لميس أندوني .. هل اختار ترامب الإبادة بديلاً للتهجير؟
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
#سواليف
لميس أندوني .. هل اختار #ترامب #الإبادة بديلاً للتهجير؟
#لميس_أندوني
لا يمكن استيعاب صدمة رعب أهل غزّة الذين ظنّوا أنّ #الحرب شبه انتهت، وأنهم في أمانٍ نسبي، بالرغم من غارات إسرائيلية تلت اتفاق الهدنة، بل صاروا على أملٍ، بعد مسيرة عودة غير مسبوقة إلى بيوتهم وأحيائهم المهدّمة في شمال القطاع، متسلّحين بالتصميم على البدء من جديد، رغم جميع التحدّيات والخسائر والأوجاع.
انهَمَر الموتُ المفاجئ مرة أخرى بعد “انتهاء الحرب”، وبعد ظنٍ أن رئيس القوة العظمى في العالم، دونالد ترامب، وإن كان حليفاً لإسرائيل، فإنه أراد لأسبابه الخاصة وقف الحرب والنظر في بدائل أخرى، ومنها الخيار البديل الذي جاء صادماً في قباحته وغرابته حدّ السخرية، إذ أراد الاستحواذ على غزّة شخصياً، فهو، بوصفه مقاولاً، لا يرى في الناس والأوطان سوى مصادر ربح وإثراء، أما الإنسان فيمكن الاستغناء عنه وطرده واقتلاعه، وإبادته إذا لزم الأمر، فلا شيء يقف في طريق مراكمة الأموال.
لا تشرح عقلية الرأسمالية المتوحشة تقلّبات ترامب؛ من إصرار على وقف إطلاق النار، إلى إعلانه التاريخي عن رغبته في جَعْل قطاع غزّة ملكيةً خاصة لتحويله منتجعاتٍ وناطحات سحاب بعد #تهجيرٍ قسري لأهله، وإلى تراجعه، أو قوله إنّه تراجع، عن اقتراح فتح مفاوضاتٍ مباشرةٍ مع “حماس”، وصولاً إلى إعطاء الضوء الأخضر للهجمة الإسرائيلية على غزّة، بل دعمها بدون أي تحفظ، لو شكلياً وكذباً.
لا مجال لمحاولة تحليل خطوات ترامب من منظور العلاقات الدولية، ولا وضعها في سياق السياسة الأميركية، فهو لا يلتزم بها، بل لا يبدو أنه يفهمها أو يهتم بفهمها. وقد قال الصحافي الأميركي فريد زكريا، في حديث تلفزيوني، إن ترامب بدأ بثورة تغيير في السياسة الخارجية الأميركية، مستشهداً بتخلّيه عن حليف مثل أوكرانيا، والطلب منها، بل وأمرها بتعويض أميركا عمّا أنفقته على تسليحها (أوكرانيا) ودعمها في حربها ضدّ روسيا. ولا أتفق مع زكريا في توصيف سياسات ترامب وخطواته بأنها ثورة حتّى، فلا أُسس ولا مرتكزات لسياسات ترامب الخارجية، ولا حتى الداخلية، سوى السيطرة وإخضاع الداخل والخارج للغة التهديد والعقاب الشديد، فليس له مفهوم استراتيجي في التعامل مع الحلفاء، وواضح أنه يؤمن بأن البقاء للأقوى.
غزّة هي المختبر الأكثر دموية لعهد السياسة الترامبية الخارجية الجديد، التي بدت أكثر حذراً خلال ولايته الأولى، لكنه عاد مدفوعاً بكسر كل القواعد ليحقق شعار “أميركا أولاً” وتظلّ الأقوى عالمياً، وليخلط فيها بين أطماعه الشخصية والسلطوية، إذ هو لا يخجلُ من عنصريته واحتقاره للضعفاء والأقوياء.
