محامية الدكتور أبو صفية: موكلي يتعرض لتعذيب ممنهج في سجون الاحتلال
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
قالت المحامية غيد قاسم، محامية الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان المعتقل من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، إن أبو صفية يتعرض لانتهاكات صادمة منذ لحظة اعتقاله، مشيرة إلى أنه تعرّض لتعذيب شديد وتحقيقات مكثفة، بالإضافة إلى محاولات انتزاع اعترافات قسرية بتهم ملفقة.
وأوضحت قاسم أنها زارت الدكتور أبو صفية مرتين خلال فترة اعتقاله، الأولى في 6 مارس/آذار واستمرت الزيارة 50 دقيقة، في حين كانت الزيارة الثانية في 19 مارس/آذار واستمرت 17 دقيقة فقط، مؤكدة أن تقليص وقت الزيارة كان متعمدا من قِبل إدارة السجن، مما يعكس سياسة قمعية تجاه المعتقلين.
وخلال الزيارات، لاحظت قاسم آثار تعذيب واضحة على جسد أبو صفية، بما في ذلك إصابات في العين والقفص الصدري، بالإضافة إلى كسور في عدة مناطق من جسده.
وكشفت قاسم أن أبو صفية تعرض لـ4 جلسات تحقيق على الأقل في معتقل سيدي تيمان، حيث تعرّض لضرب مبرح واستجوابات استمرت لـ13 ساعة متواصلة.
كما أشارت إلى أن الاحتلال يحاول انتزاع اعترافات قسرية منه بتهم ملفقة، مثل انتمائه لمنظمة إرهابية أو قيامه بإجراء عمليات جراحية لمقاتلين، رغم تأكيده أنه طبيب أطفال ولا يدخل غرف العمليات.
إعلانوأكدت المحامية أن الوضع الصحي والنفسي للدكتور أبو صفية يتدهور بشكل كبير، حيث يعاني من إصابات خطيرة في العين وعدم انتظام في دقات القلب، بالإضافة إلى الضغط النفسي الشديد الناتج عن التعذيب والتحقيقات المستمرة.
محاولة كسر الإرادة
كما لاحظت أن الاحتلال يحاول كسر إرادته من خلال سياسة التجويع والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية.
وأشارت قاسم إلى أن الاحتلال يحاول توجيه تهمة "المقاتل غير الشرعي" لأبو صفية، وهي تهمة تُستخدم بشكل واسع ضد المعتقلين الفلسطينيين دون أدلة أو محاكمات عادلة.
وتوقعت أن يتم تمديد اعتقاله لفترة غير محددة تحت ذريعة الانتماء لمنظمة إرهابية، وهو السيناريو المعتاد في قضايا الاعتقال الإداري التي تطال آلاف الفلسطينيين.
واختتمت المحامية قاسم حديثها بنداء إنساني للعالم لإنقاذ الدكتور حسام أبو صفية وغيره من المعتقلين الفلسطينيين، الذين يتعرضون لانتهاكات جسيمة تحتجزهم قوات الاحتلال في ظروف غير إنسانية.
وأكدت أن ما يتعرض له أبو صفية هو جزء من سياسة منهجية تستهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني.
وكان الجيش الإسرائيلي قد اعتقل أبو صفية نهاية العام الماضي "للاشتباه في تورطه بأنشطة إرهابية"، في حين أوضحت قناة "آي 24" الإسرائيلية -في حينها- أنه محتجز لدى الجيش الإسرائيلي.
