صاحب قيامة أرطغرل يروي قصة تقديمه تاريخ الدولة العثمانية
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
ووفقا لحلقة (2025/3/23) من برنامج "المقابلة"، يعتبر مسلسل "قيامة أرطغرل" أهم أعمال بوزداغ، الذي قدَّم أيضا "قيامة عثمان" و"أسد الفيافي" وأعمالا أخرى تبنت رواية جديدة لنشأة الدولة العثمانية عن تلك التي كانت سائدة لعقود.
وتمت ترجمة ودبلجة أعمال بوزداغ التاريخية لأكثر من 25 لغة، وتم عرضها في أكثر من 70 بلدا حول العالم، وقد ساهمت في إعادة تشكيل وعي الأجيال الجديدة حول هذه الدولة.
وولد بوزداغ مطلع 1983 في مدينة قيصري وسط الأناضول لأب يعمل تاجرا، وقد انخرط بوزداغ في التجارة صغيرا وعرف ما يحبه الناس جيدا، كما يقول.
لكن بوزداغ ارتبط بالتاريخ منذ طفولته، وتعرف على الروايات وكتب التاريخ، وقرأ عن الدولة الإسلامية مدعوما بحب والديه وعمه للقراءة، وهو يقول إن الأتراك يحبون أيام الدولة العثمانية.
ولم يكن المخرج التركي يحلم بأن يصبح منتجا مشهورا في مجال الدراما، لكنه كان يعتقد أنه سيقدم شيئا جديدا، وقد واصل القراءة بشكل جاد، ودرس التاريخ وعلم الاجتماع لأنه يعتقد بوجود رابط بينهما.
من التأريخ إلى الكتابةوكانت خطط بوزداغ أن يحصل على درجة الدكتواره في العلاقات الدولية، لكنه توجه إلى كتابة السيناريو والإنتاج، ومع ذلك فقد حصل على درجة الماجستير في التاريخ وعلم الاجتماع.
إعلانويمتلك المنتج التركي مدينة إنتاج مصممة على الطراز العثماني، وهي مزار لمن يحبون عيش تجربة الدخول في هذا العالم المليء بالبيوت التاريخية والمواقع التي تم تصوير المعارك القديمة فيها.
ويواصل بوزداغ الآن العمل على ترويج مسلسل قيامة عثمان في مزيد من الدول لأنه يسعد عندما يرى أناسا من دول كإندونيسيا -مثلا- يبدون إعجابهم بهذه الأعمال.
ويعتقد بوزداغ أن الرسالة الأهم في كل أعماله تتمثل في إعادة إقامة العدل على يد المسلمين لأنه يعتقد أن هذه مسؤوليتهم التاريخية.
وقد نجحت الدراما التركية في جذب كثير من الشباب عبر قصص الحب والمغامرة وعالم الجريمة، لكنها تحولت لاحقا إلى الدراما التاريخية التي حاولت إعادة تقديم تاريخ الدولة العثمانية كصناعة وطنية.
ووفقا لبوزداغ، فإن لكل إنسان قصته الخاصة، وقد بدأت قصته هو مع الكتابة مبكرا عندما بدأ بتدوين مذكراته ثم القصص القصيرة حتى تحول الأمر إلى شغف دفعه للابتعاد عن دراسة السياحة من أجل الالتحاق بالتاريخ.
يقول بوزداغ إنه كان يخطط لأن يكون مؤرخا لكنه رأى مناما جعله يتحول إلى كتابة الدراما، مضيفا أن الناس تقرأ التاريخ من نهايته وتحكم عليه من هذه النهاية، رغم أن حكمهم قد يتغير لو أنهم عاشوا هذه المرحلة.
