الأنزلاق التركي:- هذا الذي يحدث في تركيا!
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا :-ان الذي يحصل في تركيا منذ ايام ” وبالمناسبة لن يتوقف بل سيتضاعف جدا” هو حالة طبيعية جدا بسبب ديكتاتورية الشخص ” اردوغان” وديكتاتورية الحزب الحاكم منذ سنوات طويلة “حزب العدالة والتنمية ” والذي عجز في تحقيق العدالة والتنمية في تركيا .حيث الانهيارات الاقتصادية والتدخلات في شؤون الدول مثل التدخل التركي في العراق وسوريا وليبيا واليونان وأرمينيا والصومال وكوسوفو … الخ .
معا ..وفتش في هذا عن بريطانيا ) !
ثانيا :-حاول الرئيس اردوغان وحكومته الخروج من الأزمات الاقتصادية ولكنهم فشلوا فدخلوا في مرحلة الخوف من ( الجيش ،والمعارضة بصورة عامة، ومن الأكراد ) . فأخذوا يدفعون بالجيش التركي خارج العاصمة والمدن لكي ينشغل في الحرب ولا يهدد النظام . فمثلا انشغل الجيش التركي ضد حزب ال PKK في تركيا وداخل العراق ، ومن هناك دفع بالجيش التركي نحو حدود ارمينيا والى الصومال و نحو الحدود وماوراء الحدود في ليبيا وفي العراق وفي سوريا من خلال افتعال الأزمات وتوفير المناطق الآمنة. والتركيز الإعلاني على الصناعات العسكرية لخداع الرأي العام والتغطية على مسلسل الهاء الجيش .والحقيقة هي خطة لدفع الجيش بعيدا عن المدن خوفا منه. وجاء الانهيار السوري فرصة ذهبية لأردوغان ليدفع بالجيش التركي بعيدا بل ليلهي الجيش التركي في الداخل السوري عن الحكومة وسياساتها ولكن لو جئنا للحقيقة ان سوريا ماهي إلا مستنقع لإغراق تركيا …ثم ذهب اردوغان للتضييق على المعارضة ومن ثم حصاد رؤوسها المؤثرة وآخرها ( فبركات ملف جنائي ضد عمدة إسطنبول امام أوغلوا فتم اعتقاله وتغييبه ومحاكمته بهدف انهاء مستقبله السياسي كونه رشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة هذا من جهة )والذهاب بعيدا في سياسة تسقيط المعارضة وشيطنتها وتفتيت شملها من جهة اخرى .ثم ألتفت للقضية الكردية من جديد وحاول فبركة ملف سلام مع الزعيم الكردي ( عبد الله اوجلان) مع العلم ان الرجل مغيب وسجين في جزيرة نائية في سجن لا تعرف ظروفه منذ سنين طويلة ( وماتت تلك الفبركة في مهدها ) بحيث منع اردوغان زيارة اعضاء من حزب اوجلان للسجن الذي به زعيمهم عبد الله اوجلان لمناقشة المبادرة ” وهذا يدل انها مسرحية وخديعة من اردوغان )
ثالثا: من الجهة الاخرى كان اردوغان متعطش جدا لإبادة الأكراد بتنظيم سوريا الديموقراطية ” قسد” والاستيلاء على مناطقهم وعلى ( النفط والغاز السوريين ) وتدمير البنية التحتية التي شيدتها حركة ” قسد” فوق الارض وتحتها . وكان اردوغان يسابق الزمن للقيام بهذه الابادة ليكون بطل قومي امام حزبه وشعبه ولكن ( الجنرال مظلوم عبدي ) كان ذكيا فنسق مع الاميركيين وذهب إلى دمشق فأحرج ( احمد الشرع ) ووقع معه مذكرة تفاهم بشهادة الجانب الاميركي على ان حركة قسد جزء من النسيج السوري وشريك للنظام الجديد بشرط التعددية وعدم اهمال اي مكون . هنا جن جنون اردوغان لانه فشلت جميع حساباته ضد حركة قسد . بحيث حتى الرئيس ترامب لم يمر على اردوغان في موضوع ( ايقاف الحرب الاوكرانية ) فجن جنونه بحيث سارع الرئيس الروسي بوتين لارسال وزير خارجيته لافروف إلى انقرة ليقلل من غضب اردوغان ويجعله بالصورة حول مشروع السلام في أوكرانيا وأكرمه برفع ملامح الحرب عن السفن في البحر الأسود ووعد اردوغان بأن بوتين سوف يجعل تركيا مستودع عالمي لتجميع الغاز الروسي ومنه إلى أوربا ( لكي يخفف بوتين من عزلة إردوغان ولكي لا يستفز اردوغان لانه يحتاجه في سوريا ) ..فبقي اردوغان بلا أوراق يتلاعب بها فدخل مربع ( القائد المأزوم ) وبالفعل ارتكب الخطأ القاتل وهو اعتقال عمدة ( إسطنبول / امام اوغلو ) و هو زعيم له شعبية كبيرة في تركيا وداخل الاتحاد الأوربي .
