صحيفة البلاد:
2025-03-25@20:06:11 GMT

إنما تقاس قيمة الأمم وقوتها بأخلاقها

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

إنما تقاس قيمة الأمم وقوتها بأخلاقها

إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت، فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
حقيقة يقرّ بها كل ذي عقل سوي وفكر مستنير. مهما بلغ التحضر والتقدم بالمرء، لن يبلغ عند الله، ثم في أعين الناس، وفي تقديرهم، شيئاً حين يتجرد من الأخلاق والحياء. ولعل السمة البارزة التي بدأنا نلاحظ تلاشيها عند البعض ممّن صاروا محسوبين ومحسوبات على الإعلام والتأثير السيئ للأسف ممّن يطلق عليهم (مشاهير)، هي تجردهم من الحياء فانطلقوا في تصريحات وتصرفات غير لائقة بأي مجتمع مسلم محترم.

وأمثال هؤلاء لابد من كبح جماح تصرفاتهم ومنشوراتهم التي للأسف لها تأثير سيئ على المراهقين سناً والمراهقين عقلاً حتى أصبحوا قدوات سيئة. ولست أنسى كلمة وزير الإعلام السعودي الأستاذ سلمان الدوسري في مؤتمر الإعلام الذي انعقد في المغرب (إن لم أكن مخطئة) وكيف ركز معاليه على (ضرورة أن يتبنّى الإعلام العربي بناء القيِّم وتعزيز المبادئ وأن ذلك مسؤولية الإعلام الأولى وأن يحارب هدم القيِّم ).
لقد صدق، وقال حقاً، فالإعلام يتحمل عبء تربية الأجيال، وبناء الأخلاق، ومحاربة كل من هب ودب، وأراد الشهرة من الأبواب التي تم فتحها دون رقابة أو حساب، ممّا جعلنا نتفرج على أخلاق نبيلة، وقيّم رفيعة بدأت تتأرجح بين الثبات والسقوط. نرجو من الله ألا يجتاحها السقوط عند النشء بفعل التافهين من البشر.
يومها، وحين سمعت كلمة الوزير، شعرت براحة عظيمة فحين يفكر مسؤول الإعلام بهذه العقلية السوية أخلاقياً، فهو لا شك سيتبنى منهجاً وخططاً توقف المحسوبين على الإعلام، إلا أننا لازلنا نرى أموراً تستفز القيم وأنا اعتقد أن مسؤولية الإعلام السوي تتعدى القنوات إلى ما يبث في الحدائق والأسواق ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي اقتحمت الخصوصيات وبعضها انتهك الأخلاقيات، ودخلت حياة الجميع دون استئذان، ممّا سبب انتشار سلبياتها، وأصبح كل من هب ودب يتباهى بوقاحة غير معهودة وغير مقبولة، وأصبحت القواعد والآداب والأصول آخر اهتمامات عالم التفاهة. تألمت كثيراً من منظر أحد المشاهير وهو يستعرض بأمواله في مسابقة لم أعرف تفاصيلها، لكن مشهد رأيته في رسالة أحدهم وهو يعلق عليه. رغماً عني، تابعت تعليق الأخ الغيور على الأخلاق. المهم أن الرجل (اعتذر للرجال الحقيقين) قد تجمع عدد كبير من الذكور ليشاهدوا من اختارها لمسابقته وقد بدأت إحداهن تستعرض بوقاحة وسماجة عمت الموقف دون حياء أو نبل أو شيم!! من أجل مبلغ من المال والله كنوز الدنيا لا تستحق التنازل عن الدين أو الكرامة أو الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان. نسأل الله الهداية لها ولهم ولأمة محمد عليه الصلاة والسلام. وقد كان الحياء من صفاته عليه الصلاة والسلام وقد قيل الحياء من الرجال جميل لكنه من النساء أجمل. والنساء يتعاملن مع الرجال، لكنه تعاملاً أدبياً ينمّ عن حياء
وأخلاقيات تكون في الخط الأول من التعامل. اللهم زيِّن النساء المسلمات بالحياء، وارزقهن العفاف والاحتشام. فالجيل محتاج للأمهات والأخوات القدوات.
اسمحوا لي أن أنتقل لموضوع آخر مؤلم أيضاً ومتعلق بالأخلاق والآداب: إحدى الأخوات الغيورات نشرت فيديو تتحدث فيه عن نسوة معتمرات من جنسية ما يقمن بعمل المحاشي في ساحة الحرم، وأخرى تجعل طفلتها تقضي حاجتها في عبوات زمزم، وغير ذلك من السلوكيات المشينة، تصرفات لا تليق ببيت الله، لا تليق أبداً بمن شدّوا الرحال لزيارة الكعبة. ما هذا الجهل؟ كان الله في عونكم أيها الأبطال القائمين على خدمة الحرمين من شرطة وإداريين وعمال وعاملات جزاكم الله خير الجزاء اللهم زد هذه البلاد عزاً فقد أعزت الحرمين كلما زرنا الحرم لم نجده إلا طيب الرائحة نظيف الأرضيات والجدران والمرافق حتى أنه شديد اللمعان ما شاء الله فائح العبير الحمدالله أن سخر الله لبيته ومسجد رسوله هذه الدولة.
بناء على كثير من مشاهدات الجهل التي نراها ويراها كثيرون من بعض المعتمرين والحجاج من بعض الدول، ألا تتدخل وزارة الحج والعمرة مخاطبة الدول بتوعية المتجهين للحج والعمرة بأصول تعظيم الحرمين والمناسك عموماً؟ لماذا لا ترفع الوزارة الملاحظات بالممارسات الخاطئة والمسيئة للمسؤولين في الدول الإسلامية ليقوموا بتوعية مواطنيهم بما يجب ومالا يجب وإذا تكررت المخالفات من دولة معينة، فيتم تحديد التأشيرات لهم ولن يحصلوا على تأشيرة إلا بتعهد بالالتزام بالآداب اللازمة واللائقة بمن جاء قاصداً الله إذ لا يليق بالمسلم إلا أن يكون نظيفاً أميناً معظماً للمقدسات التي لا يجوز فيها ومعها العبث كما يجب أن يمتثلوا للتعليمات بكل أدب. ثم أن أولئك الذين يتباهون بتحايلهم على الأنظمة لأداء العمرة، فما هم بذلك إلا مخالفين دعاة فوضى يستحقون العقاب.
كل ما ذكرت أعلاه، معيب على من يرتكبه في أي وقت من العام، لكنه معيب أكثر حين يكون في شهر رمضان. الشهر المعظم الذي يطمع كل مسلم أن يتقبل الله عمله وعبادته، وهو شهر العبادة.
اللهم وفقنا وجميع المسلمين لحسن صيامه وقيامه وتقبله منا ومنهم.(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخرا).