وكان السؤال المهم بالنسبة له ولكثير من المؤرخين -كما يقول بوزداغ- هو: لماذا أصبحت الدولة العثمانية واحدة من أهم الدول عبر التاريخ؟ ولماذا نجحوا في تأسيس دولتهم في منطقة الأناضول التي فشل الصليبيون في إقامة دولة فيها؟
مشروع خاص بامتيازوكانت بداية بوزداغ مع تاريخ الدولة العثمانية فيلما كتبه في هذا المجال ثم أرسله إلى شبكة "تي آر تي"، التي سمع أنها تريد إنتاج عمل ضخم عن نشأة الدولة وأنها اتفقت مع شخص آخر لكن النص الذي قدمه لم يعجبها.
وعندما أرسل بوزداغ نصا عن تأسيس الدولة العثمانية لـ"تي آر تي" عام 2014 لقي إعجابا كبيرا وتم إنتاجه ليكون نقطة البداية له على هذا الطريق.
إعلانوأكد بوزداغ أن هذا المشروع مشروع شخصي تماما بالنسبة له وليس مشروع دولة كما يقول البعض، مشيرا إلى أن قصته بدأت مع رغبة حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان في فعل الشيء نفسه، وقد صنع هذا التزامن نوعا من الدعم الحكومي لمشروعه.
وعندما بدأ بوزداغ مشروعه كان في الثلاثين من عمره ولم يكن هناك من يعتقد أن شابا مثله يمكنه القيام بهذه الأعمال الضخمة التي احتوت على قدر غير مسبوق من الأعمال التاريخية.
ورفض كثير من الممثلين العمل في أول أفلام بوزداغ عن نشأة الدولة العثمانية، والذي استعان فيه برسام من منغوليا لرسم العالم الذي يريد تقديمه للناس، واشترى خيولا تم تدريبها خصيصا للعمل التاريخي.
ولاحقا، أصبحت هذه الخيول تحمل كثيرا من الخبرة في هذا النوع من الدراما، كما اقتنع الممثلون بالمشاركة في هذه الأعمال بدءًا من قيامة أرطغرل، وتم تدريبهم وخصوصا النساء منهم على طريقة العيش في تلك الفترة من التاريخ، كما يقول بوزداغ.
وضم فريق عمل هذه المسلسلات غالبية تركية مع قليل مع الكازاخيين، وقد حاول بوزداغ جمع مختلف الروايات في عالم يقول إنه صنعه من خياله.
وأكثر ما شدد عليه بوزداغ مرة أخرى أن المشروع ككل كان خاصا به ولم يكن بتوجيه من الدولة التركية، مؤكدا أن تكلفة هذه الأعمال بلغت أرقاما خيالية لا يمكنه تحديدها لأنها اختلفت من عمل لآخر، كما أنها حققت أيضا أرباحا كبيرة.
24/3/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الدولة العثمانیة هذه الأعمال کما یقول
إقرأ أيضاً:
تبون يقول إن الخلافات مع فرنسا مفتعلة.. وعلي بلحاج ينتقد تصريحاته
كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن طبيعة العلاقات الجزائرية الفرنسية، مؤكدًا أن التنسيق يتم بشكل مباشر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أو مع من يوكله، بينما وصف بقية التفاعلات بـ"الهوشة" التي لا تعني الجزائر، مشيرا إلى "فوضى عارمة وجلبة سياسية (في فرنسا) حول خلاف تم افتعاله بالكامل".
جاء ذلك خلال لقائه الدوري مع الصحافة الوطنية، حيث تطرق إلى عدد من الملفات الحساسة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
الموقف الجزائري من الأزمة الدبلوماسية
أوضح الرئيس تبون أن ملف العلاقات مع فرنسا يتابعه وزير الخارجية الجزائري بتفويض كامل، مشيرًا إلى أن الجزائر لا تهتم بما يُثار من جدل إعلامي أو سياسي خارج الإطار الرسمي للعلاقات الثنائية.
وحول الأزمة الأخيرة المتعلقة باعتراف فرنسا بخطة الحكم الذاتي في الأراضي الصحراوية، اعتبر تبون أن هذه الخطة هي بالأساس فكرة فرنسية. كما أعرب عن استغرابه من زيارة وزراء فرنسيين لتلك الأراضي، مشيرًا إلى أنه لم يفهم مغزى هذه الزيارات.
