فصل الأحياء الاستيطانية.. خطة سموتريتش لفرض السيادة على الضفة
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
القدس المحتلة- صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) على مقترح قدمه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يقضي بفصل 13 حيا استيطانيا في الضفة الغربية المحتلة عن المستوطنات المجاورة لها، والبدء بإجراءات الاعتراف بها مستوطنات مستقلة.
ويأتي قرار الكابينت في إطار خطة ضم أجزاء من الضفة إلى السيادة الإسرائيلية، والتي يقودها تيار "الصهيونية الدينية" برئاسة سموتريتش، وحزب "عظمة يهودية" برئاسة إيتمار بن غفير، وهي خطة تحظى بدعم أوساط واسعة من أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وينسجم القرار مع المشروع الذي يحركه سموتريتش الذي يشغل أيضا منصب وزير في وزارة الدفاع، ويهدف إلى توسيع المشروع الاستيطاني وشرعنة البؤر الاستيطانية التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية ذات الملكية الخاصة، وكذلك المصادقة النهائية على القانون الذي يسمح للمستوطنين بتملك أراض وعقارات في الضفة.
في هذا التقرير نسلط الضوء على قرار الكابينت ومعانيه ودلالاته، وإلى أي مدى يسهم في وضع اليد على المزيد من الأراضي الفلسطينية؟ وذلك في ظل المصادقة على ضم عشرات آلاف الوحدات السكنية في الضفة، وإسهام القرار في شرعنة المشروع الاستيطاني وضم الكتل الاستيطانية مع مسطحات واسعة من الأراضي إلى إسرائيل.
إعلان
علامَ ينص قرار الكابينت؟ وماذا يعني فصل أحياء استيطانية؟
صادق الكابينت على اقتراح الوزير سموتريتش بفصل 13 حيا استيطانيا في الضفة عن مستوطنات مجاورة لها، والعمل على الاعتراف بها مستوطنات مستقلة وتوسيعها عبر إضافة المزيد من مسطحات الأراضي المعدة للبناء، وهي في غالبيتها أراض يتم وضع اليد عليها ومصادرتها من الفلسطينيين، وفقما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وذكرت الصحيفة أن "الخطوة التي يقودها الوزير سموتريتش في إطار عمل إدارة الاستيطان تحت مسؤوليته، تتم على خلفية المصادقة على بناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية في الضفة"، وهي خطوة مهمة أخرى في عملية تطبيع وتنظيم وتسوية الاستيطان وشرعنة البؤر الاستيطانية.
وكتب رئيس مجلس المستوطنات في الضفة يوسي داغان رسالة إلى المستوطنين قائلا "نبأ سار للاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ودولة إسرائيل بأكملها (فلسطين التاريخية)، وخطوة هامة أخرى في تنظيم وضع المستوطنات الناشئة وشرعنة البؤر الاستيطانية".
وأضاف في رسالته "نحن ندرك أن استقلال المستوطنات ضروري لتنميتها وتعزيز الاستيطان وتوسيعه، هذه خطوة أخرى، لكنها ليست الأخيرة، سنواصل العمل بكل قوة لتنظيم جميع المستوطنات وتنفيذ خطة الضم وفرض السيادة في السامرة".
ماذا يعني القرار ضمن خطة سموتريتش لضم الضفة؟يعتبر قرار الكابينت خطوة أخرى في عملية تطبيع وتنظيم الاستيطان، وكذلك وسيلة للالتفاف على قرارات حكومية سابقة بمنع بناء مستوطنات جديدة في الضفة، وكذلك الالتفاف على قرارات المحكمة العليا بشأن التوسع الاستيطاني وعرقلة عملية تبيض وشرعنة البؤر الاستيطانية.
وسيسهل هذا القرار توسع المستوطنات بشكل كبير، والمصادقة على بناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية، وهو يمهد إلى السير بخطوات ثابتة نحو الضم، بحسب تصور الوزير سموتريتش الذي قال إنه "تم البدء بخطوات فرض السيادة على الضفة"، بحسب ما نقلت عنه القناة 13 الإسرائيلية.
إعلانوقال الوزير سموتريتش "إننا نواصل قيادة ثورة التطبيع والتنظيم في المستوطنات بدلاً من الاختباء والاعتذار، نرفع راية الاستيطان ونبني ونستقر"، مضيفا أنها خطوة أخرى مهمة على الطريق نحو السيادة الفعلية في الضفة الغربية.
ما الأحياء الاستيطانية التي ستكون مستقلة؟ وأين توجد بالضفة؟
يدور الحديث عن أحياء استيطانية بالضفة الغربية موجودة بجوار 13 كتلة استيطانية كبيرة في جميع المناطق بالضفة، سواء في الجنوب والوسط والشمال ومنطقة الأغوار والبحر الميت.
ويعني ذلك إقامة 13 مستوطنة جديدة في جميع أنحاء الضفة، ومنحها كافة التسهيلات للتوسع على الأراضي الفلسطينية، سواء لبناء الوحدات السكنية الاستيطانية أو من أجل توسيع المشروع الزراعي الاستيطاني ودعم اقتصاد المستوطنات، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس".
