دراسة ألمانية تدق ناقوس الخطر بشأن إدمان تيك توك
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
تمثل التطبيقات الإلكترونية مثل تيك توك، وإنستغرام، ويوتيوب، والألعاب الإلكترونية تهديدا أكثر خطورة بالنسبة للمراهقين مقارنة بالمشروبات الكحوليات وتعاطي القنب، حسبما أظهرت دراسة جديدة في ألمانيا، تسلط الضوء على عدد المراهقين الذين لديهم عادات إدمانية وخطيرة تتعلق بوسائل الإعلام الرقمية.
وقال رينير توماسيوس، المدير الطبي للمركز الألماني لحالات الإدمان في الطفولة والبلوغ في جامعة المركز الطبي هامبورج-إيبيندروف، التي أجرت الدراسة بالتعاون مع شركة التأمين الصحي "دي إيه كيه": "نحن نواجه تسونامي من اضطرابات الإدمان بين صغار السن، والتي أعتقد أننا نقلل من شأنها بصورة كاملة".
وخلصت الدراسة إلى أن أكثر من ربع من يبلغون من العمر من 10 إلى 17 عاما يظهرون استخداما خطيرا أو كبيرا لوسائل التواصل الاجتماعي، في حين يعتبر 4.7% مدمنين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وفقا للخبراء. وقال توماسيوس لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "الأرقام المتعلقة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المثير للمشاكل أعلى بواقع خمسة إلى خمسين مرة مقارنة بالاستهلاك الخطير للقنب والكحوليات في هذه الفئة العمرية".
وعلى الرغم من أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، على عكس الكحوليات أو القنب، له تأثير غير مباشر فقط على الجهاز العصبي المركزي للمرء، فإن نفس التأثيرات تنطبق على ما يعرف علميا بـ"نظام المكافأة في الدماغ".
وأضاف توماسيوس أنه في كلا الحالتين، توجد خطورة الإدمان "حيث يحدث سعي نحو المزيد والمزيد من الأمر ويحدث فقدان السيطرة".
وأوضح: "المقدار الكبير من الوقت الذي يتم استهلاكه في استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي يؤدي لإهمال جوانب أخرى من الحياة".
ويشار إلى أن فقدان السيطرة على سلوك المرء في التعامل مع تطبيقات التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على حياة صغار السن. وفي الكثير من الحالات، يمكن أن يؤدي ذلك لتراجع الأداء الدراسي، وغالبا يصل الأمر إلى الفشل. وعلاوة على ذلك، يحدث الانعزال الاجتماعي وفقدان الاهتمام بالوسائل الترفيهية والخلافات العائلية.
ووفقا للدراسة يعد الصبية هم الأكثر تضررا بوجه خاص، حيث ينطبق على 6% منهم معيار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المرضي، في حين أن الرقم بالنسبة للفتيات يبلغ نحو 3.2%.
ويقول توماسيوس إن الفتيات غالبا ما يتمتعن بمهارات اجتماعية أكبر خلال فترة البلوغ. فهن يمارسن المهارات الاجتماعية بصورة مختلفة وفقا لدورهن القائم على النوع، ويعزلن أنفسهن بوتيرة أقل من الصبية، وهذا يعد عاملا رئيسيا عندما يتعلق الأمر بالإصابة بالإدمان القوي.
وأشار إلى أن الفرق بين استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي الخطير والمرضي ليس دائما واضحا. وقال "من الأعراض المعتادة المبكرة تراجع الأداء الدراسي وفقدان الاهتمام بالدروس". مع ذلك فإن أزمة البلوغ أو الاضطراب العاطفي الناجم عن الضغط بين أصدقاء المدرسة يمكن أن يكون السبب وراء حدوث مثل هذه المشاكل.
ويصنف استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي على أنه مرضي عندما تستمر الأعراض لنحو 12 شهرا على الأقل. وقد استخدمت الدراسة عن عمد معيار الـ12 شهرا من أجل تجنب التشخيصات المبكرة ولضمان التمييز عن الأزمات المؤقتة خلال فترة البلوغ.
ويوضح توماسيوس أنه على الآباء التدخل سريعا، قبل أن يتطور الإدمان، في حال استخدم صغار السن وسائل التواصل الاجتماعي بصورة خطيرة. ومن المهم أن يستخدم الآباء حدسهم وأن تربطهم علاقة جيدة مع الإبن أو الإبنة.
