أمين عام الأمم المتحدة يدعو للتصديق على اتفاقية القضاء على التمييز العنصري
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى التصديق العالمي على اتفاقية القضاء على التمييز العنصري، كما دعا الدول إلى تنفيذ الاتفاقية تنفيذا تاما.. وحث قادة قطاع الأعمال والمجتمع المدني وعموم الناس على اتخاذ موقف مناهض للعنصرية بجميع أشكالها، وعلى اتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن تجعل من روح الاتفاقية حقيقة واقعةـ وذلك بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، حذر جوتيريش من أن العنصرية مَفسدة للمجتمعات، ومَضيعةٌ للفرص، وخراب لمصائر الناس، وهي بذلك تنخر أبسط أسس الكرامة والمساواة والعدالة، وقال: لا تزال سموم العنصرية تدب في أوصال عالمنا إرثا مسموما لماضٍ من الاسترقاق والاستعمار والتمييز"، في إشارة إلى خطورة التمييز العنصري وآثاره المدمرة على المجتمعات.
وقال الأمين العام: «إن الاتفاقية رأت النور في خضم الحركات المدافِعة عن الحقوق المدنية والمناهِضة للفصل العنصري والمطالِبة بإنهاء الاستعمار في عقد الستينيات من القرن العشرين، وهي تتضمن الخطوات الملموسة التي يجب على الدول أن تتخذها لمكافحة المذاهب العنصرية، وتعزيز التفاهم، وإقامة عالم خالٍ من التمييز العنصر».
وأضاف جوتيريش: «أن الاتفاقية لا تزال تمثل منارة أمل تنير طريقنا في أوقات مظلمة، أوقات من الكراهية والشقاق المحتدمين، يؤججهما تنامي عدم المساواة، وخوارزميات الاغتناء من العداء، والساعون إلى التفرقة من أجل مكاسبهم الضيقة».
وشدد على أن الأمم المتحدة تعتز بأن تكون حليفة في الكفاح في سبيل كرامة كل فرد من أفراد أسرتنا البشرية وفي سبيل مساواة الجميع في الحقوق.. وقال الأمين العام إن هذه الاتفاقية تجسد التزاما عالميا قويا للقضاء على التمييز العنصري بجميع أشكاله.
يُشار إلى أن احتفال هذا العام يتزامن مع الذكرى السنوية الستين لإبرام الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 ديسمبر 1965.
بدوره، أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيلمون يانج أن الكفاح ضد التمييز العنصري ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو ضرورة للسلام والعدالة والتنمية، وهو ضروري لتحقيق خطة التنمية المستدامة 2030.
وأشار إلى أن قادة العالم التزموا في مـيثاق المستقبل بتعزيز التسامح والتنوع ومكافحة جميع أشكال التمييز، بما فيها العنصرية وكراهية الأجانب وما يتصل بها من تعصب.
وأضاف أنه بصفته رئيسا للجمعية العامة، سيظل ملتزما بهذه المبادئ، مشيرا إلى أن شعار دورة رئاسته هو الوحدة في التنوع من أجل النهوض بالسلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للجميع في كل مكان، وأكد الإلتزام الأممي الثابت بالمساواة والعدالة والكفاح ضد التمييز العنصري بجميع أشكاله.
وأضاف: «هذا الالتزام يحمل أهمية بالغة بالنسبة لأفريقيا التي ظلت تحمل منذ فترة طويلة عبء المظالم التاريخية. ومع ذلك، فإن أفريقيا هي أيضا منارة للصمود والقيادة، لذلك يجب علينا الاستماع إلى الأصوات الأفريقية ودمج وجهات نظرهم بالكامل في الجهود العالمية لمكافحة العنصرية».
ومن جانبها، حذرت مساعدة الأمين العام لشؤون حقوق الإنسان إيلزي براندز كيريس، من أن الانقسامات الحادة والتعصب داخل المجتمعات والتوترات والاستقطاب بين الدول الأعضاء آخذة في الازدياد، ولا تزال العنصرية تتخلل المؤسسات والهياكل الاجتماعية والحياة اليومية في المجتمعات كافة.
