بقلم: دانيال حنفي
القاهرة (زمان التركية)ــ لا بد للحرب من هدف نبيل تنتهي بتحقيقه، بالنظر إلى التكلفة العظيمة التي تتطلبها الحرب من الأرواح ومن الأموال ومن الممتلكات. والمقاومة حق حتى تصل إلى مبتغاها المشروع وليست المقاومة بحثًا عن العداء وعن القتال إلى الأبد ضد الغير، بزعم القضاء على الغير والتخلص من الغير والكفاح الشريف إلى الأبد.
حزب يقول بأن هدفه هو تدمير إسرائيل وأنه انتصر ونجح ولكن دوره هو المقاومة المستمرة إلى الأبد، فأين دعوات تسليم السلاح إلى الدولة؟ وأين الاحترام الواجب للجيش الوطني في الدولة ولسلطة الدولة المطلقة الخاصة بحمل السلاح؟
المقاومة إلى الأبد والحرب إلى الأبد قد يعنيان الإنهاك لقوى المجتمع جميعًا إلى الأبد أيضًا والهلاك المتدرج دون الوصول مطلقًا إلى ما يرنوا إليه المجتمع من تقدم ومن رخاء. وبذلك يكون الهدف هو تحويل الموت إلى الغاية الكبرى وإلى الحلم الأفضل للطفل والشاب والمرأة والرجل. وبذلك يكون الجميع قد وقعونا في بئر العنف المستعر، ورويدًا رويدًا يتم توديع آمال النمو، وتوديع صورة الأسرة الجميلة السعيدة وإطفاء شموع الحياة بأيدينا من أجل السير على طريق الدم والحقد الكراهية المتبادلين.
الحياة للعمل والنمو من أجل الرخاء ومن أجل الغد الأفضل ومن أجل الصور الأجمل، ومن أجل الأجيال القادمة. وتوزيع الموت على العالم باسم الدين والعقائد والفلسفات المختلفة وباسم المقاومة التي لا تنتهي وباسم قتال العدو الذى لا يمكن أن يصبح صديقًا ولا يمكن أن يصبح جارًا ولا يمكن أن يصبح صديقًا هو توزيع بغيض للكراهية والحقد والعداء والبؤس والفقر المقيم والقبح والشرور. فالمقاومة لها هدف تنتهي بنهايته وليست عملًا أبديًّا، وإلا فكيف تسير حركة المجتمع من التعليم والبحث والدراسة والتجارة والاستثمار والابتكار والادخار الذى للمجتمع منه؟ ومن أين يأتي المجتمع بشباب ورجال يذهبون ولا يعودون؟ ومن بعول الأسر التي تيتمت والأولاد الذين أصبحوا بلا أب وبلا عائل؟ ومن يسدد ديون من مات من الناس؟ ومن يعوض الابنة المفقودة والأبنية التي أصيبت والابن الذي راح ولم يعد ولن يعود مرة أخرى إلى الحياة؟ إن الدفاع عن النفس والعرض والأرض والوطن حق مكفول للإنسان في كل مكان، ولكن اقتطاع النصوص المقدسة من سياقها واتباع هواة العنف ودعاة القتل والحقد والتصفية من الكتاب والمفكرين والفلاسفة وإغراء الصغار والشباب وأصحاب الحماس الديني الساخن والحماس الوطني الملتهب والباحثين عن فرصة عمل -حتى ولو كانت تتلخص في حمل السلاح وقتل أناس آخرين وتخريب وهدم المدن واختطاف الأبرياء، مثلما تورد التقارير الإعلامية في الحرب الدائرة في أوكرانيا- هو عمل خبيث لا تحدوه إلا المصالح الخاصة الضيقة. المصالح الخاصة الضيقة التي تنذر بمزيد من الحروب والقتال والخراب وإثراء البعض أكثر وأكثر، فقاعدتهم معروفة: حين تراق الدماء في الشوارع يحين وقت التجارة.
Tags: الحربالحروبالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الحرب الحروب إلى الأبد من أجل
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: قمة مصرية أوروبية مرتقبة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية والتعاون الاقتصادي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أهمية تفعيل الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى الاتفاق على عقد القمة المصرية الأوروبية الأولى خلال العام الجاري، وستجمع القمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، بهدف تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الجانبين.
وأوضح الوزير خلال كلمته، في مؤتمر صحفي عرضته قناة "القاهرة الإخبارية" أنه تم الاتفاق على زيادة التبادل التجاري عبر تسهيل نفاذ المنتجات المصرية إلى الأسواق الأوروبية، ومعالجة العجز في الميزان التجاري، إضافةً إلى تشجيع الاستثمارات الأوروبية في مختلف قطاعات الاقتصاد المصري.
كما أشار إلى التحضير لعقد النسخة الثانية من مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي في بروكسل، عقب نجاح النسخة الأولى التي عُقدت في القاهرة يونيو الماضي.
وفيما يتعلق بالدعم المالي، شدد عبد العاطي على أهمية تنفيذ المكون المالي للحزمة الأوروبية البالغة 7.4 مليار يورو، حيث تم تحويل الشريحة الأولى بقيمة مليار يورو لمصر في ديسمبر الماضي، ويجري العمل على صرف الشريحة الثانية بقيمة 4 مليارات يورو قريبًا.
ولفت إلى تخصيص 1.8 مليار يورو كضمانات استثمار لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر، معربًا عن تطلعه لاعتماد البرلمان الأوروبي للحزمة المالية بشكل سلس خلال الأسابيع المقبلة.
أما على صعيد ملف الهجرة، أكد الوزير أهمية تعزيز مسارات الهجرة النظامية بين مصر والاتحاد الأوروبي، من خلال "شراكة المواهب"، التي تهدف إلى الاستفادة من العمالة المصرية الماهرة لمواجهة تحديات الشيخوخة التي تعاني منها عدة دول أوروبية.
وشدد على ضرورة معالجة جذور الهجرة غير الشرعية عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر وخلق فرص عمل، مشيدًا بجهود مصر المستمرة منذ 2016 في منع انطلاق أي موجات هجرة غير شرعية من سواحلها.