عربي21:
2025-04-17@14:13:21 GMT

الحرب الثانية على غزة

تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT

بعد أن كاد اتفاق وقف إطلاق النار يبدأ بالمفاوضة والتنفيذ لفصله الثاني والأخير، حتى تراجع ترامب للانقلاب على ما اتفق عليه، وهو الذي كان وراء إجبار نتنياهو بأن يرضخ ويوقع على الاتفاق. وما إن أرسل شبه ضوء أخضر، أو ضوءا أخضر كاملا، حتى انطلق نتنياهو بشنّ الحرب العدوانية الثانية على قطاع غزة.

كيف يفسّر هذا التراجع من قِبَل ترامب، وهو الذي تعهد بإطلاق كل المحتجزين الأسرى، فلا يحتاج إلى بحث وتدقيق، فالرجل متقلب في مواقفه، بما في ذلك استعداده للعودة إلى موقفه الذي انقلب عليه، وبرمشة عين.

ولكن مع ذلك يجب أن تحسب هنا الصدمة التي واجهها الكثيرون، وهم يرون المقاومة والشعب في غزة يحتفلان بالانتصار، أو هم يرون غزة تعود رافعة رأسها وبنادقها، فيما الجيش الصهيوني ينسحب من بعض المواقع التي احتلها، بل من كل المواقع إذا ما طبّق الاتفاق كاملا. فترامب صدم وهو يرى "اليوم التالي" في غزة، فيما كان يحمل مشروع تهجير كل فلسطينيي غزة، وتحويلها إلى ريفيير وامتلاك أرضها أمريكيا.

على أن هذه العودة للحرب، سرعان ما أدخلت ترامب ونتنياهو في مأزق متعدّد الأوجه. فهو قرار ضعيف سياسيا جدا، ولا يحمل أدنى مستوى كمبرّر له، فقد مثّل تراجعا غير لائق عن "توقيعيهما" على اتفاق وقف إطلاق النار، فضلا عما يحمله من عودٍ لجريمة الإبادة البشرية، والتدمير لما تبقى من قطاع غزة، ومن دون أي أمل في هذه العودة للحرب، سرعان ما أدخلت ترامب ونتنياهو في مأزق متعدّد الأوجه. فهو قرار ضعيف سياسيا جدا، ولا يحمل أدنى مستوى كمبرّر له، فقد مثّل تراجعا غير لائق عن "توقيعيهما" على اتفاق وقف إطلاق النار، فضلا عما يحمله من عودٍ لجريمة الإبادةتحقيق الهدف من هذا العدوان، وذلك سواء أكان إطلاق الأسرى بفرض الخضوع على قيادة مقاومة وشعب لا يُخضعان، أم من خلال الحسم العسكري المباشر.

ثم أضف هنا عزلة هذه الحرب على المستويات العربية والإسلامية والعالمية. فالأغلبية الساحقة من دول العالم انتقدت، أو استنكرت، قرار العودة للحرب، بما فيها الدول الأوروبية جميعا، هذا فضلا عن الرأي العام العالمي الشبابي الذي عاد لتنظيم التظاهرات، ورفع شعارات الإدانة للكيان الصهيوني، وتأييد القضية الفلسطينية.

يخطئ كل من يقلّل من أهمية العزلة الدولية، أو الإدانة من قِبَل الرأي العام العالمي، وذلك بالرغم من عدم قدرتهما وحدهما على فرض وقف العدوان.

إن الاستهتار بالعزلة الدولية، وبالرأي العام، أو بدَوْس القانون الدولي، والقِيَم الإنسانية والأخلاقية، كما يفعل الكيان الصهيوني أو القيادة الأمريكية؛ سيُدفع ثمنه غاليا، إن لم يكن في مدى قريب، ففي المديين المتوسط والبعيد، أو قل على المستوى الاستراتيجي. ويكفي هنا أن يُحسب كم تدفع الدول، أو كم بذل الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية من أموال وجهود لشرعنة إقامة الكيان الصهيوني غير الشرعي، أو لتجميل صورته، وإخفاء ما كان يرتكب من جرائم حرب.

المحصلة التي ستنتهي إليها هذه الحرب، لن تكون في مصلحة ترامب (شديد التقلب)، ولا في مصلحة نتنياهو الذي راح يقترب من السقوط داخليا. فالعوامل الداخلية والخارجية بالنسبة إلى نتنياهو تعمل ضدّه
أما البُعد الثاني والأخطر بالنسبة إلى قرار الحرب، فكونه لا يحظى بإجماع داخلي صهيوني، ولأول مرّة يحدث هذا، وعلى هذه الصورة التي نشهدها في انقسام داخلي، جعل البعض يحذر من الانزلاق إلى "حرب أهلية". ولعل المهم هنا، في الأقل، أن الجيش الذي يذهب إلى هذه الحرب، سيُواجه مقاومة قتالية وصمودا شعبيا، وتكرارا لمصيره السابق في الحرب البريّة، وكيف انتهت باتفاق شبه "انكساري" أو إذلالي، أو قل يفشل في تحقيق الهدف المعلن.

