوة لحفظ السلام، كان هناك غائب بارز: رئيس أركان الدفاع الإيطالي الجنرال لوتشيانو بورتولانو، الذي أوفد ممثلين أقل رتبة، في خطوة وصفتها مجلة "إيكونوميست" بأنها ذات دلالة.
ولتحقيق ذلك، اعتمدت الولايات المتحدة على دعم القوى المحلية لموازنة نفوذ أي قوة صاعدة، مما كان أقل كلفة من التدخل العسكري المباشر. لكن هذا النهج شهد تباينات عبر العقود. فبعد الحرب الباردة، تبنّت واشنطن هيمنة عالمية عبر قواعد عسكرية وتحالفات وتدخلات سريعة لاحتواء التهديدات، بينما كان النهج السائد قبل عام 1945 يقوم على التوازن الخارجي، حيث بقيت القوات الأمريكية داخل أراضيها ولم تتدخل إلا عند الضرورة القصوى، كما في الحربين العالميتين.
وفي كلتا الحالتين، سعت واشنطن إلى تعزيز اعتماد حلفائها عليها، لا سيما في المجالين النووي والعسكري، ما جعلهم أكثر تبعية للولايات المتحدة ودفعهم لدعم حروبها، في حين استفادوا من إنفاق أقل على الدفاع الذاتي.
حسابات ترامب الجديدةاستمرت هذه الاستراتيجية لعقود، مما جعل الكثيرين يعتقدون أن أمريكا لن تغيّر نهجها. لكن مع تصاعد التكاليف، بدأت تحذيرات من أن واشنطن قد تتخلى عن بعض أعباء الهيمنة العالمية، خصوصاً وأن موقعها الجغرافي يحميها من التهديدات المباشرة.
ترامب يطلق ثورة أمريكية ثانية.. ولكن ضد العالم هذه المرة - موقع 24بعد مرور شهرين فقط على تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة لولاية ثانية، بات واضحاً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقود ثورة في السياسة الخارجية الأمريكية، ستؤدي إلى انقلاب النظام الدولي رأساً على عقب، من خلال زعزعته لاستقرار المؤسسات الراسخة، وأنماط التعاون الدولي المستقرة وتدميرها.
ويبدو أن ترامب تبنّى هذا المنظور، وهو ما يفسّر العديد من قراراته في السياسة الخارجية. فقد سعى إلى تقليص الإنفاق العسكري التقليدي مقابل تعزيز قدرات مثل "درع القبة الذهبية" لحماية أمريكا من التهديدات العابرة للحدود.
كما دفع الحلفاء لزيادة إنفاقهم الدفاعي وتحسين فرص واشنطن الاقتصادية، عبر مزيج من الضغوط والمجاملات للقوى الكبرى.
وفي أوروبا، رأى ترامب أن خطر الغزو ضعيف نظراً لتشرذم دول القارة وضعف روسيا، فلماذا الإبقاء على وجود عسكري هناك؟ أما في آسيا، فالصين تمثل تهديداً متزايداً يتطلب استثمارات أمريكية أكبر، ما يطرح خيار صفقة كبرى مع بكين تضمن مصالح واشنطن الاقتصادية مقابل تقليص وجودها العسكري في المنطقة.
إلحاح ترامب على حلول سريعة يصطدم بالوقائع الدبلوماسية - موقع 24في النزاعات الدولية، يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عجلة من أمره. وحتى قبل أن يتسلم ولايته الثانية، ادعى فضله في "وقف النار الملحمي" في غزة. وسارع إلى الحصول على موافقة أوكرانيا وروسيا على هدنة، وبالنسبة لإيران، يريد ترامب اتفاقاً في غضون شهرين، لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.
تداعيات محتملة على الحلفاءيرى أبراموفيتش أن إعادة تقييم ترامب للاستراتيجية الأمريكية تحمل ثلاثة تداعيات رئيسية لحلفاء واشنطن:
1- نهاية عهد الضمانات التقليديةلم يعد بالإمكان الاعتماد على الهيمنة الأمريكية كما في السابق، فحتى لو كان نهج التوازن الخارجي منطقياً، فإن تغيّر الاستراتيجية قد يصبح نهجاً دائماً، ليس مع ترامب فقط، بل ربما مع إدارات أمريكية مستقبلية.
2- ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعيعلى الحلفاء تعزيز قدراتهم الدفاعية لمواجهة تراجع الدور الأمريكي. لكن هذا قد يكون سيفاً ذا حدين، إذ إن تحصّن الدول الإقليمية ضد موسكو وبكين قد يُشجّع واشنطن على الانسحاب أكثر.
3- التقليل من الاعتماد على أمريكا بذكاءمن الضروري أن تبحث الدول عن خيارات بديلة، لكن بحذر، خصوصاً في ظل إدارة غير متوقعة مثل إدارة ترامب. بالنسبة إلى أستراليا، على سبيل المثال، برزت دعوات لنهج أكثر استقلالية في السياسة الخارجية والدفاعية. ومن بين الخيارات المطروحة، تسريع شراء الأسلحة الأمريكية التي يمكن الحصول عليها بسرعة، مع تجنب الالتزامات طويلة الأمد مثل شراء غواصات نووية، إذ قد يتم إلغاؤها في أي لحظة بقرار أمريكي مفاجئ.
لن تعجب ترامب.. سيناريوهات محتملة لضم كندا إلى الولايات المتحدة - موقع 24يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضم كندا وجعلها الولاية الأمريكية الرقم 51، وإذا ما مضى في سبيل هذه الغاية، فثمة "عواقب غير مقصودة" ستحدث.
وختم أبراموفيتش بالقول: "هناك الكثير مما يجب فعله، وبسرعة".