رابعا :فجاءت فرصة (لإسرائيل ،وللدول الاوربية التي لديها توجس من السياسات التركية ومن طموحات الرئيس اردوغان. وفرصة للإيرانيين الذين لن ينسوا خداعهم في سوريا وعندما اخذ سوريا منهم ونصب اردوغان نظاما جديدا في سوريا بقيادة احمد الشرع وهو فرع من أفرع القصر التركي في دمشق ، ناهيك عن الخطوط الاميركية التي لا تحب اردوغان ) كلها اجتمعت لدعم الشارع التركي وكل بطريقته ضد اردوغان وضد النظام السياسي في تركيا . ولهذا نستطيع الجزم لن يعود الشارع التركي للهدوء ثانية بل سوف تصل هذه المظاهرات إلى ربيع تركي خطير سيهز النظام السياسي وسوف يسبب ارتجاجات سياسية خطيرة لأردوغان وحزبه . ونجزم ان في عام ٢٠٢٥ لن يبقى اردوغان في الحكم !
خامسا :- فالذي يحصل في الشارع التركي نختصره بعبارة ( لقد انكسر حاحز الخوف) من قبل المعارضة ومن قبل الناس التي ملت من سياسات اردوغان وحزبه وتبحث عن التغيير لتحسين ظروفها وتحسين الاقتصاد التركي . فجاءت فرصة ذهبية لإسرائيل المتخوفة جدا من الاندفاع التركي والتنظيمات المتطرفة والإرهابية التي تأخذ اوامرها من اردوغان وأنقره نحو حدود دولة اسرائيل . ولهذا استبقت إسرائيل كل شيء فأستولت على القنيطرة واندفعت نحو مشارف دمشق من جهة ،ومن جهة اخرى اندفعت نحو جبل الشيخ ذو الموقع الاستراتيجي والذي يشرف على سوريا ولبنان والأردن واندفعت صوب ملف الدروز ودرعا استباقيا لتضع تلك التنظيمات الارهابية ونظام الشرع والجيش التركي المتوغل في سوريا داخل كماشة لحين ساعة الصفر. واكيد ان إسرائيل في غاية السعادة الان وهي تتابع المظاهرات داخل المدن التركية …. والاوربيون الذين لديهم توجس من السياسات التركية ومن طموحات الرئيس اردوغان بالعودة الى احياء الامبراطورية العثمانية ايضا في غاية السعادة وهم يشاهدون تلك المظاهرات. وان اسرائيل وتلك الدول ليست جمعيات خيرية فحتما سوف تدعم تلك المظاهرات وسوف تدعم تنظيم صفوف المعارضة التركية ضد اردوغان وحزبه وحكومته . وبالتالي فأن ترنح نظام اردوغان مسألة وقت ليس إلا. وحتى وان نجح بتهدئة الشارع التركي فسوف ينفجر ثانية وثالثة بسبب التدهور الاقتصادي!
سمير عبيد
٢٣ اذار ٢٠٢٥
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الرئیس اردوغان الشارع الترکی الجیش الترکی الترکی فی فی ترکیا فی سوریا من جهة
إقرأ أيضاً:
هذا هو المستقبل الواعد الذي ينتظر تركيا
أوضح أستاذ الدكتور إيرفان كايا أولغر، رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة كوجالي، أن التوترات الأخيرة بين الولايات المتحدة وأوروبا قد ساعدت في تعزيز موقف تركيا في الساحة الدولية، مشيرًا إلى أن تركيا دخلت في مرحلة جديدة من التعاون الوثيق مع الاتحاد الأوروبي في مجالات الأمن والدفاع والسياسة الخارجية.
وقال أولغر: “تركيا دخلت عامها العشرين منذ بدء مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ورغم أن المفاوضات مستمرة من الناحية القانونية، إلا أنها توقفت عمليًا. آخر فصل تم فتحه كان في 2018، ومنذ محاولة الانقلاب في 15 يوليو، قوبل رد تركيا على التهديدات الإرهابية والانقلاب المدعوم من الخارج بتفسير متحيز من قبل أوروبا، مما أثر على تقدم المفاوضات”.
اقرأ أيضاما هو دخل إمام أوغلو الشهري؟
السبت 22 مارس 2025وأضاف أولغر أن التوترات بين الولايات المتحدة وأوروبا قد تكون ساهمت في تعزيز موقف تركيا، مشيرًا إلى أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يعتمد على قرار سياسي، حيث تقوم الدول المرشحة بتنفيذ التزاماتها، ويتخذ الاتحاد الأوروبي قرارًا بالإجماع بشأن القبول.