الإمام الطيب: «المجيب» اسم من أسماء الله الحسنى.. والقرب الإلهي ليس مكانيًا ولا حسيًا
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
أكَّد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن اسم «المجيب» من أسماء الله الحسنى التي تُستخلص من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، موضحًا أن القُرب الإلهيّ المُشار إليه في الآيات المرتبطة بهذا الاسم لا يُفهم بالمعنى الماديّ أو المكاني، بل هو قُربٌ بالعلم والإدراك والسُّلطان.
جاء ذلك خلال الحلقة الثالثة والعشرون من برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر القنوات الرسمية للأزهر، حيث استند فضيلته إلى آيات قرآنية منها قول الله تعالى في سورة هود على لسان النبي صالح عليه السلام: ﴿إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ﴾، وقوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾، مؤكدًا أن صيغة "أُجِيب" و"يُجِيب" تُفيد بالضرورة اشتقاق اسم "المجيب"، كما أن إجماع الأمة على ذكره في الأدعية يؤكد ثبوت الاسم.
وحول سؤال المذيع عن معنى "القُرب" في الآية الكريمة، أوضح شيخ الأزهر أن الله تعالى منزَّه عن القُرب الماديّ أو المكاني، قائلًا: "القُرب لا يمكن أن يكون مكانيًّا، فالله خالق الزمان والمكان، ولا يحتاج إليهما"، مشيرًا إلى أن وصف الله بالقُرب يُقصد به إحاطة علمه بخلقه، وقدرته على استجابة الدعاء، وسمعه لنداء المضطرين، ورؤيته لخضوع العباد.
واستدل فضيلته بقوله تعالى: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾، مؤكدًا أن هذا القُرب "ليس حسِّيًا، بل هو قُرب علمٍ وإدراكٍ وسلطان"، مضيفًا أن الآية الكريمة ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ تمنع أي تشبيه لذات الله أو صفاته بخلقه، وأن المعية الإلهية التي وردت في القرآن تُفهم بمعنى العلم والحفظ، لا بالذات أو المكان.
وحذَّر الإمام الأكبر من الخوض في المتشابهات دون الرجوع إلى القواعد العقدية، مؤكدًا أن صفات الله تُؤخذ كما وردت مع التنزيه عن التمثيل، وقال: "القُرب الإلهيّ معنويٌّ لا يحتاج إلى وسائط مادية، فالله تعالى يسمع دعاء الداعي ويعلم حاله قبل أن يطلب، وهذا غاية القرب".
اقرأ أيضاًالإفتاء تهنئ شيخ الأزهر بمناسبة مرور 15 عامًا على توليه منصبه
شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
شيخ الأزهر يصل العاصمة البحرينية للمشاركة في فعاليات مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب أسماء الله الحسنى برنامج الإمام الطيب المجيب شیخ الأزهر الله ت
إقرأ أيضاً:
الأنبا توما يترأس القداس الإلهي بكنيسة مار جرجس بسوهاج ويحتفل بعيد الأم
ترأس نيافة الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، مساء أمس السبت، صلاة القداس الإلهي، بمقر المطرانية، بسوهاج.
أيقونة حبشارك في الصلاة القمص بشرى لبيب، راعي الشهيد العظيم مار جرجس، بسوهاج، والقمص مرقس عدلي.
وعقب الذبيحة الإلهية، ترأس الأب المطران احتفال عيد الأم، الذي تضمن عددًا من الترانيم الروحية، بقيادة كورال رعية مارجرجس، بسوهاج.
وألقى راعي الإيبارشيّة تأملًا روحيًا للحاضرين قائلًا: “أيها الأحباء، نجتمع اليوم للاحتفال بعيد الأم، هذه المناسبة المباركة التي تذكرنا بأعظم هبة منحها الله للإنسان، وهي الأمومة”.
وأضاف: "فالأم ليست مجرد شخص في حياتنا، لكنها أيقونة حب، وصورة حية لعطاء لا ينضب، وتضحية لا تعرف حدودًا، الأم في فكر الله: عندما أراد الله أن يعبر عن حنانه تجاه البشر، استخدم صورة الأم، في إشعياء 49:15 يقول الرب: "هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساك!".
وتابع: “إن الله يشبه حنانه بحنان الأم، لأنه يعلم أن حب الأم هو الأقرب لفهم محبته غير المشروطة لنا. الأم مدرسة إيمانية: الأم ليست فقط راعية للجسد، بل هي معلمة الروح. من خلال كلماتها البسيطة، وسلوكها اليومي، وتقواها، تزرع في أولادها بذور الإيمان”.
القديسة مونيكاوأوضح الأنبا توما: “تذكروا القديسة مونيكا، أم القديس أغسطينوس، التي صلّت بدموع من أجل ابنها، حتى عاد إلى الله، وأصبح أحد أعمدة الكنيسة، فأنتِ، أيتها الأم، لا تستهيني بدوركِ، فإيمانكِ وصبركِ يمكن أن يصنع قديسين”.
واستكمل نيافة المطران: “الأم قدوة في العطاء والتضحية: في حياة السيد المسيح، نجد مثالًا رائعًا للأمومة في أمه العذراء مريم، التي حملت الكلمة الأزلي، ووقفت تحت الصليب، وأكملت رسالتها بحب وصمت وقوة”.
وأكد أن الأم لا تبحث عن راحتها، بل عن راحة أبنائها، تبذل ذاتها كل يوم، دون انتظار مقابل، مثل الشمعة التي تحترق لتنير حياة من حولها.
ودعا لتكريم الأمهات اليوم وكل يوم: إن كان الله أوصانا في الوصايا العشر: "أكرم أباك وأمك" (خروج 20:12)، فكم بالحري نحن؟ اليوم ليس فقط فرصة لتقديم الورود والهدايا، بل هو دعوة للتقدير الحقيقي. لنشكر أمهاتنا بكلمة طيبة، بوقت نقضيه معهن، بمحبة صادقة تملأ قلوبهن فرحًا.
وفي الختام قال نيافة المطران: "أيها الأحباء، لنصل اليوم من أجل كل أم، من أجل من تعبت وربّت، ومن أجل من رحلت إلى السماء، ومن أجل كل امرأة تحمل في قلبها حبًا أموميًا للعالم. بارك الله في كل أم، وأعطاها القوة والنعمة، ولنتذكر دائمًا: "الأم العظيمة هي هدية الله للعالم".
وفي نهاية الاحتفال، قام نيافة الأنبا توما بتكريم الأمهات، وتوزيع الهدايا التذكارية عليهن.