كيف تلقت واشنطن نبأ مصرع بريغوجين قائد فاغنر؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
واشنطن- التجاهل الجماعي كان الرد الرسمي الأميركي على أنباء وفاة قائد مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين إثر تحطم طائرة في روسيا أمس الأربعاء.
وامتنع المسؤولون الأميركيون عن التعليق على أنباء وظروف إسقاط طائرة على متنها بريغوجين، مؤكدين أن الجميع يعرفون أن هذه هي النتيجة المحتملة لتمرده الفاشل ضد موسكو في يونيو/حزيران الماضي، وأن ما جرى لن يغير الحسابات الأميركية بشأن روسيا أو حربها في أوكرانيا.
ونبع الموقف الأميركي من ضبابية المشهد داخل روسيا وسط غموض بين الدوائر السياسية والأمنية القريبة من الرئيس فلاديمير بوتين.
وتُقدر بعض التقارير أعداد قوات "فاغنر" بـ50 ألف مقاتل، بعضهم من قدامى المحاربين المتشددين، والباقون من المتطوعين من السجناء في المعتقلات الروسية.
ميت يمشيرجل ميت يمشي، هكذا نظرت واشنطن إلى بريغوجين منذ قيامه بمحاولة انقلاب قصيرة الأجل ضد قادة الجيش الروسي قبل شهرين حين سيطرت قواته على المنشآت العسكرية في مدينة روستوف جنوبي روسيا، وأعلن لاحقا أن قواته في طريقها إلى العاصمة موسكو.
ومثلما فوجئت واشنطن بأنباء تمرد قوات فاغنر وتحركاتها، فإنها فوجئت أيضا بالتوصل إلى اتفاق لحل الأزمة بعد صفقة توسط فيها رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، المعروف بقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومن بريغوجين نفسه، وبمقتضاها يسقط الكرملين جميع تهم "التمرد" ضد بريغوجين ومقاتليه، على أن ينتقل بريغوجين إلى بيلاروسيا، إلا أن واشنطن لم تستبعد مقتل بريغوجين.
وقبل 5 أسابيع، وفي رده على سؤال أثناء مشاركته في نقاش بمنتدى معهد آسبن الأمني الذي يعقد بولاية كولورادوا سنويا، شكك مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" وليام بيرنز، في مصير زعيم جماعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين.
وتوقع بيرنز أن بريغوجين ربما لم ير نهاية غضب بوتين بعد، وقال بيرنز، الذي سبق له العمل سفيرا لبلاده في موسكو، ويجيد اللغة الروسية، إن ما نراه "هو رقصة معقدة للغاية بين بريغوجين وبوتين، أعتقد أن بوتين يؤمن بالانتقام، لذلك سيحاول تسوية الوضع إلى أقصى حد ممكن، ولكن مرة أخرى، من واقع خبرتي، سأكون مندهشا إذا نجا بريغوجين من العقاب على ما قام به".
ورجح الخبير الأمني الأميركي جيل دوغيرتي بشبكة "سي إن إن" أن يكون الرئيس بوتين هو من أعطى أمر التخلص من بريغوجين، قائلا "هذا هو ما يمكن التنبؤ به، وكان الكثير من الناس يتوقعون أنها كانت مجرد مسألة وقت، ولا يعرفون بالضبط كيف سيحدث ذلك".
في حين يؤمن خبير الشؤون الأمنية باتون والش، بأن بوتين أعطى هذا الأمر، وأضاف "بوتين لم يكن ليغفر الإذلال من قبل بريغوجين في تمرد يونيو/حزيران الفاشل حين تحركت دبابات ومركبات فاغنر باتجاه وسط موسكو".
وردا على سؤال خلال عطلته في بحيرة تاهو، الواقعة على الحدود بين ولايتي كاليفورنيا ونيفادا، عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقف وراء تحطم طائرة بريغوجين، قال الرئيس الأميركي جو بايدن "ليس هناك الكثير مما يحدث في روسيا دون علم بوتين، لكنني لا أعرف ما يكفي لمعرفة الإجابة".
ومن جانبه، صرح السيناتور الديمقراطي من ولاية فرجينيا ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ مارك وارنر معقبا على خبر مقتل بريغوجين، "لا ينبغي لأحد أن يحزن على وفاة بريغوجين"، مضيفا أنه "تذكير آخر بوحشية نظام بوتين، ولماذا يجب علينا مواصلة دعمنا لأوكرانيا في كفاحها من أجل الحرية".