من منظور ترامب، تبدو إسرائيل تشبهه؛ حليفٌ قوي في منطقة غنية بالنفط والغاز، من الضروري الهيمنة على هذه المنطقة كاملةً وبدون أيّ تحدٍّ. وبالتالي، يجب إزالة كل العقبات، وأهمّها القضية الفلسطينية، التي لا يفهمها ولا يريد التعامل معها، وإنما يريد إزالتها بوصفها عثرةً في الطريق. وفي هذا البُعد الرئيس، يتفق ترامب مع السياسة الخارجية التقليدية بأهدافها، ويعبّر، بوقاحة وبصراحة، عن احتقارٍ لكل الدول العربية وشعوبها، الفرق أنه لا يأبه بخطواتٍ دبلوماسيةٍ مدروسةٍ، توصله إلى هدفه، خصوصاً أنه في فترة ولايته الأولى استطاع تحقيق ما عجز عنه كلّ منظّري السياسة الخارجية الأميركية ودهاتُها، فقد حقّق خرقاً تاريخياً حين قبلت الإمارات بتوقيع الاتفاق الإبراهيمي مع إسرائيل، ليس لأنه معاهدة “سلام”، وإنما لأنه كان نقلة في ترسيخ تطبيع تحالفيّ ثقافيّ في قبول الرواية التاريخية الإسرائيلية والاستيطان غير الشرعي على أرض فلسطين، وفي التخلي عن حقوق الشعب الفلسطيني السياسية والإنسانية.
ليس ترامب صهيونياً، وفكرة الوطنية الفلسطينية لا تشكل هاجساً لديه، لمنعها أو تأييدها، إذ يَدَعُ ما لا يحقق مصالحه، لكنّ ذلك لا يعني أنه يمكن أن يؤيد حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، فهو بعيد كل البعد عن هذه المفاهيم، فالعالم كله، وليس فلسطين فحسب، يجب أن ينصاع ويخدم المصالح الأميركية. وفي هذه الحالة، تصبح فكرة الوطنية الفلسطينية عائقاً، إذ لا بدّ من تهجير الفلسطينيين لإفساح المجال لشركات العقار العالمية المملوكة لأصدقائه الذين أصبحوا عملياً شركاءه في السلطة. لذا؛ تحدّث عن تهجير سكان غزّة إلى الأردن ومصر بدون أن يرفّ له جفن أو يحاول صياغة دعوته إلى طرد أهل غزّة بلغة أكثر لباقة.
في البدء، ارتأى ترامب أنّ وقف الحرب ضروريٌّ لتحقيق ما كان يُعدّ له، وما كان يتحدّث عنه صهره جاريد كوشنر من الاستثمار في سواحل غزّة، ونقل سكانها إلى مصر وإلى صحراء النقب، وحين رفض الفلسطينيون والعرب خطته، لم يتردّد في الاستماع لما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، فسكان غزّة ما يزالون عائقاً أمامه وأمام إسرائيل.
وعليه؛ من الخطأ أن نرى في بدء ترامب مفاوضات مباشرة مع قادة “حماس”، لإنجاز تبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين اختراقاً تاريخياً، فلو كان ترامب يلتزم بمحدّدات السياسة الأميركية لكان بالفعل اختراقاً تاريخياً، إذ ترفض السياسة الأميركية مبدأ المفاوضات مع “حماس الإرهابية”، وأرى أن سماحَه لمبعوثه آدم بولر، بالحديث مع “حماس” لم يكن رغبة منه في فتح حوار سياسي، وليس لخطوطٍ حمر لديه تمنعُ هذا الحديث؛ وإنما لأنه ببساطة كان مهتماً بتمرير صفقة تحرير المحتجزين الإسرائيليين، وصحيح أنه تراجع بعد ردود الفعل الإسرائيلية وفي واشنطن من “حرّاس السياسة الخارجية الأميركية”، لكن يجب الحذر من توهّم أن خطوته كانت تحمل أفقاً سياسياً ولمناقشة حلول سياسية.
اعتراض السلطة الفلسطينية في حينها على فتح قناة بين حركة حماس وأميركا، كان مضحكاً مبكياً، فالقصة بالنسبة لترامب لم تكن في مَن يمثّل الشعب الفلسطيني، بل في مَن يحتفظ بالرهائن الإسرائيليين وفي يده إطلاق سراحهم. السلطة، للأسف، مشغولة بتقديم أوراق اعتمادها لواشنطن لإدارة غزة “في اليوم التالي”، الذي أصبح تعبيراً بشعاً، خاصة بعد أن أطلق ترامب جولة جديدة من حرب الإبادة في غزّة.
