عربي21:
2025-03-25@20:55:05 GMT

لماذا لا يستحق ترامب جائزة نوبل للسلام؟!

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

كان واضحا في إدارة ترامب الأولى (2017-2021) حلم راوده بنيل جائزة نوبل للسلام ليضيفها لسجل إنجازاته لقناعته العميقة بأنه الرئيس الأفضل والأكثر دهاء وذكاء ويملك قدرات ومهارات مميزة بالتفاوض وعقد الصفقات وحل النزاعات ومنع اندلاع الحروب وإنهائها لذلك تحصيل حاصل أن يختتم حياته السياسية (يقترب من 79 عاما) بإضافة الجائزة لرصيد إنجازاته الكبرى.

خاصة وأن الرئيس باراك أوباما فاز بجائزة نوبل للسلام عام 2009 في عامه الأول في البيت الأبيض دون أن يحقق أي إنجاز بحل أي من الأزمات والصراعات العالمية يؤهله للفوز بجائزة نوبل للسلام، وكذلك فاز ثلاثة رؤساء بجائزة نوبل للسلام من الرئيس ثيودور روزفلت عام 1906 والرئيس ويلسون عام 1919 والرئيس كارتر 2002 وآخرهم الرئيس أوباما عام 2009.

كان واضحا حلم وأمنية ترامب منذ رئاسته الأولى انتزاع جائزة نوبل للسلام وتضاعف حلمه بالفوز بالجائزة بعد عودته لرئاسة ثانية عاصفة. أكثر ما يثير الجدل ويضعف فرص فوزه نوبل للسلام هي تناقضاته وأسلوبه بإقصاء وشن حرب إلغاء وانتقام ضد خصومه في الداخل الأمريكي واتباع أسلوب تصعيد وتهديد يميل للبلطجة كمكون أساسي من أسلوب تعاملاته ومقارباته الخارجية لتحقيق ما يعتقده إنجازات يتوج بها سجله الرئاسي لقناعته أنه الأسلوب الأمثل لانتزاع تنازلات من الخصوم وحتى من الحلفاء.

وكذلك تناقضاته بين حلمه وسياساته التي تكرس الصراع كما نرى في حرب إبادة إسرائيل على غزة، والوقوف أقرب إلى بوتين الغازي والمحتل في أوكرانيا وتهديد الجيران والحلفاء كندا والمكسيك وحتى الحلفاء الأوروبيين… وبرغم نجاحه بهدنة غزة، لكنه خسر السلام بفشله بممارسة الضغط على نتنياهو واليمين المتطرف، لذلك يعلن ترامب وأركان إدارته دعمهم الجولة الثانية من حرب إبادة غزة وقتلها 800 فلسطيني وجرح أكثر من 1000 في 4 أيام، 70 في المئة من الضحايا والشهداء نساء وأطفال. وعادت إسرائيل لتفرض حصارا مطبقا وتمنع دخول المساعدات منذ أسابيع.

