جمعة الكيت في مجلس «مركز الاتحاد للأخبار» الرمضاني: «الشراكات الاقتصادية» جسور تجارية من الإمارات للعالم
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
رشا طبيلة (أبوظبي)
أكد جمعة محمد الكيت، الوكيل المساعد لشؤون التجارة الدولية في وزارة الاقتصاد، أن اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي بدأت الدولة إبرامها منذ العام 2021، أصبحت جسوراً تجارية وتعاوناً استراتيجياً تنطلق من الإمارات للعالم أجمع.
وأضاف الكيت، خلال المجلس الرمضاني لمركز الاتحاد للأخبار الذي جاء بعنوان «اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة.
وقال الوكيل المساعد لشؤون التجارة الدولية في وزارة الاقتصاد: «إن الإمارات نجحت في التوقيع على 20 اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة حتى الآن، فيما يتم حالياً إنجاز التفاوض بشأن 7 اتفاقيات جديدة لتدخل مرحلة المراجعة القانونية، تمهيداً للإعلان عنها قريباً»، مؤكداً أن الدولة تستهدف خلال المرحلة المقبلة توقيع شراكات اقتصادية شاملة في أسواق في القارة الأفريقية وأميركا اللاتينية ودول شرق أوروبا.
ووصل عدد اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعتها الإمارات إلى 20 اتفاقية شراكة، دخلت منها 6 اتفاقيات حيز التنفيذ، أما الاتفاقيات الأخرى فهي حالياً قيد الإجراءات، تمهيداً لدخولها حيز التنفيذ، مع كل من كوستاريكا، وكولومبيا، وكوريا الجنوبية، وموريشيوس، وتشيلي، وصربيا، والأردن، وفيتنام، وأستراليا، ونيوزيلندا، وماليزيا، وكينيا، وأوكرانيا، وأفريقيا الوسطى.
وقال الكيت خلال الجلسة الرمضانية التي أدارها حسين الحمادي، مدير التحرير لمركز الاتحاد للأخبار، إن اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة تغطي ربع سكان العالم، ما يعني أن المنتجات الإماراتية ومزودي الخدمات الموجودين في الإمارات، يستفيدون من هذه الاتفاقيات من خلال عوامل عدة، منها إزالة الرسوم الجمركية أو تخفيضها، وإزالة القيود غير الجمركية والسياسات الحمائية.
رؤية القيادة
وقال: «رؤية قيادتنا الرشيدة في تعزيز تلك الشراكات تأتي في الوقت المناسب، في ظل وجود مرحلة عدم اليقين على مستوى العالم من فرض الرسوم والإجراءات الانتقامية، ما أعطى ميزة لدولة الإمارات لتأمين الخطوط التجارية بينها ودول كثيرة حول العالم».
وأوضح الكيت أن جميع القطاعات الاقتصادية والخدمية العاملة بالأسواق الإماراتية تستفيد من اتفاقيات الشراكات الاقتصادية الشاملة، وفي مقدمتها خدمات الضيافة والبنوك والبناء والتشييد والصناعة والقطاعات المهنية والاتصالات والخدمات اللوجستية وقطاع النقل والنقل الجوي والبحري، وغيرها من القطاعات.
وأكد أن الشركات الإماراتية تستطيع من خلال هذه الاتفاقيات أن تزود سلعها وخدماتها لتلك الأسواق التي تم توقيع شراكة اقتصادية شاملة معها بقيود أقل بكثير، مقارنة بالأسواق التي لا يوجد معها اتفاقيات.
وشدد الكيت على أن الإمارات تمتلك قوة لوجستية ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى العالمي من خلال موانئها العالمية التي ترسم خطوطاً تجارية جديدة، وتؤمنها من خلال الخدمات التكنولوجية والحلول الجمركية التي تقدمها، ما جعل تلك الخطوط التجارية من أكثر الخطوط استقراراً وأماناً.
وأعطى الكيت مثالاً باتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تم تنفيذها مع الهند التي تحقق نتائج إيجابية لغاية حتى الآن، مؤكداً أن دولة الإمارات تستهدف الوصول بحجم المبادلات التجارية مع الهند إلى 100 مليار درهم خلال العامين المقبلين.
