موقع النيلين:
2025-03-25@18:55:21 GMT

استراتيجيات ادارة العمليات واستغلال النجاح

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

البـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــروجي
استراتيجيات ادارة العمليات واستغلال النجاح
أسامة عيدروس
20 مارس 2025م
الحلقة الأولى: سوناتا «ضوء القمر» وكونشيرتو (الإمبراطور)
شكلت لحظة خروج القائد العام للجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان من مباني القيادة العامة بوسط الخرطوم في يوم الخميس 24 أغسطس 2023، نهاية لحظة امتصاص الصدمة منذ اندلاع الحرب في 13 أبريل 2023م.

البعد الاستراتيجي لهذه العملية كان في تحول القيادة العامة من موقع استراتيجي يشكل سقوطه ضربة قاصمة للقوات المسلحة قد تؤدي لانهيارها إلى مجرد موقع عسكري صمد في وجه المليشيا عندما كانت كثافة نيرانها وجنودها المدربين وعتادها في ذروته.

خرج رئيس مجلس السيادة إلى بورتسودان ليجد الدولة السودانية محاصرة تماما بصورة تشل قدرة الجيش السوداني ليس فقط على الصمود بل وتسارع بانهياره مع استمرار الضغط. وشهدت هذه الفترة سقوط أربع فرق في نيالا والجنينة وزالنجي والضعين في يد المليشيا المتمردة بعد خروج عبدالرحيم دقلو من العاصمة قانعا منها وجلب الكثير من المرتزقة من الحدود القريبة مع عتاد جديد. في هذه الفترة دافع جنودنا وضباطهم عن معسكراتهم في المدرعات والاشارة والمهندسين ووادي سيدنا والكدرو والقيادة العام وكان مرتبهم الحربي في بعض المعارك سبعة رصاصات وأقل مع الكثير من اليقين والايمان بالوطن. وخلال فترات هذه المعارك كان تسليحهم مباشرة من العدو الذي تساقط كالذباب على عتبات المعسكرات الحصينة بأبنائها من جنودنا البواسل والضباط الأوفياء. وكانت أقوى الملاحم تسطر بالفدائيين من أبناء سلاح الجو الذين غامروا بحياتهم وهم يطيرون بطائرات بلا صيانة وعديمة الأهلية للطيران رغم علمهم أن الرحلات قد تكون بلا عودة، وقد كانت في الكثير من الأحيان وفقدنا فيها شهداء من خيرة أبناء الوطن.

استفادت المليشيا من هذا الزخم وتمددت جنوبا لتجتاح الجزيرة وتصل الى سنجة وتقفز شرق النيل الأزرق الى السوكي والدندر مهددة باجتياح الشرق والوصول لبورتسودان. كانت هناك معيقات لوجيستية كثيرة صاحبت هذا الانتشار الواسع مما جعل المليشيا تعيد تنظيمها وتبدأ في حشد العتاد العسكري في جبل موية تمهيدا للوثبة القادمة والأخيرة في نظرها. وصاحب ذلك اكمال حصار الفاشر والبدء في الهجوم المكثف عليها في محاولة لاسقاطها والانفتاح بعدها شرقا نحو الولاية الشمالية. استراتيجية المليشيا الوحيدة ظلت هي الانفتاح والتمدد والانتشار والضغط المتواصل حتى يتحقق لها اجتياح كل حاميات الجيش والوصول لبورتسودان وكسر كل نقاط المقاومة والتسبب في انهيار الجيش والمقاومة الشعبية ليستسلم الجميع للجنجويد. ولهذا تركت المليشيا محاولاتها الفاشلة السابقة لاسقاط معسكرات الجيش في العاصمة الخرطوم وحولت نخبة من جنودها للدفاع متمرسين حول معسكرات الجيش في العمارات العالية من أجل إعاقة أي تحرك في المستقبل.

توقف المليشيا ومحاولتها لحشد العتاد في جبل موية وإعادة الترتيب والتنظيم أعطت الجيش الفرصة لالتقاط أنفاسه واستعادة زمام المبادرة. وفجأة تحول ميزان المعركة ومالت الكفة لصالح الجيش مع تسارع أحداث العبور من جسور أم درمان الى بحري والخرطوم وتبعها تحرير جبل موية واستعادة الرهد والسوكي وقري النيل الأزرق ثم تحرير سنجة والزحف من كل اتجاه وتحرير مدني وبعدها ملاحم تحرير ولاية الجزيرة وقراها والحصاحيصا والكاملين وتحرير مدينة بحري بالكامل وتحرير المصفاة وفك الحصار عن سلاح الإشارة والقيادة العامة وتحرير شرق النيل وانتقال المعركة إلى غرب النيل الأزرق وتحرير مدينة أم روابة والسميح والرهيد وفتح الطريق القومي إلى الأبيض وتحرير القطينة والتحام جيش المدرعات بالقيادة العامة والزحف من كل اتجاه لتحرير العاصمة الخرطوم. فيما كان قوات الصحراء تدمر قاعدة الزرق وتستلم المالحة والصياح وتتوسع دائرة تأمين الفاشر شيئا فشيئا.