وبرغم عدم خرق حماس بنود الاتفاق بمراحله، انقلب ترامب على هدنة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بمراحلها الثلاث بوساطة أمريكية ـ عبر مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومشاركة قطرية ومصرية، وتم الالتزام بالمرحلة الأولى من الاتفاق، ويرفض نتنياهو تنفيذ بنود ومراحل اتفاق وقف الحرب والانسحاب الكلي من قطاع غزة والإفراج عن جميع الأسرى والمرتهنين، خشية فرط عقد وتفكك تحالفه الحكومي ـ بانسحاب عتاة اليمين المتطرف وسحب الثقة من حكومته وإجراء انتخابات مبكرة ومحاكمته على التهم الجنائية والفشل في توقع طوفان الأقصى والفشل العسكري والأمني والاستخباراتي بإدارة الحرب.
يعمق ترامب داخلياً الانقسامات بين شرائح المجتمع الأمريكي- ويقيد الحريات الدستورية وحق الاحتجاجات والتظاهرات السلمية
ويشن نتنياهو عمليات قصف بغارات مميتة على اليمن ويقتل العشرات في عدة محافظات. ويرسل رسالة تهديد ووعيد إلى المرشد الأعلى علي خامنئي ويقترح مبادرة إجراء مفاوضات مباشرة للتوصل لاتفاق حول برنامج إيران النووي ويمهله شهرين للتوصل لاتفاق يجمّد وحتى ينهي برنامج إيران النووي، بعد تأكيد ترامب تعهده بمنع إيران امتلاك السلاح النووي كحال جميع الرؤساء أسلافه. لكن الرد الإيراني ممثلا بالمرشد خامنئي كان مزيجاً من التفكير ورفض الانجرار لفخ التفاوض بلا أفق أو تقديم تنازلات لا توفر الردع المطلوب. خاصة بعد تعرض إيران ومحورها لضربات موجعة هي الأقسى العام الماضي.
وينحاز ترامب لبوتين في حربه ضد أوكرانيا، ولمصلحة إسرائيل بدل الحياد لتحقيق السلام. ما يُفشل وساطات ومبادرات ترامب في غزة وأوكرانيا. أقصى ما نجح به انتزاع بعد مكالمة 90 دقيقة مع بوتين هدنة مشروطة لمدة شهر وغير مؤكدة.

ويهدد ترامب نظام التجارة العالمية بتهديده بحرب تجارية برفع الرسوم الجمركية على بضائع الجيران والحلفاء، باستعداء الحلفاء الغربيين. ويدعي ترامب علناً أن الاتحاد الأوروبي تأسس للإساءة لأمريكا واستغلالها، ما يعمق أزمة الثقة رسميا وانهيار شعبية ترامب أوروبيا!! وذلك يقوّض النظام العالمي الذي شكلته وقادته ورعته الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وعلى مدى ثمانية عقود.

ويعمق ترامب داخلياً الانقسامات بين شرائح المجتمع الأمريكي ـ ويقيد الحريات الدستورية وحق الاحتجاجات والتظاهرات السلمية. ويهدد بطرد الطلاب والمتظاهرين الأمريكيين من الجامعات باعتقالهم ومحاكمتهم وسجنهم. وطرد الطلبة الأجانب وإلغاء فيزا الطلبة وترحيلهم إلى بلادهم، ووقف الدعم والمنح الحكومية للجامعات-أوقف دعم ومنح بـ400 مليون دولار لجامعة كولومبيا!!كنموذج لترهيب الجامعات الأخرى وللطلبة الناشطين، ولتحريض الجامعات على قمع والتعامل بشدة مع الطلبة المحتجين والمتظاهرين ضد جرائم إسرائيل في غزة-ويتهمهم بدعم الإرهاب ومتعاطفين مع حماس الإرهابية!!

وتشهد أمريكا حالة قمع غير مسبوقة بتهديد الجامعات الطلبة المحتجين بطرد وإلغاء فيزا الطلبة وشهاداتهم حتى وطردهم من الولايات المتحدة. ووصل الأمر بمنع دخول المسافرين الأجانب إلى الولايات المتحدة وترحيل من يظهر في هواتفهم النقالة أي انتقاد لإسرائيل وسياسات ترامب وأي صور وتغريدات تتعاطف مع الضحايا في غزة والقدس والضفة ولبنان واليمن!! وحتى طرد مواطنين أوروبيين ومنتقدين ومن لديهم تأشيرات عمل في جامعات ومراكز أبحاث.

وصعّد الرئيس ترامب ضد تشك تشومر-زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، برغم يهوديته وصهيونيته، تعرض لتهجم وترهيب ترامب، بوصفه فلسطينيا لانتقاده نتنياهو ومطالبته بتغيير القيادة الإسرائيلية.

وشهد الأوروبيون بحالة صدمة محاضرة وتقريع نائب ترامب جي دي فانس بفوقية وقحة في مؤتمر ميونيخ للأمن حول القيم وضم اليمين المتطرف!