وأضاف: «حققت تلك الاتفاقية منذ دخولها حيز التنفيذ قبل 3 سنوات نتائج إيجابية، منها نمو الصادرات والواردات، واستفادة الشركات الصغيرة والمتوسطة بالإمارات من تقديم خدماتها في السوق الهندي».
القطاع الخاص
وقال الكيت: «إن اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة تفتح آفاق تعاون متعددة لم تكن موجودة من قبل أو غير مستغلة»، لافتاً إلى أن القطاع الخاص الوطني يلعب دوراً كبيراً في نجاح تلك الاتفاقيات.
وأشار إلى أهمية الشراكات الاقتصادية الشاملة في تحقيق مستهدفات واستراتيجيات مختلف القطاعات في الدولة، منها على سبيل المثال استراتيجية وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في توسيع القاعدة الصناعية، وزيادة القدرة الإنتاجية لضمان الوصول لأسواق جديدة.
وبين الكيت أن العالم يعاني اليوم إجراءات انتقامية وفرض رسوم جمركية عالية، ما يفرض قيوداً على الدول، بينما من الصعوبة الآن فرض أي قيود على دولة الإمارات، مؤكداً أن اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، توفر بدائل للإمارات في حال توقفت عدد من الدول عن تصدير عدد من السلع، لا سيما السلع الغذائية، ما يدعم أيضاً الأمن الغذائي وتنويع سلاسل الاستيراد بالنسبة للسلع الأساسية.
تغيرات اقتصادية
وحول التغيرات الاقتصادية التي يشهدها العالم في الوقت الراهن، أشار جمعة الكيت إلى عدد من العوامل التي أثرت على الاقتصاد العالمي في السنوات الماضية، ومنها العامل الجيوسياسي الذي أعاد تشكيل سلاسل الإمداد على مستوى العالم، إضافة إلى عامل التطور التكنولوجي الذي أثر على عملية النمو في الاقتصاد.
وأضاف أن العامل الثالث يتمثل في تغيير السياسات التجارية للدول، وذلك من خلال تغيير الإجراءات الحمائية المتخذة، ليس فقط للوصول إلى المصالح التجارية بين الدول فحسب، بل لتكوين المصادر التجارية للدول ومواجهة التحديات العالمية، فيما يتمثل العامل الرابع في التغير المناخي وموضوع الاستدامة الذي نراه يُناقش في مختلف النقاشات والأحداث المتعلقة بالتجارة والاستثمار.
وأكد أن دولة الإمارات بقيادتها الرشيدة وجهّت بوضع حزمة من التشريعات والسياسات التي تواكب هذا التغير السريع في الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن الإمارات من أوائل الدول التي حققت تعافياً كاملاً من جائحة كورونا، نتيجة الانفتاح على الخريطة التجارية العالمية.
وأضاف أن الإمارات تمتلك بيئة استثمارية تعد من أفضل بيئات الأعمال في المنطقة، وعلى مستوى العالم، الأمر الذي يظهر في مؤشرات التنافسية العالمية، وغيرها من التقارير العالمية.
تجربة استثنائية
وقال: «إن الإمارات تعد تجربة نجاح استثنائية ونموذجاً اقتصادياً استثنائياً ناجحاً؛ فهي منذ 5 عقود كانت تعتمد فقط على النفط، ولكن قيادتنا الرشيدة أدركت أن عملية الازدهار الاقتصادي لا يمكن أن تكون من خلال مورد واحد، بل بالتنويع الاقتصادي والانفتاح التجاري والشراكات الاقتصادية الشاملة، لتبدأ مرحلة النهضة التجارية من خلال المناطق الحرة التي استطاعت أن تجذب الشركات العالمية، بفضل الحوافز التي توفرها، واللوجستيات التي تجعل عملية التجارة سهلة مع دول العالم».
