وسط ردود فعل غاضبة.. اليابان تبدأ تصريف مياه الكارثة النووية
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
بدأت اليابان تصريف المياه المعالجة والمخففة من محطة فوكوشيما-دايشي النووية في المحيط، اليوم الخميس، على ما أظهر مقطع مصور بثته الشركة المشغلة "تيبكو"، وذلك بعد 12 عاماً على واحدة من أسوأ الكوارث النووية في العالم.
اليابان: تحذيرات للمواطنين من ارتفاع درجات الحرارة لثلاثة شهور مقبلة كوريا الجنوبية تعتقل 14 شخصًا حاولوا دخول سفارة اليابان للاحتجاج
وتخطط الحكومة اليابانية لتخفيف المياه المعالجة لتقليل مستويات التريتيوم، وفق معايير منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب، قبل أن يتم تصريف المياه في البحر.
وقد تم تشغيل مضخات وفتح الصمامات لنقل المياه إلى المحيط.
وهذه المياه المعالجة والمخففة جردت من غالبية المواد المشعة، باستثناء التريتيوم التي لا تشكل خطرا، إلا إذا وجدت بكميات كبيرة ومركزة.
ويتوقع أن تدوم عملية التصريف الأولى هذه نحو 17 يوما، وتشمل 7800 متر مكعب من مياه المحطة.
ووافقت الحكومة اليابانية، قبل عامين، على الخطة باعتبارها ضرورية لتفكيك المحطة، التي أصيبت مفاعلاتها بأضرار جسيمة بعد زلزال عنيف تلاه تسونامي سببا حادثا نوويا فيها في 11 مارس 2011.
عمل أناني وغير مسؤول
وأثارت خطة تصريف المياه من المحطة قلقاً في أنحاء آسيا والمحيط الهادئ منذ أن وافقت عليها الحكومة اليابانية قبل عامين.
ومن جانبها، نددت الصين، الخميس، ببدء تصريف مياه محطة فوكوشيما النووية المعالجة في المحيط الهادئ، واصفة الخطوة بأنها عمل "أناني وغير مسؤول".
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان: "المحيط هو ملكية مشتركة للبشرية جمعاء ويشكل تصريف مياه ملوثة ناجمة عن محطة فوكوشيما النووية في البحر، عملا غاية في الأنانية وعدم المسؤولية لا يراعي المصلحة لعامة الدولية".
وقوبلت الخطة بانتقادات أيضا من مجموعات الصيد المحلية، التي تخشى الضرر على سمعتها وتهديد سبل عيش أعضائها.
اقتحام السفارة اليابانية
وفي كوريا الجنوبية، اعتقلت الشرطة اليوم الخميس، 14 شخصا على الأقل بعدما دخلوا مبنى يضم السفارة اليابانية في سول خلال احتجاج على قيام طوكيو ببدء تصريف المياه المشعة المعالجة من محطة "فوكوشيما" النووية.
وذكر راديو شبكة "تشانيل نيوز آشيا" أن نحو 50 شخصا احتشدوا أمام المبنى للاحتجاج، إلا أن عددا من الأشخاص، معظمهم من الشباب، صعدوا إلى الطابق الثامن حيث تقع السفارة، وعلقوا لافتات كتب عليها عبارات تدين تصريف المياه مثل "البحر ليس سلة مهملات اليابان"، "توقفوا عن تصريف المياه الملوثة في الحال".
وكان رئيس الوزراء الكوري الجنوبي، هان دوك-سو، قد أعلن أن حكومته سوف ترفع دعوى قضائية دولية إذا تجاوز تصريف اليابان للمياه المشعة المعالجة من محطة "فوكوشيما" النووية، بطريقة لا تتفق مع المعايير.
وأشار إلى أن الحكومة الكورية الجنوبية ستتلقى البيانات ذات الصلة على الفور بدون تأخير من اليابان في المرحلة الأولية، بعد بدء تصريف المياه المشعة، وستراقب مستويات تركيز 69 نوعا من المواد المشعة، مؤكدا أن حكومته ستبذل جهودها لضمان سلامة مواطنيها.
