تحقيق العدالة في الجامعات.. استيقاظ “التعليم العالي” ضرورة ملحة
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تستمر المنشورات المتداولة حول عضو هيئة تدريس في كلية الزراعة بجامعة سوهاج، الذي أساء التعامل مع الطلاب بأسلوب غير لائق، في إثارة الجدل واستنكار المجتمع الأكاديمي.
قد يعتقد البعض أن هذه الواقعة حالة فردية، لكن الحقيقة أن ما يحدث يشير إلى خلل عميق في النظام التعليمي الذي يعاني من غياب الرقابة والمحاسبة الفعّالة.
هذه الواقعة ليست مجرد تصرف شخصي، بل هي بمثابة جرس إنذار لوزارة التعليم العالي.. المشكلة ليست في سلوك فرد واحد، بل في ظاهرة قد تتكرر في جامعات عديدة، نتيجة لغياب آليات المراقبة والرقابة الحقيقية من قبل الجهات المعنية.
ورغم أن الجامعات تتحمل جزءًا من المسؤولية في حل هذه الأزمات، يبقى دور الوزارة في إدارة هذه الملفات غائبًا أو متأخرًا بشكل يثير القلق.
في النظام التعليمي الحالي، يصبح الطلاب ضحايا لإهمال بعض الأساتذة الذين يفتقرون إلى القيم الأخلاقية والاحترام الواجب لهم.. وفي وقت تشهد فيه بعض الجامعات ضعفًا في القيادة، لا يمكن أن يُحمل اللوم فقط على المؤسسات التعليمية؛ بل يقع العبء الأكبر على وزارة التعليم العالي التي يبدو أنها غافلة عن هذه التجاوزات أو تتعامل معها بطريقة غير جادة.
المؤسف أن هذه المشكلات لا تقتصر على التصرفات الفردية لبعض الأساتذة، بل تتسع لتشمل قضايا أخرى تهدد استقرار النظام التعليمي.. من ذلك ما حدث في جامعة جنوب الوادي، حيث تم استغلال المرضى في المستشفيات الجامعية لصالح مراكز طبية خاصة بهدف تحقيق الأرباح على حساب صحة المواطنين.. وفي حادثة أخرى، تم إحالة مسؤولين في المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة إلى المحاكمة الجنائية بتهمة اختلاس أجهزة طبية بقيمة 8 ملايين جنيه، وهي قضية تشكل تهديدًا حقيقيًا لأرواح المرضى وتكشف عن حجم الفساد في بعض المؤسسات الجامعية.
المنظومة التعليمية بحاجة إلى إصلاح جذري:
لا تقتصر المشكلات في الجامعات على التصرفات الأخلاقية غير المقبولة فقط، بل تشمل العديد من القضايا التي يجب معالجتها بشكل فوري.. مثل المشاكل المستمرة لطلاب مدارس STEM وطلاب التكنولوجيا التطبيقية، التي تتعلق بطريقة قبول الطلاب في الجامعات بناءً على معايير غير واضحة أو غير عادلة خاصة في الجامعات الأهلية، مما يفتح المجال للتساؤلات حول العدالة والمساواة في الفرص الأكاديمية.
كل هذه القضايا تشير إلى أن وزارة التعليم العالي إما غافلة أو متقاعسة عن معالجة المشكلات الحقيقية التي تهدد جودة التعليم في مصر.
هل يعقل أن تظل الوزارة في حالة تقاعس بينما تتفاقم الأزمات في العديد من الجامعات؟.. هل سيستمر هذا الوضع المتراخي في التعامل مع القضايا الأكاديمية والإنسانية على حد سواء؟
أما فيما يتعلق بالمعيدين والمدرسين الذين يتجاوزون المدة القانونية لتقديم بحوث الترقية، فإن تساهل الكليات في التعامل مع هذه التجاوزات يعد أحد أكبر الأخطاء التي تؤثر مباشرة على جودة التعليم.
إذا كان النظام الأكاديمي غير قادر على محاسبة موظفيه المتجاوزين، فكيف له أن يحقق التميز الأكاديمي ويعزز من مهنية طلابه؟
إن التساهل مع مثل هذه التجاوزات يضر بمصلحة الطلاب والنظام الأكاديمي بشكل عام.