حمد الكعبي: تعزيز مكانة الدولة على خريطة العالم الاقتصادية
أكد الدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لـ «مركز الاتحاد للأخبار»، أن مناقشة أهمية برنامج الشراكات الاقتصادية الشاملة الذي أطلقته الدولة في 2021، جاء في إطار حرص مركز الاتحاد للأخبار على وضع القضايا الاقتصادية الوطنية ضمن اهتمامات المتلقي، مؤكداً أن اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة أصبحت من المحاور الاقتصادية الرئيسية التي تنتهجها القيادة الرشيدة؛ لتعزيز مكانة الدولة على الخريطة العالمية الاقتصادية.
وأضاف الكعبي أن مثل هذه الاتفاقيات سيكون لها آثار إيجابية في حركة التبادل التجاري بين الإمارات ومختلف دول العالم، لتضع الدولة في مركز تجاري ولوجستي عالمي، فضلاً عن مساهمات تلك الاتفاقيات في تحقيق أهداف واستراتيجيات الدولة للعام 2031، إضافة إلى تعزيز دور الإمارات الريادي في بناء منظومة تجارية متميزة ومنفتحة على العالم، وخلق بيئة استثمارية جاذبة للشركات العالمية.
قطاعات متخصصة
قال جمعة الكيت إن الإمارات دخلت محطة جديدة للتجارة الخارجية من خلال جذب الاستثمارات النوعية في قطاعات متخصصة، وبناء نموذج للمناطق الاقتصادية والمناطق الحرة المتخصصة، مثل سوق أبوظبي العالمي، ومركز دبي المالي العالمي، وهي مناطق مالية استقطبت كبرى الشركات العالمية، فضلاً عن المناطق المتخصصة التكنولوجية ومدن للطاقة النظيفة مثل مدينة مصدر، وبالتالي تعد تلك الإنجازات مرحلة لتهيئة البيئة الاقتصادية للدولة للاستعداد لمرحلة الاقتصاد الجديد.
وأوضح أن هذه المرحلة تنعكس في رؤية الإمارات 2031 التي تضم جوانب اجتماعية واقتصادية، والوصول للعالمية، لتتناول جميع المحاور الاقتصادية، أبرزها مضاعفة الاقتصاد الوطني من 1.5 تريليون درهم إلى 3 تريليونات درهم في 2031، وزيادة الصادرات الإماراتية غير النفطية إلى 800 مليار درهم، ووصول حجم التجارة الخارجية غير النفطية إلى 4 تريليونات درهم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التجارة الدولية وزارة الاقتصاد الإمارات المجلس الرمضاني مركز الاتحاد للأخبار الشراكة الاقتصادية حمد الكعبي اتفاقیات الشراکة الاقتصادیة الشاملة الشراکات الاقتصادیة الشاملة مرکز الاتحاد للأخبار دولة الإمارات من خلال
إقرأ أيضاً:
مجلس ضاحي خلفان الرمضاني يدعو لترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء
دبي: سومية سعد
أوصى المشاركون في المجلس الرمضاني، الذي أقامته وزارة الصحة ووقاية المجتمع بمنزل الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، بضرورة ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء والتوعية بدلالاتها الإنسانية والمجتمعية.
وشهد المجلس، الذي حمل عنوان «برنامج حياة من أجل استدامة الحياة» والذي يهدف إلى التبرع وزراعة الأعضاء وزراعة الأنسجة، بحضور نخبة من كبار المسؤولين في قطاعات حكومية وخاصة.
وناقش الحاضرون، أهمية إبراز إنجازات برنامج «حياة» في ظل توجيهات ودعم القيادة الرشيدة، وتوطيد الشراكات الاستراتيجية المثمرة بين القطاعين الحكومي والخاص.
واستعرض الحاضرون استكشاف أنماط الحياة الصحية الكفيلة بتحسين العمر البيولوجي وتعزيز فرص التبرع عند الحاجة.
ودعا المشاركون إلى تعزيز الريادة الإماراتية إقليمياً في هذا المجال الحيوي، مع الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في حملات التوعية.
واستهل المجلس الفريق ضاحي خلفان تميم، بالترحيب بالحضور والإشادة بالدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة للقطاع الصحي في الدولة والتزامها الراسخ بجعل الإنسان محور اهتمامها وأولوية استراتيجية في جميع الخطط التنموية.