بالتأكيد، لم نتوقّع أن تردع القمّة العربية الخاصة بفلسطين إسرائيلَ أو أن تبرز موقفاً حقيقياً وموحّداً في مواجهة حرب الإبادة ومحاولة اقتلاع الشعب الفلسطيني من قطاع غزّة والضفة الغربية، فما دامت مصالح إسرائيل لم، ولن، تتأذّى، وكذلك مشاريع التطبيع المعلنة وغير المعلنة، فلن يكون هناك تأثير لكلمات أو بيانات. … ولا عزاء لأهل فلسطين، وكلِّ عائلة تصحو على صوت الموت وجثثِ وأشلاءِ مَن تفقده في الليل، أو في فجرٍ اعتبرته آمناً لكنها وجدت الموت يلاحقها فيه.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف ترامب الإبادة لميس أندوني الحرب تهجير السیاسة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
الكازينو دائمًا يربح.. أسلوب ترامب في السياسة
لطالما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، طوال حملته الانتخابية وبعدها، أنّه جاء لا ليُشعل الحروب بل ليُنهيها. وحين حاول البعض تفسير سياساته تجاه سوريا وغزّة في هذا السياق، جاء الإعلان مؤخرًا عن إصداره أمرًا بشنّ هجوم على اليمن.
وهذا، بطبيعة الحال، لا يُتوقَّع من رجل يزعم أنّ مهمته إنهاء الحروب، غير أنّ كون صاحب هذا القول هو ترامب، جعل الأمر غير مفاجئ، بل مؤكدًا مرة أخرى الاعتقاد السائد بأنّ كل شيء متوقَّع منه.
الرجل الذي يُتوقَّع منه كل شيء هو بطبيعته شخصٌ لا يمكن التنبؤ بأفعاله، وهذا القدر من عدم التوقّع لا يُنسب عادة إلا إلى من نستخفّ بهم. وسلوك ترامب وتصرّفاته الخارجة عن كل القوالب والتقاليد الدبلوماسية المتعارف عليها، تدفع البعض إلى وضعه في هذه الخانة.
غير أنّ ذلك يظلّ تصورًا سطحيًا بحقّ رجل ظلّ حتى اليوم يحقق الانتصارات ويجمع الأرباح، واستطاع أن يبقى في القمة كل هذه المدة. فترامب، قبل أن يكون رئيسًا، كان ملكًا في عالم المال والأعمال، ذلك العالم القاسي الذي لا يرحم، حيث التنافس لا يهدأ والصراع لا يلين.
كان "ملك العقارات"، لا شك، لكنه أيضًا رجل أعمال يملك كازينوهات في لاس فيغاس. بل وله زبائن كُثر من المشاهير، بمن فيهم بعض الكبار في الشرق الأوسط.
إعلان الكازينو دائمًا يربحالقاعدة الأهم في عالم القمار أنّ "الكازينو دائمًا يربح". فحتى أمهر اللاعبين، ينتهي بهم الأمر بأن يخدموا مصالح الكازينو ويصبحوا أدوات لربحه. ولا يمكن القول إنّ هذه الخلفية المهنية لترامب لم تنعكس على أسلوبه السياسي. فخلف تصريحاته وسلوكياته التي تبدو، للوهلة الأولى أو الثانية، انفعالية أو فظّة، تكمن لعبة مدروسة.
وربّما كان الحجر الذي يرميه في البئر ويشغل به عقول العالم بأسره، جزءًا من تلك اللعبة. وفي الأثناء، من المرجّح أنه يكون قد انخرط في لعبة أخرى تحقق له ربحًا جديدًا.
أنا شخصيًا لست ممن يعكفون على تحليل سلوك السياسيين وكأنهم أنبياء ذوو حكم خفيّة أو عباقرة خارقون، كما يعلم من يعرفني. لكنّ من الواضح أن سلوكيات ترامب المتطرّفة ليست وليدة عشوائية بلا هدف، ولو أنّ ما يدور في ذهنه قد يكون مختلفًا كثيرًا عمّا يبدو في ظاهره.
لذا، فإنّنا مدعوون لتفسير أفعال هذا الرئيس باعتباره لاعب ورق. وفي ألعاب الورق التي يُتقنها جيدًا، يحاول اللاعبون إخفاء أوراقهم على أمل أن يفوزوا، أمّا هو فيبدو كأنه يلعب بأوراق مكشوفة. غير أنّ هذا قد يعني ببساطة أنّ لديه أوراقًا أخرى ما زالت خفيّة.
ولا شك أنّ هذا النمط من التحليل السياسي يتطلب خيالًا لم يسبق أن احتاجه المحللون من قبل. وهذا هو المآل الذي بلغته السياسة على طريقة ترامب.
خلفية خطة ترامب للتهجير وما بعدهايشير بعض المحللين، كما ذكر الدكتور سامي العريان في مقالٍ له على موقع الجزيرة نت، إلى أنّ تصريح ترامب خلال زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ربما كان يهدف إلى إحباط مساعي رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي – المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب – للحصول على "ضوء أخضر" لاستئناف حرب الإبادة التي يشنها على غزة.
