الصالح العام .. براءة للذمة أم مسؤولية وطنية
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
يبدو للوهلة الأولى أن مصطلح الـ«صالح العام» مفهوم فضفاض إلى حد كبير، ويعود ذلك إلى أن المصطلح قابل لتعدد التفسيرات المتعلقة بحقيقته، فقد يذهب عند مجموعة على أنه التزام وواجب، وعند أخرى، هو من باب ملء الفراغ فقط – أي غير واجب – وإن قام به البعض سقط عن البعض الآخر، وفئة ثالثة قد تنظر إلى مفهوم الصالح العام على أنه يمكن التفكير فيه بعد تحقق المصلحة الفردية، حيث يمكن التنظير لإيجابياته، وعند فئة رابعة، هو مقتطع من المفهوم السياسي الكبير الذي تنتهجه الدولة لتحقيق غايات مختلفة عبر وسيلة اجتماعية، لأن من يفعل حيثياته والتزاماته هم أفراد المجتمع، نعم، تتداخل مؤسسات الدولة فيه عبر برامجها التي تسعى من خلالها إلى خدمة الصالح العام، ولكن المعنى في الأصل هو الفرد في المجتمع، ومدى مساهمته في تفعيل هذه البرامج، ومدى التزامه حيالها بتطبيقها على أوسع نطاق، وفي فكر فئة خامسة، ترى أن الصالح العام يكفي أن يتحقق عبر مسارات مؤسسات المجتمع المدني، بما في ذلك المؤسسة التشريعية التي انتخب أعضاءها أفراد المجتمع لتحقيق الصالح العام، وهذه الرؤى المتعددة، قد يعيها الفرد العادي، ويوجه اهتماماته نحو واحد منها، وقد يعيها الجموع، ويختلف حيالها، وفقا لاهتمامات هذا المجموع، هذا المجموع كما يقول – جون إهر نبرغ – مؤلف كتاب المجتمع المدني: «الناس لا يتبعون القواعد الخلقية إلا إذا لبت حاجاتهم المباشرة»- انتهى النص -.
وبهذه الرؤية المختلف حولها، يكون الصالح العام هو حمولة علائقية من الالتزامات والواجبات، والتضحيات، والتنازلات، بما يتخلل ذلك من تقاطعات المصالح الذاتية (الفردية/ الجماعية) والمصالح الوطنية، والشعور الطاغي بأهمية المصطلح، وضرورة تفعيله على أوسع نطاق بين أفراد المجتمع، استوعب ذلك البعض، أو لم يستوعب، فالمهم أن تبقى مفردة «الصالح العام» مجنحة بين المخيلات الاجتماعية، ولا يمكن التغاضي عنها، أو إنكارها، أو تهميشها لأن في ذلك ضررا على الطرفين المجتمع، والنظام السياسي على حد سواء، ولماذا يتوقع أن يكون هناك ضرر؟ لأن الفهم الواعي للصالح العام يقوم على مبدأ التشاركية قبل كل شيء، نعم، قد يتخلل ذلك مفهوم الربحية لجميع الأطراف، ولكنها ليست في اختزال ربحية الفرد، وإنما في ربحية المجموع، ومن ربحية المجموع يمكن أن تتحقق ربحية الفرد كنتيجة للتعاون القائم بين الطرفين (السياسي والاجتماعي) ومن هنا يأتي الفهم على أن تصنيف الصالح العام تحت بند الواجبات، وليس خيارا متاحا لترجيح الكفة وفق هوى الشخص، وتجاذباته الذاتية، مع عدم إنكار أن الذاتية واقعة فيه بلا شك، حيث يقول الكاتب ذاته: «في العائلة يختفي العقل خلف الشعور والعاطفة، وفي المجتمع المدني يظهر باعتباره أداة للمصلحة الفردية الذاتية. ولكن في الدولة فقط يصبح العقل وعيا بذاته، ويفيد في التحرر الإنساني بأن يتيح لنا بناء أفعالنا طبقا لفهمنا للصالح العام»- انتهى النص -.