وقال ضاحي خلفان، في المجلس الذي أداره المجلس الإعلامي وليد الاصبحي، إن نشر برنامج حياة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يحقق انتشاراً واسعاً، حيث أصبحت هذه المنصات وسيلة فعالة للوصول إلى أبعد الحدود، فالأثر الحقيقي يُصنع بمن يبدعون ويقدمون الإيجابية، ووجه الشكر للدكتور أمين الأميري على جهوده المخلصة في خدمة بلاده، بدعم من القيادة الحكيمة التي تضع الصحة في مقدمة أولوياتها.
وأشار إلى أن ثقافة التبرع والعطاء متجذرة في النسيج الإماراتي، ومتأصلة في هويتنا الوطنية المستمدة من قيمنا الإسلامية وينسجم، كما ينسجم البرنامج مع تطلعات عام المجتمع في تعزيز ثقافة الإخاء والترابط بين الأسر الإماراتية والمقيمة، ما يجسد أسمى صور التكافل والتعاضد الإنساني.
وقال إن تنظيم هذا المجلس الرمضاني، عن برنامج التبرع بالأعضاء، يأتي انسجاماً مع قيم العطاء والبذل والإيثار التي يجسدها هذا الشهر الفضيل، ونحن نتطلع بثقة إلى ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع، وتحفيز المزيد من المبادرات النوعية التي تعزز الروابط المجتمعية وتسهم في منح المرضى أملاً متجدداً وفرصة حياة كريمة جديدة.
برنامج «حياة» قصة نجاح إماراتية
وقال الدكتور أمين حسين الأميري، الوكيل المساعد لقطاع التنظيم الصحي بالوزارة، أن دولة الإمارات تبوأت اليوم مكانة مرموقة وباتت نموذجاً يحتذى في منظومة التبرع بالأعضاء وزراعتها على المستويين الإقليمي والعالمي، بعدما نجحت في إطلاق برنامج وطني متكامل الأركان يمزج بين التميز الطبي العالمي والأبعاد الإنسانية السامية.
دعم واسع ومعايير واضحة
وأكد الأميري أن 60% من الأعضاء البشرية المُتبرع بها يتم التبرع بها في دبي، مشيراً إلى أن برامج «حياة» تحظى بدعم من مختلف الجهات، وعلى رأسها شرطة دبي، مع وجود ضوابط ومعايير واضحة لتنظيم عمليات التبرع.
كما أوضح أنه يمكن للرجل التبرع للسيدة، وكذلك يمكن للسيدة التبرع للرجل، مؤكداً أن الجينات لا تُنقل إلى الشخص المتلقي، ما يعني أن الصفات الوراثية مثل الغضب أو غيرها من السمات الجينية الأخرى لا تنتقل من المتبرع إلى المتلقي.
وأضاف: يُعد التبرع بالأعضاء عملاً إنسانياً نبيلاً يجسد أسمى معاني العطاء، ويمنح الآخرين أملاً جديداً في الحياة ويعزز جودتها في صورة مضيئة للتكاتف المجتمعي، حيث يقوم الفرد من خلاله بهبة أعضائه لإنقاذ حياة شخص آخر بحاجة إليها، ما في ذلك مرضى السرطان والمصابين بأمراض القلب والفشل الرئوي، والتليف الكبدي، والفشل الكلوي، وغير ذلك.
وأوضح الأميري: ينقسم المتبرعون بالأعضاء إلى نوعين رئيسين: المتبرعون بالأعضاء خلال الحياة، حيث يمكن للشخص التبرع خلال الحياة بإحدى الكليتين أو جزء من الكبد.
أما النوع الثاني، فهو تسجيل الرغبة في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، حيث يمكن للمتبرع بالأعضاء التبرع بما يصل إلى ثمانية أعضاء بعد الوفاة وهي: القلب، الرئتين، الكبد، الكليتين، القرنيات، والبنكرياس.