والأحياء الاستيطانية التي شملها قرار الكابينت تمهيدا للاعتراف باستقلالها هي: "ألون وحرشا وكيرم رعيم ونيريا وميغرون وشفوت راحيل وأفنيت وبروش هبيقاع وليشم ونوفي نحميا وتال منشِه وإيفي هناحل وغفعوت".
وتتمركز الأحياء السكنية في محافظات رام الله وبيت لحم ونابلس وسلفيت وطوباس وجنين والأغوار ومنطقة البحر الميت، وهي قائمة أصلا على آلاف الدونمات التي صودرت من السكان الفلسطينيين.
ما خطوات تنفيذ القرار وواقع المشروع الاستيطاني؟يترتب على الخطوات والإجراءات لتنفيذ القرار الحصولُ على ضوء أخضر من الإدارة المدنية التابعة لقائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، لكنها تخضع إلى صلاحيات وتعليمات سموتريتش الذي يقود في هذه الحكومة مشروع "إدارة الاستيطان" في الضفة، مما يعني توسيع المستوطنات والإعلان أنها مستقلة، وكذلك بناء عشرات آلاف الوحدات الاستيطانية، وهو أمر سيكون ضمن صلاحيات سموتريتش أيضا.
منذ العام 1967 وحتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تم إنشاء أكثر من 141 مستوطنة مستقلة في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وهناك 123 بؤرة استيطانية و113 مزرعة استيطانية، في حين يبلغ تعداد المستوطنين بالضفة نحو 505 آلاف مستوطن، وخلال الحرب على قطاع غزة تمت إقامة 91 بؤرة استيطانية بالضفة، بحسب بيانات وثقتها حركة "السلام الآن".
إعلانفي السنوات الأولى للاحتلال، كانت الآلية الرئيسية التي استخدمتها إسرائيل للاستيلاء على الأراضي لغرض إقامة المستوطنات هي "الاستيلاء على الأراضي لأغراض عسكرية"، خلال هذه السنوات صدرت أوامر عسكرية بمصادرة نحو 31 ألف دونم (الدونم يساوي 1000 متر مربع)، معظمها مخصص لبناء المستوطنات.
فلسطينيا، ماذا يعني تحويل 13 حيا استيطانيا إلى مستوطنات مستقلة؟قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان إن قرار دولة الاحتلال تحويل 13 حيا استعماريا إلى مستعمرات تحظى بكافة الامتيازات والخدمات خطوة تستهدف الجغرافية الفلسطينية بالعبث والتمزيق، وهي خطوة جديدة من شأنها تعزيز الاستعمار الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن معظم هذه الأحياء أقيمت كبؤر استيطانية غير قانونية قبل عقدين من الزمن، ثم تولت دولة الاحتلال مهمة تحويلها إلى أحياء، في تحايل واضح على القانون الدولي والموقف الدولي الرافض للبناء الاستعماري.
وأوضح في بيان عممه على وسائل الإعلام أن حكومة اليمين المتطرف، التي أعلنت منذ اليوم الأول من تشكيلها أن الاستعمار سيكون على رأس أولويات عملها، تواصل تنفيذ مخططات السيطرة على الأراضي الفلسطينية، والإعلان بشكل واضح عن نيتها تنفيذ مخططات الضم، وفرض السيادة، وتمزيق الجغرافية الفلسطينية، في تحد واضح وسافر لكل القوانين الدولية التي جرمت هذا السلوك.
ما تأثير هذه المستوطنات على واقع حياة الفلسطينيين؟تعد المستوطنات العامل الأكثر تأثيرا على حياة الفلسطينيين في الضفة، وهي وسيلة لسلبهم أبسط حقوقهم بالتملك والتنقل والعمل، كما أنها كالأخطبوط تتوسع وتطال ما هو أبعد بكثير من مئات آلاف الدونمات التي صودرت من الفلسطينيين من أجل إقامتها بما في ذلك المراعي والمستوطنات الزراعية، وفقا لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم).
إعلانوصادرت دولة الاحتلال أراضي لأجل شقّ مئات الكيلومترات من الشوارع الالتفافية المخصّصة للمستوطنين، والحواجز والوسائل الأخرى لتقييد حركة الفلسطينيين، وإغلاق مجال وصول الفلسطينيين إلى كثير من أراضيهم الزراعية الواقعة داخل نطاق المستوطنات أو خارجها.
ويضيف مركز بتسيلم أن الترسيم الملتوي لمسار جدار الفصل العنصري داخل أراضي الضفة، يهدف إلى تمكين إسرائيل من أن تبقى إلى الغرب من الجدار ما أمكن حيث توجد الأراضي التي تعدّها لتوسيع المستوطنات.
