الجزيرة:
2025-03-24@20:41:51 GMT

ما الذي تعرفه شركات الإعلانات الكبرى عنك؟

تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT

ما الذي تعرفه شركات الإعلانات الكبرى عنك؟

هل شعرت يوما أن هاتفك يقرأ أفكارك؟ تبحث عن حذاء رياضي، فتغزو إعلانات الأحذية صفحاتك على الإنترنت. وتذكر نيتك السفر إلى المكسيك في رسالة خاصة، فتجد فيضانا من عروض الفنادق في كانكون على حسابك في إنستغرام. هذه ليست مصادفات، بل نتيجة مباشرة لثورة في عالم الإعلان الرقمي يقودها الذكاء الاصطناعي.

في تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأميركية، يكشف الصحفي خيسوس ميسا كيف باتت شركات الإعلانات الكبرى تعرف عن المستخدمين أكثر مما يتصورون، عبر أدوات تقنية متقدمة تجمع وتحلل سلوكهم بدقة متناهية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تتحول أسواق المال الهابطة إلى فرص استثمارية؟list 2 of 2ما دور الشخصيات التجارية في العراق خلال رمضان؟end of list من ملفات تعريف الارتباط إلى خرائط الهوية المتصلة

في الماضي، اعتمدت الإعلانات الرقمية على "الكوكيز" أو تتبّع الأجهزة. أما اليوم، فتعتمد شركات مثل "ببليكس غروب" على خرائط هوية رقمية متصلة تعرّف المستخدم كفرد حقيقي، وتربط نشاطه عبر عدة منصات.

في عرض تقديمي نُشر على يوتيوب، قال المدير التنفيذي لأكبر شركات الإعلان في العالم آرثر سادون: "نحن لا نتعامل مع الأجهزة أو الكوكيز، بل مع أشخاص حقيقيين.. الذكاء الاصطناعي لا يساوي شيئا بدون بيانات".

وأشار سادون إلى أن نظام الذكاء الاصطناعي الجديد الذي طورته شركته، والمعروف باسم "كوري" (Cori)، قادر على التتبع والتفاعل مع 91% من البالغين المتصلين بالإنترنت حول العالم.

ببليكس غروب تعتمد على خرائط هوية رقمية متصلة تعرّف المستخدم كفرد حقيقي، وتربط نشاطه بعدة منصات (الفرنسية) ماذا يعرف المعلنون عنك؟

بحسب "ببليكس"، فإن قاعدة بيانات "إيبسيلون" التي تستخدمها الشركة تحتوي على معلومات عن 2.3 مليار شخص حول العالم، وتتضمن 7 آلاف نقطة بيانات للفرد الواحد داخل الولايات المتحدة فقط. وتشمل هذه البيانات:

إعلان ما يشاهده المستخدم وما يقرأه. من يعيش معه. من يتابعه على وسائل التواصل الاجتماعي. ما يشتريه (عبر الإنترنت وفي المتاجر). متى وأين ولماذا يقوم بالشراء؟

تتبع هذه البيانات لا يقتصر على النشاط الرقمي، بل يشمل أيضا 75% من المعاملات التي تتم داخل المتاجر.

كمثال على مدى الدقة، عرضت الشركة "لولا"، وهي شخصية افتراضية مبنية على بيانات حقيقية، تعرف الشركة عنها كل شيء من اهتماماتها إلى عاداتها الشرائية، وحتى احتمال تغييرها ولاءها لعلامة تجارية في حال تغيّرت أسعار منتجاتها أو دخلها.

"إذا ارتفع سعر عصيرها المفضل وبقي دخلها كما هو، يتوقع النظام أنها ستنتقل إلى علامة تجارية أرخص، ويتم تعديل الإعلانات تلقائيا بناء على ذلك"، بحسب سادون.