أول ما يتبادر إلى الفهم فيما يخص الذمة، هي مجموعة الحقوق والواجبات التي يجب على الفرد أداءها للغير، سواء هذا الغير شخص طبيعي أو شخص معنوي، فهي في ذمته حتى يتخلص منها فهي «عهد وأمان» ويبدو أن علاقتها بالصالح العام، هي لا تخرج عن ذات الفهم المتعلق بالحقوق الواجب أداؤها من قبل الفرد في صالح المجموع، فالصالح العام هو ذاته مركب يشمل الشخصيات الطبيعية والشخصيات المعنوية، ولليقين أن عوائد الصالح العام هي حق مكتسب لكل فرد ينتمي إلى الذات المعنوية للصالح العام، وهي الذات التي يشار إليها بـ«الحاضنة اجتماعية» والحاضنة السياسية، وهما الحاضنتان اللتان تتسعان للكل، ويعمل لأجلها الكل، ويخسر من خلالها الكل، في حالة عدم التعاون المفضي إلى تعزيز مجموعة البناءات التي يتكون منها الصالح العام.
هل الصالح العام، مقياس بنيوي للمعيار؟ الجواب نعم، لأنه قابل للتطبيق، وقابل للمقارنة، من خلال المنجز، وقابل للتنوع، انعكاسا لبرامجه الكثيرة، فوق ذلك أن الفاعلين فيه جمهور عريض ومتنوع، ومتدرج من قاعدة الهرم الاجتماعي إلى رأسه، فالجميع مكلف بتحقيق غاياته الكبرى، عبر وسائله المتعددة، ومن هنا يمكن النظر فيه على أنه منهج سياسي/ اجتماعي بامتياز، مع التأكيد على أنه لا يمكن أن يتفاعل عبر منصة يتمية واحدة (سياسية) فقط، أو (اجتماعية) فقط، نعم، قد تتحمل المنصة السياسية للعب دور أكبر فيها بحكم مجموعة من الأسباب، من بينها: الإمكانيات المادية التي تنفذ بها برامج الصالح العام، ومنها توفر المعلومات المهمة لتحقيق الغايات الكبرى للصالح العام، ومنها القدرة على استحداث برامجه وتنوعها، نتيجة لتوفر المعلومات، ومنها القدرة الإلزامية والمتمثلة في الحمولة التشريعية التي، من خلالها، تحقيق عدالة التوزيع، والمحافظة على ما تم إنجازه، وعدم السماح للأيادي الآثمة اللعب بمقدرات الوطن، أي (المحاسبة) وفي كل ذلك لا تعذر المنصة الاجتماعية من أن تقوم بكامل دورها من حيث أمانة المسؤولية والصدق، والشعور بالواجب الخلقي، والإنساني، والوطني، وأن ما تسعى من خلاله برامج الصالح العام، هو مسخر لخدمة الفرد والمجموع على حد سواء، وبالتالي لا يجوز التفريط فيه بأي شكل من الأشكال، وهذا لا يمنع المنصة الاجتماعية من تصويب مسارات البرامج التي تتبناها السلطة السياسية، وذلك من خلال النقد الموضوعي، والعمل على إعادة الهيكلة البرامجية، وتشريعها نحو التوظيف الآمن، المحقق لغايات الصالح العام الكبرى، ولعل هذا الدور الأخير يذهب إلى المسؤوليات الملقاة على السلطة التشريعية، وهي السلطة الممثلة للمجتمع وتجسير العلاقة بين المؤسسة الرسمية «السلطة التنفيذية» كنوع من التنظيم الرشيد في تسلسل المهام والمسؤوليات، لما يعود إلى خدمة الصالح العام للمجتمع ككل، وهو الهدف الأسمى من استحضار مفهوم «الصالح العام» عبر المخيلة، وعبر العمل الجاد لتحقيق الفهم الواسع له.
