قائد عمليات الخرطوم اللواء الركن محمد عبد الرحمن البيلاوي لـ(الكرامة):
(….) هذا هو التكتيـــــــك الذي اتبعناه لتحرير القصـــــــر..
لا توجد قيادات نوعية فى رمز السيادة .. وقيادات الميليشيا في (….)
وضعنا خطة تحرير المطـــــــــار وما تبقى من الخرطــــــوم..
لهذا السبب انهارت الميليشيا بسرعة وسط العاصمــــــة (….

)
الباب مفتوح للسودانيين بالتمرد للتسليم.. أما الأجانب فلا..
مئات الهلكى فى صفوف المليشيا.. وهذه أبرز عوامل تحرير القصـــــر (….)
(….) هذا هو الموقف في شـــرق وجنــــوب الخرطــــــوم..
بعض الأســــــرى تم ترحيلهم إلى بحري.. وآخرين لدارفــــــور..
حوار_ محمد جمال قندول
لا تزال تداعيات ملحمة تحرير رمز السيادة ومركز القرار “القصر الرئاسي” الذي تم صباح أمس الأول (الجمعة) مستمرة، لا سيما وإنّها جاءت نتاج جهود وتضحيات كبيرة من القوات المسلحة والمساندة الاخرى على مدار عامين، وكان وراء النصر قيادات وجنود بذلوا الغالي والنفيس ومهروا دماءهم في معركة وجودية يمضي الجيش لطي آخر صفحاتها.
(الكرامة) استنطقت قائد منطقة عمليات الخرطوم اللواء الركن محمد عبد الرحمن البيلاوي، الذي أشرف على تحرير القصر، وخرجت منه بمعلوماتٍ وإفاداتٍ مهمة.
بدايةً، حدثنا عن معركة التحرير القصر؟
بالنسبة لمعركة القصر، أخذنا أُسلوب ونهج جديد في القتال عبر عمليات إحاطة وتطويق المناطق المراد استعادتها، بحيث لا تتضرر المناطق الكبيرة، أو إذا كان هنالك حشود. وفي القصر اتبعنا أسلوبًا متفردًا عبر عملية تطويق ومناورة باتجاهاتٍ أخرى تقوم بعزل القوات الموجودة في القصر، حيث كانت المناورة فى اليوم الاول، واليوم الثاني التطويق، ونفذت بصورة ناجحة. وفي اليوم الذي تلاه، لم نجد أي مقاومة والحمد لله تمت استعادة القصر الجمهوري والوزارات السيادية بدون أي خسائر، وعملية تمشيط القصر لم تكلفنا كثيرًا من الوقت، لكن التحدي كان في عملية المناورة التي سبقت التحرير.
هل وجدتم أسرى أو أسلحة داخل القصر؟
لم نجد أي أسرى أو أسلحة.
بعد تحرير القصر انهارت الميليشيا وسط الخرطوم بطريقة، سريعة لماذا؟
طبعًا تحرير القصر كان له الأثر الأكبر على انهيار الميليشيا، وباستعادته انهار العدو. وهنالك عوامل كثيرة أدت لانهياره مثل الضغط عليه من عدة محاور، واستعادة المباني.
هل هنالك خطة لتحرير المطار في فترة وجيزة؟
هنالك خطة موضوعة ليس للمطار وحده بل كل ما تبقى من ولاية الخرطوم، والمطار جزء عام وعمل تحريره يعني خلو التمرد من ولاية الخرطوم.
أمهلتم المتمردين 48 ساعة لتسليم أنفسهم. بعد نهاية المهلة، ماذا ستفعلون؟
الباب مفتوح بلا قيدٍ زمني بأن يأتوا ويسلموا أنفسهم “السودانيون فقط”، ولكن الأجانب (ما عندهم أي تسليم). والسودانيون في الميليشيا بإمكانهم ترجيح صوت العقل والتسليم في مقرات القيادة.
هل هنالك حصر لأسرى الميليشيا وعدد القتلى خلال معركة القصر وما بعدها؟
هنالك المئات من الهلكى فى صفوف الميليشيا، وتواصلنا مع جهات الاختصاص لدفن القتلى، واليوم الأحد سيتم ذلك بالتنسيق مع جهات الاختصاص.
ما هي أبرز العوامل التي ساعدتكم لتحرير القصر؟
هو العمل المتواصل والجماعي والروح والمثابرة والإصرار المتواصل من قبل قادة المتحركات والوحدات، والعمل المشترك بين كل القيادات الموجودة لتحرير الخرطوم والضغط المتواصل على العدو واستنزافه، والقيام بتخطيط ونهج جديد في العمليات الجارية، وتزودنا بخبراتٍ كبيرة في القتال بمنطقة بحري، ومن ثم انتقلنا إلى ولاية الخرطوم، ونسأل الله أن يتقبل من القوات وقوات العمل الخاص وقوات العمل العدائي.
حدثنا عن تحرير توتي؟
هو عمل مشترك ومتداخل وكلنا يسعى لاستعادة الولاية، وهنالك سيطرة خاصة بتوتي ومناطق المقرن تساعدنا كثيرًا لتحقيق اتصال مع هذه القوات وفتح طريق أم درمان للقيادة العامة.
هل حالات الهروب في وسط الميليشيا كبيرة؟
بالنسبة لحالة الهروب في الميليشيا فهي كبيرة جدًا حسب مصادرنا، والمعلومات التي تصلنا من جهات موثوقة، والأسرى الموجودون بطرفنا هنالك حالات هروب كبيرة جدًا وانهيار معنوي كبير، خاصةً في المناطق التي يشتد فيها القتال ويهربون في اتجاه الجنوب.
متى ستعلن الخرطوم محررة؟ وما هو الموقف في شرق وجنوب الخرطوم؟
نريد اليوم قبل الغد، ولكن مجريات الأحداث وتطوراتها وبتجاربنا نصل قبل التخطيط الزمني. ونفرض وفقًا للتقديرات تكون لفترة، وعادةً ما نصل قبل التخطيط والتوقيت، وبدعوات الناس في رمضان نتمنى ان يحدث انهيار أكبر للتمرد. وبالنسبة لجنوب وشرق الخرطوم، الخطط موضوعة لها والقوات جاهزة وأتوقع انهيار الميليشيا في شرق الخرطوم أسرع مما جرى بوسط العاصمة.
الخرطوم في الفترة الاخيرة سجلت حالات كبيرة للاختفاء القسري، هل وجد الجيش أي أثرٍ للمختفين أو جثث لمدنيين؟
لم نجد أي أثر للمختفين وهم ينقلون الأسرى المدنيين من الخرطوم ، وأيضًا معلوماتنا أنّهم نقلوا أسرى مدنيين لدارفور.
تردد وجود شخصية كبيرة في القصر، هل تم أسر قيادات نوعية؟
لم نجد أي قياداتٍ نوعية في القصر. وبحسب معلوماتنا أن قياداتهم موجودة في الخرطوم 2 ودائمًا قياداتهم يبعدوا أنفسهم من المواجهة معنا.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: تحریر القصر فی القصر

