لم ينل عيد الأم هذا العام الذى وافق يوم الجمعة الماضي 21 مارس، كل هذا الصخب الذى كان يحدثه هذا اليوم على مدى السنوات القليلة الماضية، ذلك أن اليوم جاء مع حلول العشر الأواخر من شهر رمضان، وانشغال الكثيرين بأداء العبادات والتجهيز لأيام عيد الفطر.
تستحق الأمهات كل احتفاء وتكريم، فأن تكوني أما فتلك حالة لا يمكن لأحد وصفها، تلك المشاعر الفطرية التى يغرسها الخالق عز وجل فى قلب كل أم تجاه مولودها هى مشاعر لا تعرف للعطاء حدودا، فمن يمرض صغيرها أو يصاب بمكروه، تدعو الله بقلب خالص، وتتمني أن تصاب هي بدلا من صغيرها.
مشاعر الأم التى تدخل مباشرة إلى المطبخ فور عودتها من العمل وقبل أن تستبدل ملابسها، حتى تتمكن من الانتهاء بسرعة من إعداد وجبة الغداء، قبل أن يأتي زوجها وأولادها، والتى تهرع إلى إعداد نوع من الطعام طلبه الزوج أو أحد الأبناء حتى لو كان ذلك فى وقت متأخر من الليل أو خلال وقت ضيق، تلك مشاعر لا تحتاج إلى من يتناقش بشأن كونها ملزمة أو غير ملزمة بها، فتلك هى الفطرة وهى طبيعة الحال، فالأم والزوجة هى عمود خيمة بيتها، الذى على أساسه تبني الأسرة وتستمر في العطاء.
هناك نوع آخر من الأمهات اختبرهن الله عز وجل فى إصابة أحد أبنائها بالإعاقة، ووفقًا للأرقام الرسمية، فقد بلغت أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة 8.636 مليون شخص.
هذه الأعداد- وهى ليست قليلة- يقف وراءها أمهات تكابدن متاعب جمة دون أن يشعر بهن أحد، هناك منهن من تتحمل وتصبر وتحاول بشتى الطرق دفع طفلها للأمام وصنع المستحيل لوضعه على طريق موهبة أو نشاط رياضي أو فنى، ورأينا نماذج تستحق رفع القبعة لهن، لكن فى النهاية الحمل ثقيل، مثل هؤلاء قلت مرارا إنهن أمهات "مع مرتبة الشرف".
جميعنا يكن بين طيات مشاعره حبا من نوع خاص تجاه أمه، فذلك الرباط الذى هو سر الحياة، خلق نوعا من الحنو الفريد بين كلا الطرفين، عند الميلاد يتحسس الوليد رائحة أمه، قبل أن تبصر عيناه، ويطمئن إلى وجودها بجواره، فينام مستأنسا بدقات قلبها.. .
فقدان الأم هو اليتم الحقيقي، فأنت عندما يتوفى الله والدتك تتملكك مشاعر الغربة والوحدة، حتى وإن كنت بين إخوتك ووالدك، ذلك الشعور الذى تقع تحت وطأته وتظل تعاني منه طيلة حياتك حتى بعد أن تصبح أبا وزوجا..
جميل حقا أن نحتفل بالأمهات فى محاولة للاعتراف بفضلهن والامتنان لهن، غير أن هذا الاحتفال انحرف عن مساره خلال السنوات الماضية، وأصبح احتفالا صاخبا لا نراعي فيه مشاعر أطفال صغار غادرت أمهاتهم الحياة، أو حتى كبارا لا يطيقون "تقليب" مواجع فقدان الأم، وابتدع البعض فكرة تقديم الهدايا لمعلمات المدرسة فى عيد الأم، وأصبح الأمر وكأنه فرض على كل الطلاب ناهيك بالطبع عن أنه عبء مادى يضاف على كاهل الأسرة المنهكة فى مصروفات المدارس والدروس وخلافه.