 

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى  زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد

أكثر ما تخشاه فتيات الريف في السنة الأخيرة من الثانوية ليس الامتحان، بل وجود سكن ملائم يساعدهن على استكمال التعليم الجامعي.

لكن وسط كل تلك الظلمة، ثمة نور، هناك أسر تحترم أحلام بناتها، لكنها لا تملك المال كي تبعثهن للحياة في مدينة تحتاج إلى كل شيء.

حيث الإنسان بحث عن فتيات تجاوزن كل التحديات، ووجدن مبنى يجمعهن في المدينة قرب الجامعة فغير البرنامج واقع حال مبنى أثرت فيه السنوات، لكنها لم تؤثر في قلوب ساكنيه.

 

 

 تبدأ الحكاية عندما عزمت مؤسسة توكل كرمان عبر برنامج "حيث الإنسان" في موسمه السابع ان تنفذ تدخلًا جديدًا في سكن الطالبات بجامعة تعز، في مديرية المظفر بمحافظة تعز (جنوب غرب اليمن). حيث قامت بإعادة تأثيث السكن بشكل كامل بعد أن تعرض للنهب والتدمير جراء الحرب.

مدير عام سكن الطالبات في جامعة تعز، حليمة أحمد، أوضحت أن السكن يعد ملاذًا آمنًا للطالبة، حيث يستقبل طالبات من مختلف المناطق، بسعة 200 طالبة. 

يتكون السكن من خمسة أدوار تضم 64 غرفة موزعة على 7 أجنحة في كل دور. 

وأضافت أن السكن قبل الحرب كان في حالة جيدة، لكن الحرب تسببت في فقدان الأثاث وتدمير أجزاء منه، بما في ذلك تعرض الدور الثاني لقذيفة. ورغم هذه الصعوبات، يظل السكن يضم طالبات متميزات، معظمهن من كلية الطب، وهن دائمًا متفوقات.

وأشارت حليمة إلى أن الكثير من الطالبات القادمات من الريف يجدن في السكن ملاذًا آمنًا ومستقرًا، ليصبح مكانًا يشبه المنزل خلال سنوات دراستهن.

وأوضحت حليمة أن السكن يحتاج إلى تجديد الأغطية والمخدات والملايات بسبب تقادمها، مما خلق شعورًا بالطمأنينة والتفاؤل لدى الطالبات.

من جهتها، شددت وجدان أمين، إحدى طالبات السكن، بأهمية السكن في توفير الأمن والنظام للطالبات القادمات من الريف، قائلة: "لولا السكن لما التحقنا بالجامعة ولما حققنا أحلامنا"، مشيرة إلى أن السكن تعرض للنهب في السنوات السابقة، ويحتاج إلى تجديد.

 

وفي استجابة لهذه الاحتياجات، قامت مؤسسة توكل كرمان وعبر برنامج "حيث الإنسان" بإجراء إحصاء شامل للنواقص في السكن، وتم توفير العديد من المتطلبات الضرورية مثل؛ 30 فرنًا، أغطية، ستائر، كراسي لصالة المراجعة، فضلا عن الزهور والزينة لتحسين الأجواء في السكن.

 

وفي ختام حديثها، شكرت حليمة أحمد مؤسسة توكل كرمان على الدعم الكبير الذي أسعد الطالبات وأعاد إليهن الأمل، مؤكدة أن هذا العطاء لن يندم عليه أحد.

مقالات مشابهة

  • حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى  زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد
  • فيصل الدوخي: أنا لست مدمنا للشهرة.. وأسعى لتقديم الأعمال الفنية التي لها قيمة
  • بالفيديو.. محمد مختار جمعة: ثمرة العبادات في الأخلاق
  • دعاء ليلة القدر للعتق من النار.. احرص عليه هذه الليلة
  • علامات ليلة القدر.. كيف يعرف المسلم أنها نزلت عليه؟
  • دعاء الصائم عند الإفطار .. اغتنم الدعوة التي لا ترد
  • قيمة زكاة الفطر 2025 في مصر وموعد إخراجها والفئات التي تجوز لها
  • أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • الدعاء الذي لا يرد في رمضان