وفي سياق آخر، علّق تبون على قرار إحدى القنوات الفرنسية سحب فيلم وثائقي حول استخدام الاستعمار الفرنسي لغازات سامة في الجزائر، معتبرًا أن حرية التعبير في فرنسا ليست مطلقة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواضيع تاريخية أو مواقف من قضايا عربية.
طمأنة للجالية الجزائرية في فرنسا
في رده على المخاوف التي تساور بعض أفراد الجالية الجزائرية في فرنسا، أكد تبون أن لا أحد سيمسهم بسوء ما داموا يحترمون قوانين الدولة التي يقيمون فيها، مشيرًا إلى أن الرئيس ماكرون نفسه أكد هذا الأمر.
انتقادات علي بلحاج
على الجانب الآخر، وجه نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، علي بلحاج، انتقادات لاذعة لتصريحات الرئيس تبون.
واعتبر بلحاج في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن اختيار تبون التحدث باللغة الفرنسية خلال تصريحاته يعد مخالفة للدستور الجزائري الذي يعتبر العربية اللغة الرسمية، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل استهانة بالشعب الجزائري وتضحياته.
كما انتقد بلحاج ما وصفه بربط العلاقات الجزائرية الفرنسية بشخص ماكرون فقط، معتبرًا أن العلاقات بين الدول تتطلب التعامل المؤسسي. وأشار إلى أن الانتقادات الفرنسية تجاه الجزائر لم تصدر عن الرئيس الفرنسي فقط، بل جاءت أيضًا من وزراء في الحكومة الفرنسية.
الموقف من القضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بالموقف الجزائري من القضية الفلسطينية، تساءل بلحاج عن عدم إشارة تبون إلى دور الولايات المتحدة في حرب الإبادة على غزة، معتبرًا أن الحديث عن دعم الجزائر لفلسطين مجرد تضليل.
وانتقد بلحاج موقف السلطات الجزائرية الرافض للسماح بتنظيم تظاهرات أمام السفارة الأمريكية، بالإضافة إلى قنوات الدعم التي تمر عبر السلطة الفلسطينية التي تربطها علاقات تنسيق أمني مع الاحتلال الإسرائيلي.
بين تأكيدات تبون على ثبات موقف الجزائر في علاقاتها مع فرنسا، وانتقادات بلحاج التي شككت في مصداقية هذه المواقف، تتواصل التفاعلات بشأن مسار العلاقات الجزائرية الفرنسية، وسط ترقب لتطورات قد تشهدها الساحة الدبلوماسية في المستقبل القريب.
وفي يوليو/ تموز 2024، سحبت الجزائر سفيرها من باريس على خلفية تبني الأخيرة مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل النزاع في إقليم الصحراء.
ومنذ عقود يتنازع المغرب وجبهة البوليساريو بشأن السيادة على إقليم الصحراء، وبينما تقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا في الإقليم تحت سيادتها، تدعو الجبهة إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر.
وزادت حدة التوتر بين الجزائر وفرنسا بعدما أوقفت السلطات الجزائرية، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، الكاتب الجزائري الحاصل على الجنسية الفرنسية بوعلام صنصال بمطار العاصمة.
والخميس الماضي التمست محكمة جزائرية السجن النافذ لصنصال لعشر سنوات؛ بتهمة "تهديد الوحدة والسلامية والترابية وإهانة مؤسسة رسمية"، على أن يُنطق بالحكم الخميس المقبل.
وإضافة إلى ملف إقليم الصحراء، لا تكاد تحدث انفراجة في العلاقات بين البلدين حتى تندلع أزمة جديدة بينهما، على خلفية تداعيات الاستعمار الفرنسي للجزائر طيلة 132 سنة (1830-1962).