ومن جهته، أكدت اليابان أن تصريف المياه آمن، كما أعطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي وكالة الأمم المتحدة التي تعنى بالطاقة النووية، الضوء الأخضر للخطة في يوليو، وقالت إنها تستوفي المعايير الدولية وأن تأثيرها على الأفراد والبيئة "يكاد لا يذكر".
الأزمة النووية الكبرى
يبدأ إطلاق المياه بعد مرور أكثر من 12 عاما على الأزمة النووية الكبرى التي حدثت في مارس 2011، والتي نجمت عن زلزال هائل وتسونامي.
ويمثل إطلاق المياه علامة فارقة في معركة المحطة مع مخزون المياه المشعة المتزايد باستمرار، والذي تقول شركة طوكيو القابضة للطاقة الكهربائية والحكومة إنه أعاق المهمة الشاقة المتمثلة في إزالة الحطام المنصهر السام القاتل من المفاعلات.
وستقوم المضخة التي تم تنشيطها بعد ظهر الخميس بإرسال الدفعة الأولى من المياه المخففة والمعالجة من حوض الخلط إلى حوض ثانوي، حيث يتم بعد ذلك تصريف المياه إلى المحيط عبر نفق تحت البحر.
ويتم جمع المياه وإعادة تدويرها جزئيا كمياه تبريد بعد معالجتها، مع تخزين الباقي في حوالي ألف خزان، والتي امتلأت بالفعل بنسبة 98 بالمائة من سعتها البالغة 1.37 مليون طن.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اليابان المياه المعالجة محطة فوكوشيما محطة نووية مياه الكارثة النووية الصين تصریف المیاه
إقرأ أيضاً:
حصار داخل حصار.. "هآرتس" تتحدث عن الكارثة الإنسانية شمال قطاع غزة
تحدثت صحيفة هآرتس العبرية، في تقرير لها اليوم الإثنين، 04 نوفمبر 2024، عن الكارثة الإنسانية التي يعيشها المواطنون الفلسطينيون شمال قطاع غزة .
يأتي ذلك، في وقت دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ395 على التوالي، بينما تتواصل العلمية العسكرية في محافظة شمال قطاع غزة التي تتعرض لإبادة وتطهير عرقي منذ 30 يوما.
وفي تقرير حمل عنوان "حصار داخل حصار"، تقول الصحيفة العبرية: في 18 أكتوبر/ تشرين أول الماضي تم قصف مبنى في الفالوجا بمخيم جباليا وكان بداخله 32 فلسطينيا نجا بعضهم بصعوبة وطلبوا المساعدة لمن هم تحت الأنقاض .. تدخل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وحاول الدخول للمكان لكن تم رفض طلبه تماما كما جرى مع عشرات الطلبات التي قدمت الشهر الماضي
وكان الجيش الإسرائيلي يبلغ المنظمة الأممية أنه لم يعد هناك أي جدوى من الذهاب إلى المكان لأن احتمال بقاء أي من المحاصرين على قيد الحياة هو صفر
وتقول الصحيفة: حتى هذا اليوم لم ينشر الجيش الإسرائيلي سبب مهاجمته للمبنى في الفالوجا ولم يزعم أن أيا من ضحايا الهجوم كان عضوا في حماس
يقول يورغوس بترويولوس مسؤول المنظمة الأممية بغزة: هناك كارثة إنسانية كبيرة في شمال قطاع غزة .. يرفض الجيش الإسرائيلي السماح بإدخال المساعدات ويقصف بشكل يومي .. سقط العشرات من القتلى يوميا ومنذ 3 أسابيع لا تتوقف الهجمات يوميا .. هناك استخدام واضح للمساعدات الإنسانية كسلاح ضد المدنيين هناك