لقد كان النصر نتيجة للصبر والمصابرة والجهد الدؤوب والتخطيط المستند إلى العلم. وكانت أولى الاستراتيجيات الناجحة في ترتيب سلم القيادة لينتظم الجميع تحت أوامر القائد العام وغرفة القيادة والسيطرة المركزية بينما تم تفعيل استراتيجية تعدد القيادة والسيطرة الميدانية ليصبح قادة العمليات واسعي الصلاحيات حسب تقدير الموقف وفرص استغلال النجاح. وتحولت كل رقعة مسرح العمليات إلى عزف متزامن تتحرك فيه القوات نحو أهداف محددة بينما كل قائد ميداني ينظم ألحان منطقته لتضفي على السوناتا أروع أغاني النصر.
(في الحلقة القادمة نكتب مزيدا من التفاصيل حول مآلات معركة الخرطوم وتفاصيل نهايات المعارك العسكرية واستراتيجيات انهاء الحرب)

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: القیادة العامة

إقرأ أيضاً:

مدير شرطة ولاية الخرطوم يتفقد مباني وزارة الداخلية ورئاسة قوات الشرطة بوسط الخرطوم بعد تحرريهما من قبضة المليشيا المتمردة

بعد الإنفتاحات الأخيرة التي حققتها القوات المسلحة والأجهزة النظامية المساندة لها والإنتصارات التي تم تحقيقها في منطقة المقرن ووسط الخرطوم وتمدد رقعة المساحات المحررة علي الأرض قام الفريق شرطة حقوقي /أمير عبد المنعم فضل مدير شرطة ولاية الخرطوم بزيارة لمباني وزارة الداخلية ورئاسة قوات الشرطة بعد أن تم تحرريها من تواجد المليشيا المتمردة الإرهابية رافقه اللواء شرطة / عبد الكريم حمدو مدير دائرة الجنايات واللواء شرطة / محمد سلمان ميرف مدير دائرة الشئون العامة مشيدا بالإنتصارات العريضة التي حققتها القوات المسلحة وإستلامها لمواقع حيوية ومهمة بالخرطوم كانت تحت سطوة القوات المتمردة.مضيفا بأن إنفتاح القوات بوسط الخرطوم يمثل نقطة جوهرية لكسر شوكة التمرد وإقتلاع جزوره بجميع أرجاء الولاية مشيرا الي إقتراب النصر والذي لاحت بشائره في الأفق القريب علي مستوي جميع أنحاء البلاد مؤكدا جاهزية قوات الشرطة لتحديات المرحلة المقبلة والإضطلاع بمهامها الأمنية والقانونية والخدمية بسطا لهيبة الدولة وسيادة حكم القانون لينعم مواطني الولاية بالأمن والإستقرار وتفيد متابعات المكتب الصحفي للشرطة أن مدير شرطة الولاية وجه بوضع قوات تأمين لمقرات الشرطة بوسط الخرطوم.المكتب الصحفي للشرطة إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كثيرون يتساءلون لماذا لا يستهدف الجيش قوات المليشيا المنسحبة من الخرطوم؟
  • صحة الخرطوم تنعى كوادر بالوزارة وتدين استهداف المليشيا للكوادر الطبيبة
  • صحة الخرطوم تبدأ حملة لمكافحة نواقل الامراض بشرق النيل
  • معركة القصر الجمهوري.. كيف استعدت المليشيا وكيف احدث الجيش المعجزة
  • مدير شرطة ولاية الخرطوم يتفقد مباني وزارة الداخلية ورئاسة قوات الشرطة بوسط الخرطوم بعد تحرريهما من قبضة المليشيا المتمردة
  • وفد رفيع من الصحة بالخرطوم يتفقد المؤسسات الصحية بشرق النيل
  • الجيش السوداني: نسيطر بالكامل على ميدان العمليات في الخرطوم
  • المليشيا زجت بمرتزقتها في الجحيم بوسط الخرطوم
  • قائد منطقة امدرمان العسكرية يصل القيادة العامة للجيش مرورا بوسط الخرطوم