يقلّب صفحات المواقع الإلكترونية الإخبارية كالباحث عن إبرة لامعة في صحراء بيوضة. إبرة سقطت عن يد أمّه التي كانت تُخيطُ السَحَاب المُستعجِل في سماء شمال البلد. يقلّب الصفحات مستخدما فأرة يمتد سِلكُها من جسد الكمبيوتر المُنهَك. الكمبيوتر أغبر اللون و صفحات الإنترنت ملونة تتقافز علي جنباتها صورُ الإعلانات و فيديوهاتها.
إنتهر نفسه زاجراً "فلنعد إلي موضوع أمّي التي تُخِيط السَحَاب المستعجل في سماء شمال الوطن". جالت بخاطره فكرة حول شعب الإيغوروت أو الشعب الكورديليراني بالفلبين، الشعب الذي إمتنع عن مخالطة الغُزاة و رفض إستلاف مفردات من لغتهم و لم يعتنق مُعتقَداً من دينهم الذي جاء به إلهٌ لقيط. مكث شعب الإيغوروت في عزلته بأراضيه الشحيحة المغطاة بالعشب و أشجار الصنوبر العنيدة. هنا إنتهر نفسه قائلا " فلنعد إلي موضع أمّي التي تُخيط السَحاَب المستعجل في سماء شمال البلد". تَذكّر أنها قالت له " تعلمّت الطيران و مهارة تخييط السَحَاب من أمّي " . قال لنفسه " كانت تقصد جِدَتي الغاضبة تلك، التي لم تكن تحب الكلام و الضحك، كانت تبتسم بإختصار حتي لا يسرق الجيران المتطفلون أفكارها و أحلامها. في أيام جِدَتي خاف السياسيون من حربٍ واحدة حدثت في جنوب البلاد، خافوا لأنها هددّت إستقلالهم بالحكم عن المُحتل. المُحتل الذي هاموا بحبه و تمَثّلوا خطاه إلي أن أصبح الواحد منهم بلاك إنقلشمان. كان السياسيون في ذلك الوقت يحبون المُحتلين و طريقة حكمهم للعالم و لأنفسهم. أما من أطلقوا رصاصة الإحتجاج فكانوا صورة المرآة للمحتل و أخذوا عنه دينه و أسمائهم حتي. أحفاد من أطلقوا رصاصة الإحتجاج الأولي لم يجدوا مرايا ليعرفوا صورهم، المرايا لا تمشي للبلاد التي ليس للفرد إسم أو هيئة خارج إسم أو هيئة القبيلة، المرايا للوجه المفرد لكن صورتها لمجموعة وجوه أفراد القبيلة مشوشة"
إستدرك غاضباً و أنتهر نفسه بحزم و قال" ما هذه الأفكار التافهة؟ الناس سواسية كأسنان المِشْط المنشغل بتخرين بيض القمْل في الفرجات بين قواعد أسنانه. أنا أعرف أن المحتلين سرقوا حضارتهم من أهلي العرب الذين (عمّروا الأرض حيثما قطنوا )."
خرجت الأسئلة كالنِصال عن شاشة الكمبيوتر هاربةً من مقالات الكُتّاب و أخبار الصحفيين التي تشبه كلام الماشطات و الحلّاقين فهم لا يتكلمون لوجهك بل إلي الجزء الخلفي من رأسك الممسوك بأيديهم. خرجت كالنِصَال و رؤوس السِهام منغرسةً في وجهه و مؤلمة و بلا إجابات. لذلك قرّر الرجوع لموضوع أمّه التي تٌخِيط السَحَاب المستعجل في سماء شمال البلد و يبحث معها عن الإبْرة التي ضاعت في رمال صحراء بيوضة.
طه جعفر الخليفة
كندا – اونتاريو
22 مارس 2025م
taha.e.taha@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی سماء شمال التی ت
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع: حريصون على تزويد قوات الدفاع الجوي بأحدث المنظومات لحماية سماء مصر
شارك الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي عدداً من مقاتلى قوات الدفاع الجوى تناول وجبة الإفطار، وذلك بحضور الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة.
ونقل الفريق أول عبد المجيد صقر تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة للمقاتلين ، وإعتزازه بالجهود المخلصة التى يبذلها مقاتلى قوات الدفاع الجوي لحماية سماء مصر على مدار الساعة وتنفيذ كافة المهام التى تسند إليهم تحت مختلف الظروف.
وأشار إلى حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تقديم الدعم المستمر لقوات الدفاع الجوي وتزويدها بأحدث المنظومات القتالية بما يمكنها من تنفيذ المهام المكلفة بها على أكمل وجه.
كما استعرض القائد العام للقوات المسلحة تطورات الأوضاع فى المنطقة وانعكاساتها على الأمن القومى المصرى، وطالب رجال قوات الدفاع الجوي بالاستمرار فى بذل الجهد والتدريب الجاد للحفاظ على أعلى مستويات الكفاءة والإستعداد القتالى والارتقاء بالكفاءة الفنية للأسلحة والمعدات وتطوير أدائها؛ لتظل قوات الدفاع الجوى فى أعلى درجات الجاهزية للذود عن سماء مصر ضد كافة التهديدات.