الخرطوم - قتل ثلاثة مدنيين هم طفلان وامرأة، الأحد 23مارس2025، في قصف لقوات الدعم السريع على مدينة أم درمان، الواقعة في الخرطوم الكبرى، وفق ما أفاد مصدر طبي وكالة فرانس برس.

وأضاف المصدر الطبي في مستشفى النو أن القصف أسفر أيضا عن إصابة 8 آخرين. وأفاد شهود عيان بأنهم سمعوا صوت سقوط 7 قذائف على أحياء مدنية تابعة للجيش السوداني الذي استعاد السيطرة على القصر الجمهوري وعدد من المنشآت الحيوية في وسط الخرطوم في الأيام الأخيرة.

واشتدت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أخيرا، في ظل إحراز الأول تقدما عسكريا في الخرطوم بينما لا تزال قوات الدعم السريع موجودة في مواقع مهمة، منها مطار الخرطوم، وتسيطر على مناطق جنوب العاصمة وغربها تشن منها هجماتها على المدينة.

وأعلن الجيش الجمعة استعادة السيطرة على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم، والذي استولت عليه قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب.

وحوّلت قوات الدعم السريع القصر الجمهوري، وهو رمز للسيادة السودانية، إلى معقل استراتيجي، حيث تتمركز وحدات خاصة تابعة لها ويتم تخزين الذخيرة، وفق ما قالت مصادر عسكرية.

من جهتها، أكدت قوات الدعم السريع أن المعركة للسيطرة على القصر الجمهوري "لم تنته بعد"، مشيرة إلى أن مقاتليها ما زالوا في المنطقة.

وقال مصدر عسكري في قوات الدعم السريع لفرانس برس "نعم... انسحبت قواتنا من بعض المواقع في وسط الخرطوم لكن المعركة لم تُحسم بعد".

وبالإضافة إلى القصر الجمهوري، استولى الجيش السوداني كذلك على عدة منشآت حيوية منها المصرف المركزي وجهاز المخابرات الوطني والمتحف القومي، كما تمكن الأحد، من عبور جسر توتي والسيطرة على الجزيرة التي تحمل الاسم نفسه والواقعة عند التقاء النيل الأبيض والأزرق.

ومن المفترض أن تؤدي المعركة للسيطرة على المنطقة الحكومية والاقتصادية في الخرطوم إلى تعزيز قبضة الجيش على العاصمة، ليحقق بذلك مكسبا كبيرا في الحرب المستمرة منذ عامين تقريبا، إلا أنه من غير المتوقع أن تنتهي الحرب في وقت قريب.

في المقابل، كثفت قوات الدعم السريع من هجماتها على أحياء مدنية في الخرطوم وأم درمان بضواحي العاصمة، راح ضحيتها أكثر من 50 مدنيا خلال الأسبوع الماضي.

- قصف أشد -

وقال أحد السكان في شمال أم درمان لوكالة فرانس برس إن "قصف فجر اليوم (الأحد) أشد من الفترات الماضية"، موضحا أنه في السابق كان هناك فوارق زمنية بين القصف والآخر وكان عددها "لا يتعدى أربع أو خمس قذائف. اليوم سمعنا سبع قذائف في أوقات متقاربة".

وفي شباط/فبراير الماضي، أسفر قصف للدعم السريع عن مقتل أكثر من 50 شخصا في هجوم واحد استهدف سوقا للخضار في أم درمان.

وكانت قوات الدعم السريع أعلنت الجمعة، ردا على سيطرة الجيش على القصر الجمهوري، أن عناصرها "نفذوا عملية عسكرية خاطفة استهدفت تجمعا... داخل القصر الجمهوري"، ما أسفر عن "مقتل أكثر من 89 من عناصر العدو وتدمير آليات عسكرية مختلفة".

وأكد شهود عيان أن عدة طائرات مسيرة استهدفت المنطقة حيث كان الجنود يحتفلون بالنصر في غرف مدمرة في القصر.

وأدت هجمات الطائرات المسيرة لمقتل ثلاثة صحفيين أثناء تغطية الأحداث داخل القصر الجمهوري.

واحتلت قوات الدعم السريع القصر في نيسان/أبريل 2023، عندما اندلعت الحرب بينها وبين الجيش.

وفي ذلك الوقت، سيطرت قوات الدعم السريع بسرعة على شوارع الخرطوم، بينما فرت الحكومة الموالية للجيش إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.

وأسفرت الحرب المتواصلة منذ حوالى عامين عن سقوط عشرات آلاف القتلى ونزوح أكثر من 12 مليونا، متسببة بأكبر أزمتي جوع ونزوح في العالم.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

الخارجية السودانية تدين استضافة كينيا مؤتمراً جديداً للدعم السريع

الخارجية السودانية، طالبت المجتمع الدولي بإدانة مسلك دولة كينيا الذي وصفته بأنه موقف غير مسؤول.

