في ذكرى تأسيس دار الكتب .. أهم الشخصيات التي أثرت في تاريخها
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
تعد دار الكتب المصرية واحدة من أقدم وأهم المكتبات الوطنية في العالم العربي، إذ لعبت دورًا محوريًا في جمع وحفظ التراث الثقافي المصري منذ إنشائها عام 1870.
وخلال مسيرتها، تأثر تطورها بعدد من الشخصيات البارزة التي ساهمت في وضع أسسها، وإدارتها، وتوسيع دورها كمركز للمعرفة والتوثيق.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز هؤلاء الشخصيات ودورهم في نهضة دار الكتب المصرية.
يعتبر علي باشا مبارك (1823-1893) الأب الروحي لدار الكتب المصرية، حيث كان أول من اقترح إنشاء مكتبة وطنية لحفظ المخطوطات والكتب النادرة.
أثناء عمله كوزير للمعارف في عهد الخديوي إسماعيل، وضع تصورًا لإنشاء “الكتبخانة الخديوية” عام 1870 في بولاق، بهدف جمع الكتب والمخطوطات القيمة التي كانت مهددة بالضياع.
لم يكن دوره يقتصر على التأسيس فقط، بل حرص على تطوير المكتبة وتنظيم محتوياتها وفق أحدث الأساليب المتاحة في عصره.
أحمد زكي باشا: رائد الفهرسة والتوثيقعرف أحمد زكي باشا (1867-1934) بلقب “شيخ العروبة”، وكان أحد رواد التوثيق والفهرسة في دار الكتب المصرية. عمل على تنظيم وتصنيف المخطوطات بطريقة علمية، وأشرف على إعداد الفهارس التي ساعدت الباحثين في الوصول إلى المعلومات بسهولة.
كما كان له دور كبير في الحصول على مخطوطات نادرة من مختلف أنحاء العالم وإضافتها إلى مجموعات المكتبة.
محمد عبده: المدافع عن التنوير ونشر المعرفةالإمام محمد عبده (1849-1905)، الذي كان من أبرز المفكرين الإصلاحيين في مصر، لعب دورًا هامًا في دعم دار الكتب كمصدر لنشر العلم والمعرفة.
حرص على تعزيز دورها في نشر الفكر المستنير، ودعا إلى تسهيل وصول الجمهور إلى محتوياتها، خاصة الطلاب والباحثين، بهدف نشر الثقافة والتعليم.
طه حسين: تطوير الدور الثقافي لدار الكتبعندما تولى طه حسين (1889-1973) وزارة المعارف في الأربعينيات، كان لدار الكتب المصرية نصيب من إصلاحاته الثقافية.
اهتم بتطوير المكتبة وتوسيع خدماتها، وسعى إلى تعزيز دورها في خدمة الباحثين والدارسين، كما دفع نحو رقمنة بعض محتوياتها للحفاظ على التراث المكتوب للأجيال القادمة.
يوسف شلبي: تحديث دار الكتب في العصر الحديثكان الدكتور يوسف شلبي أحد أهم الشخصيات التي عملت على تطوير دار الكتب المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين.
ركز على تحديث أنظمة الفهرسة وإدخال التكنولوجيا إلى المكتبة، مما ساعد على تسهيل البحث في أرشيفها الضخم، كما ساهم في ترميم بعض المخطوطات النادرة التي كانت مهددة بالتلف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الكتب المصرية المكتبات الوطنية العالم العربي التراث الثقافي المصري المخطوطات النادرة المزيد دار الکتب المصریة
إقرأ أيضاً:
جدل واسع بعد اقتراح إعادة “الباشوية”.. مؤرخون: نكوص عن قيم الجمهورية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثار اقتراح الدكتور أسامة الغزالي حرب، المفكر السياسي، بإعادة إحياء الألقاب المدنية القديمة مثل “الباشا” و”البك” في مصر، جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي وبين أوساط المثقفين والمؤرخين، وسط انقسام حاد بين من يرى في الفكرة وسيلة لتكريم المتميزين، ومن يعتبرها تراجعًا خطيرًا عن مبادئ العدالة الاجتماعية التي أرستها ثورة يوليو 1952.
في مقاله المنشور مؤخرًا، دعا "الغزالي" حرب إلى إعادة منح الألقاب الملكية التي أُلغيت عقب سقوط النظام الملكي في مصر، مقترحًا إعادة “الباشوية” بصيغة جديدة تُمنح للشخصيات العامة ورجال الأعمال الذين يسهمون بجهود مالية أو إنجازات مؤثرة لصالح الدولة، مع التأكيد على أن الهدف ليس إحياء النظام الطبقي، بل إيجاد آلية لتكريم العطاء العام، وضرب أمثلة بأسماء مثل نجيب ساويرس، ومحمد أبوالعينين، وناصف ساويرس، معتبرًا أن هؤلاء يستحقون ألقابًا شرفية تشجيعًا لمساهماتهم في الاقتصاد.
واقترح "الغزالي" أيضًا إنشاء هيئة مستقلة تتولى ترشيح المستحقين وفق معايير دقيقة، على أن تُعرض الأسماء على البرلمان لاعتمادها، مشيرًا إلى أن مثل هذا النظام مطبق في دول كبرى مثل بريطانيا، التي لا تزال تمنح ألقابًا شرفية كـ”سير” و”فارس” لأشخاص ذوي تأثير كبير.
