صحيفة صدى:
2025-03-25@06:26:41 GMT

الله سلم

تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT

الله سلم

الله سلم.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

عذراً فلسطين

 

عذرا فلسطين الحبيبة، فأمة المليار والنصف، تغرد خارج السرب، تعيش في حالة من السبات والنوم العميق، لم تعد صرخات استغاثة نسائك، ودموع وخوف أطفالك، وأنين وأوجاع ومعاناة كهولك، تؤثر فيهم، أو تحرك ضمائرهم، أو مواقفهم أو قراراتهم أو توجهاتهم، لقد باعوك يا مهبط الأنبياء، وقبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين الشريفين٬ لقد خذلوك في وقت الشدة، بعد أن ظلوا يتغنون باسمك لسنوات عديدة، ضحكا على الذقون، وزيفا وخداعا ونفاقا ورياء وسمعة أمام وسائل الإعلام وللاستهلاك المحلي.

نعم باعوك بثمن بخس وهم للأسف من يدفعون ثمن بيعك من أموال وثروات شعوبهم، المغلوبة على أمرها، لقد سقطوا سقوطا ذريعا في وحل العمالة والخيانة والتأمرك والتصهين، لا بواكي على مجازر النتن ياهو وحكومته اليمينية المتطرفة وقواته الإجرامية بحق نساء وأطفال غزة في هذا الشهر الفضيل، والليالي الرمضانية المباركة التي خصها الله جل في علاه بليلة القدر.

ليال دامية، صواريخ فتاكة، وقنابل محرمة، تصب على رؤوس أطفال ونساء وأهالي غزة صبا ليلا ونهارا، بعد أن قرر السفاح النتن نسف اتفاق وقف إطلاق النار، معلنا المضي في حرب الإبادة التي تتهدد أرواح سكان قطاع غزة بما فيهم الأسرى والمعتقلون الصهاينة لدى حركة حماس، كل ذلك وأمة المليار تدس رؤوسها في التراب، وكأن المسألة لا تعنيها، وكأن فلسطين دولة في بلاد واق الواق.

أمة تمتلك الأموال والثروات والعدة والعتاد التي تؤهلها بأن تتزعم وتسود العالم بأسره، لكنها جعلت من نفسها خانعة ذليلة ضعيفة، أوهن من بيت العنكبوت، وفرضت على نفسها الذلة والمهانة، ورضيت بأن تعيش دور التابع الخانع الذليل، لأنها سلمت قرارها ومصيرها لقادة تجردوا من كل شيء، لا دين، ولا عروبة، ولا أخلاق، ولا قيم، ولا مبادئ، ولا ثوابت، قادة عملاء، تجردوا من كل ما يمت للعروبة والإسلام والرجولة والإنسانية والآدمية بصلة.

قادة يمتلكون الجيوش المدربة والمجهزة بأحدث الأسلحة والمعدات الحربية، الجيوش الجرارة التي لا نشاهدها إلا في العروض العسكرية في المناسبات والأعياد الوطنية، الجيوش التي تدين بالولاء للحكام، وتسبح بحمدهم وتقدسهم، والتي يسخرونها لقمع شعوبهم وإذلالها، والحفاظ على عروشهم وتأمينها، وحماية مصالح وممتلكات أسيادهم والعمل على توسيعها، والمشاركة في الاعتداء على إخوانهم وجيرانهم من أبناء جلدتهم خدمة لأعداء الأمة أمريكا وإسرائيل ومن دار في فلكهم من دول الشر والطاغوت والاستعمار.

عذرا فلسطين، فلم يعد هنالك صلاح الدين، ولم يعد هنالك من يحمل راية هذا الدين في بلاد كانت قبلة للمسلمين، فصار القابض على دينه كالقابض على الجمر، عذرا فلسطين فقد تآمر العربان على قضيتك و مقاومتك، وها هم يتآمرون اليوم على مقدساتك، وسيادتك، ويتاجرون بشرفك وكرامتك ومكانتك، ليرضى عنهم مولاهم ترامب، وصديقهم نتنياهو، لقد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على حزب الله في لبنان، وأنصار الله في يمن الحكمة والإيمان، وقوات الحشد الشعبي في العراق، وقوات الحرس الثوري في إيران، لأنهم أعلنوا وقوفهم إلى صفك، وأشعلوا نيران الغضب على الباغي الصهيوني مساندة ونصرة لك، ولقضيتك ومظلوميتك ومقدساتك ومقاومتك.

عذرا فلسطين، فما باليد حيلة، قلوبنا معك، ويعلم الله أننا نتوق لجهاد العدو الصهيوني على أرضك، ولكن (إخواننا) في دول الطوق الفلسطيني، أغلقوا المعابر، وأحكموا القبضة وضيقوا الخناق على الحدود معك، وحالوا دون وصولنا لنصرتك، يؤلمنا جدا ما يؤلمك، ويبكينا ما يبكيك، ويدمي قلوبنا ما يدميك، ولله نرفع أكف الضراعة بأن يحفظك ويحميك، ومن نيران الصهيوني ينجيك، وبنصره وتأييده يعليك.

عملياتنا المساندة لك مستمرة، وقواتنا لنصرتك مستنفرة، كلنا فلسطين قولا باللسان، وعملا بالجوارح والأركان، كلنا غزة الجريحة، ومن شذ منا شذ في النار، فاليمنيون الشرفاء الأحرار معك وإلى صفك يا قبلة الأحرار، لن نخذلك، ولن نساوم أو نقايض عليك، أنت قضيتنا الأولى والمصيرية، نفتديك بأرواحنا، ومن أجل حريتك ترخص حياتنا، وفي سبيل عزك وشموخك واستقلالك لا نهاب المنايا ولا تؤثر فينا الخطوب ومدلهمات الأحداث.

عذرا فلسطين، فأموال العرب وثرواتهم وجيوشهم وأسلحتهم لا تساوي النصف الأول من اسمك (فلس) ورؤوسهم العفنة، مدفونة في النصف الثاني من اسمك (طين)، ولا عزاء للمنبطحين والخانعين والخاضعين، والخونة العملاء المنافقين، وصهاينة العرب المطبعين، ودمت لنا حرة مستقلة يا فلسطين.

مقالات مشابهة

  • عذراً فلسطين
  • فضل قراءة سورة النور يوميًا
  • كراكتير عمر دفع الله
  • "السابقون السابقون"
  • العزة لله ولليمن
  • ‏ (مَا رَمَيْتَ إذ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ)
  • عيد.. "الأمهات"
  • رمضان شهر التوبة
  • اسرائيل تعلن اغتيال قيادي في حزب الله