ونقلت القناة نفسها عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن أبو صفية قيد التحقيق من قِبل الشاباك للاشتباه في علاقته بحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان أبو صفیة
إقرأ أيضاً:
رائد عامر مدير العلاقات الدولية بنادي الأسير الفلسطيني في حواره لـ«البوابة»: أسرى غزة يُعامَلون بطريقة انتقامية ووحشية بشعة.. قبل وبعد 7 أكتوبر (فيديو)
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رائد عامر مدير العلاقات الدولية بنادي الأسير الفلسطيني في حواره لـ«البوابة»
فلسطين لم تعرف رمضان منذ زمن بعيد بسبب ممارسات الاحتلال البشعة
آلاف يفطرون على الحواجز العسكرية للاحتلال بالضفة الغربية والقدس المحتلة
يوجد أكثر من 900 حاجز عسكري يقطع أوصال الضفة الغربية والمدن الفلسطينية
الأسر والاعتقالات زادت أضعاف مُضاعفة بعد 7 أكتوبر
ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال لا يتخيله عقل
لا قيمة للتهجير أمام إرادة الشعب الفلسيني الأبي المُتمسك بأرضه ودياره
لن تفرغ سجون الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين.. بسبب حملات الاعتقال المستمرة
يمارس الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية ليس فقط بحق المدنيين في غزة؛ بل في كل أنحاء فلسطين بما فيها الضفة الغربية؛ فمن لم ينج من الإبادة في غزة طالته يد البطش والاعتقال والإخفاء القسري. وحسب الإحصاءات الرسمية عن نادى الأسير وهيئة شئون الأسرى فإن عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ 9600 معتقل حتى مارس 2025، فيما بلغ الأسرى الأطفال أكثر من 350 طفلا، وصولًا إلى ما يزيد على 3400 أسير من المعتقلين الإداريين. "البوابة" حاورت رائد عامر، مدير العلاقات الدولية بنادي الأسير الفلسطيني؛ للوقوف على آخر المستجدات بشأن أوضاع الأسرى الفلسطينيين؛ وما وصلت إليه بعد عدوان السابع من أكتوبر؛ وصولًا إلى حملات الاعتقال المستمرة في الضفة الغربية والقدس المحتلة. لمزيد من التفاصيل فى نص الحوار التالي:
■ منذ اليوم الأول لترامب.. وطرح مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة.. ماذا عن الموقف الفلسطينى الرسمى والشعبى؟
- قضية التهجير مرفوضة جملة وتفصيلًا بالنسبة لكل فلسطيني؛ وحتى من كل الأحزاب والتنظيمات الفلسطينية؛ فكرة تهجير الفلسطينيين جاءت بالاتفاق من الاحتلال والأمريكان؛ ولا قيمة لهذه الفكرة ولا وزن لها أمام إرادة شعبنا الأبي الذى يرفض أن يخرج من أرضه ومتمسكًا بها رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو مدينة القدس المحتلة.
■ هل لدى نادى الأسرى الفلسطيني إحصائية بعدد الأسرى في سجون الاحتلال.. قبل وبعد عدوان الـ ٧ من أكتوبر؟
- حول ما بعد السابع من أكتوبر زادت وتوتيرة حملات الاعتقالات ضد الفلسطينيين وتحديدًا فى مناطق الضفة الغربية ومدينة القدس؛ فمنذ بداية الحرب تم اعتقال عشرات الآلاف؛ كما تم إعدام ما يزيد على ٦١ سيرا فى سجون الاحتلال؛ إضافة إلى اعتقال الآلاف تحت قانون الإخفاء القسرى وغير معترف لدى سجلات الصليب الأحمر أو أى مؤسسات حقوقية.
نتحدث عن جرائم حرب وإبادة تم ممارستها بحق شعبنا الأبى منذ اليوم لأول للعدوان على غزة فى السابع من أكتوبر؛ سواء كان ضد الأسرى فى السجون أو ضد المدنيين خارج سجون الاحتلال، وحتى هذه اللحظة لا تزال ممارسات الاحتلال مستمرة بشكل يومي.
حتى الآن ٩٦٠٠ أسير لا يزالون أسرى فى سجون الاحتلال من بينهم ١٩ أسيرة وأكثر من ٣٠٠ طفل أقل من ١٨ عاما فى سجون الاحتلال؛ أضف إلى ذلك آلاف المرضى وكبار السن المعتقلين الذين ينتظرون لحظة الإفراج عنهم أو لحظة الخلاص من أسر الاحتلال وما يعيشونه من تعذيب وتنكيل الذى يمارس بحقهم ليل نهار.