اقتراحه المتعلق بتهجير سكان غزة كان فكرة متطرفة بلا شك. ولا يبدو أن هناك إجابة منطقية عن كيف يمكن لهذا المقترح أن يتحقّق، حتى مع الدعم الأميركي الكامل، بعد خمسة عشر شهرًا من الحرب الإسرائيلية الإبادية التي لم تنجح في تحقيق هذا الهدف.
إعلانوقد ثبت حتى الآن، من خلال المواقف الرافضة مختلف مكونات هذا المخطط، أنه محكوم عليه بالفشل. لكن هذا لا يعني أن ترامب أطلق هذا المقترح عبثًا. فهل كان يسعى من خلاله إلى إقناع أطراف معيّنة باستحالة تحقيقه؟
يرى العريان أن هذا السلوك يمكن اعتباره جزءًا من إستراتيجية ترامب التفاوضية التي فصّلها في كتابه الشهير فنّ الصفقة (The Art of the Deal)، حيث يقول إنّ على المفاوض الناجح أن يبدأ من أقصى حدود التشدد والتطرّف، ليجبر الطرف الآخر على تقديم تنازلات كبيرة، وربما يدفعه إلى الاقتراب من موقفه حتى قبل بدء التفاوض الفعلي.
أما في سوريا، فيبدو أن الإدارة الأميركية قد دفعت بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) للجلوس إلى طاولة التفاوض مع الحكومة السورية، بل وربما أجبرتها على ذلك، وهو ما أثار غضب الكيان الإسرائيلي على ما يبدو. وهذا يؤكّد على الأقل أن ترامب ظلّ، في هذا الجانب، ملتزمًا بسياسته المعلنة منذ البداية: "أميركا أولًا".
ماذا سيفعل ترامب في اليمن؟والسؤال الآن: ما هو هدف ترامب من الحرب التي بدأها في اليمن؟ من المستبعد جدًا أن يكون يجهل أنّ مثل هذا الهجوم – الذي قد يقتصر على غارات جوية – لن يُفضي إلى نتيجة حاسمة.
ولا يمكن تصوّر أن إدارة خرجت لتوّها بهزيمة من أفغانستان، ستدخل مغامرة مشابهة مع علمها المسبق بعاقبتها. لذا، من المرجّح أن يكون القصد من هذه الضربات ليس القضاء على الحوثيين أو دحرهم، بل مجرّد إرسال رسالة: "نحن نحارب الحوثيين"، على سبيل الاستعراض فحسب.
لقد أدى موقف الحوثيين المتحدّي، والداعم لغزة، والمهدد لحركة الملاحة والتجارة البحرية، إلى خلق توقّع عام باتخاذ موقف صارم ضدهم. وترامب، الذي اتّهم خصمه بايدن بالتراخي، وجد نفسه مطالبًا بالاستجابة لتوقعات الناخبين الجمهوريين، خاصة الموالين لإسرائيل.
لكن الاستجابة لا تعني بالضرورة الدخول في حرب شاملة وطويلة. فالقيام بأي عملية احتلال – حتى لو محدودة – لموانئ اليمن أو سواحله، ينطوي على مخاطر جسيمة. ومع ذلك، قد تُستخدم هذه الضربات المحدودة ضد الحوثيين كورقة ضغط على إيران، لدفعها إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.
إعلانفالطبيعة الجغرافية الوعرة لليمن، وجباله الشاهقة، تُعقّد أي عملية عسكرية أميركية، وتُنبئ بتكرار التجربة الأفغانية. وهذا يوضّح أنّ التحدي في اليمن كبير، حتى أمام القوة العسكرية الأميركية الهائلة. وإلى جانب ذلك، فإنّ تمسّك "التحالف العربي" بخيار الحلّ السياسي، ولو ببطء، يقيّد خيارات ترامب في نهاية المطاف.
فالسعودية ودول عربية أخرى أطلقت بالفعل مسارًا لحلّ سياسي في الأزمة اليمنية. وقد يتماشى أسلوب ترامب مع تجاوز خطط الحلفاء، لكن لا يمكنه تجاهل الكلفة التي تترتّب على اتخاذ قرارات كبرى دون التنسيق معهم.
صحيح أنّ "الكازينو دائمًا يربح"، لكن لا يمكن إبقاء اللاعبين حول الطاولة إن لم يشعروا بأنهم يربحون شيئًا هم أيضًا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline