صحيفة الاتحاد:
2025-04-15@05:35:59 GMT

شيخة الجابري تكتب: تجليّات شارع الأعشى

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

مسلسل مثير للجدل، ليس لأنه ضعيف أو مرتبك أو أن فكرته لم تصل للناس، بل لأنه حقق المعادلة الصعبة التي تتمثل في تقديم عمل كبير ملهمٍ ومثير للأسئلة، وفيه من التحديات والتشويق ما يحقق المعادلة الأخرى وهي إرضاء الجمهور، وفي الحالتين الرضا من عدمه فقد استطاع المسلسل، وقبل نهاية الشهر، تحقيق النجاح الجماهيري الذي لم يتوقعه طاقم العمل نفسه المكوّن من مجموعة كبيرة من الفنانين السعوديين الأشقاء، بالإضافة إلى الدعم التركي في كتابة السيناريو ورسم الحوارات الداخلية والرؤية الفنية للأحداث.


الملفت في أمر هذا العمل الضخم أنه قد حقق النجاح ليس على مستوى المملكة، بل تجاوز ذلك إلى خارج نطاق منطقة الإنتاج، وهو وإنْ لم يطرح فكرة جديدة كُليّةً غيرَ أن الحدث داخل الفكرة هو الجديد، وكذلك التصوير السينمائي الماتع، وطريقة التنقل بين المشاهد رغم صعوبة الربط أحياناً بين الحدث والتحول الفجائي في إدارته، كالذي حدث لسعد بعد أن حاد عمّا كان عنه، ليصبح شخصاً آخر ينبذ المجتمع الذي كان يحبّه، ليصير عدواً له، هناك نقلة وحبكة درامية مهمة في حالة التحول تلك، أما «وضحى» فتلك حكاية أخرى.
«شارع الأعشى»، الذي أُخذ عن رواية «غراميات شارع الأعشى» للدكتورة بدرية البشر، حمل أحلام الكثيرين في داخله في حقبة زمنية عاشها جيل شاب تعلّق فيه بقصائد الشعراء المبدعين وبأم كلثوم، وعبدالحليم، وبالإنتاج السينمائي والتلفزيوني حينما دخلت التلفزيونات الأبيض والأسود والتيلفونات إلى بعض المنازل، زمن جميل ظهر في حلّة إنتاجية رائعة.
الخليج العربي في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي كان متشابها ليس مناطقياً واجتماعياً وثقافياً فقط، بل إن تفاصيل الحياة اليومية تكاد تكون متشابهة، ونحن نذكر كيف كان الرجال يسافرون إلى الدول المجاورة للعمل والبحث عن مصادر الرزق، وكيف وفد على مجتمعاتنا المعلمون والأطباء والمهندسون وغيرهم، ممن جاؤوا واختلطوا بالناس في تمازج اجتماعي وعاطفي يقوم على الاحترام والتراحم والتواصل، كل ذلك أثر في عمق تلك العلاقات التي تشابكت في بعض الأحيان، هذا ما لامسهُ المسلسل ببراعة متناهية.
كان الفتيان والفتيات في ذلك الزمان يتعارفون في وضع طبيعي جداً وكم من الحبّيبة فشلت مشاريعهم العاطفية بسبب القيود الاجتماعية والأسرية التي لم يتجاوزها أحدهم في سلوكه الطبيعي، وتعلقه العاطفي، لذا كان الفشل حليف أغلب تلك العلاقات الجميلة التي عاشتها بإتقان شخصيات «عواطف وسعد، عزيزة وأحمد، مزنة ورياض»، والتي يتبرأ منها اليوم بعض الذين عاشوها بتفاصيلها الحلوة في تلك الأيام.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: تحذير المكتب الوطني للإعلام «كنز الجيل» و«الملتقى الأدبي» ينظمان أمسية شعرية

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال

إقرأ أيضاً:

ماريان جرجس تكتب: القاهرة - باريس .. رسائل بعلم الوصول

زيارة استطاعت أن تغير شكل وملامح العلاقات الدبلوماسية بين مصر وفرنسا وترتقي بها إلى درجة الشراكة الإستراتيجية، لم تكن زيارة عادية من حيث الشكل أو دلالة التوقيت، زيارة خالية من الرسميات والبرتوكولات المعهودة ، كانت قريبة لنفس كل مواطن عربي وكأن الدولة المصرية استغلت هذا التوقيت الحرج من عمر الإقليم والتهاب القضية الفلسطينية لتخلق جسرًا بين العالم العربي والغربي .