إقرأ أيضاً:

الرمزية الإستراتيجية لتحرير القصر الجمهوري

(1) العمق الاستراتيجي في عملية تطهير القصر الجمهوري ومنطقة وسط الخرطوم من دنس مرتزقة آل دقلو يتجلى في استعادة مباني ومعاني دولة 1956م والذين يهرفون بما لا يعرفون فإن تخلقات بذرة دولة 56 هي ثمرة مجاهدات أبناء السودان بكل تمايزاتهم الدينية والهوياتية والاثنية منذ عبقرية الثنائيات التاريخية بين عمارة دونقس الفونجاوي وعبد الله محمد الباقر الملقب بجماع والمتحدر من عرب القواسمة، والتي أثمرت السلطنة الزرقاء 1504م، وثنائية أحمد المعقور من بني هلال والقادم من غرناطة مع سلطان الكيرا شاوردورشيت والتي أثمرت عن تحول سلطنة الفور من الوثنية إلى الإسلام في عهد سليمان صولونج ، وثنائية محمد الجعلي وكيركيت والتي أثمرت مملكة تقلي الإسلامية، وثنائية الإمام محمد أحمد المهدي، وعبد الله التعايشي والتي أرست اللبنة الأولى للدولة السودانية.

(2)
استمرت مجاهدات أبناء السودان بذات التنوع العبقري خلال مرحلة الحكم الثنائي البريطاني المصري بدءا من ثورة عبد القادر ودحبوبة في الوسط 1907م ، وثورة الفكي نجم الدين في سنار، وثورة السلطان علي الميراوي والسلطان عجبنا في جبال النوبة، وثورات الدينكا والشلك والنوير في الجنوب، ومقاومة السلطان علي دينار وثورة الفقيه السحيني في دارفور .

ثم استمر النضال ضد الحكم الثنائي عبر الأدوات الناعمة بذات التنوع العبقري والذي بدأ بجمعية الاتحاد السوداني 1922م والتي تطورت إلى جمعية اللواء الأبيض 1924 حيث قدم عبيد حاج الأمين البطل علي عبد اللطيف الدينكاوي قائداً للجمعية والتي قادت الثورة السلمية ثم تطورت إلى صدام مسلح ضد الاستعمار انتهى بإجهاض الحركة.

ثم تداعت بذات التنوع الطليعة المستنيرة في مؤتمر الخريجين 1938م والتي قادت النضال ضد المستعمر عبر الأدوات الفكرية والسياسية والثقافية حتى الوصول إلى برلمان الحكم الذاتي 1953م والذي أعلن في جلسته التاريخية في 19 ديسمبر 1955م الاستقلال حيث تقدم بالمقترح ممثل حزب الأمة عن دائرة نيالا عبد الرحمن دبكة وجاءت التثنية من ممثل الحزب الوطني الاتحادي عن دائرة دار حامد غرب مشاور جمعة سهل ورفع علم الاستقلال على سارية القصر الجمهوري رئيس الحكومة اسماعيل الازهري وزعيم المعارضة محمد أحمد المحجوب.

