برج الفاتح معلم معماري يطل على ملتقى النيلين في قلب الخرطوم
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
برج الفاتح، المعروف باسم فندق كورنثيا، أحد أبرز المعالم المعمارية في العاصمة السودانية الخرطوم، ويقع عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض. افتتح عام 2008 على مساحة 45150 مترا مربعا بتمويل ليبي.
اندلع قتال في أبريل/نيسان 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وسيطرت الأخيرة على البرج، وتعرض لأضرار جسيمة، قبل أن يبسط الجيش السوداني سيطرته عليه في مارس/آذار 2025.
يقع برج الفاتح، المعروف بـ"فندق كورنثيا"، في قلب العاصمة السودانية الخرطوم، ويطل على ضفاف النيل في جزيرة توتي عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض، كما تجاوره قاعة الصداقة، وهي هدية قدمتها الحكومة الصينية للرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري.
شُيد برج الفاتح من الفولاذ والزجاج على مساحة تبلغ نحو 45150 مترا مربعا، ويتكون من 21 طابقا، خصص 18 منها لفندق خمس نجوم، وبه مركز لرجال الأعمال يضم غرف مؤتمرات ومكاتب ومحلات تجارية وموقف سيارات من طابقين.
افتتح البرج في 17 أغسطس/آب 2008، بتمويل من الشركة الليبية للاستثمارات الخارجية، وبلغت تكلفة إنشائه 190 مليون دولار أميركي. ويقال إنه كان مملوكا لسيف الإسلام، نجل الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي.
وتصف إدارة الفندق مجمع البرج بأنه هدية من حكومة ليبيا إلى السودان بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدة أنه "يضخ حياة اقتصادية واجتماعية جديدة في المجتمع السوداني".
صمم البرج مهندسون معماريون إيطاليون، على شكل شراع سفينة مزدوج أو بيضة، ويضم الفندق 173 غرفة و57 جناحا موزعة على 18 طابقا.
وبعد اندلاع الثورة الليبية عام 2011 ضد نظام القذافي، غيرت إدارة برج الفاتح اسمه إلى "برج كورنثيا"، وأنزلت العلم الليبي واستبدلت به علم الثوار.
يحتوي فندق كورنثيا على 4 مطاعم ومقهيين وصالة رياضية ومتجر للهدايا، إضافة إلى مركز لياقة بدنية ومنتجع صحي، وملاعب سكواش وتنس.
إعلانويتميز ديكور الفندق بطابع معاصر وبسيط، إذ تتخل البلاط المصقول والرخام لمسات من الخشب الداكن، بينما يزين اللونان الأبيض والأزرق الواجهة الخارجية للبرج.
يوجد فيه جناح رئاسي يضم غرفتي نوم وغرفة معيشة وأخرى للطعام ومطبخا ومكتبا خاصا.
وتقول مصادر إن تكلفة الإقامة في الجناح الرئاسي من الفندق عند افتتاحه بلغت 4000 دولار أميركي في الليلة الواحدة، بينما بلغت كلفة الإقامة في الغرف العادية 250 دولارا أميركيا.
ويضم البرج مركزا تجاريا مكونا من 3 طوابق تقع أسفل المبنى، بمساحة تبلغ 4000 متر مربع، إضافة إلى مرآب عبارة عن مبنى خارج الفندق.
ما بعد حرب 2023اندلع قتال عنيف في السودان في 15 أبريل/نيسان 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مخلفا عشرات القتلى والجرحى والنازحين وفقا لتقارير دولية.
في بادئ الأمر، سيطرت قوات الدعم السريع على برج الفاتح والمنطقة المحيطة به، وأظهرت صور اشتعال النار فيه، إضافة إلى الدمار الكبير الذي طاله.
وبعد سيطرة الجيش السوداني على القصر الجمهوري في 21 مارس/آذار 2025، أعلن في اليوم التالي استعادته مواقع حيوية وسط العاصمة الخرطوم من بينها البنك المركزي ومبنى المخابرات العامة وبرج الفاتح، الذي يضم العديد من المكاتب والمؤسسات، منها المكتب الرئيسي لقناة الجزيرة في السودان.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مخبأ حربي بفندق في فيتنام استضاف المشاهير خلال الغارات الأمريكية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يقف فندق "متروبول" في العاصمة الفيتنامية هانوي شامخًا أمام الضيوف الذين يصلون إلى المبنى المصمم على الطراز الاستعماري الفرنسي، حيث يستقبلهم موظفون يرتدون سترات حريرية أنيقة.