وبجانب التنظيم المستمر لوقت ومحتوى استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي، من المهم بصورة خاصة أن يظهر الآباء اهتماما بأنشطة أبنائهم الإلكترونية، حسبما قال توماسيوس. وأضاف "عليهم أن يقدموا الإرشاد. يتعين أن يكونوا معلمين ومشرفين جيدين".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات وسائل التواصل الاجتماعي الكحوليات الانعزال الأزمات الإدمان تيك توك إنستغرام يوتيوب دراسة الإدمان وسائل التواصل الاجتماعي الكحوليات الانعزال الأزمات الإدمان أخبار علمية استخدام تطبیقات التواصل الاجتماعی استخدام وسائل التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
في دراسة علمية حديثة:استخدام الوسائط المتعددة.. ركيزة أساسية لنجاح التغطية الإخبارية
الثورة / هاشم السريحي
كشفت دراسة إعلامية حديثة عن الدور المحوري الذي تلعبه الوسائط المتعددة والروابط التشعبية في تغطية وسائل الإعلام الدولية الناطقة بالعربية للأحداث الجارية في اليمن، متخذة من موقع «روسيا اليوم» نموذجاً للتحليل.
ونُشرت الدراسة في مجلة جامعة صنعاء للعلوم الإنسانية، تحت عنوان: «توظيف وسائل الإعلام الدولية الناطقة بالعربية للوسائط المتعددة في تغطيتها للأحداث في اليمن – موقع روسيا اليوم نموذجاً»، حيث ركزت على تحليل 113 خبرًا نشرها الموقع خلال الفترة من 1 يوليو حتى 30 يوليو 2024م، وهي فترة شهدت أحداثاً بارزة أبرزها تصاعد العمليات العسكرية في البحر الأحمر.
وأظهرت نتائج الدراسة التي أعدها الباحثان صباح الخيشني وعلي مهدي، أن «روسيا اليوم» اعتمدت على توظيف الوسائط المتعددة والروابط التشعبية مع الخبر بنسبة بلغت 96.46 %، مما يعكس الوعي المتزايد بأهمية الصورة والفيديو في تغطية النزاعات والأزمات السياسية التي طغت على المشهد اليمني آنذاك.
كما بينت الدراسة أن 92.04 % من الأخبار المنشورة اتبعت أسلوب «الهرم المقلوب»، وهو القالب التحريري الذي يقدم أهم المعلومات في مقدمة الخبر، بما يتماشى مع طبيعة التغطيات العاجلة في مناطق النزاع والصراعات المسلحة.
وأكدت الدراسة أن النص الإخباري التقليدي لم يعد كافيًا بمفرده في العصر الرقمي، مشيرة إلى ضرورة دمج النص مع الصور والفيديو والصوتيات والرسوم الإيضاحية في آنٍ واحد، لتعزيز التأثير البصري والسمعي وزيادة مصداقية المادة الإعلامية.
وفي سياق آخر، كشفت الدراسة أن إطار الصراع تصدر أجندة الأخبار التي تناولها الموقع، مما يدل على أن الإعلام الدولي يركّز بشكل خاص على إبراز جوانب النزاع المسلح وعدم الاستقرار السياسي في اليمن، الأمر الذي يسهم في تشكيل صورة درامية للأحداث لدى الجمهور العالمي.
وشددت الدراسة على أهمية وضع أجندة إعلامية واضحة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، تهدف إلى تطوير أدائها الصحفي بالاستفادة من الوسائط المتعددة، بما يسهم في تعزيز موقعها كمصدر رئيسي تعتمد عليه الوسائل الإعلامية الخارجية لنقل الرؤية اليمنية السياسية والاقتصادية والإنسانية والأمنية إلى العالم.
كما أوصت بضرورة تنويع استخدام الوسائط الرقمية مثل الصوتيات، الفيديوهات، والإنفوجرافيك، بالإضافة إلى تبني استراتيجيات تغطية أكثر توازنًا تبرز مختلف وجهات النظر لضمان تحقيق الموضوعية والمصداقية في التغطيات الإخبارية.
ودعت التوصيات أيضاً إلى تعزيز قدرات الكوادر الإعلامية اليمنية على استخدام التقنيات الحديثة، بما يسهم في رفع مستوى التفاعل مع الجمهور وتحقيق حضور أكبر للمحتوى الرقمي اليمني على الصعيدين الإقليمي والدولي.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن توظيف الوسائط المتعددة لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة استراتيجية لوسائل الإعلام، خاصة في مناطق النزاعات، حيث يسهم في تقديم صورة أوضح وأكثر شفافية للأحداث، ويرتقي بجودة الرسالة الإعلامية ويعزز التفاعل الجماهيري مع القضايا المطروحة.