يمانيون:
2025-03-25@17:47:56 GMT

وإن عدتم عدنا

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

وإن عدتم عدنا

توفيق الآنسي

لا غرابة أن يعود العدوّ الإسرائيلي ومعه الأمريكي إلى حرب الإبادة والحصار والتجويع والدمار في غزة وفلسطين، فهم لا عهد لهم ولا ميثاق، وقد أخبرنا القرآن بذلك في قوله تعالى: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أكثرهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ).

ولا غرابة أن يتفنَّن العدوّ الإسرائيلي ومعه الأمريكي في حربه الشاملة على غزة وفلسطين، فقد شجعهم على ذلك تخاذل أهل الحق عن حقهم وسكوتهم عن مقدساتهم وحرماتهم.

ولا غرابة أن تتخاذل وتسكت وتتفرَّج الأنظمة العربية دون أن تحَرّك ساكنًا، فهم أشد كفرًا ونفاقًا، وقد أخبرنا القرآن بذلك في قوله تعالى: (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، فهم لا دين لهم ولا إنسانية فيهم.

ولا غرابة أن يقف ويصمد ويضحي اليمن في مساندته لغزة وفلسطين بكل ما يملك؛ لأَنَّهم أهل الإيمان والحكمة، فهم من قال عنهم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-: “الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية”.

فلم تكن حرب الإبادة التي يشنها العدوّ الصهيوني على غزة وفلسطين هذه الأيّام إلا امتدادا لسلسلة الجرائم التي ارتكبها منذ اغتصاب الأرض المباركة، مدعومًا بآلة القتل الأمريكية التي لا تتوقف عن تزويده بالسلاح والحماية السياسية. فما يحدث اليوم من مجازر وحصار وتجويع ليس جديدًا، بل هو تكرار لحلقات سابقة من العدوان، ولكن هذه المرة بعنف أشد وإجرام أوضح، في ظل عالم أعمى وأصم عن آهات الضحايا وصرخات المستضعفين.

لكن كما كان للعدو عودته في الإجرام، فَــإنَّ للأحرار عودتهم في المقاومة، فمن غزة التي لم تنكسر إلى اليمن الصامد، تتجلى معادلة “وإن عدتم عدنا” في أوضح صورها.

فاليمن ثابت على العهد رغم الحصار والتآمر، ورغم العدوان الأمريكي المباشر الذي استهدفه عقابًا له على موقفه المشرف في مساندة إخوانه في غزة وفلسطين، فلم يتغير موقفه قيد أنملة. فصواريخ اليمن ومسيراته اليوم ليست إلا ترجمة حقيقية لموقف ثابت لم يتغير منذ أن بدأت المعركة مع المحتلّ الصهيوني.

فلطالما توهمت أمريكا والغرب أن سياسة التهديدات والعقوبات يمكن أن ترهب الأحرار، لكن اليمن أثبت العكس. فسواء جاءت التهديدات من واشنطن أَو تل أبيب، وسواء صرَّح بها السفاح نتنياهو أَو الطاغية ترامب، فَــإنَّها لا تزيد اليمنيين إلا يقينًا بأن موقفهم في الاتّجاه الصحيح.

فرغم عدوانهم على اليمن، فَــإنَّ الشعب اليمني يقولها بكل وضوح: “إن كان دعمنا لغزة وفلسطين يعني حربكم علينا، فمرحبًا بالحرب، ولن نتراجع عن موقفنا”.

إنه الموقف الذي ينطلق من الهُوية الإيمانية الصُّلبة، فمن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية”، لا يمكن أن يكونوا إلا في مقدمة الصفوف دفاعًا عن الأُمَّــة ومقدساتها.

فما يفعله اليمن اليوم من ضربات حيدرية يؤكّـد أن زمن العربدة الصهيونية قد انتهى، وأن “إسرائيل” لم تعد قادرة على التحَرّك بحرية كما في السابق.