يرسخ مفهوم الصالح العام في الذاكرة الجمعية، الكثير من الإيجابيات، يأتي في مقدمتها تجاوز مجموعة التباينات والاختلافات، بين مكونات المجتمع، حيث تحل الصورة الذهنية الذاهبة إلى التعاون، والتكامل، والتكاتف، والتضحية، بغض النظر عن العرق أو اللون، أو النوع، أو الوجاهة، أو المستوى الوظيفي في المنصة السياسية، وبذلك يؤسس وعيا اجتماعيا مفاده: أن الصالح العام هو الطريق الأمثل نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية، وذلك عبر التنازل عن المنفعة الذاتية لصالح المجموع، نعم، قد لا يستشعر هذا الوعي جميع أفراد المجتمع، لاختلاف النوازع الذاتية عند كل فرد على حدة، وركونه إلى ما يحقق مصالحه الخاصة، ولكنه في المجموع يظل أن تحقيق المصلحة العامة هي الخيار الأمثل عند الجميع، لأن الوعي بالذات الجمعية يعمل على تفعيل منهج النفعية في وسط المجموعة الإنسانية، ولا يسقطه، فتكاتف الجهود تؤتي بنتائج أكبر من حيث الحجم، وأكثر من حيث العدد والتنوع، ويؤسس قناعات أكيدة بأهمية تحقق الصالح العام، ولذلك، ومن ملاحظة عامة، أن الجميع ينضوي تحت قناعة أهمية الدور الذي يتحقق عبر الصالح العام، وأن مجموعة الاستثناءات الخارجة عن هذا الإجماع، هي حالات فردية، تظل خارجة عن القانون الاجتماعي، على وجه الخصوص، وبالتالي يمكن احتوائها والحد من تناميها، وتجفيف منابع نشوئها: كالفقر، أو قلة الأمانة، أو استغلال الثغرات الموجودة في القانون، أو عدم الحرص على المال العام، أو التفويض المطلق في الصلاحيات، أو عدم المحاسبة، فهذه بؤر تعمل على تقويض كل ما من شأنه أن يعرقل المسارات والمعززات الذاهبة إلى تفعيل دور الصالح العام.
ما يمكن الإشارة إليه، ختاما، أن الصالح العام ليس خيارا ثانويا في ذمة الفرد والمجموع، يقبل أو يرفض، بل هو واجب إنساني واجتماعي ووطني، إن تحقق بالصورة التي يجب أن تكون، فسيعود ريع ذلك لصالح الجميع، وإن تعثرت مشاريعه، وبرامجه، فسينعكس ذلك سلبا على تطور المجتمع، وبناء هيبته ومكانته، ولا أتصور أن هناك عاقلا يتجاوز هذه الأهمية التي يشكلها الصالح العام.
أحمد بن سالم الفلاحي كاتب وصحفـي عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أفراد المجتمع للصالح العام الصالح العام على أنه على أن
إقرأ أيضاً:
إجبار 75 % من السفن الأمريكية على تحويل مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، بتكاليف إضافية كبيرة
الجعدبي: أمريكا تعول على دور الموانئ السعودية والإماراتية في كسر الحصار على الكيان الصهيوني معهد واشنطن: الحظر اليمني يعيق قدرة الجيش الأمريكي على الانتشار السريع من المحيط الهندي إلى الهادئ شركتا “تروك نت” و “بيور ترانس” الإسرائيلية الإماراتية اهم المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي لتفادي الحصار اليمني التأثير اليمني يعطل حركة الإمدادات العسكرية للجيش الأمريكي نفسه
أكد خبراء اقتصاد أن شركات السلاح الأمريكية تأثرت بالفعل، وبشكل مباشر من تداعيات اضطراب سلسلة التوريد الأمريكية بسبب عمليات القوات المسلحة اليمنية، وإعلان صنعاء عن فرض عقوبات على 15 شركة أسلحة أمريكية داعمة لإسرائيل في ارتكاب جرائم الإرهاب والإبادة ضد المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء الفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي ساهم في الزيادات الكبيرة في أسعار الشحن والتي وصلت إلى ثلاثة أضعاف، مع التأخيرات الكبيرة في وصول الشحنات والتي بلغت في بعض الحالات إلى قرابة شهر.