■ هل كانت أعداد الأسرى المتبادلة بين الاحتلال والمقاومة مجزية وراضية؟
- هذا ما تم الاتفاق عليه بين المقاومة والاحتلال والوسطاء؛ وكانت الأعداد بموافقة الجميع وهذا يعد مرحلة أولى التي تم تمريرها وبموجبها تم إطلاق سراح ١٧٧١ أسيرا فلسطينيا؛ ولكن لا يزال الآلاف داخل الأسر ينتظرون لحظة الإفراج عنهم، وخروجهم من غياهب سجون الاحتلال القمعي.
وحتى لو تحرر الآلاف طالما هناك حملات اعتقالات يوميًا من قبل الاحتلال واقتحامات وهدم البنى التحتية وحروب مستمرة ضد الشعب الفلسطيني؛ فلن تفرغ سجون الاحتلال من المعتقلين الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة والقدس المحتلة بشكل خاص.
■ هناك عدد من الأسرى مُبعدون عن غزة وفلسطين لخارج البلاد.. هل قرار الإفراج عنهم من الأسر مجزيًا بعد أن تم نفيهم خارج البلاد بشرط من الاحتلال؟
- إذا خُير الأسير بين الأسر والإبعاد خارج بلاده ووطنه؛ سيختار الإبعاد فلا أحد سيقبل بأن يبقى فى سجون الاحتلال القمعية؛ خاصة أن الأسرى المبعدين هم من ذوى الأحكام العالية وأصحاب المؤبدات مدى الحياة؛ نتحدث عن أسرى أمضوا أكثر من عشرات السنوات داخل سجون الاحتلال القمعية بل يزيد على ربع قرن داخل سجون الاحتلال.. فى كل الأحوال الإبعاد يبقى أفضل من السجن والأسر.
■ ماذا عن بشائع الأسر فى السجون الاحتلال، خاصة بعد تداول ما حدث لمصعب هنية؟
- أعتقد أن فظائع جرائم الاحتلال لا يمُكن وصفها؛ فما تم ممارسته ضد الأسرى يعجز العقل البشرى عن تخيله لكِبر الجُرم وفظاعته؛ وخاصة ما حدث للأسرى داخل السجون بعد السابع من أكتوبر وتحديدًا أسرى قطاع غزة والتعامل معهم بطريقة انتقامية بشعة من قبل جهاز الشباك الإسرائيلي وجنود الاحتلال؛ سواء كانوا فى مراكز التحقيق أو نقلهم لسجون الأسر.
فحدث ولا حرج عن بشاعة الأسر والجرائم التي تمارس بحق المعتقلين؛ فما حدث لمصعب هنية وتعذيبه فى الأسر بإدخال عصى خشبة في أحشائه حتى وفاته يُخبر عن جزءً من فظائع وإرهاب الاحتلال داخل السجون تجاه الأسرى.
شهادات الأسرى الفلسطينيين التي تم روايتها عقب الإفراج عنهم كانت مروعة ومُخيفة ولا يتخيلها عقل؛ خاصة أن الأشهر الأولى للحرب كانت الأكثر شراسة والأكثر رعبًا؛ الشهادات بالآلاف حكى فيها الأسرى الفلسطينيون وأسرهم عن بشاعة وجرم الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين فى السجون ولا تزال تمارس حتى الآن؛ وحتى الذين يتم تحريرهم بموجب الاتفاق تم الاعتداء عليهم أثناء خروجهم.
■ البعض قارن بين حالة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة وحالة الأسرى الفلسطينيين خلال الإفراج عنهم.. كيف ترون هذا الأمر؟
- حالة الأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال خير دليل على بشاعة الاحتلال وتعامله مع الأسرى والتي لا تعترف بأخلاق ولا إنسانيات ولا تحترم القوانين الدولية؛ في المقابل تخريج حماس للأسرى الفلسطينيين وإعطائهم الهدايا وخروجهم بملابس مهندمة هي رسالة أيضا عن معاملة المقاومة للأسرى الفلسطينيين.. هنا يكمن الفرق بين الأخلاق الفلسطينية وأخلاق دولة الاحتلال بحق الأسرى والمعتقلين وهذا ما شاهده العالم أجمع.