فزيارة ماكرون للقاهرة تلك المرة لا يمكن اختزالها في ترفيع العلاقات الدبلوماسية أو توسيع أفق العلاقات الاقتصادية ومذكرات التفاهم التي – بالطبع – شهدت انتعاشًا كبيرًا ولا يمكن اختزالها في الترويج السياحي للقاهرة التاريخية ولمصر بشكل عام من خلال تلك الزيارة وجذب مزيد من السياحة ولكنها كانت زيارة ودودة حملت العديد من الرسائل بتوليفة عربية غربية ، على رأسها ؛ تدويل القضية الفلسطينية بشكل أوسع وأقرب  لقلب المواطن الغربي ، الذي شاهد من خلال شخصية ماكرون مشاهد المصابين من الأشقاء الفلسطينيين واستمع إلى الويلات التي عانوا منها اثر الحرب الشعواء ودور مصر في استقبال المصابين والتي تحملت مسؤوليتهم دون أن تطلب من المجتمع الدولي أي مقابل سوى الحل العادل والشامل لحل تلك القضية ، ولكن من خلال زيارة ماكرون لمستشفى العريش وصلت الرسالة لملايين من البشر في المجتمع الدولي .

أمّا عن زيارة العريش وهبوط طائرة الرئيس الفرنسي في مطار العريش الدولي فهي رسالة في حد ذاتها ،تلك البقعة من أرض سيناء التي كان يسٌتهدف عليها كل طائرة تهبط من قبل الفصائل المسلحة وتم تطهيرها بدماء أبطال القوات المسلحة ، وتحقيق وعد السيد الرئيس بهبوط الطائرات في سيناء هو رسالة أخرى بأن مصر إذا أرادت ، فعلت وأنها هزمت الإرهاب عن بكرة أبيه ، بل لولا ذلك المطار الدولي  الذي كان خاربًا وخاليًا ، لما استطاعت المساعدات الاغاثية الوصول إلي غزة ولما استطاع أي مسؤول مشاهدة المشهد عن قرب ، فلنا أن نتخيل كيف أن يصل رئيس فرنسا إلى مواطن من غزة ؟ وجهًا لوجه ؟ وهو من المحال زيارة القطاع على الأقل على الصعيد الأمني.

أمّا الرسالة الثالثة وهي من داخل القاهرة ، فزيارة الرئيسين إلى خان الخليلي وهو من الأماكن الأثرية والتاريخية والتي يصعب تأمين تلك الأماكن نظرًا لضيق شوارعها ولكن التجول بين تلك الأماكن التاريخية وترحيب الأهالي وتصدير المشهد المصري الحقيقي الدافئ والذي يؤكد على وقوف الشعب خلف قيادته يدعمها ويساندها ويثق في قراراتها .

لم تكن الزيارة مصطنعة ولكن من وضع البرنامج  لتلك الزيارة أظهر مهنية الدبلوماسية المصرية التي تستطيع توظيف قوتها الناعمة في إظهار قوتها الحقيقية التي تكمن في قيادتها وقواتها المسلحة وشعبها ومواقفها السياسية التي تبعث رسائل بعلم الوصول لخصومها .

مقالات مشابهة

  • شيخة الجابري تكتب: هل تراقبون الوقت؟
  • ماريان جرجس تكتب: القاهرة - باريس .. رسائل بعلم الوصول
  • نهال علام تكتب: جيل العيال المحظوظة
  • نسرين حجاج تكتب: مسلسل إش إش وعاصفة السوشيال ميديا
  • كريمة أبو العينين تكتب: الظالمون كم يعيشون!!
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 50
  • إلهام ابو الفتح تكتب: بشرى سارة
  • إلهام أبو الفتح تكتب: بشرى سارة
  • فرقة كورية تستخدم صوت عزيزة في شارع الأعشى لنشر مقطع على تيك توك .. فيديو
  • فايز المالكي يشيد بمسلسل “شارع الأعشى”.. فيديو