(3)
وهكذا استمرت عبقرية التنوع في دورات الحكم الوطني في مرحلة ما بعد الاستقلال سواء الانظمة البرلمانية (ثنائية الحكومة والمعارضة) أو النظم الشمولية (التنوع داخل المجالس العسكرية الثلاثة عبود ونميري والبشير ).
إن عبقرية التنوع والقومية في المؤسسة العسكرية الوطنية كانت المهاد لانحياز الجيش لثورات الشعب في اكتوبر 1964م ، وأبريل 1985م وديسمبر 2018م
حتى حركات الهامش المسلح التي نهضت منذ العام 1963 في الجنوب، وصولاً إلى دارفور 2003م اتسمت بقدر من التنوع والعقلانية والأخلاق السودانية.

إن هذا الإرهاق التاريخي الخلاق وعبقرية الثنائيات والتنوع رغم المنحنيات والانحرافات في عبرة المسير والمصير حتما ستثمر في لحظة نهوض وطني تاريخي عن مشروع وطني ديمقراطي مستدام يسر الناظرين.

(4)
لكن السؤال الاستراتيجي هل مشروع ثنائية محمد حمدان دقلو الماهري وعبد الرحيم دقلو الماهري تصب في صالح قضايا البناء الوطني والديمقراطية المستدامة في السودان؟؟

إن مشروع أسرة آل دقلو يمثل حالة قطيعة جذرية مع قضايا البناء الوطني والديمقراطي لأنه ينزع إلى اختزال الحكم في السودان في مملكة آل دقلو يتوارثونها جيلا بعد جيل والممالك الإسلامية القديمة كانت تستمد المشروعية والاستمرارية في الحكم بالتفاني في خدمة المجتمع وقد استوت ركائز الدولة الأموية على فقه المساقاة والمؤاكلة وكان شعارها، لن نحول بين الناس وألسنتهم ما حالوا بيننا وسلطاننا بتعبير الأب المؤسس للدولة معاوية بن أبى سفيان لكن مشروع أسرة آل دقلو يقتدي بمقولة ميكافلي ، من يبني على الشعب يبني على الطين، وتجلى ذلك في الانتهاكات الشنيعة للممتلكات الخاصة والعامة وانتهاك كرامة وكبرياء الإنسان السوداني بسفور فاق خيال ميكافلي أب الانتهازية وهو ينصح أمراء الاستبداد قائلا: إن قتل المواطنين ليس من الفضائل كما أن التغرير بالأصدقاء وفقدان قيم الرحمة والدين يمكن أن تصل بك إلى القوة لا إلى المجد .

إن خطورة مشروع أسرة آل دقلو هي محمولاته النازية التي تكرس للأحادية العرقية والسلالية في الحكم ، الماهرية السادة والقوميات السودانية الأخرى محض رقيق وأتباع.

(5)
من البشارات إن معركة الكرامة ستكون آخر حروب السودان إذ لأول مرة تتماثل إرادة المجتمع السوداني مع إرادة الجيش والحكومة على منازلة خطر وجودي يهدد بقاء الدولة السودانية بل إن إرادة المجتمع سبقت إرادة الحكومة في التعبئة والاستنفار والتداعي إلى مقرات الجيش للقتال معه كتفا بكتف، ولا زالت إرادة المجتمع تسبق الحكومة في عمليات إعادة الاعمار والتنمية والخدمات في القرى والمدن المحررة من أوغاد المليشيا الإرهابية.

إن هذه الحرب ستنتهي باستئصال شأفة المليشيا الإرهابية، وستنتهي معها دورات الاختلال التي مازت الحكم في مرحلة ما بعد الاستقلال والتي كرست لصيغة هيمنة مؤسسات الحكم على مؤسسات المجتمع وستتحقق إرادة وهيمنة مؤسسات المجتمع السوداني في قضايا البناء الوطني والتحول الديمقراطي المستدام، وصناعة النهضة الحضارية بكل أبعادها الفكرية والمعرفية والسياسية والثقافية والاقتصادية. ورب ضارة نافعة.

عثمان جلال الدين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جبريل إبراهيم يكشف عن هروب جماعي لقوات الدعم السريع من الخرطوم ويحدد موعد تحرير العاصمة
  • واشنطن تعلن قتل قيادات حوثية كبيرة
  • ماذا بعد تحرير القصر الجمهوري في الخرطوم؟
  • ردود أفعال واسعة عقب تحرير القصر الجمهوري من مليشيا التمرد
  • الرمزية الإستراتيجية لتحرير القصر الجمهوري
  • السيطرة على المواقع الحيوية بداية لفصل المعركة الأخيرة.. الجيش السوداني يستعيد معالم العاصمة ويقترب من الحسم
  • بعد دخول القصر.. هل كتب الجيش السوداني نهاية الدعم السريع؟
  • الجيش السوداني يسق مليشيا الدعم السريع ويحقق انتصارات واسعة في العاصمة الخرطوم ويستعيد اهم المقار السيادية
  • تحرير القصر.. كيف نفهم تقدم الجيش السوداني وفرار كتائب حميدتي؟