بورتسودان: التغيير

أدانت وزارة الخارجية السودانية، اعتزام كينيا استضافة مؤتمر جديد لقوات الدعم السريع ومسانديها امتداداً لاجتماعات سابقة رعتها الرئاسة الكينية في فبراير الماضي لإعلان ما سمي بالحكومة الموازية.

وبدأ التراشق بين السودان وكينيا على أعقاب استضافة نيروبي فبراير الماضي اجتماعات لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ منتصف ابريل 2023م رفقة مجموعات سياسية ومدنية وأهلية انتهت بتوقيع ميثاق سياسي تأسيسي تقوم على أساسه حكومة موازية لحكومة الجيش في بورتسودان، وهو ما اعتبرته الخارجية السودانية إعلان عداء وتشجيعاً لتقسيم البلاد.

وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية في بيان السبت: (في الوقت الذي تصعد فيه “مليشيا الجنجويد” حملة الإبادة الجماعية ضد مجموعات إثنية محددة بدارفور، كما يجسدها هجومها الحالي والمستمر علي معسكر زمزم للنازحين، والذي راح ضحيته مئات من المدنيين من بينهم الأطفال والنساء، وبينما تواصل المليشيا استهداف المنشآت المدنية الحيوية في أنحاء البلاد، تتواتر تقارير عن  أن كينيا ستستضيف  خلال الأيام القادمة مؤتمراً ثانياً للمليشيا الإرهابية وتابعيها. وذلك امتداداً للاجتماعات السابقة التي رعتها الرئاسة الكينية في فبراير الماضي لإعلان ما سمي بالحكومة الموازية لمليشيا الإبادة الجماعية وتابعيها).

وأشار إلى أن المجتمع الدولي بأسره أدان تلك الخطوة، وعبر مجلس الأمن بالأمم المتحدة عن قلقه البالغ بشأنها وما ستؤدي له من تسعير نار الحرب في السودان وتهديد وحدته الوطنية وسلامة أراضيه.

ونوه إلى إدانة مجلس السلم والأمن الأفريقي للخطوة في بيان صحفي بتاريخ 11 مارس 2025م بعبارات قوية وواضحة، ودعوته الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي وكل المجتمع الدولي للامتناع عن تقديم  المساعدات أو الدعم لأي مجموعة مسلحة أو سياسية تسعي لإنشاء حكومة أو دولة موازية في السودان.

وأضاف: “إن إصرار الحكومة الكينية على التمادي في دعم المليشيا الأرهابية واحتضان أنشطتها يمثل استخفافاً بالشرعية الدولية، ومجلس السلم والأمن الأفريقي. كما ينطوي على تهديد خطير للأمن الإقليمي، وسيادة الدول الأفريقية والسلم الاجتماعي فيها”.

ودعت وزارة الخارجية المجتمع الدولي لإدانة هذا المسلك الذي وصفته بغير المسؤول ويتنافى مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي.

الوسومالأمم المتحدة الاتحاد الأفريقي الجيش الحكومة الموازية الدعم السريع السودان المجتمع الدولي كينيا مجلس الأمن وزارة الخارجية

مقالات مشابهة

  • عاجل | مصدر عسكري سوداني للجزيرة: قوات الدعم السريع استهدفت مساء اليوم مطار الخرطوم بمسيرة
  • السودان.. قوات الدعم السريع تتقدم في الفاشر "المأزومة"
  • إبادة منسية في دارفور.. مقتل 56 على الأقل خلال يومين على يد الدعم السريع
  • السودان.. مقتل 100 شخص بينهم كوادر طبيّة بهجوم لـ«قوات الدعم السريع»
  • الأمم المتحدة تعرب عن مخاوفها من مقتل أكثر من 100 شخص في هجمات للدعم السريع في دارفور  
  • وزير الخارجية البريطاني .. يعبر عن قلقه إزاءهجمات عشوائية من قوات الدعم السريع أسفرت عن مقتل مدنيين بينهم عمال إغاثة
  • الخارجية السودانية تدين استضافة كينيا مؤتمراً جديداً للدعم السريع
  • السودان.. مقتل 100 شخص في هجمات للدعم السريع بدارفور
  • شاهد عيان يروي لـ “تاق برس” حقيقة الأوضاع في الخرطوم بعد خروج الدعم السريع  “فيديو”
  • هجوم جديد للدعم السريع على مخيم زمزم يخلّف قتلى وجرحى وسط أوضاع إنسانية