أمسيات رمضان في سوق أبي الفداء بحماة تجسيد حي لتراث عريق
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
حماة-سانا
ما إن يحل المساء خلال شهر رمضان المبارك في مدينة حماة حتى تبدأ حكايةٌ أخرى في سوق أبي الفداء (الباشورة)، حيث تتحول أزقته العتيقة إلى فضاءٍ يجمع بين عبادةٍ وبهجة، وتراثٍ ومعاصر، ويتدفق الأصدقاء والعائلات إلى أروقة السوق، الذي يبدو كسفينةٍ مُضيئة تُبحر في بحرٍ من الفرح الرمضاني، حاملةً معها عبق التاريخ.
ويصف الشاب يوسف برازي من أهالي المدينة شارع أبي الفداء بأنه واحد من أجمل الأحياء في المدينة القديمة، فهو نسيج من الطراز العمراني التاريخي المحفوف بالبساتين والأشجار وضفاف نهر العاصي.
وكما في كل عام، لا تكتمل أجواء السوق إلا بوجود المتاجر التراثية التي تتراص كلوحة فنية مضيئة، تضج بألوان الكركم والزعفران والهيل مع روائح القهوة العربية المُحمصة حديثاً، إضافة إلى أزقة الحلويات الرمضانية، التي تتحول إلى نقطة جذب بامتياز، فهي تعرض أطباق الكنافة بحرفيتها الحموية المميزة، إلى جانب القطايف المُحشوة بالجوز أو القشطة، والتي يُعد تحضيرها أمام الزبون فناً بحد ذاته.
ويقول عبد الله محمد من أهالي حي الباشورة:
لا تكتفي أروقة السوق بتفاصيلها المادية، بل تنسج ذكرياتٍ تلامس القلب، فبين الأزقة الضيقة، تُعلَّق الفوانيس النحاسية المصنوعة يدوياً والتي لا يزال الحمويون يحتفون بها كرمزٍ للشهر الفضيل، كما تنتشر ورشات حرفية صغيرة لصناعة السجاد التقليدي والأدوات النحاسية، كشاهدٍ على إرث صناعي عريق، وفي زوايا المقاهي يجتمع الشباب حول رواة الحكايات الذين يسردون قصص “أبو زيد الهلالي”، و”عنتر بن شداد”، مُحافظين على تقليدٍ شعبي يكاد يندثر.
ويضيف محمد: تمتد أجواء السوق إلى ما بعد منتصف الليل، حيث يصبح مكانا للقاءات العائلية والسهرات الرمضانية في مقاهي الهواء الطلق التي تقدم المشروبات التقليدية، كالتمر الهندي والكركديه والشاي والعصائر الرمضانية.
ويقول الحاج “أبو محمد” أحد أقدم باعة الفوانيس الرمضانية في السوق: “هنا نعيش رمضان كما عشناه منذ سبعين عاما، الروائح والأصوات نفسها، وبسطات الأكلات السريعة “كخُفاقة اللوز” أو “الفول السوداني” الساخن، وحتى الزبائن الذين ورثوا زيارة السوق عن آبائهم”.
بينما تضيف الشابة لمى إحدى زائرات السوق: “رغم تطور المدينة، يبقى السوق خزانا لروح حماة.. كأن الزمان توقف هنا ليذكرنا بجمال البساطة”، ولا تغيب روح التكافل عن المشهد الرمضاني في حماة، إذ تُنظم مبادرات لإفطار الصائمين أو توزيع السلال الغذائية على الأسر المحتاجة، في تعاونٍ تلقائي يُجسّد قيم الشهر الفضيل.
ويظل سوق أبي الفداء بحماة شاهداً حياً على أن رمضان ليس شهراً للروحانيات فحسب، بل هو احتفاءٌ بالهوية والذاكرة الجمعية، فما بين أضوائه الذهبية وروائحه الفواحة، يكتب كل ليلة فصل جديد من سردية المدينة التي ترفض أن تفارق جذورها، حتى وإن اكتست بحُلة الحداثة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
أمسيات في عدد من مديريات حجة بالذكرى السنوية للصرخة
الثورة نت/..
نظمّت بمديريات محافظة حجة، أمسيات ثقافية بالذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين.
وأشار وكيل المحافظة محمد القاضي، في تدشين الذكرى السنوية للصرخة في كشر إلى أن شعار الصرخة، حطّم جدار الصمت والخوف في زمن الخنوع والخضوع لقوى الهيمنة والاستكبار.
وأكد أهمية التمسك بالثقافة القرآنية والمشروع الذي أسسه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ورفض المشاريع التآمرية وتعزيز الصمود والثبات في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته.
فيما أكد مسؤول التعبئة في الشاهل عبدالله الوظاف في أمسية بمركز المديرية أهمية شعار الصرخة كسلاح وموقف فعال في فضح المنافقين.
واستعرض، ثمار المشروع القرآني الذي حمله الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي وشعار الصرخة في تعزيز الصمود لمواجهة العدوان والحصار.
فيما تطرقت كلمات أمسيات للدورات الصيفية في مديخة والامرور وجانب اليمن وجانب الشام في الشاهل، إلى أهداف شعار الصرخة وما يتضمنه من مدلولات ومعاني في تحفيز المؤمنين لمواجهة الأعداء، الذين أرادوا أن يجعلوا من أمة القرآن أمة ضعيفة.
وأكدت على دور شعار الصرخة في وجه المستكبرين في تحديد أعداء الأمة، والتحرك لمواجهة قوى الاستكبار العالمي.
ولفتت كلمات أمسية في الدورة الصيفية بمدرسة الإمام علي عليه السلام في كحلان عفار إلى المعاني الحقيقية للشعار في مواجهة قوى الاستكبار العالمي والمخاطر التي تتربص بالأمة.
تخللت الأمسيات فقرات وأناشيد وقصائد معبرة عن المناسبة.