موقع النيلين:
2025-03-25@20:57:43 GMT

[موديبو] يحتاج إلیٰ مٶدِب !!

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

ليس المقصود بهذا العنوان الزعيم المالی [موديبو كيتا] ولا زعيم قبيلة الماهرية الرزيقات الأول مادبو علی بن برشم من فرع أولاد محيميد، ذلك الذی أعلن العصيان علی عبد الله ود تور شين فقُبض عليه حيث قتله حمدان أبوعنجة فی الأُبيض عام 1886م، وكلمة (مادبو) هي إسمٌ، أو هو لقب أصله (المٶدبُ) أي معلم الصبيان لكن الإسم ينطق فی غرب أفريقيا مُحَرَّفاً فيُقال (موديبو) وتحول في السودان إلیٰ مادبو، وسيرة مادبو الأول المولود فی شكا بدارفور بدأت بمبايعته المهدي فی قدير عام 1882م ورجع لدارفور وقام بمهاجمة قوات سلاطين، لكنه انقلب علی الأمير كرم الله كركساوی، عامل المهدية علی شكا الذی قبض عليه وأرسله إلى الخليفة بأم درمان حيث قتله حمدان أبوعنجة فی الأبيض وأرسل رأسه فقط إلیٰ البقعة!! وخلفه ابنه موسی مادبو، الذی حبسه الخليفة عام 1895 بتهمة مساعدة صديقه سلاطين علی الهروب، ولم يشهد واقعة كرری، 1898م فقد هرب صباح ذلك اليوم مع أسرته، وقبض عليه المسيرية لمدة عام قبل أن يُطلقوا سراحه، ثم قبض عليه السلطان علی دينار وحبسه حتی عام 1901م،ثم آلت النظارة بعد وفاته عام 1920م لإبنه الناظر إبراهيم موسی مادبو،ثم خلفه أخوه محمود، الذی خلفه ابنه إبراهيم محمود موسی حتی وفاته عام 1994م،فخلفه سعيد موسی مادبو.

ومن أبناء موسی الدكتور آدم وزير الدفاع الأسبق والد (الوِليد المُهَمَّش الوليد مادبو أو دكتور موديبو) !!

الناظر الحالي هو محمود موسی إبراهيم الذي كانت من أقواله (حميدتي خط أحمررر) وقال أيضاً مهدداً بإجتياح العاصمة (الخرطوم دي بنطويها فی ساعة) فاستخف قومه فأطاعوه، ولم تستطع قوات المليشيا وهي المسلحة بأحدث أنواع السلاح من صواريخ الجافلن والكورنيت الأمريكية الفتاكة من طي الخرطوم وقد وضعت القوات المسلحة يدها عليها غنيمة مستحقة بعد أن طوت صفحة مليشيا آل دقلو فی الخرطوم التی زعم ناظر المليشيا بطيها فی ساعات فطوتها يد الجيش في ساعة، وعينها علی الضعين فقد ضبطت النشكاة علی حدودها من أم ورقات وحتی الجلابي، وليس بين دونكي أبْ سكين، ودونكي أبْ عِمَّة، وكل محطات سوق أُم دَوَرْوَرْ الرُطْرطْ وأب سنيديره وقميلاية،،ألخ.

ولا يُعرف لناظر المتمردين أي إنجاز أو مشاركة فی قتال أو حرابة أو إنه قدم حلولاً لفض أي نزاع سویٰ إنه قدم تعازيه لزميله المحتار مختار، فی هلاك المتمرد جلحة الذی قال الأخ الأستاذ محمد محمد خير فی وصفه (جلحة جُراب الكُضُب) بينما الناظر محمود أحقّ بهذا الوصف من جلحة الذی زعم بأنه يستطيع تدمير السد العالي، وقال محمود إنه يستطيع أن يطوی الخرطوم فی ساعة.

وهكذا يتبين لنا إن موديبو أو هو مٶدبُ يحتاج إلیٰ مٶدبٍ!!والجيش كفيل بالقيام بذلك الواجب، لكن ياجيش، “السكران فی ذمة الواعی”.

-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء.

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

«الفن.. ذلك الجرح الذي يصبح ضوءا»

كيف لنا أن نعيش من دون الفن، من دون الدراما؟

لا أتذكّر كم كان عمري حين أخذنا والدي إلى السينما فـي صلالة. فـي كل مرة أذهب فـيها وهي مرات قليلة لا تتجاوز أصابع الكف الواحدة، كنتُ أوقن أن ما يشدّني إلى الفـيلم، ليس فقط الصور والأبطال والحوارات، بل شيء أعمق، يتجاوز الشاشة. الخيال الهائل والحكايات المصوّرة لم تكن مجرّد تجربة سينمائية، بل انفتاحا على ما يمكن تسميته بالحياة التي هناك. ظللتُ أنصت إلى صوت الطفولة والمراهقة وتشكُّل الوعي، وجدت نفسي أتجه نحو نوع أدبي وفنيّ مشاكس، يشتبك مع تفاصيل الحياة ويعيد إنتاجها؛ فاخترت المسرح، هذا الفنّ الذي لا يُشبه سواه.

