أكثر من قطاع النقل.. كيف تساهم تربية الماشية بتغير المناخ؟
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
أدى الحجم الهائل لقطاع تربية المواشي والأنشطة المرتبطة به إلى جعله عاملا رئيسيا في ظاهرة الاحتباس الحراري ومساهما بقدر كبير في التغيرات المناخية التي تطرأ على العالم، وتكمن خطورة تأثيرات القطاع في أنه يندرج ضمن المنظومة الاستهلاكية اليومية للبشر.
ويشير تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إلى أن تربية الماشية للحصول على اللحوم والحليب تساهم بنحو 3.
وتساهم الأبقار بقدر كبير من تلك الانبعاثات بسبب تجشئها، إذ ينتج الجهاز الهضمي المتخصص للأبقار وغيرها من المجترات غاز الميثان الذي يتم إطلاقه في الغلاف الجوي في الأغلب من خلال التجشؤ.
وتشير الدراسات إلى أن غاز الميثان يكون تأثيره على الاحتباس الحراري أعلى بنسبة تتراوح بين 28 و34 مرة من ثاني أكسيد الكربون على مدى 100 عام.
وتقدر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن الهضم مسؤول عن نحو 40% من الانبعاثات من الزراعة الحيوانية، ومع ذلك فإن مجموعة واسعة من الانبعاثات الأخرى مرتبطة بإنتاج الأعلاف ونقل الحيوانات وغيرها من الأنشطة.
إعلانوتؤدي تربية الحيوانات وإنشاء المزارع العلفية أيضا إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون من خلال إزالة الغابات لإنشاء مراعٍ أو زراعة الأعلاف واستخدام الطاقة في عمليات التربية والنقل.
كما ينبعث أكسيد النيتروز من فضلات الماشية والأسمدة المستخدمة في زراعة الأعلاف، ويعد أكسيد النيتروز أقوى بـ270 مرة من ثاني أكسيد الكربون في تأثيره على الاحتباس الحراري.
وإضافة إلى أن الميثان -وهو أكثر مادة مستنفدة للأوزون- مسؤول عن نحو 10% من الاحتباس الحراري العالمي الصافي منذ الثورة الصناعية، وفق بعض الدراسات.
وحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، تنجم عن الثروة الحيوانية والنظم الزراعية والغذائية نحو 6.2 مليارات طن من انبعاثات مكافئات ثاني أكسيد الكربون في السنة، أي ما يعادل نسبة 12% تقريبا من مجمل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري البشرية المنشأ.
ويرتبط قطاع تربية الماشية أيضا بإزالة مساحات كبيرة من الغابات -خاصة في الأمازون- لإنشاء مراعٍ أو لزراعة محاصيل علفية مثل فول الصويا، وهو ما يقلل قدرة الغابات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي يفاقم تغير المناخ.
وفي هذا السياق، تشير منظمة الأغذية والزراعة إلى أن ثلث الأراضي الصالحة للزراعة على الكوكب حاليا مخصصة لزراعة محاصيل علف الماشية.
كما تتطلب تربية الماشية كميات هائلة من المياه لري المحاصيل العلفية ولشرب الحيوانات وتُستخدم أيضا مساحات شاسعة من الأراضي، مما يحد من إمكانية استخدامها تلك المساحات لأغراض أخرى مثل الزراعة المستدامة.
ويؤدي الرعي الجائر أيضا إلى تدهور التربة وفقدان خصوبتها، مما يقلل قدرتها على تخزين الكربون.
كما أن إنتاج ومعالجة الأعلاف الحيوانية (المحاصيل العلفية مثل التبن والذرة والحبوب الأخرى) مسؤولان عن انبعاثات أكثر من الهضم، خصوصا من حرق الوقود الأحفوري لتشغيل المعدات الزراعية وتدفئة أو تبريد الحظائر والمرافق الأخرى وإنتاج الأسمدة وغيرها.
إعلانوعندما يزيل مربو الماشية أو منتجو لحوم البقر غابة لإنشاء أرض للرعي يتم إطلاق كميات كبيرة من الكربون في الأشجار المقطوعة، إما بسرعة من خلال الحرق، أو ببطء أكبر من خلال التحلل.
وحسب بيانات منظمة الفاو، يتوقع أن يزيد الطلب على الأغذية ذات المصدر الحيواني البري بنسبة 20% بحلول عام 2050، وهو ما قد يزيد وتيرة إزالة الغابات في بعض أجزاء العالم، ولا سيما في غابات الأمازون المطيرة بأميركا الجنوبية، خصوصا في البرازيل.
وينتج قطاع تربية الماشية وملحقاته غازات دفيئة أكثر من قطاع النقل العالمي بكامله، وبما أنه قطاع حيوي يرتبط بالغذاء والاستهلاك فإن الاتجاه التصاعدي قد يؤدي إلى زيادة مستوى الانبعاثات، وهو ما من شأنه أن يقوض الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ويزيد أزمة التغير المناخي، حسب الدراسات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان بيئي ثانی أکسید الکربون الاحتباس الحراری تربیة الماشیة من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
الصحة بغزة : أكثر من 50 ألف شهيد منذ بدء العدوان
الثورة نت/..
قال المدير العام في وزارة الصحة بغزة منير البرش، إن إجمالي أعداد الشهداء والجرحى تجاوز منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، الـ50.021 شهيدًا، و113.274 جريحًا.
وأوضح البرش في تصريح صحفي اليوم الأحد، أن من بين الشهداء 15613 طفلًا، منهم 872 لم يكملوا عامهم الأول، فيما 247 من الأطفال الشهداء ولدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية
وأضاف أن نحو 7% من إجمالي أعداد السكان في قطاع غزة باتوا في عداد ضحايا حرب الإبادة الجماعية ما بين شهيد وجريح.
وبين أن أكثر من 25 ألف مصاب من بين المصابين هم بحاجة إلى تأهيل وعلاج طويل المدى، فيما بلغت حالات البتر نحو 4700 حالة بتر منهم نحو 850 طفل.
وأكد أن الأوضاع في القطاع متجهة إلى مزيد من التدهور في ظل استمرار حالة الإغلاق والحصار الشامل الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة، على الصعيدين الصحي والإنساني.
وأوضح أن المستشفيات باتت غير قادرة على التعامل مع كم الإصابات الهائل الذي يصل إليها، في ظل افتقادها إلى أبسط التجهيزات والإمكانيات الطبية مع تصاعد العدوان الإسرائيلي.