وقال كيف نحافظ على حياتنا في الحياة والممات والإنسان له عمران العُمر الزمني عدد السنوات التي يقضيها أحدنا على قيد الحياة، وهو بالطبع غير قابل للتغيير، فتاريخ ميلادنا ثابت ومحدد بالدقيقة والثانية، لكن في المقابل نجد أن العُمر البيولوجي يعبّر عن عُمر الخلايا والأنسجة داخل الجسم، وبالتالي فإن العُمر الزمني لا يتطابق مع العُمر البيولوجي في كثير من الأحيان، فالشخص الذي يمتلك صحة جيدة قد يكون عمره البيولوجي أقلّ من عمره الزمني، وقد يفوق العُمر البيولوجي العُمر الزمني في حالة المرض، لكن بصورة عامة العُمر البيولوجي هو الأكثر دقة للتنبؤ بحصول المرض أو الوفاة مقارنة بالعُمر الزمني.
وقال الأميري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِن الناسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ ) ولذا لابد من المحافظة على العمر البيولوجي والاهتمام بالصحة وأولها النوم الجيد، كما قال ديننا الحنيف النوم المبكر والقيام مبكر والمحافظة على صلاة الفجر والعامل النفسي والبعد عن التوترات ورؤية اللون الأخضر والبحر فلهما تأثير جيد على صحة الإنسان ونبحث عن ماذا ناكل يمنح الغذاء المتوازن الجسم جميع العناصر الغذائية التي يجتاح إليها، والرياضة لها تأثير جيد في صحة الإنسان وعدم زيادة الوزن وخاصة في منطقة البطن وينصح بممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على صحة الجسم ودعم المناعة، لتعزيز الوعي بقيم وأهداف برنامج «حياة» في الدولة، ودوره في إعادة الأمل لمرضى القصور العضوي.
وقال: «يجسد برنامج «حياة» قصة نجاح إماراتية، تعكس بوضوح الرؤية الاستشرافية لقيادتنا الحكيمة في ابتكار حلول إبداعية للتحديات الصحية، وتكرس قيم العطاء والبذل المتجذرة في نسيج مجتمعنا.
وأوضح أن إنجازات برنامج «حياة» تعكس تضافر جهود الشركاء الاستراتيجيين من القطاعين الحكومي والخاص لتأسيس منظومة صحية متطورة تحقق أرقى المعايير العالمية، مع الحرص على غرس ثقافة مجتمعية متجذرة داعمة للتبرع بالأعضاء.
وكشف عن نتائج الجهود الوطنية المتفانية، حيث نجح برنامج «حياة» للتبرع بالأعضاء في تسجيل 30 % نمواً بعدد التبرع بالأعضاء بعد الوفاة في 2024، مقارنة بعام 2023، كما بلغت نسبة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة (11.6) متبرعاً لكل مليون نسمة في سنة 2024.
ونحن نشهد اليوم تحولاً نوعياً ملموساً في وعي المجتمع وتفاعله الإيجابي مع البرنامج، وهو ما يتجلى في التنامي المطرد لأعداد المسجلين والقصص الإنسانية الملهمة للمرضى الذين استعادوا شعلة الأمل لحياة جديدة كريمة.
إنجازات برنامج حياة
واستعرض الدكتور علي العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، حصيلة الإنجازات النوعية لبرنامج «حياة» وخططه الطموحة. حيث ارتفع عدد المسجلين للتبرع في برنامج «حياة» إلى 32,704 أفراد مسجلين للتبرع، كما بلغ عدد المتبرعين في الإمارات 331 شخصاً، في حين وصل عدد الأعضاء المزروعة في الدولة إلى 1216 عضواً، كما ارتفع إجمالي عدد المرضى الذين أجريت لهم عمليات زرع أعضاء داخل البلاد إلى 1167 شخصاً بحلول عام 2024، وذلك في إطار الإنجازات النوعية في مجال التبرع ونقل وزراعة الأعضاء والأنسجة.
وأضاف أن الجهود الوطنية مستمرة بعزيمة وإصرار نحو الارتقاء بالبرنامج وتطوير منظومته وتعزيز معاييره وفق أرقى الممارسات العالمية المعتمدة، كما تصب الجهود في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التبرع بالأعضاء ودوره المحوري في إنقاذ الأرواح ومنح الأمل للمرضى وأسرهم.