نهاية فاغنرورجح بعض الخبراء أن يؤدي وفاة زعيم فاغنر إلى المزيد من الاضطرابات الداخلية في روسيا، وهو ما قد يُعقد من حرب بوتين على أوكرانيا مما يعطي كييف دفعة مع تعثر هجومها المضاد ويلهم الثقة في داعمي أوكرانيا الغربيين لزيادة ضخ الأسلحة في القتال.
وحذر عدد من الخبراء من التسرع والاحتفال باختفاء بريغوجين، إذ ذكر صموئيل شاراب من مؤسسة راند البحثية، أن "واشنطن ستواجه مجموعة فاغنر مختلفة الآن بعد رحيل بريغوجين، وما حدث هو نهاية فاغنر كما عرفناها، لكن من المتوقع أن تسمح موسكو للمرتزقة بالتصرف باستقلال (زائف) في أفريقيا تحت قيادة شخصية أكثر هدوءا من شخصية بريغوجين".
وفي حديث للجزيرة نت، قال خبير الشؤون الدفاعية مايكل بيك، إن "السؤال الآن يجب أن يتمحور حول تأثير اغتيال بريغوجين على الفعالية العسكرية الروسية، فقد كان له أتباع كثيرون في روسيا، وكان مرتزقة مجموعة فاغنر من الفصائل الروسية الأكثر فعالية في ساحات القتال".
القوائم السوداءوقد أدرجت وزارتا الخارجية والخزانة الأميركيتان مجموعة فاغنر وزعيمها بريغوجين في قوائم عقوبات مختلفة بموجب أوامر تنفيذية متعددة، وفي يناير/كانون الثاني 2023، صنفت إدارة بايدن فاغنر منظمة إجرامية عابرة للحدود، وأدرجتها في الوقت نفسه بموجب برنامج عقوبات يتعلق بجمهورية أفريقيا الوسطى.
وأشارت دراسة حديثة صدرت بداية الشهر الجاري عن خدمة أبحاث الكونغرس، إلى أن زعيم فاغنر يخضع لعقوبات أميركية ويواجه لائحة اتهام بالعديد من الأنشطة، بما في ذلك التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016. ونفى بريغوجين تورطه أو جماعته في هذه الانتخابات.
وفرضت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على مجموعة فاغنر عقوبات مالية وقيودا على دخول الولايات المتحدة، وهناك مشاريع قوانين تطلب من وزير الخارجية تصنيف مجموعة فاغنر منظمة إرهابية أجنبية، وقد يكون لمثل هذا التصنيف تداعيات على علاقات الولايات المتحدة مع روسيا أو الدول الأخرى التي تعاقدت حكوماتها مع خدمات مليشيات فاغنر.
وعلى مدار ساعات الماضية، كان السؤال الأكثر إلحاحا في واشنطن يدور حول "مصير مليشيات فاغنر"، وإذا ما كان غياب زعيمها سيغير من طبيعة علاقتها بالأجهزة العسكرية الروسية، خاصة تلك القوات التي تقاتل في أوكرانيا مع استمرار احتلالها لبعض المناطق. وبدت إدارة جو بايدن كمن لا يمتلك أي إجابات شافية لأي من الأسئلة المهمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مجموعة فاغنر فی روسیا
إقرأ أيضاً:
القوات الروسية تدمر محطة اتصال "ستارلينك" تابعة للقوات الأوكرانية
نشرت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، مشاهد لتدمير القوات الروسية منظومة "ستارلينك" للاتصالات الفضائية، التي تستخدمها القوات الأوكرانية.
الدفاع الروسية: أوكرانيا تكبدت أكثر من 280 جنديًا في محور كورسك الدفاع الروسية: تدمير 5 طائرات مسيرة أوكرانية وتحرير بلدة في مقاطعة خاركوفوقالت الوزارة - في بيان نقلته وكالة الأنباء الروسية "سبوتنك" : "دمرت وحدات من قوات مجموعة (الغرب) سيارة صغيرة بيك آب، وشاحنة، ومحطة اتصالات عبر الأقمار الصناعية (ستارلينك)، بالإضافة إلى مخبأ للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة العمليات الخاصة".
