موقع النيلين:
2025-04-16@23:28:57 GMT

الطاهر ساتي: قادمات الأيام ..!!

تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT

:: إبادة الجنجويد و عدتهم و عتادهم كانت – ولاتزال – مقدمة على تحرير المنطقة التي هم يعيثون فيها، وهذه إستراتيجية قتال لم يستوعبها غير آل دقلو حين وجدوا أنفسهم في المنافي والمخابئ بعد فناء جنجويدهم .. !!

:: وعلى سبيل المثال، لم يكن عصياً على الجيش فتح ممرات آمنة لسُفهاء آل دقلو في وسط الخرطوم، لينسحبوا عبرها عند الهجوم عليهم من إحدى الجهات، هذا لم يكن صعباً.

. ولكن حاصرهم الجيش من الأربع جهات، لكي لا ينسحب منهم سفيهاً سالماً..!!

:: وكثيراً ما حاولت القوة التي كانت في القصر الجمهوري الانسحاب من القصر و منطقته في شكل مجموعات، ولكنها لم تفلح ..و بالمناسبة، ما حدث لنُخبة الجنجويد في شوارع وسط الخرطوم لايخطر على قلب و عقل أحد، إذ كل مجموعة غادرت موقعها للهروب وقعت في مصيدة الجيش وتعرضت للسحق، و هذا هو المطلوب إستراتيجياً..!!

:: وعندما شاهدت معركة على الهواء مباشرة، تذكرت حديث رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش لوفد اعلامي التقاه قبل عام، ونقله الأخ ضياء الدين بلال بالنص القائل: ( أرى هزيمتهم كما أراكم أمامي الآن)، وكان الجنجويد يومئذ يعيثون فساداً في الجزيرة و سنار، و الناس حيارى، وبكري الجاك يطالب الجيش بالاستسلام..!!

:: تذكرت حديث القائد و ثقته في نفسه وجنوده أثناء مشاهدتي لإحدى المعارك – لايف – من المنطقة (X)، وكان رائعاً مشاهد الهلكى وهم يتمزقون ويتبعثرون، وعرباتهم وهي تحترق بما فيها من أسلحة وذخائر، وكانت رائعة أصابع التكبير والتهليل التي يرفعها الفرسان ..!!

:: من رأى ليس كمن سمع، ومن سمع قادة الفرسان و عباقرة التخطيط وبواسل التنفيذ كفاحاً، ليس كمن سمع نقلاً عنهم ..ولذلك،بعد أسبوع مما رأيت وسمعت، تجولت في بلدي لما يُقارب الشهر مطمئناً و قائلاً لمن يسألني عن المصير : ( اطمئن، لقد انتصرنا بفضل الله ثم عبقرية التخطيط وبسالة التنفيذ، ولم يبق غير الاعلان) ..!!

:: نعم، انتصرنا .. ليس فقط يوم استرداد الجزيرة وسنار والخرطوم و قصر الشعب فحسب، ولكن انتصرنا – ولله الحمد – يوم احباط انقلاب الهالك بفئة قليلة من الفرسان تم الغدر بهم بمئات العربات القتالية و آلاف الجنجويد في بيت الضيافة و القيادة العامة والمدينة الرياضية وغيرها، ولكنهم ثبتوا وقدموا صوراً من التضحيات والفداء، ليبقى السودان شامخاً مثل المآذن طولاً ..!!

:: وقادمات الأيام حٌبلى بالانتصارات المفاجئة .. ومما رأيت و سمعت، فلن يهنأ الهالك وجنجويده بمتر مربع من أرض السودان، و ما تحرير القصر الجمهوري إلا تمهيد لتحرير الضعين ونيالا و غيرها من المناطق المسماة – كذباً – بالحواضن، اذ لا حواضن لجنجويد الهالك غير المقابر الجماعية..!!

الطاهر ساتي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مجرد التفكير في جعل الجنجويد يقاتلون بشرف يبدو وكأنه حلم

ما يقوم به عبدالرحيم دقلو من إظهار للاهتمام بالنازحين في زمزم وإن كان القصد منه المتاجرة السياسية إلا أنه يظل فعل إيجابي. إظهار المليشيا الاهتمام بأمر المواطن هو فعل إيجابي ويجب التعاطي مع بإيجابية.

الحرب بين الدولة والدعم السريع مستمرة ولا هوادة فيها. ولكن من الضروري إيجاد أرضية مشتركة فيما يتعلق بحماية المواطن.

وجود قواعد للحرب يراعيها الجميع ويحترمها هو خطوة أولى نحو السلام. ومن المفيد بل من الضروري جر الجنجويد والقوات المتحالفة معهم إلى الإلتزام بحماية المدنيين وعدم استهدافهم وحصر الحرب لتكون مع القوات المقاتلة.

إذا التزم الجنجويد بقواعد الحرب على الأقل فيما يتعلق بالمدنيين سيكون هذا مكسب سياسي لأنه سيحسن من صورتهم، هذا مكسب سياسي للعدو ولا شك، ولكنه من ناحية أخرى مكسب لحياة المواطن، وفي نفس الوقت يرفع عبء إنساني كبير عن الدولة، لأن استهداف المواطنين من الجنجويد تتحمله الدولة بشكل أو بآخر كعجز عن الحماية أو كتقاعس وتكلفته الأخلاقية والسياسية أعلى من مكسب إدانة المليشيا المشوهة أصلا.

صحيح مجرد التفكير في جعل الجنجويد يقاتلون بشرف يبدو وكأنه حلم، ولكن يجب على الحكومة أن تسعى لذلك من أجل المواطن أولا، ومن أجل أن تريح نفسها من التداعيات السياسية والاجتماعية لما يقوم به الجنجويد، ففي النهاية إجرام الجنجويد له آثار تتجاوز الجنجويد إلى الدولة والمجتمع وإلى المستقبل. الحكومة يجب أن تفكر في هذا أكثر من استثمار الجرائم التي يرتكبها الجنجويد للحشد السياسي والعسكري. لقد تجاوزنا هذه المرحلة. والدولة يجب أن تقدم خطابا للشعب أفضل من خطاب المظلومية والتباكي على ما تقوم به المليشيا من جرائم. يجب أن تقدم مشروعا سياسيا متكاملا ومقعنا.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بعد عامين من الحرب .. تفاصيل سيطرة الجيش السوداني على الخرطوم؟
  • شباب الأهلي يتربع على قمة «غرب آسيا للسلة»
  • حمدوك درقة الجنجويد والامارات
  • الطاهر ساتي يكتب: كما أراكم ..!!
  • حكاية حزينة لسيدة سودانية مع الجنجويد ولماذا قابلت كيكل
  • مجرد التفكير في جعل الجنجويد يقاتلون بشرف يبدو وكأنه حلم
  • شباب الأهلي بطل دوري سوبر غرب آسيا للسلة
  • عامان من القتال.. كيف استعاد الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم؟
  • كمال الزين: الجنجويد قتلوا أبي
  • بيت المرهوبي.. النظر المحرّم من نافذة القصر!