جاء يوم عيد الأم هذا العام موافقا ليوم الجمعة ولأيام شهر الصيام ليرشِّد من التزيد والصخب فى الاحتفال، الذى نتمنى أن يقتصر فى قادم الايام على زيارة الأبناء لأمهاتهم وبرها وتقديم الهدايا لها فى هدوء، حتى لا يكون ذلك سببا فى جرح مشاعر "اليتامى".. .رحم الله من توفي منهن وبارك فى أعمار الأحياء.. وكل عام وكل الأمهات بخير.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة السادات تشهد احتفالية تكريم الأمهات المثاليات
شهدت اليوم الأحد، الدكتوره شادن معاويه، رئيس جامعة مدينة السادات، احتفالية يوم الوفاء والتقدير للمرأة المصرية، والتي نظمتها كلية علوم الرياضة، لتكريم عدد من الأمهات بالهيئة التدريسية، والهيكل الإداري.
جرت الإحتفالية بحضور كلاً من: الدكتور أحمد عزب، عميد كلية علوم الرياضة، والدكتور عبد الحليم يوسف، وكيل الكليه لشئون خدمة البيئة وتنمية المجتمع، والدكتور أحمد الشافعي، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتوره مشيرة العجمي، وكيل الكليه للدراسات العليا والبحوث.
استهل الحفل بالسلام الوطني وآيات من الذكر الحكيم، وفيلم تسجيلى عن احتفالية عيد الأم عام ٢٠٢٤، وقصيده شعريه بعنوان«الأم تتحس».
أكدت الدكتورة شادن معاويه، رئيس جامعة مدينة السادات، في كلمتها علي دور المرأة المصرية الرائد والمهم في حياتنا فهى الأم المكافحة والمثابرة، وتثبت أنها قادرة على التغيير والعمل وتستطيع تحمل المسئولية في مختلف المجالات بجانب دورها في بناء الأسرة والمجتمع، لافتة إلى أن هذا التكريم يعد تخليداً لمعنى قيم الوفاء والعطاء لكل أم عانت من أجل أبناءها، فهي من تٌربى وتٌعلم وتضحى، مهنئةجميع الأمهات المكرمات من عضوات هيئة التدريس والإداريات.
وأضافت "معاويه" بأنها حريصه كل عام بحضور الاحتفالية لأنها "من القلب"، مشيده بإدارة الكلية وهذا التقليد السنوى وبالتنظيم، وهنأت الحضور بعيد الأم لافتة بأن الأم هى أم لكل أفراد المجتمع ولكل العائله وليس للأبناء فقط، مقدمة النصيحة لأمهات المستقبل بالتثقيف، مشيرة الى أن المجلس الأعلى للجامعات بيحتفل بالمرأه هذا العام من خلال فيديو لأربع سيدات كنمادج ناجحة في مناصب قيادية في الجامعات المصرية من ٢٠٠٩ -٢٠٢٥ ليقدموا النصيحة لأمهات المستقبل، والاطلاع على تلك الفيديو من موقع الجامعه، ونصيحتى لكم كأم أولا ورئيس جامعة ثانية « النجاح نصفه عمل ونصفه عزيمه » وأكرر « اجعلى طموحك دايما في السما وقدمك على الأرض »، انتم أمهات المستقبل تحيتى لكم ولادارة الكلية مع خالص تمنياتي القلبية بدوام النجاح والتوفيق.
وأكد الدكتور احمد عزب، عميد كلية العلوم الرياضية، أن الأم هي الركيزة الأساسية في تنشئة الأبناء وتعليمهم القيم والمبادئ التي تساهم في بناء مستقبل مشرق، معربًا عن تقديره العميق لكل أم، سواء داخل أسرة الجامعة من أعضاء هيئة التدريس والجهاز الادارى، والعاملات أو أمهات الطلاب اللاتي يبذلن جهودًا عظيمة في دعم أبنائهن خلال مسيرتهم التعليمية، مقدماً التهنئة للدكتورة شادن معاويه، رئيس الجامعة، وتلبية الدعوة بالحضور، مؤكداً بأن الكلية والجامعة تحرصان على تكريم الأمهات تقديرًا لعطائهن المستمر، متمنياً لهن دوام الصحة والسعادة.