أي مستقبل لفاغنر في إفريقيا بعد تحطم طائرة بريغوجين؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
بعد تمرد يفغيني بريغوجين، كان السؤال ماذا سيكون مستقبل فاغنر في إفريقيا، أرضه الرئيسية، بعد نفيه إلى بيلاروس؟ وكان هناك ثلاثة خيارات ممكنة: حلها، أو تأميمها من قبل الدولة الروسية، أو تعيين زعيم جديد. نفس التساؤلات تطرح اليوم بعد ترجيح مقتل الرجل.
في حين أن تفاصيل تحطم طائرة زغيم فاغنر يفغيني بريغوجين شمال موسكو لا تزال غامضة، فإن الأمر المرجح هو أن تكون المجموعة العسكرية قد دخلت فعلاً في مرحلة من التفكيك.
فبعد تمرد بريغوجين ضد وزارة الدفاع في أواخر حزيران/يونيو، طُرح السؤال حول مستقبل فاغنر في إفريقيا، أرض بريغوجين الرئيسية أو "إمبراطوريته"، بعد نفيه إلى بيلاروس.
حالياً، تبدو هناك ثلاثة خيارات ممكنة: حلّ المجموعة، أو تأميمها من قبل الدولة الروسية، أو تعيين زعيم جديد. وهذا السيناريوهات لا تزال نفسها اليوم بعد ترجيح مقتل الرجل لأسباب عدّة.
الخياران الأخيران من شأنهما الحفاظ على إنجازات فاغنر في إفريقيا، والتي تعتبرها موسكو مهمة جداً وسعت سياسياً إلى التقرب منها في الفترة الأخيرة، بما في ذلك امتيازات التعدين والدعاية الفعالة المناهضة للغرب.
"روسيا لن تفرط في مصالحها"ولكن بجميع الأحوال، لم يشمل أي من هذه السيناريوهات بريغوجين. إذا كان الرجل قتل في تحطم الطائرة فإن مقتله لن تغير أي شيء في خطط الروس للقارة.
وبحسب رحمة ياد السياسية الفرنسية ذات الأصول السنغالية، فإن "مقتل" زعيم فاغنر، في حال صحّ النبأ، لن يؤثر على تواجدها في إفريقيا.
وتقول ياد " بالنسبة للروس، من المهم جداً أن يستمر عمل فاغنر في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى بالطبع".
أساساً هذا ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد تمرد بريغوجين قبل بضعة أسابيع لأصدقائه الأفارقة، الذين كانوا قلقين للغاية بشأن الوضع.
وهكذا، مع بريغوجين أو بدونه، فإن الروس يريدون بشدة الحفاظ على مصالحهم التجارية والأمنية في إفريقيا. بالنسبة للكرملين هذا هدف أساسي واقتصادي وسياسي.
"مقتل زعيم فاغنر بريغوجين" وإعفاء حليفه الجنرال سوروفيكين من منصبه بعد نحو شهرين على التمرّدهل تدخل فاغنر النيجر؟حتى بعد نفيه إلى بيلاروس، كان بريغوجين يشكل تهديداً للمصالح الروسية في إفريقيا، وربما منافساً لها. فالرجل طويل الباع في القارة، وهو أصلاً رجل أعمال ناجح.
وتشكل إفريقيا عنصراً أساسياً في استراتيجية بوتين في أوكرانيا: فالعلاقة الجيدة مع الدول الإفريقية تثبت أن الرئيس الروسي ليس معزولاً، كما تفيده اقتصادية.
ومع تقليص دور فاغنر البارز في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بشكل كبير في أعقاب تمرّده الذي قاد خلاله قافلة عسكرية نحو موسكو، بدا أن بريغوجين كان يحاول استعادة بعض نفوذه، وزار إفريقيا بحسب فيديو نشره مؤخراً. هل جاء ذلك بناء على طلب الكرملين؟ لا أحد يمكنه أن يثبت ذلك بطريقة مستقلة.
وكان بريغوجين قد أصدر بياناً يدعم فيه الانقلاب في النيجر. وفي الفيديو الذي نشره الإثنين، أصر الرجل على أنه كان يقوم بالتجنيد لعمليات في إفريقيا، بينما دعا أيضاً المستثمرين من روسيا إلى الاستثمار في جمهورية إفريقيا الوسطى من خلال البيت الروسي، وهو مركز ثقافي في عاصمة الدولة الإفريقية.