تقول هآرتس: بالفعل هناك اليوم ثلاث دوائر حصار في قطاع غزة تخضع لقيود مختلفة: أولا: القطاع بأكمله محاصر، فلا يدخله أو يخرج منه إلا بإذن الجيش .. ويفرض حصار آخر على شمال قطاع غزة بأكمله من منطقة وادي غزة إلى الشمال ما في ذلك مدينة غزة ومخيمات اللاجئين والمناطق الأخرى .. وفرض الجيش مطلع الشهر الماضي حصارا آخر وأشد شمال قطاع غزة وتحديدا في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون .. وصف مسؤول أممي كبير ذلك بأنه "حصار داخل حصار داخل حصار"
تضيف الصحيفة: يبقى في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون ما بين 75 إلى 90 ألف مواطن لا يستطيعون أو لا يريدون المغادرة على الرغم من مطالبة الجيش الإسرائيلي بالانتقال جنوبا
يقول بتروبولوس: عندما يُسأل الباقون عن سبب بقائهم، يجيبون: من الصعب العيش هنا ومن الصعب العيش هناك (جنوب الحصار) لكنني هنا على الأقل لا أعيش في خيام .. لا يعني ذلك أن المنازل في المنطقة سليمة لكن في منطقة رفح ينام الناس تحت النايلون في ظروف قاسية
قال أحد سكان المنطقة المحاصرة الذي يرفض المغادرة لصحيفة "هآرتس": نفضل أن نموت في جباليا ولا نعيش في الخيام ونتعرض للإذلال .. كانت هناك مناقشات صعبة حول ما يجب فعله مع الأطفال وهل يجب الانفصال عنهم لكننا سنبقى معا ونموت بكرامة وأيضا من سيضمن لنا أننا لن نتعرض للقصف أو إطلاق النار فور مغادرتنا؟ لا يوجد مكان آمن في غزة، كل التصريحات حول ممر آمن أو منطقة إنسانية هي أكاذيب .. الناس لا يفهمون مدى خطورة التنقل من مكان إلى آخر داخل القطاع.
ونشرت هآرتس شهادات للعديد من المواطنين حول ما يجري في شمال قطاع غزة معهم من حصار خانق ومحاولة إجبارهم على النزوح جنوبا، لكنهم يصرون على البقاء هناك.
وتقول الصحيفة: تصريح الدخول الوحيد إلى المنطقة المعزولة كان مخصصا لسيارات الإسعاف التي وصلت لنقل المرضى المصابين بأمراض خطيرة من المستشفيات الموجودة هناك إلى المستشفى في مدينة غزة، وهذا النقل يتطلب تنسيقا معقدا مع مقر تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية، وبعد ذلك تذهب قافلة إلى المستشفيات، وتحمل المرضى في سيارات الإسعاف وتعود جنوبا، ويطلب منها التوقف للتفتيش، ويطلب من المسعفين إخراج كل مصاب من سيارة الإسعاف والسير معه مسافة 50 مترا وتقديمه للجنود.
يقول بيتروبولوس: في إحدى المرات عندما قمنا بنقل الجرحى، سألنا الضابط عن سبب عدم قيامنا بإخراج الجرحى من سيارة الإسعاف، قلت له: تعال وانظر، هذه فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات ولديها جرح في رأسها يمكنك من خلاله رؤية دماغها، لكن يبدو أن الطريقة الوحيدة لكي لا تكون إرهابيا في غزة هي أن تكون طفلاً .. لقد تأخرنا لمدة ثلاث ساعات أثناء الفحص، وطوال هذا الوقت واصل المسعف إعطاء الأكسجين للفتاة، لقد نقلناها إلى المستشفى في غزة، لكنني لا أعرف ما إذا كانت قد بقيت على قيد الحياة.
وبالإضافة إلى السماح لسيارات الإسعاف بالدخول، سمح الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي بنقل المواد الغذائية والمعدات الطبية والوقود وعمليات نقل الدم إلى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، لكن لم يتم قبول جميع طلبات ذلك المستشفى في المنطقة المحاصرة يوجد في المنطقة قسم لغسيل الكلى يعالج حوالي 65 مريضا.
