الأسبوع:
2025-05-02@13:33:26 GMT

الحزب الثالث

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

الحزب الثالث

تشهد مصر الآن حالةَ حراك سياسي نشط مع ظهور حزب جديد، نجح خلال فترته التأسيسية الأولى في الوصول إلى كل الجماهير المصرية داخل المدن والمحافظات والقرى والأرياف، وهو حزب الجبهة الوطنية، الذي تعمَّد مؤسسوه أن يجمع قادتُه بين المفكر والناشط وأستاذ الجامعة والعالِم والفلاح والطالب والمرأة، وذلك تجسيدًا لفكرة الجبهة.

والحزب الجديد -الذي وُلد عملاقًا، وشكَّل الحكومة والبرلمان في عقيدة الناس حتى قبل إجراء الانتخابات- ألقى حجرًا كبيرًا في بحيرة مصر السياسية، ويحجز مقعدَه الأول إلى جوار حزب مستقبل وطن. ويعتقد الكثيرُ من المراقبين أن حزب الجبهة وحزب مستقبل وطن هما فكرةٌ قديمةٌ جديدةٌ طُرحت في المنتديات الفكرية والسياسية لتحريك العمل السياسي في البلاد من خلال حزبين كبيرين تحت مظلة وطنية واحدة، يشبهان إلى حد كبير الحزبَين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية.

والفكرة يتحقق الآن جزءٌ كبيرٌ منها، ولكنها لا تستطيع أن تشمل كلَّ ربوع وطوائف مصر الواسعة والزاخرة بألوان طيف سياسي متعددة، خاصة أن العمل السياسي والديمقراطي لم ينضج بعدُ، حتى يكتفيَ المجتمعُ بحزبَين فقط.

قد يقول قائل إن هناك عشرات الأحزاب الأخرى يمكنها سدُّ الثغرات، ولكنَّ التجربة أثبتت أن مصر الآن لا يظهر على مسرحها السياسي أكثرُ من مستقبل وطن وحزب الجبهة، وبالتالي وبالضرورة نحتاج إلى حزب ثالث في القوة والمقاعد والحضور على المسرح، كي نشهدَ لعبةً سياسيةً مكتملةَ الأركان تُبعدنا عن لعبة تبادل الكراسي بين اثنين فقط، لاسيما وأن الاحتمال الأكبر هو التنسيق بين الحزبَين، الأمر الذي يُحتمل معه حرمانُ أي حزب ثالث من الظهور أو المنافسة على مقاعد السلطة في البلاد.

وهناك أفكار متعددة لتنشيط الحياة السياسية في البلاد في ظل اتفاق الجميع على الثوابت الوطنية، وفي ظل الرؤية الواضحة للمخاطر التي تحيط بمصر في الداخل والخارج. حيث يذهب البعضُ إلى ضرورة دمجِ عشرات الأحزاب في حزب واحد ليشكل العنصر الثالث في المعادلة، مع السماح باستمرار عمل الأحزاب الأخرى.

وإن كان البعض الآخر يذهب إلى ضرورة تثبيت واستمرار وجود الحزب وفقًا لتمثيله داخل البرلمان أو مجلس الشيوخ أو المحليات. وفي حالة إذا فشل حزبٌ في الحصول على أي مقعد من تلك الدوائر الثلاثة، يجب إدماجُه في الأحزاب الممثَّلة، حتى ننتقل إلى منطقة الجدية في العمل السياسي.

وأحزابنا السياسية أمام تحديات كبرى، منها: غياب الزعامة الحقيقية، البرنامج الشامل، الديمقراطية الداخلية، عدم القدرة على التمويل الذاتي، والفشل في الالتحام الجماهيري.

ولأن مصر تتعرض لمخاطر وجودية كبرى نتيجة استهدافها جنوبًا وشرقًا وغربًا، فهي تحتاج إلى استنهاض كل الطاقات البشرية المصرية للعمل الجاد والمتميز في حماية الجبهتين الداخلية والخارجية، لأن حالة السكون والتقوقع على الذات لا تصلح لمواجهة تلك التحديات.

ويبقى أن الجماهير تنتظر ميلاد حزب ثالث يدفع الحياةَ السياسيةَ إلى الأمام دون خوف من احتكار الحزبَين.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الوسائل الدعائية للحزب الشيوعي في الخمسينات والستينات

أتذكر وانا في طريقي للمدرسة الأولية بديوم الخرطوم ان قرات كلاما مكتوبا بالجير ،علي حائط بيت الطين:"لن يحكمنا البنك الدولي- الجبهة المعادية للاستعمار"،وكان هذا في نهاية الخمسينات ،مع بداية حكم الفريق عبود(انقلاب 17 نوفمبر1958).بالتاكيد لم افهم معني هذه الكلمات،ولا من هي الجبهة المعادية للاستعمار.
مصادفة اكتشفت ان اثنين من أصدقائي من أبناء الديوم الشرقية،هم من كانوا يقومون بالكتابة ليلا،حاملين سطلا من الجير الأبيض، وفرشاة.وعندما اكتشفوا ان الشرطة تلاحق من يكتبون باستعمال حاسة شم الكلاب،بالمشبوهين من الشيوعيين،صاروا يستعملون قفازات اثناء الكتابة،حتي لا يعلق الجير بايديهم.
كان هناك صاحب صيدلية بالديوم،فقام بعمل تركيبة تحتوي مادة شمعية تخلط مع الجير،تصعب ازالتها من قبل الشرطة.حيث كانت الشرطة تقوم بمحوي الكتابة،بطلاء كامل الحائط.
وكانت ماكينة" الرونيو" هي الالة السحرية لطباعة منشورات الحزب،وكانت موجودة في مكاتب الحكومية،وفي المدارس.ويقوم الحزب باستغلال هذه من قبل المعلمين الذين يعملون بهذه المدارس.
ومع التطور التكنولوجي المتسارع،لم يطور الحزب ادواته،ولم يقم باستعمال ما متاح له،لارشفة كل عمله السياسي منذ تاسيسه منتصف الاربعينات.بالتاكيد توجد بعض الارشفة بمكتبة الكونجرس بامريكا، والمكتبة الوطنية الإسرائيلية،وبعض مراكز الأبحاث بهولندا، وانجلترا،ودول اوربية اخري.

يوسف إدريس
yidries@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • الأحزاب السياسية تتجنب الانخراط المباشر في الانتخابات البلدية
  • هاريس تعود للساحة السياسية وتهاجم ترامب
  • الحاج حسن: على بعض الأحزاب والقوى السياسية أن تعود إلى وطنيتها
  • «الحرية المصري»: لم يتم الاستقرار على عدد المرشحين لارتباطه بالقانون |فيديو
  • سابقة.. مجلس المستشارين يعقد ندوة وطنية حول الصحراء تجمع زعماء الأحزاب السياسية
  • الجبهة الوطنية يهنئ العمال بعيدهم: حجر الأساس في بناء المستقبل
  • تحرك جديد من حزب الجبهة الوطنية بشأن قانون الإيجار الجديد
  • الوسائل الدعائية للحزب الشيوعي في الخمسينات والستينات
  • الجبهة الوطنية تناقش استراتيجيتها لخدمة العمل السياسي والاجتماعي والتنموي
  • اعتقال 14 من أعضاء الأحزاب الشيوعية المحظورة في إسطنبول