"فاغنر لم تعد موجودة"وفقاً لتقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، بدأ المئات من مقاتلي فاغنر الذين تم نفيهم إلى قواعد في بيلاروس بمغادرة ذلك البلد، وبعضهم غير راضٍ عن مستويات الأجور المنخفضة هناك، بينما انتقل آخرون للعمل في غرب إفريقيا. وانخفض عدد القوة هناك من أكثر من 5.000 عنصر إلى نحو ربعهم.
وفي روسيا نفسها، كانت عمليات فاغنر في حالة من التوقف خلال الشهرين الماضيين، حيث بدا أن بريغوجين وحلفاءه كانوا يبحثون عن دور جديد في ظل استياء بوتين.
ومع خروج فاغنر من أوكرانيا بعد نشر مقاتليها كوقود للمدافع في معركة باخموت، ربما يكون السؤال الأكبر هو ما إذا كان بإمكانها الاستمرار بأي شكل قابل للتطبيق في الدول الأفريقية حيث كانت نشطة.
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كوريا الشمالية تفشل مجدداً في وضع قمر تجسس اصطناعي في المدار شاهد: نجمة التنس الأمريكية السابقة سيرينا ويليامز تكشف عن مولودها الثاني ماكرون: "علينا أن نحدّ بقوة من أعداد المهاجرين" إلى فرنسا مالي- جهاديون فلاديمير بوتين روسيا يفغيني بريغوجين جمهورية افريقيا الوسطى فاغنر - مرتزقة روسيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: فلاديمير بوتين روسيا يفغيني بريغوجين جمهورية افريقيا الوسطى روسيا الصين الحرب الروسية الأوكرانية فلاديمير بوتين قتل الجيش الروسي الصحة اليابان الهند مهاجرون روسيا الصين الحرب الروسية الأوكرانية فلاديمير بوتين قتل فاغنر فی إفریقیا
إقرأ أيضاً:
القاعدة الروسية تطل براسها من جديد
بقلم : تاج السر عثمان
١
اطلت براسها من جديد القاعدة البحرية الروسية في الاراضي السودانية، فقد جاء في الأنباء (قناة الان) إعلان وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، عن توصل الخرطوم وموسكو إلى اتفاق لإنشاء قاعدة بحرية روسية في الأراضي السودانية. جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات أجراها الشريف مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو، حيث أكد الشريف عدم وجود أي عقبات أمام تنفيذ هذا الاتفاق، مشيراً إلى توافق كامل بين الجانبين، ولم يقدم الوزير تفاصيل حولها. في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على أهمية الوضع في السودان، مشدداً على ضرورة إنهاء العمليات العسكرية بسرعة وبدء حوار وطني شامل يضم جميع القوى السياسية والعرقية. وأشار إلى أن القيادة السودانية قد وضعت “خارطة طريق” تهدف إلى تحقيق توافق وطني، مما يعكس رغبة موسكو في دعم استقرار السودان كخطوة لتعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في مجالات تطوير الموارد المعدنية.
واضح ان هدف روسيا من استقرار السودان بالتسوية التي أشار اليها، الحصول على موطئ قدم عسكري في السودان، والاستمرار في نهب ذهب ومعادن وثروات السودان الآخر ي، ولتحقيق المصالح الجيوسياسية المتزايدة لموسكو في القارة الأفريقية بشكل عام.
خطورة وجود القاعدة البحرية الروسية تجعل السودان في مرمى وقلب الصراع الإقليمي والدولي على الموارد في أفريقيا، فضلا عن الرفض الجماهيري الواسع لها، بعد اتفاق المعزول البشير حولها مع الروس في أيامه الأخيرة، وتجميدها بعد ثورة ديسمبر، اضافة للتفريط في السيادة الوطنية ، وأن روسيا غير قادرة على حماية حكومة الأمر الواقع في بورتسودان التى لاتملك اي شرعية في إبرام اتفاق كهذا، وان روسيا وقاعدتها البحرية لن تنقذها من زوالها المحتوم ، كما أكدت تجربة البشير وأخيرا نظام بشار الأسد في سوريا الذي ذهب لمزبلة التاريخ رغم استقوائه بروسيا وإيران. الخ، فوجود القاعدة البحرية الروسية يؤدي إلى المزيد من التصعيد للصراع الدولي والإقليمي على الموارد في السودان وأفريقيا، شعب السودان في غنى عنه، ومصلحته في قيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم.