وأعربت عن انزعاجها إزاء موجة الروايات العنصرية التي تنزع الصفة الإنسانية والتي تهدد بإغراق سياساتنا وإعلامنا وعالمنا عبر الإنترنت، قائلة: «يتم استهداف الجماعات العرقية والإثنية وعزلها وجعلها كبش فداء في جميع مناطق العالم. يتم استبعادهم بسبب عرقهم، وتجاهلهم بسبب أصلهم العرقي، وإسكاتهم بسبب جنسيتهم، ومهاجمتهم بسبب لون بشرتهم».
وحذرت إيلزي براندز كيريس من أن التمييز العنصري يضر بنا جميعا، فهو يغذي حلقة مفرغة تؤدي إلى الانقسام والاضطرابات والصراع، وغالبا ما يصاحبه انتهاكات جسيمة أخرى لحقوق الإنسان.
وقالت مساعدة الأمين العام إن العنصرية تتفاقم بسبب عودة ظهور الشعبوية القومية وتشجيع أيديولوجيات التفوق العنصري، التي قالت إنها تضر بالأفراد والمجتمعات ككل وتهدد الديمقراطيات والتنمية وسيادة القانون.
في حين، سلط رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز العنصري مايكل بالسيرزاك، الضوء على أوجه عدم المساواة المستمرة التي تواجهها الأقليات، والأشخاص من أصل أفريقي، ومجتمعات السكان الأصليين، والمهاجرين، واللاجئين.
وأدان بالسيرزاك عودة ظهور الأيديولوجيات العنصرية وخطاب الكراهية، ودعا إلى اتخاذ تدابير أقوى ضد مذاهب التفوق العنصري. وحذر من أي تراجع في التقدم المحرز في العدالة العرقية، وشجع على المشاركة العالمية في الاحتفال بالذكرى الستين لإبرام الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، مؤكدا الحاجة إلى كفاح جماعي ضد التمييز العنصري.
اقرأ أيضاًحماس: نطالب الأمم المتحدة بالعمل الجاد لمحاسبة حكومة نتنياهو على جرائمها فى غزة
مقتل أحد موظفي الأمم المتحدة في قصف استهدف مقرات وسط قطاع غزة
عبد العاطي يعرب عن التطلع لدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لخطة إعمار غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على التمییز العنصری الأمم المتحدة الأمین العام للقضاء على
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء كندا يدعو إلى انتخابات مبكرة للتعامل مع تهديد ترامب
دعا رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني -أمس الأحد- إلى إجراء انتخابات مبكرة في 28 أبريل/نيسان المقبل، قائلا إنه يحتاج إلى تفويض قوي للتعامل مع التهديد الذي يشكله الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي "يريد أن يكسرنا حتى تتمكن أميركا من امتلاكنا".
وتظهر هذه التصريحات مدى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وكندا، الحليفتين القديمتين والشريكتين التجاريتين، منذ أن فرض ترامب رسوما جمركية على كندا وهدد بضمها للولايات المتحدة لتكون الولاية رقم 51.
ورغم أن الانتخابات المقبلة كانت مقررة في 20 أكتوبر/تشرين الأول القادم، فإن كارني (60 عاما) يأمل الاستفادة من التعافي الملحوظ الذي يحققه حزبه الليبرالي باستطلاعات الرأي منذ يناير/كانون الثاني الماضي، عندما بدأ ترامب تهديده وأعلن رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو استقالته.
وفاز كارني -الذي تولى منصب محافظ البنك المركزي مرتين ولا يحظى بأي خبرة سابقة في السياسة أو الحملات الانتخابية- برئاسة الحزب الليبرالي قبل أسبوعين من خلال إقناع أعضاء الحزب بأنه أفضل شخص للتعامل مع ترامب.
وقال كارني في خطاب إلى الأمة "لقد طلبت للتو من الحاكمة العامة حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات في 28 نيسان/أبريل. وقد وافقت" في إشارة إلى ممثلة الملك تشارلز الثالث في كندا العضو بالكومنولث البريطاني.
إعلانوعند أداء اليمين رئيسا للوزراء في 14 مارس/آذار الجاري، قال كارني إنه قادر على العمل مع ترامب وإنه يحترمه. لكنه أوضح للصحفيين أمس "نحن نواجه أكبر أزمة في حياتنا بسبب الإجراءات التجارية غير المبررة التي يتخذها الرئيس ترامب وتهديداته لسيادتنا".
وتابع "يجب أن يكون ردنا هو بناء اقتصاد قوي وتعزيز الأمن في كندا. يدّعي الرئيس ترامب أن كندا ليست دولة فعلية. إنه يريد كسرنا حتى تتمكن أميركا من امتلاكنا. لن نسمح بحدوث ذلك".
ولم يرد البيت الأبيض حتى الآن على طلب للتعليق على تصريحات كارني.
وقد أرجأ ترامب يوم 6 مارس/آذار فرض رسوم جمركية تبلغ 25% على بعض السلع الكندية لمدة 30 يوما. لكنه فرض بعد ذلك رسوما جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، وهدد بفرض رسوم جمركية مضادة على سلع إضافية، منها منتجات الألبان والأخشاب الكندية، في الثاني من أبريل/نيسان القادم.
ويثير ترامب حفيظة الجارة الشمالية لبلاده باعتباره أن سيادتها مصطنعة وكذلك حدودها، وحضّها على الانضمام إلى الولايات المتحدة بصفتها الولاية الـ51.
وترافقت هذه التصريحات مع حرب تجارية يشنّها ترامب مع فرضه رسوما جمركية على الواردات من كندا، وهو ما يمكن أن يلحق أضرارا جسيمة باقتصادها.
وعادة ما تهيمن قضايا محلية على غرار كلفة المعيشة والهجرة على الانتخابات الكندية. لكن في هذه المرة، يتصدّر المشهد موضوع رئيسي واحد "من يمكنه التعامل مع ترامب على نحو أفضل؟".
وقد انقلب المشهد السياسي الكندي بعد مواقف ترامب تجاه كندا المنضوية مع الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتي تعد أحد أقرب شركائها تاريخيا.
وكانت شعبية ترودو -الذي تولى السلطة عام 2015- متراجعة على نحو كبير عندما أعلن تنحيه، في حين كانت استطلاعات الرأي تفيد قبل بضعة أسابيع أن حزب المحافظين بقيادة بيار بوالييفر هو الأوفر حظا للفوز بالانتخابات.
إعلانلكن هامش تقدّم المحافظين بالاستطلاعات تقلّص منذ أن تولى كارني زعامة الليبراليين، وبات محلّلون يصفون السباق الانتخابي الذي تطغى عليه مواقف ترامب بأنه محتدم للغاية.
وبوالييفر (45 عاما) سياسي متمرّس تم انتخابه للمرة الأولى بعمر 25 عاما. وهو ناشط مخضرم يوصف أحيانا بأنه شعبوي ومن دعاة النزعة الليبرتارية (التحررية).
أما كارني فقد أمضى حياته المهنية خارج معترك السياسة والسباقات الانتخابية. وعمل خلال أكثر من عقد في مصرف غولدمان ساكس ليرأس بعد ذلك المصرف المركزي الكندي، ومن ثم المصرف المركزي للمملكة المتحدة (بنك إنجلترا).
ويمكن للأحزاب الأقل تمثيلا أن تواجه صعوبات إذا سعى الكنديون إلى منح تفويض كبير لأحد هذين المرشحين، وذلك لتدعيم موقف البلاد بمواجهة ترامب.
ويطلق كارني حملته اليوم من مقاطعة نيوفندلاند ولابرادور الواقعة على سواحل المحيط الأطلسي، في وقت يطلق بوالييفر حملته من تورنتو أكبر مدن البلاد.
ومن جهته، يبدو أن ترامب لا يبالي بهوية الفائز بمضيّه قدما في زيادة الرسوم الجمركية على واردات بلاده من كندا وشركاء تجاريين رئيسيين آخرين اعتبارا من 2 أبريل/نيسان المقبل.
وقال ترامب هذا الأسبوع "لا يهمني من سيفوز هناك" وأضاف "لكن قبل فترة وجيزة، قبل دخولي على الخط وتغييري تماما للانتخابات التي لا أكترث لها، كان حزب المحافظين متقدّما بفارق 35 نقطة".