وأكد الخبراء أن اضطراب سلسلة التوريد الأمريكية بسبب عمليات الجيش اليمني في البحر الأحمر، والتي اعترف البيت الأبيض بأنها أجبرت 75 % من السفن الأمريكية على تحويل مسارها حول رأس الرجاء الصالح، تسبب بتكاليف إضافية كبيرة، مع تأخيرات طويلة للبضائع، وإذا كان هذا التأثير يعطل حركة الإمدادات العسكرية للجيش الأمريكي نفسه، وفقاً لتقرير جديد صادر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فإن سلسلة توريد قطاع الصناعات العسكرية في الولايات المتحدة لن تكون خارج نطاق هذا التأثير، حيث تكامل تأثير الحرب التجارية والاضطراب المستمر لسلسلة التوريد الأمريكي بسبب عسكرة البحر الأحمر والعربي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية دعماً للكيان الصهيوني في إبادة الشعب الفلسطيني.
الثورة / أحمد المالكي
معهد واشنطن للدراسات في تقرير جديد له قال: إنه لا يمكن حماية كل شحنة بمرافقة مسلحة، وحتى السفن المصحوبة بحماية تتعرض لهجوم يمني أحيانًا في البحر الأحمر، وأن الطرق البديلة مثل رأس الرجاء الصالح تُكلّف أمريكا مليون دولار إضافي لكل شحنة، وتأخر الإمدادات العسكرية بسبب الحظر اليمني يعيق قدرة الجيش الأمريكي على الانتشار السريع من المحيط الهندي إلى الهادئ.
وأكد معهد واشنطن للدراسات: أن استهداف اليمن للملاحة العسكرية يُجبر واشنطن على إعادة التفكير في استراتيجيات الانتشار السريع، حيث أصبحت خيارات النقل العسكري الأمريكي مُكلفة أو مُعرضة للخطر بسبب العمليات اليمنية، في حين يعتبر النقل الجوي بديل مُكلف ومحدود ولا يغني عن النقل البحري المُهدد بهجمات من اليمن.
وكشف المعهد في تقريره: أن شركتي “تروك نت الإسرائيلية” و”بيور ترانس” الإماراتية، تعتبران كناقل بري بين الإمارات و”إسرائيل” بقدرة استيعاب 350 شحنة يوميا.
وأن الشركتبن تعدان من أبرز المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي، ولفت إلى أن شبكة نقل تابعة للدفاع الأمريكية تقترح إنشاء 300 مركز لوجيستي لتنويع خيارات الشحن ومنها الرسو في ميناء جدة.
حالة ارباك
. الخبير الاقتصادي سليم الجعدبي أكد في تصريح ل “الثورة” أن العدو الأمريكي والصهيوني، يعيشان حالة من الإرباك إزاء القرارات والخيارات العسكرية والاقتصادية الاستراتيجية التي اتخذتها القيادة في اليمن ضد قوى الطغيان والإجرام الصهيوني الأمريكي إسناداً لإخواننا المظلومين في غزة وفلسطين، مشيراً إلى أن لولايات المتحدة وحلفائها، تعتبر زيادة وقت العبور حول أفريقيا خيار غير عملي في السيناريوهات التي تتطلب نقلًا سريعًا وآمنًا للموارد العسكرية عبر مسارح عملياتية شاسعة، كون الطبيعة العالمية لتنافس القوى العظمى تتطلب من البنتاغون نقل أصوله بين مسارح العمليات في أوروبا والوسطى ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ حتى في الظروف العادية، وسيكون استخدام باب المندب إلزاميًا كلما دعت الحاجة إلى ذلك وفق ما يقول الأمريكان.
كما أوضح الجعدبي أن أمريكا تعول على الدور الذي تلعبه الموانئ السعودية والإماراتية في كسر الحصار اليمني على الكيان الصهيوني وتزويدهم بالحاويات والنفط، وأنه في ظل أزمة البحر الأحمر، هناك شركات سعودية تطلق خدمة الشحن الشمالي.