ويعتمد تشغيل آلات غسيل الكلى على الديزل الموجود في المستشفى، ووفقا لبتروبولوس، عندما ينفد الوقود، وهو ما قد يحدث قريبا، سيموت جميع المرضى في الجناح.
وينطبق الشيء نفسه على المرضى المزمنين الآخرين، ويوجد في المستشفى أيضا قسم للعناية المركزة والجهاز التنفسي، ولكن نظرا لعدم وجود سيارات إسعاف مزودة بأجهزة تنفس اصطناعي في القطاع، لا يمكن نقلها إلى مستشفيات أخرى، وهنا يوضح بتروبولوس: سيعيشون أو يموتون في كمال عدوان، ولا يمكنك إخراجهم من هناك".
وأشار إلى أنه واجه خلال زياراته للمستشفى حالات إصابات ما بعد الصدمة وإصابات نفسية لم يتمكن أحد من علاجها.
وتشير الصحيفة إلى الأعداد المأهولة من الضحايا الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، والذين لا تستطيع أي طواقم طبية أو الدفاع المدني مساعدتهم.
وحول التشكيك الإسرائيلي بأعداد الضحايا، يقول بتروبولوس: على أية حال، هناك عشرات الوفيات يوميا. إذا لم تكن هناك مائة حالة وفاة بل 50 فقط، فهل هذا جيد؟ هل يتناسب قتل 50 شخصا مع قتل شخص واحد؟ .. لقد وقع هجوم وحشي في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكن الوحشية مستمرة كل يوم منذ ذلك الحين، وليس ضد الناس فحسب، بل أيضا ضد المكان الذي يعيشون فيه، والمناظر الطبيعية والمباني والطرق".
قبل نحو ستة أشهر شهد بتروبولوس هجوما في خان يونس استهدف أحد كبار مسؤولي حماس. يتذكر قائلا: بدا الأمر مثل ناغازاكي .. لقد أحصىوا الجثث، لكن كان هناك 70 شخصا تبخروا ببساطة، وعندما قصفوا مواسي في 10 سبتمبر/أيلول، قفزت من السرير، وكان هناك أيضا عشرة أو 20 شخصا قتلوا .. كنت في الخيام قبل الهجوم واختفوا بكل بساطة .. كنت أيضا في المستشفى بعد القصف، وكان يبدو وكأنه مسلخ، وكانت الدماء في كل مكان.
ويعمل بتروبولوس، وهو مواطن يوناني يعيش مع عائلته في الأردن، في مجال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء العالم منذ حوالي 20 عاما، 14 منها عبر الأمم المتحدة، وقد زار دارفور وأفغانستان واليمن وليبيا ودول أخرى، وهو موجود في القطاع منذ شهر يناير، ويبقى هناك لمدة أربعة أو خمسة في الشهر الواحد، ووفقا له، فإن الفرق بين مناطق الحرب الأخرى في العالم وغزة هو أنه لا يوجد مكان آمن في غزة.
ويؤكد: لا يوجد شيء اسمه منطقة إنسانية في غزة .. كل مكان يمكن أن يتعرض لإطلاق النار من أي اتجاه طوال الوقت .. الناس هنا يتعرضون للهجمات في كل مكان وحتى في المواصي التي توصف أنها آمنة .. هذا يجعل كل شيء مأساويا للغاية .. عليك أن تتخيل ماذا سيحدث لو قُتل 60 مدنيا في أوكرانيا كل يوم.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يعامل الموظفين الأممين بطرق مهينة، ويجعلهم ينتظرون التنسيق لساعات من أجل دخولهم رغم أنهم يحصلون على تنسيق مسبق.
ويقول بيتروبولوس إن القطاع بأكمله تفوح منه رائحة الجثث المتعفنة المنبعثة من الأنقاض التي دفن الناس تحتها، وأن الكلاب البرية تتجول وأعضاء بشرية في أفواهها، ونجمع جثث أشخاص قتلوا من الطرق التي نمر بها ولا أحد يستطيع الوصول إليها ونسلمها للصليب الأحمر.
المصدر : جريدة القدس