(*) المسرح فنّ الفعل، وفنّ الزوال

المسرح فنّ مركب وجهازه التكويني مرهق ومُرهف فـي آن معًا. هو فنّ يَحتفـي بالزوال، إذ يختفـي العرض فور انتهائه، ويظل أثره فـي الذاكرة والتجربة. السؤال الذي يتردّد داخلي هو: بمَ يختلف الواقع المجتمعي فـي السينما عن نظيره على خشبة المسرح، ربما يظل هذا السؤال حيًا ومُلحًا، لأن الإنسان بطبيعته مشتبك مع الحياة، ومتغيّر باستمرار. ومهما قُدمت الإجابات فـي الكتب والمراجع، فإن الخبرة الحيّة لها وزنها، والاحتكام إلى المعايير الثقافـية والتوجهات الفكرية تؤدي دورًا حاسمًا، كما أن إكراهات الواقع المجتمعي تفرض حيويتها.

حينما عرّفت الناقدة الفرنسية آن أوبرسفـيلد المسرح بأنه «فن مفارق»، كانت تؤكد أن جوهره يكمن فـي تناقضاته: فالممثل حاضر وغائب فـي الوقت نفسه، نحن نشاهده يؤدي شخصية خيالية، لكنه موجود أمامنا بجسده وصوته. هذا التوتر هو روح المسرح، وهو ما يجعل العرض أكثر من مجرّد تمثيل.

(*) الممثل، النص، الجمهور: تكسير الجدار الرابع

المسرح لا يقوم على النص وحده، بل على جدلية معقّدة بين المؤلف والمخرج، والممثل والجمهور. يقول الكاتب المسرحي داريو فو ساخرًا: «هذه المسرحية لديها عيب، إنها جميلة فـي القراءة». وهو بذلك يلخصُ الاشتباك الحاصل بين المؤلف والمخرج، بين النص والعرض، بين جمال اللغة وجمال التمثيل.

فـي المسرح، لا يتلفظ الممثل بكلمات فائضة، بل يصنع بالكلام فعلا. القول يتحول إلى حدث، والصوت إلى طقس، وهنا تكمن فرادة المسرح باعتباره «فن الفعل». الممثل فرد، لكنه حين يتفاعل مع الجمهور، يصبح جزءا من فعل جماعي، ويُهدم الجدار الرابع بين الخشبة والصالة. فـي هذا التداخل، تحدث الطقسية المسرحية، ويتحول العرض إلى فضاء مشترك بين الحقيقة والخيال.

المسرح فن مفارق أيضا فـي تمظهر فعل حوار الشخصيات فالممثل لا ينطق بكلمات لا معنى لها، أو كلمات فائضة، بل يخلق بالكلام فعلا يقدمه الممثلون فـي أجزاء عناصر العرض المسرحي ككّل، فالقول يغدو فعلا، ومن هنا جاء تعريف المسرح بأنّه فن الفعل. يقول تيمون الأثيني مخاطبا الذهب، فـيغدو الذهب شخصية فاعلة فـي العرض المسرحي وبناء الحدث الدرامي: «أيها الذهب اللامع! أيها المعدنُ الإلهي! يا مَن تُحوِّلُ الأسود إلى أبيض، والعدل إلى ظلم، يا من تُفسد الحكيم، وتُفسق العذراء، وتُقيم الحقير، وتُسقط النبيل، أيها الذهب، أيها الجحيم المضيء، كم تفعل!».

(*) الدراما والتراجيديا: صراع الأخلاق والمال

تأسرني شخصية أنتيغون وأعدّها نقطة مشرقة فـي سماء ما أنتجه الأدب الإغريقي من تراجيديات، إذا ما قورنت بأفعال ميديا الشنيعة. المسرح عند سوفوكليس ليس سردا للأحداث، بل كشفا للصراع الداخلي، وتحويلا لكل عنصر على الخشبة إلى فعل جماعي وطقسي غامض.

فـي مشهد من مسرحية أنتيغون، يكشف سوفوكليس قدرة المال على شراء الذمم. إذ تنبعث شكوك الملك كريون فـي أن حراسه قبضوا رشوة من المال للسماح بدفن أخيها بولينيس على نحو سري دون تقيدهم بقرار حظر دفنه حسب الطقوس الملكية. يقول كريون مخاطبا قائد الكورس: «... ما ازدهر بين الناس نظام أسوأ من نظام المال. إن المال هو الذي يُدمر الدول؛ وهو الذي يطرد المواطنين من بيوتهم، وهو الذي تُغري دروسه القلوب الشريفة، ويحملها على ارتكاب الأوزار. إنه يُعلمهم الجرائم كلها، ويُعلمهم الفسق الذي يتجاسر على كل شيء. لكن من يبيع نفسه، ويبلغ هذه الدرجة، سينتهي ذات يوم إلى أن يَنال العقاب...إلخ».

