محكمة الاستثمار والتجارة .. رافعة اقتصادية لتعزيز التنافسية
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
جاء المرسوم السلطاني الذي نص على إنشاء «محكمة الاستثمار والتجارة» مؤكدا بوضوح سعي سلطنة عمان نحو بناء بيئة قانونية تدعم توجهاتها نحو فتح مسارات الاستثمار، وتعزيز التنافسية الاقتصادية في وقت تحاول فيه جاهدة تجاوز الاعتماد على النفط باعتباره مصدرا وحيدا للدخل. وتترجم هذه الخطوة، دون شك، الفكر الاقتصادي الحديث الذي يرى في الاستقرار القانوني والسرعة في حل المنازعات التجارية والاستثمارية عاملا أساسيا في اتخاذ المستثمرين قراراتهم.
ومعروف أن رأس المال لا يتحرك، فقط، بناء على وجود الموارد الطبيعية والجغرافيا الاقتصادية،
بل أصبح أكثر استجابة لعوامل الثقة والاستقرار والشفافية في البيئة القانونية والتنظيمية، خاصة في ظل العولمة الاقتصادية التي تلقي بظلالها على الأسواق الاقتصادية وعلى الملاذات الاستثمارية في العالم؛ لهذا فإن إنشاء محكمة متخصصة للاستثمار والتجارة، تحمل بداخلها كوادر قضائية متخصصة تدرك خصوصية النزاعات التجارية، يُعد رسالة واضحة تعزز ثقة المستثمر المحلي والأجنبي.
ووجود متخصصين قضائيين في منازعات الاستثمار والتجارة يعني تقليل الزمن اللازم للفصل في هذه المنازعات، وهذا مهم جدا في الاقتصاد الحديث، لأن البطء في حل القضايا يؤدي إلى تعطيل رأس المال، وارتفاع تكلفة الفرص البديلة؛ لذا، فإن وجود هذه المحكمة سيسهم في تسريع حركة رأس المال داخل أسواق سلطنة عمان ويرفع من جاذبية البلاد أمام المستثمرين الدوليين.
وبالنظر إلى تقارير التنافسية العالمية، نرى بوضوح أن الدول التي تحتل المراكز المتقدمة هي، في الغالب، التي توفر بيئة قضائية مستقرة وشفافة. فالعدالة الناجزة والمتخصصة تعطي المستثمر شعورا بالأمان، وهو ما تؤكده المنظمات الدولية مثل البنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي. من هنا فإن إنشاء محكمة الاستثمار والتجارة يشكل خطوة استراتيجية مهمة لرفع مؤشرات عُمان في هذه التقارير، وبالتالي تعزيز قدرتها التنافسية إقليميا وعالميا.
ويعكس مرسوم إنشاء المحكمة في جوهره الاقتصادي، إدراكا عميقا لضرورات التنمية المستدامة التي تعتمد على الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي على حد سواء. فالاقتصادات الناجحة لم تعد تعتمد فقط على استثمارات الدولة، وإنما تتجه لخلق شراكة فاعلة مع القطاع الخاص القادر على الابتكار والتجدد والنمو السريع.
لذلك لا يمكن أن نقرأ مرسوم إنشاء المحكمة في سياقه القضائي، بل إنه قرار اقتصادي استراتيجي يهدف إلى تعزيز مكانة سلطنة عُمان الاقتصادية، وجذب الاستثمارات الخارجية، ودعم نمو القطاع الخاص. هذه الخطوة ستدفع بالبلاد خطوات كبيرة إلى الأمام في مسار تحقيق «رؤية عُمان 2040»، التي تسعى لبناء اقتصاد متنوع ومتوازن، قادر على المنافسة وتحقيق رفاهية مستدامة للمجتمع العُماني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاستثمار والتجارة
إقرأ أيضاً:
لجنة برلمانية توافق على مقترح بإنشاء سوق للخضار في إدكو لتعزيز الإنتاج الزراعي
وافقت لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب، على الاقتراح برغبة المقدم من النائب محمد عبد الله زين الدين، بشأن إنشاء سوق للخضار بمركز ومدينة إدكو بمحافظة البحيرة، لخدمة 38000 فدان أراضي زراعية ما بين موالح وغيرها من المحاصيل للاستفادة من الإنتاج الزراعي.
جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة اليوم، بحضور المهندس حازم الديب، نائب محافظ البحيرة، والمهندس علاء الدين صلاح، رئيس مدينة إدكو.
واستعرض النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو مجلس النواب، الاقتراح برغبة، مشيرا إلى أنه بعد أن تم الانتهاء من إقامة سوق جملة للأسماك بمدينة ادكو في مكان واحد في شكل منظم، هناك حاجة ماسة لإنشاء بورصة للخضروات في منطقة شرق مركز شرطة إدكو تتوافر فيها كافة المواصفات والإشتراطات من "ثلاجات حفظ للخضار _ باكيات يتم تأجيرها للتجار _ باركينج للسيارات".
وأشار إلى أن ذلك يأتي في إطار تهيئة سوق منظم لتداول السلع، وهو الأمر الذي من شأنه المساعدة في زيادة الاستثمار، وتنظيم عملية البيع، بدلاً من العشوائية الموجودة داخل المدينة.
وأكد زين الدين، أن إنشاء سوق للخضار في إدكو يساهم في توفير الآلاف من فرص العمل، وتنمية المناطق المجاورة لها، ضمن توجهات رئيس الجمهورية نحو التنمية ودفع عجلة الاقتصاد المصرى، وزيادة قدرة الدولة على تخطيط احتياجاتها من السلع.
وأكد المهندس حازم الديب، نائب محافظ البحيرة، أهمية إنشاء السوق لصالح إدكو، لتعزيز الاستثمار الزراعي، لاسيما وأن المركز يتميز بطبيعته الزراعية.
وأوضح الديب، أنه تم الاستقرار على موقعين في إدكو لإقامة السوق، وتم عمل الرسومات والتصميمات، أحدهماداخل الحيز العمراني على مساحة ٢٦ فدان، والآخر خارج الحيز العمراني على مساحة ٧٩ فدان.
وأشار إلى أنه تمت المفاضلة بين الموقعين وتم الاستقرار على المكان خارج الحيز العمراني، نظرا للمساحة الكبيرة من ناحية، ووجوده خارج الحيز يحد من الزحام.
وأكد نائب محافظ البحيرة، أن المرحلة المقبلة في انتظار موافقة جهة الولاية، وهي هيئة التعمير والتنمية الزراعية، مشيرا إلى أنه بمجرد الموافقة تبدأ إجراءات التنفيذ.
وأوصت لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب، بضرورة تنفيذ المقترح نظرا لأهميته، وسرعة بيان موقف هيئة التعمير والتنمية الزراعية من تخصيص قطعة الأرض لصاله إنشاء شوث الخضار في إدكو.