حصـاد شوك مقلق ومتناقض لرئيس يروج أنه رجل سلام يريد إنهاء الحروب. لكن أفعاله وسياساته في الداخل والخارج في أول شهرين من رئاسته تؤكد أنه آخر مسؤول وزعيم مؤهل للفوز بجائزة نوبل للسلام!!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ترامب جائزة نوبل السلام الانقسامات امريكا جائزة نوبل السلام الانقسام ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بجائزة نوبل للسلام

إقرأ أيضاً:

الدكتور طارق الهادي كجاب يستحق تحية وفاء وتقدير من كل أبناء الشعب السوداني

■ يستحق الأخ الدكتور طارق الهادي كجاب تحية وفاء وتقدير من كل أبناء الشعب السوداني الذين وقفوا بصلابة وبسالة خلف قواتهم المسلحة وساندوا التشكيلات العسكرية والأمنية الأخري حتي بلغت شمس النصر مابلغت اليوم وما ستبلغه في مقبل الأيام بإذن الله الواحد الأحد ..

■ منذ الطلقة الأولي وقف الأخ الدكتور الهادي كجاب بثبات في وجه تتر العصر الحديث .. نازلهم باللسان والسنان .. كان سيفاً مسلطاً علي أعداء الوطن وخنجراً مسموماً في خاصرة العملاء والمندسين و(المرخرخين)..
طارق الهادي كجاب ■ كانت أحاديثه في أيام الحرب الأولي نافذة أمل وطاقة ثبات وإيجابية بعثت روح اليقين بالنصر في دواخل كل المؤمنين بالسودان الوطن .. الأرض والتراب ..

■ الهادي كجاب .. ضابط رفيع بالجيش السوداني .. طبيب اختصاصي في مجاله .. داعية في ميدانه وخطيب مفوه في المنابر وساحات الخطابة التي تعرفه ويعرفها .. وكجاب أيضاً مثقف وسياسي وركاني درجة أولي لطالما نازل سابلة الأسافير بذات أسلحتهم دون أن ينزل إلي سافلتهم وبذاءتهم ..

■ والهادي كجاب ود بلد أصيل تجده في أفراح الناس وأتراحهم .. وهو من طينة أهل الفلاح والصلاح الذين أينما وقعوا .. نفعوا ..

■ لقد إنتصر الجيش السوداني بفضل الله سبحانه وتعالي ثم إيمان قيادته التي لم تفقد ثقتها بربها ومن خلفها هذا الشعب الذي لم يتوقف لحظةً عن الدعاء لجيشه بالثبات والنصر حتي شتت الله شمل الجنجويد وكسر شوكتهم وأخزي كلاب صيدهم وداعميهم من المنافقين والضالين ..
■ تحية خاصة للأخ الدكتور الهادي ولأمثاله من المخلصين والأوفياء لجيشهم وأمتهم ..

عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • في ذكرى عاصفة الحزم.. مشاط الحوثيين يتودد السعودية للسلام ويطلب منها جبر الضرر ويهاجم ترامب ''المجرم الكافر''
  • الرئيس المشاط يوجّه رسالة للرئيس الأمريكي المجرم ترامب
  • الرئيس المشاط يوجه رسالة للمجرم «ترامب»
  • إزالة لوحة ترامب من مبنى حكومي.. لماذا أثارت استياءه؟
  • فضيحة "أتلانتيك".. لماذا ورد اسم مصر في "المحادثة السرية"؟
  • روجيه مارتين دو غار وجائزة نوبل.. لماذا استحقها؟
  • ترامب والعصابة الفنزويلية.. اختبار حدود سلطة الرئيس
  • الدكتور طارق الهادي كجاب يستحق تحية وفاء وتقدير من كل أبناء الشعب السوداني
  • مبعوث ترامب: الرئيس الروسي بوتين شخص جدير بالثقة