■ ماذا عن الأوضاع في الضفة الغربية؟
- الاعتقالات لا ترتبط بالأحداث فى غزة؛ فدوريات جيش الاحتلال تعمل ليل نهار على الاعتقالات سواء كان فى الضفة الغربية أو القدس المحتلة أو غزة؛ الحرب على غزة عرفت بعد السابع من أكتوبر؛ أم فى الضفة الغربية، فالحرب كل يوم وكل ساعة وكل لحظة ولا تأخذ مساحة واسعة فى الإعلام.
فكل القرى والمدن والمخيمات فى الضفة الغربية مستباحة من قبل جنود الاحتلال وحملات الاعتقال تعمل ليل نهار. فى الضفة الغربية يوجد أكثر من ٩٠٠ حاجز عسكرى يقطع أوصال الضفة الغربية والمدن الفلسطينية.
■ حدثنا عن رمضان فى الضفة الغربية ومدنها وما يحدث بعد وقف إطلاق النار؟
- شهر رمضان فى الضفة الغربية ليس رمضان من الأساس ولا يعرف الاحتلال حرمة الشهر الكريم؛ آلاف المواطنين يفطرون أو يصومون على الحواجز العسكرية للاحتلال؛ ولا يستطيعون العودة إلى منازلهم يوميًا؛ معاناة غير عادية يعيشها المواطن الفلسطينى يومًيًا بين العقوبة والتنكيل والتعذيب فى مناطق الضفة الغربية.
أضف إلى ذلك الاجتياحات والاعتداءات والاعتقالات فى "جنين وطولكرم و نابلوس" بالإضافة إلى عمليات هدم البنى التحتية وتخريب المنازل؛ حرب لم تتوقف ولو للحظة ضد شعبنا الفلسطيني.
مأساة وشهادات مروعة من داخل سجون الاحتلال
فى الـ ١٣ من مارس الجاري؛ نشر نادى الأسير الفلسطينى شهادات مروعة للأسرى فى سجون الاحتلال عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك".. كان من بينها شهادتان حملت عنوان"الجوع والأمراض الجلدية"، للمعتقل (J.W.) قائلًا: "ما زلت أعانى من الجرب والغليان فى جسدي.
كما تعرضت للضرب الشديد أثناء عمليات الانتقال المتكررة، ونتيجة لذلك، أصبت بكسر فى الأسنان، مما يسبب لى ألما شديدا ومستمرا ولم أعد أستطيع السماع جيدًا من أذنى اليسرى بعد أن سكبوا الماء فيها بطريقة مؤذية.
المعتقلون يعانون من الجوع ويتم توفير كمية صغيرة فقط من الطعام، وما يسمى الوجبة بالكاد ربع وجبة لكل معتقل والجودة غير صالحة للاستهلاك البشري، فالمحتجزون يحتفظون بالقطع الصغيرة من الطعام التى تقدم لهم على مدار اليوم لتناولها كوجبة واحدة مساءً. "
وروى معتقل آخر يدعى (س.ع) شهادته عن الاعتقال فى سجون الأسرى قائلا: تم اعتقالى من مستشفى الشفاء بغزة، ومن ثم احتجزت فى مخيمات عسكرية لمدة ٩٧ يوما فى غزة؛ ثم احتجزت فى سجن عوفر لمدة ٣٠ يوماً، ثم نُقلت إلى سجن النقاب.
وأضاف: تم استجوابى أثناء اعتقالى وتعرضت لاعتداء جسدى شديد، مما تسبب بجروح عميقة فى رأسى وكسر فى أضلاعى وثم تعرضت لاستجواب قاسٍ لمدة ٣٠ يوما بعد اعتقالي، بما فى ذلك طريقة التعذيب "الاستجواب الديسكو".
وتابع: تعرضت لهذا النوع من التعذيب أكثر من سبع مرات، مصحوب بالضرب والحرمان من الطعام، ومن شدة التعذيب والضرب فقدت الوعى عدة مرات وقادنى ذلك للإدلاء باعترافات كاذبة بأشياء لم أفعلها".