٢
أشرنا في دراسة سابقة إلى اشتداد الصراع الدولي في إطار أزمة الرأسمالية العالمية والليبرالية الجديدة، مع الحروب بهدف السيطرة على الموارد والطاقة كما هو حاصل في السودان وأفريقيا والحروب الجارية بين روسيا وأوكرانيا بهدف إضعاف روسيا، والحرب في السودان، والحرب في غزة التي يشنها الكيان الصهيوني بهدف تهجير وإبادة شعب فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية ونهب موارد غزة من الغاز وغيره، بدعم من أمريكا وحلفائها في المنطقة بهدف الهيمنة في صراع النفوذ على منطقة الشرق الأوسط لموقعها الاستراتيجي الغنية بموارد الطاقة.
يتم هذا في ظروف تشتد فيها أزمة النظام الرأسمالي، والصراع على الموارد بين أقطاب الدول الرأسمالية.
٣
إضافة لارتفاع الإنفاق العسكرى على صعيد العالم واتساع تجارة السلاح على حساب الإنفاق على التعليم والصحة، كما حدث في السودان في التنافس بين الجيش والدعم السريع على الثروة والسلطة حتى نشوب الحرب اللعينة بينهما حيث بلغت ميزانية الأمن والدفاع 70%، فضلاً عن استحواذ شركات الجيش والدعم السريع والأمن والشرطة على 82% من الموارد، وصرف الدولة على الدعم السريع وجيوش حركات جوبا.
بحيث أصبح من نتائج أزمة الرأسمالية زيادة الأغنياء غنىً والفقراء فقراً. فضلاً عن ازدياد عدوانية حلف "الناتو" بهدف نهب الموارد في أفريقيا وبقية بلدان العالم، في صراعها مع الصين وروسيا. كما يشتد التناقض بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية بسبب هيمنة الولايات المتحدة، وفرض مقاطعة روسيا عليها، التي تضررت من نقص الطاقة الواردة من روسيا بأسعار أقل.
٤
لا يمكن فصل التدخل الدولي الكثيف عن اشتداد حدة الصراع الدولي لنهب موارد السودان، فما هو جارٍ الآن من حرب وإبادة جماعية في ولايات الخرطوم والجزيرة وكردفان، دارفورو النيل الأزرق والشرق، وبقية المناطق هدفه نهب الأراضي وتشريد سكانها الأصليين، والموارد لصالح الشركات الزراعية والعاملة في التعدين الإقليمية والعالمية، وتسليح المليشيات لتلعب دورها في خدمة تلك المصالح كما في مليشيات الدعم السريع الذي اعترف قائدها حميدتي صراحة بالتبعية للخارج، فالمخطط الذي جرى قبل الحرب لنهب أراضي وموانئ البلاد في غياب الحكومة الشرعية والبرلمان المنتخب مثل: قيام ميناء “ابوعمامة” على البحر الأحمر، ومشروع “الهواد” الزراعي، وخط السكة الحديد بورتسودان– أدري بتشاد، تهدف الحرب الجارية لتحقيقه، إضافة لصراع أمريكا لإبعاد الصين وروسيا من السودان، كما في اعتراضها على السماح لروسيا بقيام قاعدة في السودان، ونشاط شركات “فاغنر” مليشياتها في التعدين، وهدفها الانفراد بالسودان والعمل على استقراره لضمان نشاط شركاتها في السودان.
٥
لقد فرّط نظام الإنقاذ والرأسمالية الطفيلية الإسلاموية في سيادة الوطن وباعت أراضي السودان الزراعية أو تأجيرها لسنوات تصل إلى 99 عاماً، وأبرمت شروطاً مجحفة في اتفاقات التعدين نالت بموجبها الشركات 70% من العائد، بدون شروط لحماية البيئة والعاملين وتعمير مناطق الإنتاج، وربطت البلاد بالأحلاف العسكرية والمشاركة في محرقة حرب اليمن، وفقدان السودان لأجزاء منه بالاحتلال.
مما يتطلب توسيع التنسيق الجماهيري لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة، والاستفادة من التجربة السابقة بسلبياتها وإيجابياتها.. حتى لا يتم إعادة إنتاج الأزمة والشراكة مع العسكر والدعم السريع اللذين يجب أبعادها عن السياسة والاقتصاد، وعدم الإفلات من العقاب بتقديم المسؤولين عن جرائم الحرب والاغتصاب للمحاكمات.
إضافة للتنسيق من أجل: رفض قيام القاعدة البحرية الروسية على الأراضي السودانية، وإعادة النظر في كل الاتفاقات المجحفة حول الأراضي التي يصل إيجارها إلى 99 عاماً، ومع شركات التعدين.وحماية السيادة الوطنية وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم لمصلحة شعب السودان بعيداً عن الأحلاف العسكرية والمحاور الإقليمية. وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية التي تُجرى في نهايتها انتخابات حرة نزيهة.
alsirbabo@yahoo.co.uk