فهي رسالة واضحة لكل الطغاة: إن كانت حربكم وحصاركم على غزة مُستمرّة، فَــإنَّ ساحة المعركة ستتسع، وإن كان دعمكم للكيان الصهيوني بلا حدود، فَــإنَّ مقاومة الأحرار من أبناء هذه الأُمَّــة لهذا العدوان ستكون أَيْـضًا بلا حدود.

فكما قال الله تعالى: (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)، فهذا وعد الله للمستكبرين، وهذا وعد الأحرار للظالمين.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: غزة وفلسطین ف ــإن

إقرأ أيضاً:

أمسيتان في وشحة وأفلح اليمن بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام

يمانيون/ حجة نظمّت في مديرية وشحة بمحافظة حجة، أمسية رمضانية بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام.

وفي الأمسية أشار وكيل المحافظة محمد القاضي، إلى أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام، يأتي للتعرف على شخصيته وسيرته ودوره في نصرة الدين الإسلامي والرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

وتطرق إلى العلاقة التي تربط إمام المتقين بأحفاد الأنصار منذ الوهلة الأولى لدخولهم الإسلام ودور أهل الحكمة والإيمان في نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته عليهم السلام وأعلام الهدى.

وأكد الوكيل القاضي أهمية استمرار التعبئة والتحشيد للدورات المفتوحة واكتساب المهارات القتالية والتزود بهدى الله والقرآن الكريم، استعداداً لخوض المعركة المصيرية والفاصلة بين أهل الإيمان وحلف الطاغوت والدفع بالطلاب إلى الدورات الصيفية.

وحث على الحشد للمشاركة الفاعلة في يوم القدس العالمي الجمعة المقبلة لتأكيد استمرار دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية والانتصار للمظلومين والمستضعفين في غزة.

فيما تطرق نائب مسئول التعبئة في مربع مديريات عاهم أحمد الغماري ومسئول التعبئة في وشحة سجاد الرخمي، إلى عظمة الشهر الكريم والخواتم المباركة وأهمية اغتنام هذه الليالي في التزود بهدى الله والتواصي بالحق وعمل الصالحات.

وأكدا أهمية إخراج الزكاة واستمرار المسيرات والمظاهرات المناهضة للعدوان الأمريكي والإسرائيلي والالتفاف حول القيادة الثورية الحكيمة في التصدي لقوى الاستكبار العالمي.

وفي شرانة بأفلح اليمن، أشار مسؤول التعبئة بالمديرية الدكتور محمد العرجلي، إلى أهمية اغتنام العشر الأواخر من رمضان في التزود بهدى الله وإخراج الزكاة وتسليمها لهيئة الزكاة وتعزيز الصمود والثبات في وجه العدوان الإسرائيلي الأمريكي.

وأكد استمرار الوقفات والمسيرات المساندة لغزة وفلسطين والتحشيد للدورات المفتوحة والدفع بالطلاب للمدارس الصيفية وتفعيل دور المبادرات المجتمعية.

فيما استعرض الناشط الثقافي حسين العياني، مكانة الإمام علي عليه السلام ودوره الجهادي في نصرة الإسلام ومواجهة الطواغيت.

وتطرق إلى الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى التي سماها الله بيوم الفرقان وأهمية الحضور والتحشيد لمناسبة يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من رمضان.

مقالات مشابهة

  • فوضى في توزيع تذاكر مباراة العراق وفلسطين في عمان (فيديو)
  • أمسيتان في وشحة وأفلح اليمن بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • كاساس عن مباراة العراق وفلسطين غداً: لن تكون سهلة
  • اليمن.. قتلى ومصابون بغارات أمريكية «عنيفة» على صنعاء
  • هذا الذي يدور في اليمن‬ .. ‫وهذا القادم‬ !
  • لم يعد للأُمَّـة الإسلامية حجّـة بعد موقف اليمن
  • قائد الثورة: اليمن سيقف إلى جانب الشعب اللبناني وحزب الله في مواجهة العدو الصهيوني
  • ثورة اليمن الإيمانية ستخرج الأمة للنور
  • اليمن وفلسطين.. قوة الإرادة توحد المسارات في مواجهة العدو المشترك