وأضاف إن اختيار اسم «حياة» للبرنامج جاء بحكم أن نقل وزراعة الأعضاء يعيد الحياة إلى المريض في حال كان بحاجة إلى زراعة قلب أو رئتين أو قرنية أو كلى، وفي ما يختص ببرنامج زراعة الأعضاء، ويعكس التزام الدولة بتطوير قطاع صحي متكامل، ورفع مستوى الوعي المجتمعي حول أهمية التبرع بصفته رسالة نبيلة.
ديفيد.. قصة نجاح ملهمة
من بين القصص الناجحة، التي تم عرضها في مجلس ضاحي خلفان الرمضاني، تبرز قصة الشاب البريطاني ديفيد، الذي خاض رحلة علاجية ملهمة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبدأت قصة ديفيد قبل عشر سنوات، حيث كان يعيش حياة طبيعية إلى أن أصيب بمرض في الكبد. وعلى الرغم من تأقلمه مع المرض، كان يعلم أن حاجته إلى عملية زرع كبد ستكون حتمية في المستقبل. وبعد انتقاله إلى الإمارات قبل ست سنوات، استمر في إدارة حالته الصحية بشكل جيد، إلى أن تدهورت حالته فجأة من مستقرة إلى حرجة.
مع التدهور السريع لحالته، أصبح إجراء عملية الزرع أمراً ضرورياً وعاجلاً. وفي غضون أربعة أسابيع من دخوله المستشفى، حصل على فرصة نادرة، حيث كان من بين المؤهلين الأوائل للبرنامج المتقدم غير المشروط للعلاج. وبفضل منظومة الرعاية الصحية المتطورة في الإمارات، خضع ديفيد لعملية زرع كبد ناجحة، وهو اليوم يستعيد عافيته ويعيش حياة جديدة مملوءة بالأمل.
تجربة ديفيد تعكس الدور الرائد لدولة الإمارات في تقديم حلول طبية متقدمة لمرضى القصور العضوي، كما تسلط الضوء على أهمية برامج التبرع بالأعضاء في إنقاذ الأرواح ومنح المرضى فرصة ثانية للحياة.
الإطار القانوني للتبرع
تجيز دولة الإمارات عمليات نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية وفقاً للأطر القانونية التي تنظم هذا المجال، وذلك لضمان سلامة الإجراءات وحماية حقوق المتبرعين والمستفيدين.
في البداية، كان هذا المجال محكوماً بأحكام المرسوم بقانون اتحادي رقم (5) لسنة 2016، الذي هدف إلى تنظيم عمليات نقل وزراعة وحفظ الأعضاء والأنسجة البشرية، ومنع الاتجار بها، وحماية حقوق جميع الأطراف المعنية، ومنع استغلال حاجة المريض أو المتبرع. كما حظرت الدولة بموجب هذا القانون الاتجار بالأعضاء البشرية، استناداً إلى القانون الاتحادي في شأن مكافحة الاتجار بالبشر، المُعدل بالقانون الاتحادي رقم (1) لسنة 2015.
وفي إطار تطوير التشريعات، تم تحديث القانون ليصبح وفق المرسوم بقانون اتحادي رقم (25) لسنة 2023 بشأن التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، والذي يسري على جميع العمليات التي تتم داخل الدولة، بما في ذلك المناطق الحرة، بهدف تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء وتحقيق أفضل الممارسات الطبية والأخلاقية في هذا المجال.
المعايير
معايير خدمات التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية (للمتبرع المتوفى) تشمل بروتوكولات التبرع بعد الوفاة الدماغية (DBD) والتبرع بعد الوفاة القلبية، وتُطبَّق وفقاً للأطر التشريعية والاعتبارات الأخلاقية لضمان سلامة الإجراءات وتحقيق أفضل النتائج لعمليات زراعة الأعضاء. كما تهدف هذه المعايير إلى توسيع قاعدة المتبرعين، وتعزيز ثقافة التبرع، وزيادة فرص إنقاذ حياة المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة الأعضاء.