قطاعات كبرى على خطى ببليكس

شركات عملاقة أخرى مثل ميتا (فيسبوك وإنستغرام) وأدوبي تبنّت هذا النموذج. وطورت ميتا أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين استهداف الإعلانات بشكل لحظي، بينما أطلقت أدوبي إطارا كاملا لإدارة الحملات التسويقية عبر الذكاء الاصطناعي التوليدي، بهدف تحسين تجربة المستخدم.

وفي تصريح لافت، قال دان ديرن، المدير المالي لأدوبي: "طموحنا أن يتأثر كامل دخل الشركة بالإعلانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي".

عند اختيار المستخدمين عدم تتبعهم، تشير تقارير إلى أن البيانات لا تزال تُجمع وتُستخدم (رويترز) لكن.. ماذا عن الخصوصية؟

في المقابل، تزداد المخاوف بشأن الخصوصية. فحتى عند اختيار المستخدمين عدم تتبعهم، تشير تقارير إلى أن البيانات لا تزال تُجمع وتُستخدم. ونشرت دراسة عام 2022 على موقع "أرشيف دون أورغ" كشفت أن العديد من المعلنين لا يزالون يعالجون ويتبادلون بيانات المستخدمين، رغم وجود قوانين مثل اللائحة العامة لحماية البيانات في أوروبا (جي دي بي آر) وقانون خصوصية المستهلك في كاليفورنيا (سي سي بي إيه).

وقالت النائبة روث كادبري في تصريحات لوسائل الإعلام البريطانية: "من الواضح أن هناك أسئلة تُطرح عن مدى اعتمادنا على أنظمة تتعامل مع بيانات المستخدمين بهذا الحجم وبدون رقابة فعالة".

إعلان

الإعلانات التي تستهدفك اليوم لم تعد تستند فقط إلى ما تنقر عليه، بل إلى آلاف الإشارات الرقمية التي تُجمع عنك كل يوم.

وبينما ترى الشركات أن الذكاء الاصطناعي جعل التسويق أكثر فعالية وأقل تبذيرا، يرى النقاد أنه فتح الباب لاقتصاد يقوم على مراقبة الفرد وتوجيه سلوكه الاستهلاكي بدقة غير مسبوقة.

قد يكون الذكاء الاصطناعي قد حوّل الإعلانات إلى "محادثات شخصية"، لكنه طرح كذلك سؤالا مقلقا: إلى أي مدى نتحكم فعليا في بياناتنا وهوياتنا الرقمية؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان ريادة الذکاء الاصطناعی التی ت

إقرأ أيضاً:

هل يجعلك الذكاء الاصطناعي أقل ذكاءً؟ اكتشف الحقيقة الصادمة!

شمسان بوست / متابعات:

حذر الخبراء من الاعتماد بشكل مفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي لأداء المهام المعرفية حيث تهدد بالتبلد العقلي، مشيرين إلى أن إراحة أدمغتنا بالاعتماد على تقنيات متطورة بشكل متزايد يهدد قدرتنا على التفكير النقدي.



وأكد تقرير صحيفة ديلي تليجراف البريطانية، أن أهم الخسائر والأضرار الجانبية لثورة الذكاء الاصطناعي هو العقل البشري، لأنه بكل بساطة، تقول لنا أداة الذكاء الاصطناعي”دعني أتولى مهمة التفكير نيابة عنك”، وهذا من شأنه أن يصيبنا بالكسل والميل إلى الراحة في التفكير والنقد، وصولا إلى العجز عن الاعتماد على عقولنا في كل أمر.


وكان سقراط يخشى أن يؤدي الاعتماد على الكتابة إلى تآكل ذاكرتنا ويؤدي إلى فهم سطحي للحجج المهمة، وأدى ظهور الآلة الحاسبة الجيبية في سبعينيات القرن العشرين إلى حالة من الذعر في الفصول الدراسية حيث شعر المعلمون والآباء بالقلق من أن الأطفال لن يتعلموا الحساب بعد الآن.


والآن بدأ سباق التسلح بروبوتات الدردشة في الفصول الدراسية، حيث يساعد الطلبة على حل الواجبات المدرسية.