إن الواقع المؤلم الذي نشهده اليوم يتطلب من وزارة التعليم العالي تحركًا حقيقيًا وإجراءات ملموسة لحل هذه الأزمات.. لا بد من تشكيل لجان فاعلة من الوزارة، بالتعاون مع مستشارين أكفاء، لمراجعة القضايا العالقة وتطبيق حلول عملية تضمن بيئة تعليمية صحية وآمنة.
يجب أن تكون هناك محاسبة حقيقية للمسؤولين عن الإهمال أو التجاوزات.. لقد أصبح ذلك ضرورة ملحة لضمان مستقبل أكاديمي يتسم بالعدالة، الاحترام، والمهنية!
"كفاية نوم في العسل"، إذا أردنا تحقيق العدالة الأكاديمية وتقديم تعليم يتناسب مع تطلعات الطلاب ويخدم مصلحة الوطن في النهاية، فإن الوقت قد حان لتصحيح المسار وتطبيق إصلاحات جذرية في النظام التعليمي!
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: النظام التعليمي وزارة التعليم العالي النظام التعلیمی التعلیم العالی فی الجامعات
إقرأ أيضاً:
طلاب جامعة قناة السويس الوافدون يشاركون في حفل الإفطار السنوي بالقاهرة بحضور وزير التعليم العالي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك عدد من طلاب جامعة قناة السويس الوافدين في حفل الإفطار السنوي الذي نظمته الإدارة العامة للوافدين بالقاهرة، وذلك بحضور معالي الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي،
يرافقه الدكتور مصطفى رفعت رئيس المجلس الأعلى للجامعات، والدكتور أيمن فريد أبو حديد، رئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات، والدكتور أحمد عبد الغني، رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين.
أقيم الحفل بفندق تيباروز بالتجمع الخامس، حيث شهد تجمعًا واسعًا للطلاب الوافدين من مختلف الجامعات المصرية في أجواء تسودها الألفة والتواصل الثقافي.
بدأ الحفل بعزف السلام الجمهوري، تلاه كلمة معالي الوزير الدكتور محمد أيمن عاشور، الذي أكد خلال كلمته على حرص الدولة المصرية على دعم الطلاب الوافدين وتهيئة بيئة أكاديمية وثقافية ملائمة لهم، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي تلعبه الجامعات المصرية في استقطاب الطلاب من مختلف الجنسيات وتعزيز التبادل الثقافي والعلمي.
كما أوضح الوزير أن وزارة التعليم العالي تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير الخدمات المقدمة للطلاب الوافدين، سواء على المستوى الأكاديمي أو الاجتماعي، بهدف تحقيق تجربة تعليمية متميزة لهم داخل مصر.
من جانبه، أكد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، الذي حرص على المشاركة في الفعاليات، أن الجامعة تحرص على رعاية طلابها الوافدين ودمجهم في الأنشطة الجامعية المختلفة، مشيرًا إلى أن وجودهم يعكس التنوع الثقافي داخل الجامعة ويثري الحياة الجامعية.
وأضاف أن الجامعة تقدم العديد من التسهيلات والخدمات التي تساعدهم على التأقلم والنجاح في دراستهم، بالإضافة إلى تنظيم الفعاليات التي تساهم في تعزيز التواصل بين الطلاب المصريين والوافدين.
وفي سياق متصل، ثمن الدكتور محمد الحماحمي جهود وزارة التعليم العالي في توفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب الوافدين، مؤكدًا أن هذه الفعاليات تسهم في توطيد العلاقات بين الطلاب من مختلف الجنسيات وتعزز من روح الأخوة والتعاون.
كما أشاد بالدور الذي تقوم به الإدارة العامة للوافدين في تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تخلق فرصًا للتواصل وتبادل الثقافات بين الطلاب الدوليين.
وشهد الحفل مشاركة عدد من طلاب جامعة قناة السويس، من بينهم الطالبة سلمى عطا محمود، الطالبة بالفرقة الأولى بكلية طب الأسنان من دولة فلسطين، والطالب مازن إسماعيل، طالب امتياز بكلية التمريض من سوريا، والطالب محمد أحمد آدم، الطالب بالفرقة الأولى بكلية الطب البشري من السودان.
واستمتع الحضور بفقرة فنية متميزة عقب الكلمات الرسمية، كما تم التقاط صورة جماعية تخليدًا لهذه المناسبة التي عكست أجواء من الود والتفاعل بين الطلاب والمسؤولين.