تُظهر الصور المعلّقة في جميع أنحاء الردهة بعضًا من أشهر نزلاء الفندق، ومن بينهم الرئيسين الفرنسيين، فرانسوا ميتران، وجاك شيراك، والكاتب غراهام غرين، والممثلة جين فوندا، ونجم السينما الصامتة، تشارلي شابلن. كما استضاف فندق "متروبول" قمّة جمعت بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونع أون في عام 2019.
ولكن تحت أرضيات البلاط الأنيقة، تختبئ طبقة أخرى لتاريخٍ قاتم.
مع احتفال فيتنام بالذكرى الخمسين لإعادة توحيدها هذا الأسبوع، يُسلّط الفندق، و يُطلق عليه الآن اسم "سوفيتيل ليجند متروبول هانوي" (Sofitel Legend Metropole Hanoi)، الضوء على تراثه الحربي.
يصادف تاريخ الـ30 من أبريل/نيسان 2025 مرور نصف قرن على سقوط سايغون (الاسم السابق لمدينة هو تشي منه) وإجلاء السفير الأمريكي غراهام مارتن، بطائرة مروحية، منهيًا بذلك ما يُطلق عليه الأمريكيون اسم "حرب فيتنام" وما يُطلق عليه الفيتناميون "الحرب الأمريكية".
افتُتح فندق "متروبول" في عام 1901 عندما كانت فيتنام تحت السيطرة الفرنسية، ومرّ عبر عدّة مالكين حتّى استولت عليه الحكومة الشيوعية في خمسينيات القرن الماضي، وأعادت تسميته إلى "Reunification Hotel" (أي فندق إعادة التوحيد).
كان المبنى من بين الفنادق القليلة التي سُمح لها باستضافة الزوار الأجانب خلال الحرب، لذا ارتاده العديد من السياسيين، والصحفيين، والفنانين المشهورين.
في عام 1965، بنى الفندق مخبأً تحت الأرض ليحتمي فيه الضيوف أثناء الغارات الجوية الأمريكية.
وذكر مدير الفندق، أنتوني سلوكا، أن المكان كان يتسع لحوالي 100 شخص، ويعادل ذلك عدد الضيوف تقريبًا، وكان مُقسّمًا إلى أربع غرف مع مدخلين.
أصبح الملجأ في طي النسيان بعد الحرب حتى عام 2011، عندما اكتشفته شركة مقاولات كانت تجدد حانة "بامبو" في الفندق.
ينظم الفندق الآن لنزلائه جولتين يوميًا في المخبأ.
السياق التاريخي لهانوييمكن للمسافرين الراغبين في معرفة المزيد عن حقبة الحرب في هانوي زيارة سجن "Hoa Lo"، حيث احتُجز السيناتور الراحل، جون ماكين وأسرى حرب من أمريكا.
يُلقب هذا السجن بـ"هيلتون هانوي"، وتم تحويله إلى متحف تاريخي متعدد الوسائط.
في الوقت ذاته، يُعد متحف التاريخ العسكري الفيتنامي في هانوي أكبر متحف في البلاد بعد تجديده في خريف عام 2024. ويعرض القسم الخارجي له طائرات، ودبابات، وصواريخ استخدمها الجيش الأمريكي خلال الحرب.
التطلع إلى المستقبلأفاد سلوكا أن الأمريكيين يُشكلون اليوم أكبر فئة من زوار فندق "متروبول"، حيث شمل بعضهم قدامى المحاربين الراغبين في العودة لرؤية البلاد مرة أخرى، بالإضافةً إلى شباب ولدوا بعد فترة الحرب ويهتمون ببساطة بتجربة الطعام الفيتنامي، والتعرف إلى ثقافة البلاد، واستكشاف مناظرها الطبيعية.