عن طريق هذا الفعل تتجلّى الدراما كمرآة للصراع الإنساني الدائر: بين الخير والشر منذ هابيل وقابيل، وبين الطمع والجشع وبين القناعة والقبول والاعتراض والرفض، وبين التسليم المناسب بالقدر للضمير الإنساني والتمرد. هذه الجدلية لا تقتصر على كريون، بل تمتد إلى تيمون الأثيني، إن أبشع ما فعله نحو الدراما الأخلاقية تمظهر فـي تحوله من محتقر للمال، إلى عابد له يوظفه فـي إفساد ضعاف النفوس، ويزرع الفوضى والكراهية التي قادت فـي نهاية المطاف إلى نهش جسد أثينا. إن وظيفة الفن بحسب (جورج براك) لا تقتصر على خلق التوازن بين الواقع والخيال، بل إن الفن، ذلك الجرح الذي يصبح ضوءا.

(*) الدراما: صيغة الحاضر الأبدية

الدراما ليست وصفة طبية علاجية، ولا خلطة أعشاب سحرية تباع عند العطّار، إنها أبعدُ من ذلك. الدراما فن الفعل وصيغة الحاضر الأبدية. إنها مساحة اعتراف وتحرر وتطهير. حين يصرخ الملك أوديب فـي وجه العالم الإغريقي معترفا: أنا القاتل! فإنّه يؤكد تلك الصيغة الحاضرة للدراما فـي تفاصيل حياتنا، وفـي مصيره قبل مصيرنا. أوديب لا يكشف عن مأساته فقط، بل يضعنا أمام مرآة الضمير الإنساني نفسه.

لا يكف الدرس الأكاديمي عن العودة إلى التراجيديا الإغريقية للبحث فـيها عن تجسيد التجارب الإنسانية فـي حاضرنا. تمظهر هذا الطرح مع (هيغل) فالتراجيديا فعل يُجسد تناقضات الصراع الأخلاقي والجدلي فـي اللحظة الحاضرة. تنبع قوة الدراما الكلاسيكية من تفاعلها مع المبدأ الأخلاقي دون أي تزعزع. ينطلق تيمون إثر خيانة أصدقائه له من الخير المطلق إلى الشر، وهو بتحوّله يدين المنظومة الأخلاقية لمجتمع أثينا (ق.م)؛ تلك المنظومة التي جعلت المال أساس العلاقات (نلمح جذور الميكيافـيلية). والملك كريون انطلق من منظومة الدولة فوق كلّ شيء، فالقوة الدرامية تتجلى فـي أن سقوط الشخصيتين نتجا عن تورطهما فـي مطلق أخلاقي عالٍ لا يلين. فـي مسرحية الاغتصاب لسعدالله ونوس التي تناولت الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على اعتباره صراعا وجوديا أخلاقيا وإنسانيا، حيث نشاهد البطل ممزقا بين الحق الشخصي والحق الجماعي، كما أنتيغون.

يبدو كحقيقة واقعة، من موقف تيمون إلى كريون، ومن أنتيغون إلى أوديب، ومن داليا إلى خالد، ينجح المسرح فـي عرض سلسلة من الصراعات العميقة بين الحقوق، وليس فقط بين الخير والشر، ليقول لنا على نحو من الأنحاء: الفنّ ليس حلا لمشكلات المجتمعات، بل تفكير وسؤال دائم، وجرح يتوهّج.

هل نكون على خطأ حين يُحب البشر المال، ويتقاتلون من أجل حيازته؟ ألم يُزّين الله تعالى المال فـي الحياة الدنيا؟ التراجيديا الكلاسيكية تضع سؤال الأخلاق كمبدأ للصراع الجدلي، فالأخلاق تُنتج مأساة حين تؤخذ على إطلاقها دون وعي بالواقع وتحولات النفس البشرية.

مقالات مشابهة

  • «الفن.. ذلك الجرح الذي يصبح ضوءا»
  • كوبيليوس لـ "يورونيوز": الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى 70 مليار يورو على الأقل لتعزيز التنقل العسكري
  • العيد الذي نحتاجه
  • لدى الوليد مادبو عطب في فهم وتعريف من هم صغار ومن هم كبار
  • هاجر أحمد تنفي علاقتها بالحساب الذي يروج عن مسابقات باسمها
  • حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى  زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد
  • أحمد موسى: أردوغان يحتاج أغلبية برلمانية لتعديل الدستور لخوض فترة رئاسية جديدة
  • منظمة التعاون الإسلامي تُدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في النيجر
  • الدعاء الذي لا يرد في رمضان