ردود فعل حادة من مؤرخين ومثقفين
لم تمر دعوة "الغزالي" مرور الكرام، فقد جاءت الردود من عدد من المؤرخين والنخبة الفكرية في مصر حاسمة في رفضها، ووصفت الفكرة بأنها غير مناسبة للمرحلة التي تمر بها البلاد والمنطقة.
الدكتور عبدالرحيم علي رئيس تحرير ومجلس إدارة البوابة نيوز، قال على صفحته الشخصية فيسبوك: "إلى أسامة الغزالي حرب ومن على شاكلته.. لن يحدث ما تفكر فيه أنت وأسيادك ما دام فينا قلب ينبض.. وما دام هؤلاء الباشوات الحقيقيون يسكنون قلوبنا.. ويا أفندم نادهم أنت.. يا باشا ويا بيه.. مش لازم الشعب كله يناديهم بالألقاب دي بقانون يسن".
ونال تصريح "عبدالرحيم" إعجاب وتأييد رواد مواقع التواصل الاجتماعي وأن شهداء مصر ومن يضحون بأرواحهم من أجلها هم من يستحقون لقب بشوات وغيرها من التعليقات التي ترفض مقترح "الغزالي" بشدة.
وأعرب الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، عن اندهاشه من طرح الفكرة في توقيت “يغلي فيه العالم بالأزمات”، واعتبرها “هزلًا في وقت الجد”، مؤكدًا أن العودة لرموز النظام الإقطاعي لا تتماشى مع التحديات الحالية التي تستلزم التفكير في حلول واقعية وليس رمزية.
أما الدكتور عاصم الدسوقي، المؤرخ وأستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، فقد ذهب إلى أن هذا الاقتراح يُعد ارتدادًا عن مسار استغرق عقودًا لتحقيق المساواة والعدالة، مشيرًا إلى أن النظام الطبقي قبل 1952 لم يكن قائمًا فقط على التفاوت بين الفقراء والأغنياء، بل كان طبقيًا داخل الطبقة الواحدة أيضًا، حيث فُرضت الألقاب بناء على القرب من القصر الملكي أو عبر التبرعات والمجاملات السياسية.
الدسوقي استحضر مثالًا شهيرًا للفنانة أم كلثوم، التي نالت لقب “صاحبة العصمة” من الملك فاروق بعد تحريف كلمات أغنية خلال حفل حضره الملك، ما يعكس – حسب قوله – كيف كانت الألقاب تُمنح في أجواء من التبجيل والنفاق، وليس على أساس الإنجاز الحقيقي.
تاريخ الألقاب في مصر.. من الهيبة إلى النسيان
لقب “الباشا” لم يكن مجرد مجاملة لفظية، بل كان يحمل وزنًا اجتماعيًا وسياسيًا عميقًا في مصر منذ عهد محمد علي باشا وحتى منتصف القرن العشرين، وكانت تُمنح هذه الألقاب من الباب العالي في الدولة العثمانية، ثم السلطان، ثم الملك بعد إعلان المملكة المصرية عام 1922، وقد جرى تنظيم منح هذه الألقاب رسميًا بقرار ملكي في عهد فؤاد الأول، حيث قُسمت إلى درجات متفاوتة منها “الرياسة” و”الامتياز” و”الباشوية”، بحسب الراتب والمكانة الوظيفية، إلى أن جاء قرار إلغائها في أعقاب ثورة يوليو، وتم استبدالها بلقب “المحترم” في جميع المخاطبات الرسمية.
دستور يمنع الألقاب.. لكن استخدامها مستمر
ورغم المنع الدستوري الصريح لإنشاء أو إعادة الرتب المدنية، والذي أُدرج منذ دستور 1956 وحتى آخر نسخة للدستور عام 2014 (المادة 26)، إلا أن استخدام الألقاب مثل “باشا” و”بيه” ما زال قائمًا في الأحاديث العامة وبعض المؤسسات، كنوع من التعبير عن التقدير أو السلطة، خاصة عند مخاطبة رجال المال أو المسؤولين السابقين.
بين النية والتوقيت.. هل يُعيد الجدل تعريف معنى التكريم؟
يرى البعض أن اقتراح الغزالي حرب قد يحمل نية لتحفيز الأغنياء على خدمة الصالح العام، إلا أن توقيته وسياقه أُسقطا عليه ظلالًا من الشك والرفض، خصوصًا في ظل ما تعانيه مصر من أزمات اقتصادية تتطلب خططًا هيكلية لا عبارات بروتوكولية، فيما علق رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا على اقتراح "الغزالي" رافضين ما اثاره تماما "الغزالي" وان اللقب سيعطى لمن يستحق بالمال حتى لو متهمين في قضايا اخرى، وان هذا اللقب يعود بمصر للوراء في زمن التكنولوجيا والتقدم الذي يشهده العالم كيف يمكن تطبيق مقترح لا فائدة منه بدلا من مواكبة الدول المتقدمة".
ومن ضمن التعليقات على المقترح انه رغم تطبيقها مقابل المال لن تحل الازمات الاقتصادية في مصر والخروج من تلك الأزمة يحتاج لافكار وحلول من خبراء ومن يحب ان يقول لقب "باشا" لاي شخص يقول مثلما يريد ولا يقترح هذا القرار على دولة بالكامل ويعطي القرارات للمسؤولين في الدولة، ويبقى السؤال: هل يعود الجدل حول “الباشوية” اليوم ليكشف فجوة أعمق في تعريفنا للمكانة الاجتماعية والتقدير؟ أم أنه مجرد صدى لفكرة غير قابلة للتطبيق في مجتمعٍ ثار قبل أكثر من سبعين عامًا لإسقاطها؟