وبالمناسبة، نتنياهو في صراع مع المحكمة العليا والقضاء، ونقابات العمال والمحامين، ورجال الأعمال والشركات.

من هنا يمكن القول إن المحصلة التي ستنتهي إليها هذه الحرب، لن تكون في مصلحة ترامب (شديد التقلب)، ولا في مصلحة نتنياهو الذي راح يقترب من السقوط داخليا. فالعوامل الداخلية والخارجية بالنسبة إلى نتنياهو تعمل ضدّه، مع التشديد على أن الفضل يظل للمقاومة، وقدراتها القتالية وصحّة سياساتها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ترامب نتنياهو العدوانية غزة اسرى غزة نتنياهو عدوان ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه الحرب فی مصلحة

إقرأ أيضاً:

في الذكري الثانية للحرب: من أطلق الرصاصة الأولي؟

في ١٤ يوليو ٢٠١٩ صرح السيد الفريق حميدتي محددة أهل الخرطوم: “العمارات الشايفنها ناس الخرطوم غالية بيبقوا فيها زي الكدايس لو تكررت الأحداث.”

وفي عام 2016 صرح الفريق حميدتي وقال: “نحن من نسير السودان حسب مشيئتنا.. نحن الحكومة إلى اليوم الذي تمتلك فيه الحكومة جيشاً..”زي ما قلت ليكم البلد دي بلفها عندنا نحن أسياد الربط والحل …مافي ود مرة بفك لسانو فوقنا مش قاعدين في الضل ونحن فازعين الحراية… نقول يقبضوا الصادق يقبضوا الصادق… فكوا الصادق يفكوا الصادق… زول ما بكاتل ما عنده رأي- أي واحد يعمل مجمجه ياها دي النقعة والذخيرة توري وشها ..نحن الحكومه ويوم الحكومة تسوى ليها جيش بعد داك تكلمنا.. أرموا قدام بس.”

بالنسبة لسردية التضليل التي تقول أن كيزان الجيش أطلقوا الرصاصة الأولي هذا كلام لا يستقيم لاننا كررنا كثيرا حتي ملنا التكرار أن هذه السردية تدحضها حقيقة الهجوم علي منزل البرهان في منزله صباح الحرب وكان علي قيد شعرة من موت محقق لولا أن حماه حراسه بعشرات الشهداء. ولو خطط للحرب كيزان/جيش لقاموا بتامين قادتهم ولكان الهجوم الخاطف علي منزل حميدتي وقادة الدعم السريع بدلا عن منزل البرهان. أضف إلي ذلك اعتقال العديد من قادة الجيش والكيزان من قبل قوات الجنجويد ، فكيف لجهة قررت إشعال حرب ألا تحمي كبار رجالها واسرهم؟

وقبل الحرب بثلاثة أيام تحركت قوات الجنجويد من الخرطوم وغرب السودان لإحتلال القاعدة الجوية الأستراتيجية في مروي.

ثم كان ظهور مستشار الدعم السريع يوم الإنقلاب في داخل مباني الإذاعة جاهزا ببيان يبشر الشعب ببزوغ شمس مملكة آل دقلو ومن اشتروهم من الطبقة السياسية.

كما ظل قادة قحت يقولون أن لهم “خيارت أخري” و يرددون منذ فبراير ٢٠٢٣ إنه إما التوقيع علي الإتفاق الإطاري أو هي الحرب. ومن المعروف أن الحرب يهدد بها ويشعلها من لا يحصل علي مطلوبه – وهو توقيع الجيش علي الإطاري. لم نسمع بتاتا بقاطع طريق هدد ضحيته البقول “أعطني محفظتك وان لم تعطني إياها ستقوم بقتلي – الطبيعي أن يقول الرباطي إن لم تعطني ما أطلب (الإطار) سأقتلك – وليس ستقتلني.”
معتصم اقرع معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • استمع: بيان الانقلاب الذي سجلته المليشيا بصوت عماد عبد الرحيم (كادر حزب الأمة )
  • ارتدادات جحيم ترامب وإجرام نتنياهو المستمر
  • الحرب في عامها الثالث.. ما الثمن الذي دفعه السودان وما سيناريوهات المستقبل؟
  • في الذكرى الثانية للحرب .. هل ينتعش اقتصاد السودان؟
  • الدب الأمريكي الذي قد يقتل صاحبه!
  • ترامب وقّع 185 قرارًا تنفيذيًا منذ توليه الرئاسة.. ما الذي شملته؟
  • قاطف البنجر الذي انسحب من الجنائية الدولية لأجل نتنياهو
  • في الذكري الثانية للحرب: من أطلق الرصاصة الأولي؟
  • عراقجي يكشف الدولة التي ستستضيف جولة المفاوضات الثانية مع واشنطن
  • روسيا تكشف الهدف العسكري الذي ضربته في مدينة سومي