اليوم هو الرابع والعشرون من شهر رمضان المبارك، حيث رحل جُل الشهر ونمضي في العشر الأواخر من الشهر الكريم.
لقد مضى معظمه وبقي أعظمه.
وفي مطلع الشهر، دعت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين ضيوف بيت الله إلى “المحافظة على طهارة المسجد الحرام، وتعظيم بيت الله، وعدم الوضوء في مشربيات وحافظات ماء زمزم، لأن هناك أماكن مخصصة للوضوء”.
واستنكرت الهيئة تعمد بعض العُمَّار القادمين من بعض الدول غَسْلَ ملابسهم ونشرها في ساحات الحرمين الشريفين، مبينة أن هذه التصرفات تتنافى مع تعظيم بيت الله الحرام والمسجد النبوي”.
ونقل زوار البيت الحرام عبر كاميرات هواتفهم صوراً مزرية جداً لتصرفات أناس يدنسون هم وأطفالهم طهارة المسجد الحرام .
كما أظهرت مقاطع مصورة كيف حولوا مواقع جلوسهم إلى مطابخ وأماكن سكن ورفضوا التعاون مع عمال النظافة.
إنَّ ما يدمي القلب، ويحزّ في النفس، تصرفات غير مسؤولة، وعبث متعمّد بنظافة وقدسية الحرم المكي، حيث نقل الصوت والصورة: عدم اكتراث بعض العُمَّار وعدم احترامهم قدسية بيت الله الحرام، فلا يراعون نظافة المكان وخصوصية الزمان وهم بجوار الكعبة المشرفة قِبلة المسلمين في العالم قاطبة.
ومع التقدير للجهود العظيمة التي تبذلها الجهات المشرفة على كافة شؤون الحج والعمرة، لعل الجهات المعنية تفكر في أن يحصل كل من يريد عُمرة على إذن من تطبيق (نسك) لعمرة واحدة فقط، وهذا ينطبق على كل راغب رجلاً كان أو إمرأة.
يقول أحدهم: “لقد شاهدت في مكة المكرمة حين كنتُ هناك أول شهر رمضان كيف يتردد رعايا من دول معينة عشرات المرات لأداء نسك العمرة ويتسببون في الزحام ومضايقة الناس في صحن الطواف”.
وتمنى هذا المُعتمرُ على السلطات المنظمة لموسم عمرة رمضان أن تعمل على تعديل التطبيق بحيث لا يمنح غير تصريحَ عمرةٍ واحداً خلال شهر رمضان، كما ينبغي ان تُلزم النساء بذلك أيضاً.
إنَّ علينا ألا نسمح لبعض القادمين للعمرة والحج، أن يفرضوا سلوكيات خاطئة تعودوا عليها في بلدانهم، في الأماكن المقدسة الجديرة بالاحترام والإجلال، فضلاً عن الحرص على النظام والانتظام والنظافة التامة في الأبدان والملابس.
إن جهوداً كبيرة تبذلها السلطات في الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، جديرة أن تلقى تجاوباً واحتراماً وتقبلاً من كل قادم للعمرة، أو الحج، أو زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا المقام، فإنه يحق لبعض الدول، أن تكون قدوةً لدول أخرى، في تدريب رعاياها على احترام الأماكن المقدسة، والتزام الهدوء والنظام في كل تحركاتهم وتنقلاتهم. وإنَّ من يكون في موسمي العمرة والحج، ليرى بأم عينه فوارق كبيرة بين رعايا الدول حيث يقف محتاراً لدى مقارنة السلوك، ما يدل على مدى التحضُّر الذي حققته بعض الدول في سلوك رعاياها، وفي المقابل سلوكيات غاية في التخلف لقادمين من دول بعينها.
ogaily_wass@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: بیت الله
إقرأ أيضاً:
رمضان عبد المعز: الأخوّة نعمة إلهية وأعظم سند وشفيع في الآخرة.. فيديو
قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن الأخوّة الحقيقية هي من أعظم نعم الله على عباده، وهي تمثل دعمًا نفسيًا وروحيًا لا يُقدَّر بثمن، مؤكدًا أن القرآن الكريم علّمنا قيمة الأخوة في مواقف متعددة.
وأضاف عبد المعز، خلال برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأحد: "القرآن لما حكى على لسان سيدنا يوسف قال: (إني أنا أخوك فلا تبتئس)،.. يا سلام! اللي عنده أخ صادق صدوق، ناصح أمين، ما يخافش، لأنه هيلاقي دايمًا دعم وسند".
وتابع: "سيدنا علي بن أبي طالب بيقول: إن أخاك الحق من كان معك، ومن يضر نفسه لينفعك، وإذا ريب الزمان صدعك شتت فيه شمله ليجمعك، يعني الأخ الحقيقي ممكن يضحي بنفسه عشان يحافظ عليك".
وأشار إلى مشهد آخر في القرآن من سورة طه، عندما تحدث الله عن سيدنا موسى فقال: (إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله؟)، مضيفًا: "حتى الأخت هنا كانت سببًا في إنقاذ أخوها، فالأخوة مش بس سند، دي نعمة لازم نربي أولادنا عليها ونعلّمهم يعني إيه (اختك – أخوك)".
ووجه عبد المعز رسالة إلى الآباء والأمهات قائلاً: "علّموا أولادكم يسألوا على بعض، يطمنوا على بعض، يفرحوا لبعض، ويفتكروا دايمًا إن الأخ أو الأخت مش شخص عابر، ده رزق من عند ربنا".
وأكد أن الأخوّة تمتد من الدنيا إلى الآخرة، موضحًا: "في الآخرة، ربنا بيقول: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين. الأخ التقي الصالح يشفع لأخيه، ويقول: يا رب أخويا، فيقول الله له: خذ بيده وادخله الجنة".
وختم الشيخ رمضان عبد المعز حديثه قائلاً: "عليك بأخوة الصدق، فعِش في أكنافهم، فإنهم عونٌ لك في الرخاء، وعُدّةٌ لك في البلاء".