تشهد الحدود الجنوبية للبنان تصعيدا عسكريا متسارعا، مما يزيد من المخاوف من انزلاق البلاد إلى مواجهة واسعة النطاق، وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، أطلق رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، تحذيرا شديد اللهجة من تداعيات التصعيد، مشددا على ضرورة منع أي انجرار إلى حرب جديدة قد تكون عواقبها كارثية على لبنان.

وفي هذا الصدد، يقول أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه سيظل العالم أجمع أمام الألم والصدمات حين استمرار الاحتلال ضرب لبنان وغزة، ونحن لم نخرج من قطاع غزة، ولن نخرج منه وسنبقى بداخله حتى ينتهي هذا الاحتلال، الذي يمارس ضغط كبير على لبنان خلال هذه الفترة.

وأضاف الرقب خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدعم الدولي سيساعد لبنان في القضاء على 70% من مشكلاتها، كما أن البلد بأكملها تتفق على هذا الموضوع، متمنيا أن يأتي هذا الدعم الدولي بالمال والعتاد وكل شيء.

وفي إطار جهود التهدئة، أجرى سلام سلسلة من الاتصالات المكثفة، أبرزها مع وزير الدفاع ميشال منسى، حيث شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لضمان أن قرار الحرب والسلام يبقى بيد الدولة اللبنانية وحدها. 

كما تواصل مع الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة، جانين بلاسخارت، مطالبا الأمم المتحدة بمضاعفة الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة. 

وأكد سلام أن استمرار الاحتلال يشكل خرقا للقرار الدولي 1701 ويهدد الاستقرار في المنطقة.

تصعيد إسرائيلي ورد لبناني حذر

وفي المقابل، رفعت إسرائيل مستوى التصعيد، حيث أعلن جيشها عن اعتراض ثلاثة صواريخ أطلقت من جنوب لبنان، متهما بيروت بالتقاعس عن ضبط الأوضاع الأمنية.

 ردا على ذلك، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على مناطق جنوبية، مثل إقليم التفاح، جبل الريحان، وبلدة تولين، مما أسفر عن إصابات وأضرار جسيمة.

وفي السياق نفسه، حمل وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الحكومة اللبنانية مسؤولية الهجمات، فيما شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل "لن تتهاون مع أي تهديد"، مؤكدا استهداف "عشرات الأهداف الإرهابية" في لبنان.

هدوء حذر في لبنان بعد الغارات الإسرائيلية جنوبي البلادباحث: استفزازات إسرائيل في لبنان تضاف لـ90 يومًا من اختراقات للهدنةحزب الله ينفي التورط ويدعو إلى التهدئة

من جانبه، أصدر حزب الله بيانا رسميا ينفي فيه أي علاقة له بإطلاق الصواريخ، مؤكدًا التزامه باتفاق وقف إطلاق النار. 

واتهم الحزب إسرائيل باستخدام "ادعاءات زائفة" لتبرير عدوانها المستمر، كما أكدت مصادر في الحزب لوكالة الأنباء الألمانية أنه ملتزم بقرار الدولة اللبنانية ولم يشارك في أي عمليات عسكرية منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024.

في محاولة لضبط الوضع، نفذ الجيش اللبناني عمليات تمشيط في منطقة شمال نهر الليطاني، حيث عثر على ثلاث منصات صواريخ بدائية الصنع بين بلدتي كفرتبنيت وأرنون، وعمل على تفكيكها لتجنب تصعيد غير محسوب قد يؤدي إلى حرب مفتوحة بين لبنان وإسرائيل.

ومن جانبه، أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون التصعيد الإسرائيلي، معتبرا أن الغارات المستمرة منذ 18 فبراير تمثل "محاولة لجر لبنان إلى سيناريو كارثي"، كما ناشد الدول الصديقة التدخل العاجل لمنع تدهور الأوضاع، محذرا من أن الحسابات الإقليمية والدولية قد تدفع بلبنان إلى المجهول.

ودعا الرئيس اللبناني القوى الفاعلة جنوبًا، ولجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق نوفمبر 2024، والجيش اللبناني، إلى التحرك بحزم لمنع أي خروقات قد تجر البلاد إلى دوامة عنف جديدة.