تهديد القدرات
وفي تقرير نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط أشار المقدم جيمس شيبارد (القوات الجوية الأمريكية) وهو زميل عسكري في معهد واشنطن للفترة 2024 – 2025م، ومسؤول تنفيذي أول سابق لمدير أركان القوات الجوية في البنتاغون، وفي تحليل له أورده المعهد في التقرير إلى أن تعطيل ما وصفها ” بالقوات اليمنية المدعومة من إيران” لحركة الشحن في البحر الأحمر يهدد قدرة الولايات المتحدة على نشر قواتها وتزويدها بالإمدادات بسرعة في الشرق الأوسط وخارجه، ولكن مزيجًا من الحلول اللوجستية والتدابير العسكرية والجهود الدبلوماسية قد يكون الحل.
وأورد التقرير بعض الأمثلة على سبيل المثال: إذا سلكت شحنة نفط من بحر العرب إلى روتردام طريق رأس الرجاء الصالح البديل، فستحتاج إلى ما يُقدر بخمسة عشر يومًا إضافيًا وما يصل إلى مليون دولار من الوقود الإضافي، لذا يُتوقع أن تعاني الشحنات اللوجستية في الاتجاه المعاكس من تأخيرات مماثلة، وحتى لو كانت شركات النقل التجارية مستعدة للمخاطرة بتجنب هذا التأخير بالعبور عبر البحر الأحمر، فإن تأمين مخاطر الحرب قد يرفع التكاليف بنحو 1 % من قيمة هيكل السفينة.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية فإن زيادة وقت العبور حول أفريقيا بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها سيجعل هذا الخيار غير عملي في السيناريوهات التي تتطلب نقلًا سريعًا وآمنًا للموارد العسكرية عبر مسارح عملياتية شاسعة، فالطبيعة العالمية لتنافس القوى العظمى تتطلب من البنتاغون نقل أصوله بين مسارح العمليات في أوروبا والوسطى ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ حتى في الظروف العادية، وسيكون استخدام باب المندب إلزاميًا كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
بديل بري
وبحسب التقرير فإن استخدام مجموعة متنوعة من طرق النقل، بالإضافة إلى باب المندب، قد يُسهم في تخفيف خطر “الحوثيين”، وتقترح شبكة عبر الجزيرة العربية (TAN) التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية إنشاء 300 مركز لوجستي – مطارات وموانئ بحرية ومراكز برية – عبر شبه الجزيرة العربية لتنويع خيارات الشحن. على سبيل المثال، يُمكن لبعض السفن تجاوز المضيق والرسو في جدة؛ ومن ثم يُمكن نقل حمولتها جوًا أو برًا، وكما ذُكر سابقًا، تقع جدة ضمن نطاق نيران ” الحوثيين” وفقا للتقرير، لكن إدخال هذه الطرق البديلة وغيرها من الطرق سيُسبب معضلات استهداف للجماعة، ويُتيح مرونة أكبر في عملية صنع القرار الأمريكية، بهدف تعزيز السلامة العامة والمرونة.
وأشار التقرير إلى انه تم اختبار نظام النقل العابر للحدود (TAN) ولكنه لم يعمل بكامل طاقته، والخيار الآخر وفق التقرير هو الممر البري بين الإمارات وإسرائيل، وهو طريق تجاري يمتد من ميناء حيفا الإسرائيلي عبر الأردن والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، ليصل إلى الخليج العربي متجنباً البحر الأحمر تمامًا. حيث تعمل شركتا نقل بالفعل على طول هذا الطريق، وهما شركة “تروك نت” الإسرائيلية وشركة “بيور ترانس” الإماراتية، وقد تكونان من أبرز المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي. الممر مجهز حاليًا لاستيعاب ما يصل إلى 350 شاحنة يوميًا، وهو ما ينافس أو حتى يتجاوز شبكة “تان” العاملة بكامل طاقتها.