ماذا تعني توبة سلك أو التعايشي أو النور حمد أو برمة ناصر أو عرمان؟!
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
كُنا قد قلنا من قبل أنّه في اليوم الذي يعبر فيه الأحرار كبري حنتوب تطلعُ علينا الشمس من مغربها ويغلق باب التوبة الوطنية.. الآن رأينا أنّ السماحة تقتضي أنْ يُترك باب التوبة مفتوحًا إلى ما بعد تحرير القصر الجمهوري، مقابل أنْ يُسمى التائبون بعد تحريريه “الطلقاء”. والطلقاء في التاريخ الاسلامي أشارت إلى أولئك الذين اسلموا بعد فتح مكة، كما عرفوا أيضًا ب “مسلمة الفتح”.
لكن حتى “الطلقاء” الذين شملهم عفو النبي وعُصموا من الاسترقاق من سادة قريش كانوا أهل وجاهةٍ وريادة في قومهم.. فكان النداء الاستفهامي المقتضب الذي خلدته الذاكرة الجماعية حين جرى على لسان النبي: -“يا معشر قريش ما تروْنَ أنِّي فَاعِلٌ فِيكُمْ؟”.. ليُجِيبهُ المهزمون منكسي الرأس قائلون: “خيْرًا.. أخٌ كَرِيمٌ، وابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ” ويأتيهم رد العفو النبوي الظافر من موقع المنتصر: “اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُلقاء”- بمثابةِ خضوعهم للأمر الواقع، الخضوع الذي يبقيهم أحرارًا محفوظي الكرامة نظير استسلامهم.
قد لا يصدق ذلك حتى في حالة سادة قحت؛ إذ ماذا تعني توبة سلك أو التعايشي أو النور حمد أو برمة ناصر أو عرمان أو مريسة؟! وهم سفلة القوم! أيُّ خيرًا يمكن أنْ يجنيه شعبنا من بعد توبتهم مثلًا -إن تابوا-، بل ماذا يعني وصمهم بالطلقاء بوصفه اصطلاح تحقيري بينما القحاتي في الأصل حقير ووضيع ومثير للقرف والاشمئزاز؛ ولا اساءة أكثر من كونه قحاتي وحامل للدلالة المُسيئة في جوهر نواته التكوينية!
محمد أحمد عبد السلام
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
رحلة الصوم الكبير.. كيف ترشدنا قراءات الكنيسة نحو التوبة والقيامة؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يمثل الصوم الكبير رحلة روحية عميقة تقود المؤمنين نحو القيامة، ومن خلال قراءات الكنيسة خلال هذه الفترة، تقدم الكنيسة رسائل رمزية تساعد على النمو الروحي والتوبة الحقيقية.
فكل أسبوع يحمل قصة أو مثلًا من الكتاب المقدس يعبر جانبًا عن حياة الإنسان الروحية، ليكون الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل مسيرة تغيير داخلي وتجديد للنفس.
تبدأ الكنيسة الصوم بقراءة "أحد الاستعداد"، حيث تذكر المؤمنين بأهمية الدخول للصوم بقلب مستعد، مثلما علمنا المسيح عن الصوم والصلاة والصدقة،ثم تأتي سلسلة من القراءات تحمل رموزًا روحية عميقة: أحد التجربة: حيث تقرأ قصة تجربة المسيح في البرية (متى 4)، لتؤكد أن الصوم ليس فقط امتناعًا عن الطعام، بل جهادًا روحيًا ضد التجارب والضعفات.
أحد الابن الضال: يرمز إلى محبة الله اللامحدودة واستعداده لقبول كل خاطئ يتوب، مما يشجع المؤمنين على العودة إلى الله بثقة ورجاء.
أحد السامرية: يعبر عن اللقاء بالمسيح الذي يمنح" الماء الحي"، ويرمز إلى تجديد النفس والبحث عن الحقيقة والارتواء من النعمة الإلهية.
أحد المخلع: يوضح أهمية الإيمان والاعتماد على الله في الشفاء الروحي والجسدي، وكيف أن الله قادر على تغيير كل ضعف في حياتنا.
أحد المولود أعمى: يشير إلى الاستنارة الروحية، حيث يعطي الله البصيرة الحقيقية لكل من يبحث عن الحق.
تحرص الكنيسة من خلال هذه القراءات على تعليم المؤمنين دروسًا عملية في التوبة، والصلاة، والجهاد الروحي، مما يساعدهم على الاستعداد الروحي لعيد القيامة، حيث تتوج هذه المسيرة بالفرح والانتصار على الخطية والموت.
ويظل الصوم الكبير ليس مجرد طقس كنسي، بل هو رحلة روحية مدعومة بكلمة الله، تدعو المؤمن إلى التأمل والتغيير الحقيقي، استعدادًا لاستقبال نور القيامة بقلب نقي.