والجدير بالذكر، أنه في ظل التصعيد المتسارع، يبقى المشهد مفتوحا على جميع الاحتمالات، تتزايد الضغوط الدبلوماسية للتهدئة، ولكن غياب مؤشرات جدية لوقف التصعيد يعزز المخاوف من انزلاق لبنان إلى جولة جديدة من الصراع، قد تكون هذه المرة أشد خطورة وتعقيدا.

وزير دفاع لبنان: لن نعود إلى ما قبل وقف إطلاق النار.. ويجب ردع العدو الإسرائيليبري يكشف المستفيد الأول والأخير من جر لبنان والمنطقة إلى الانفجار الكبير

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لبنان الأراضي اللبنانية القدس غزة الاحتلال المزيد

إقرأ أيضاً:

الجيش اللبناني يزيل تحصينات إسرائيلية في الجنوب

أزال الجيش اللبناني ساتراً ترابياً وردم خندقاً، كانت القوات الإسرائيلية قد أقامتهما، الأحد، في منطقة وادي قطمون في جنوب لبنان، وأزال شريطا شائكاً إسرائيلياً في بلدة عيترون الجنوبية.

وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان، الإثنين، إنه "إلحاقاً بالبيان السابق المتعلق بأعمال تجريف نفذتها وحدات معادية في وادي قطمون (خراج بلدة رميش)، الأحد، عملت وحدات من الجيش على إزالة ساتر ترابي وردم خندق بعد إقامتهما في المنطقة المذكورة من قبل العدو الإسرائيلي، كما أزالت شريطاً شائكاً للعدو في بلدة عيترون - بنت جبيل".
وأضاف البيان: "تتابع قيادة الجيش الوضع في الجنوب، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)".

إلحاقًا بالبيان السابق المتعلق بأعمال تجريف نفذتها وحدات معادية في وادي قطمون (خراج بلدة رميش) بتاريخ ٢٠٢٥/٣/٢٣، عملت وحدات من الجيش على إزالة ساتر ترابي وردم خندق بعد إقامتهما في المنطقة المذكورة من قبل العدو الإسرائيلي، كما أزالت شريطًا شائكًا للعدو في بلدة عيترون – بنت جبيل.… pic.twitter.com/J6NHcGFleJ

— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) March 24, 2025

وكان الجيش اللبناني قد أعلن في بيان، أمس الأحد، أن آليات هندسية وعسكرية مختلفة تابعة للقوات الإسرائيلية قد اجتازت صباح أمس السياج التقني الحدودي بين لبنان وإسرائيل في جنوب لبنان، ونفذت أعمال تجريف في وادي قطمون في خراج بلدة رميش، وانتشر عناصر من قوات المشاة الإسرائيلية داخل هذه الأراضي اللبنانية.
يذكر أن الجيش اللبناني ينفذ انتشاراً في منطقة جنوب الليطاني، بحسب ما نص عليه اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، الذي تم الإعلان عنه في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، غير أن إسرائيل لم تنفذ الانسحاب الكامل من جنوب لبنان بمقتضى الاتفاق، وتحتفظ ببعض النقاط هناك.


مقالات مشابهة

  • الجيش اللبناني يزيل تحصينات إسرائيلية في الجنوب
  • الجيش اللبناني يوثّق الاعتداءات الإسرائيلية في «الجنوب»
  • السيد القائد: لن نتفرج على الإجرام الصهيوني في لبنان وسنقف مع الشعب اللبناني وحزب الله في أي تصعيد
  • هاشم: التصعيد الاسرائيلي هو امتداد لما كان يجري منذ فترة طويلة
  • وزير الإعلام اللبناني: حريصون على استتباب الأمن في الجنوب
  • وزير الخارجية يحذر من مخاطر الانزلاق لدائرة تصعيد تهدد بعدم الاستقرار في المنطقة
  • أمل الحناوي: أكثر من 20 غارة إسرائيلية على الجنوب اللبناني
  • رسالة من حزب الله إلى الرئيس اللبناني بشأن التصعيد الإسرائيلي
  • رئيس الحكومة اللبنانية يحذر من تجدد العمليات العسكرية في الجنوب