وفي وقت سابق من اليوم، صرح سيرغي ليبيديف، منسق العمل السري في مقاطعة نيكولاييف، لوكالة "سبوتنيك"، بأن غارة استهدفت مطارًا في مقاطعة أوديسا جنوبي أوكرانيا، حيث توجد مستودعات لتجميع الطائرات دون طيار.
كشفت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء أن خسائر الجيش الأوكراني في محور كورسك خلال اليوم الماضي شملت أكثر من 280 جنديًا ودبابة وناقلة جند مدرعة و6 مركبات قتالية مدرعة ومعدات أخرى.
وقالت الدفاع الروسية في بيان لها إن وحدات من مجموعة قوات "الشمال" ألحقت خلال عملياتها الهجومية خسائر بتشكيلات من 12 لواء أوكرانيا في محيط 16 بلدة وقرية حدودية بمقاطعة كورسك، كما صدت 5 هجمات مضادة.
روسيا تُعلن سيطرتها على قرية جديدة في دونيتسك الأوكرانية
أصدرت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، بياناً أكدت فيه أن وحدات من مجموعة قوات "الوسط" قامت بالسيطرة على بلدة زيليونويه في دونيتسك بأوكرانيا.
ونقلت وسائل إعلام روسية تأكيد وزارة الدفاع على خسارة أوكرانيا 1470 عسكرياً خلال اليوم الماضي فقط.
وقال بيان وزارة الدفاع الروسية :"حسنت تشكيلات مجموعة قوات "الغرب" وضعها التكتيكي وألحقت بالقوات الأوكرانيةة في خاركوف ودونيتسك خسائر تجاوزت 390 عسكريا".
وأضاف :"سيطرت تشكيلات مجموعة قوات "الجنوب" على خطوط أكثر ملاءمة في دونيتسك، حيث بلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 200 جندي".
وتابع البيان :"واصلت تشكيلات مجموعة قوات "الشرق" تقدمها في عمق دفاعات العدو، وألحقت خسائر بالقوات الأوكرانية في دونيتسك، حيث فاقت الخسائر الأوكرانية 150 جندياً".
وأضاف :"ألحقت مجموعة قوات "دنيبر" خسائر بالقوات والمعدات الأوكرانية فيزابوروجيه وخيرسون، وبلغت خسائر العدو هناك نحو 40 عسكرياً".
وأكمل البيان :"تعرضت مرافق للطاقة يستخدمها الجيش والمجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا للتخريب، بنية تحتية للمطارات العسكرية، وورش إنتاج ومستودعات تخزين للطائرات والزوارق المسيرة، ومواقع للتدريب على استخدامها القتالي".
وأردف :" حدثت خسائرة في تجمعات للقوات والمعدات العسكرية للجيش الأوكراني في 153 منطقة، كما إسقاط 3 صواريخ من أنظمة HIMARS الأمريكية و68 طائرة بدون طيار.
من الطرفين. تقع المدينة في إقليم دونباس الشرقي، وهي منطقة غنية بالموارد الطبيعية مثل الفحم والمعادن، مما يجعلها مركزًا صناعيًا واقتصاديًا حيويًا لأوكرانيا. منذ اندلاع الصراع في عام 2014، أصبحت دونيتسك معقلًا رئيسيًا للقوات الانفصالية المدعومة من روسيا، التي أعلنت استقلال الإقليم عن أوكرانيا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
الأهمية الجغرافية لدونيتسك تعود إلى قربها من الحدود الروسية، مما يسهل إمداد القوات الانفصالية بالمعدات والموارد. كما أن السيطرة على دونيتسك تمنح روسيا نفوذًا عسكريًا واقتصاديًا كبيرًا في المنطقة. بالنسبة لأوكرانيا، يمثل الإقليم رمزًا للسيادة الوطنية ووحدة الأراضي، ما يدفعها للقتال بشراسة للحفاظ عليه.
دونيتسك ليست مجرد منطقة صراع عسكري، بل تمثل أيضًا ساحة معركة إعلامية وسياسية. تسعى روسيا لإظهار دعمها للانفصاليين كجزء من استراتيجيتها لتعزيز نفوذها في شرق أوكرانيا، بينما تحاول كييف استعادة السيطرة على المنطقة كخطوة أساسية نحو استقرار البلاد.
مع استمرار العمليات العسكرية، تظل دونيتسك منطقة ذات أهمية قصوى في تحديد مسار الحرب ونتائجها السياسية، مما يجعلها نقطة اشتباك رئيسية بين الأطراف المتنازعة.