وبين عامي 1979 و2002، أعلنت دولة الاحتلال مئات الآلاف من الدونمات في الضفة الغربية "أراضي دولة"، حيث حرم الفلسطينيين من استخدامها ودخولها.
وتحتوي المنطقة "ج" حاليا على ما يقرب من 1.2 مليون دونم من "أراضي الدولة"، مما يمثل 36.5% من كامل أراضي المنطقة و22% من إجمالي الضفة، كما يوجد حاليا 200 ألف دونم إضافية من "أراضي الدولة" في المنطقتين "أ" و"ب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأراضی الفلسطینیة الوحدات السکنیة الوزیر سموتریتش قرار الکابینت الضفة الغربیة دولة الاحتلال على الأراضی فی الضفة
إقرأ أيضاً:
السلطة الفلسطينية تدين مصادقة إسرائيل على مقترح للاعتراف بأحياء استيطانية
أدانت السلطة الفلسطينية مصادقة الحكومة الإسرائيلية على مقترح للاعتراف وتحويل 13 حيا استيطانيا في الضفة الغربية إلى مستوطنات مستقلة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية وافقت على تطوير 13 حيا استيطانيا منتشرة في معظم أنحاء الضفة الغربية، وتحويلها الى مستوطنات مستقلة، منها ما هو امتداد لمستوطنات قائمة ومنها ما يعتبر بؤرا استيطانية منفصلة.
ووفقا للقانون الإسرائيلي، لا تعتبر الموافقة نهائية بعد.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان إنها تدين القرار وما تبعه من « تصريحات إسرائيلية تفاخرت بأنه خطوة على طريق ضم الضفة الغربية » المحتلة.
تحتل إسرائيل الضفة الغربية حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين فلسطيني منذ العام 1967، كما يعيش فيها قرابة نصف مليون مستوطن إسرائيلي.
وتعتبر المستوطنات المنتشرة في الضفة غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وأضافت الخارجية في بيانها أن « تعميق الاستيطان وتوسيعه يرتبط بما تتعرض له الضفة المحتلة من عدوان وجرائم الهدم والترحيل القسري خاصة في شمال الضفة، ويترافق مع تصعيد غير مسبوق في مصادرة الأرض الفلسطينية وتهجير التجمعات البدوية وتوسيع دائرة الاستيطان الرعوي في عديد المناطق في الضفة ».
من جانبه، وصف وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش القرار بأنه « مرحلة إضافية ومهمة في عملية التطبيع وتنظيم الاستيطان » و »خطوة مهمة نحو السيادة الفعلية » في الضفة الغربية.
وقال سموطريتش الذي يعيش في مستوطنة في شمال الضفة الغربية عبر حسابه على منصة تلغرام « الاعتراف بكل حي كمجتمع مستقل هو خطوة مهمة تساعد في تطويره ».
وأضاف في بيانه الذي ضمن ه أسماء الأحياء الاستيطانية « بدلا من الاختباء والاعتذار، نرفع العلم، نبني ونستوطن ».
كما أشاد مجلس المجالس البلدية للمستوطنات في الضفة الغربية (يشع) بـ »تطبيع » التوسع الاستيطاني، ووجه شكره للوزير سموطريتش.
في المقابل، استنكرت حركة حماس في بيان تصريحات سموطريتش « العنصرية » ورأت أنها « محاولة بائسة لفرض وقائع على الأرض وتكريس الاحتلال الاستعماري لأرضنا الفلسطينية ».
وأضافت الحركة أن تصريحات الوزير تؤكد على أن الاستيطان « مشروع إحلالي عنصري يستهدف تهجير شعبنا وسرقة أرضه ومقدساته وفرض نظام فصل عنصري ».
وشهد عام 2023 مستوى قياسيا في التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، مع إصدار أعلى عدد من تصاريح البناء منذ 30 عاما، وفقا للاتحاد الأوروبي.
في الأشهر الأخيرة، اقترح عدد من السياسيين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين، بينهم أعضاء في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، استغلال العلاقة القريبة جدا مع إدارة دونالد ترامب لضم جزء من الضفة الغربية أو كلها في العام 2025.
والجمعة، أفاد تقرير صادر عن هيئات إسرائيلية لمراقبة الاستيطان أن المستوطنين استخدموا الرعي للسيطرة على 14% من أراضي الضفة الغربية المحتلة من خلال إنشاء بؤر استيطانية للرعي في السنوات الأخيرة.
في التقرير، قالت منظمتا السلام الآن وكيرم نافوت الإسرائيليتان غير الحكوميتين إنه في السنوات الثلاث الماضية، تم 70% من جميع عمليات الاستيلاء على الأراضي « تحت ستار أنشطة الرعي ».
وأضاف التقرير، أن المستوطنين في الضفة الغربية يستخدمون الرعي لإقامة وجود على الأراضي الزراعية التي يستغلها الفلسطينيون، ويمنعونهم تدريجا من الوصول إلى هذه المناطق.
(وكالات)
كلمات دلالية ادانة السلطة الفلسطينية حماس فتح فلسطين مستوطنات