فمنذ إطلاق برنامج ChatGPT قبل عامين بقليل، أصبح الطلاب من بين أكثر مستخدمي برنامج الدردشة الآلي، ويعتمدون على الأداة التكنولوجية في كتابة الأبحاث التي كانوا ليضطروا إلى بذل الكثير من الجهد في كتابتها.


* حيل المعلمين

وقالت الصحيفة البريطانية إن بعض المعلمين وأساتذة الجامعات يلجأون لبرامج الذكاء الاصطناعي لمعرفة إن كان الطلبة يغشون باستخدام روبوت الدردشة أم لا، عن طريق اكتشاف حقيقة وجود نص منسوخ حرفيا، أم لا، في كتابة الواجبات المدرسية أو الأبحاث.


وفي دراسة لمعهد بيو للأبحاث في الولايات المتحدة، اعترف ربع الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا بأنهم يستخدمون ChatGPT لكتابة واجباتهم المدرسية، فيما يمثل ضعف نسبة الطلاب الذين أجروا نفس الشيء ذلك قبل عام.


وفي العام الماضي، وجد معهد سياسة التعليم العالي، أن واحدًا من كل ثمانية طلاب جامعيين، 13% كانوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي لكتابة الأبحاث، وأن 3% كانوا يسلمون مخرجات chatbot دون التحقق منها.


الغش مشكلة قديمة قدم الواجبات المدرسية، ولكن مع تزايد انتشار الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وقدرتها على القيام بمهامها، بدأ الباحثون الآن يتساءلون عما إذا كانت هذه التكنولوجيا تؤثر على كيفية تعلمنا وتفكيرنا، ليس فقط بالنسبة للطلاب الكسالى، بل وبالنسبة لبقية الناس.


* آثار سلبية في مختلف المجالات

وفي يناير، توصلت دراسة أجراها البروفيسور مايكل جيرليتش، عالم النفس السلوكي في سويسرا، إلى وجود ارتباط سلبي كبير بين الاستخدام المتكرر لأدوات الذكاء الاصطناعي وقدرات التفكير النقدي.


ووجدت الدراسة أن المستخدمين الأصغر سن الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عاما، كانوا الأكثر اعتمادا على أدوات الذكاء الاصطناعي، وسجلوا درجات أقل في مؤشرات التفكير النقدي.


وفي المجال المهني الذي تأثر بشكل كبير ببرامج الدردشة الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، قال بعض العاملين إنهم يشعرون الآن بالعجز دون أدوات الذكاء الاصطناعي.


وذكر أحد المبرمجين أنه تخلى مؤخرا عن مهمة برمجة على متن رحلة جوية حيث لم يكن لديه اتصال واي فاي يسمح له بالاستعلام عن مساعده الافتراضي، وقال أحد المبرمجين: “لم أعد قادرا على إجراء البرمجة بنفسي”.


* دعني أفكر لك

وأدى ظهور محركات البحث وسهولة الوصول إليها في أي وقت من خلال الهواتف الذكية إلى إثارة المخاوف بشأن “فقدان الذاكرة الرقمية”، وهي الفكرة التي تجعلنا ننسى الأشياء بمجرد إخبارنا بها، على ثقة من أن أجهزتنا ستكون قادرة على إنقاذنا لاحقًا.


ولكن الباحثين أشاروا إلى أن الذكاء الاصطناعي مختلف، ففي حين قد يسمح لنا جوجل والهواتف الذكية بتخزين المعلومات في مكان آخر وتحرير أدمغتنا للقيام بمهام أخرى، فإن الذكاء الاصطناعي يعد بالتفكير نيابة عنا.


وقال البروفيسور جيرليتش: “في الماضي، كنت أنقل المعلومات إلى مكان آخر، ولكن عندما تتمكن من نقل عملية التفكير بأكملها إلى التكنولوجيا، وتقول لك التكنولوجيا: “يمكنني التفكير نيابة عنك”، فهذا هو الفرق”.


وأضاف “إنه أمر مريح للغاية، حيث يمكنك طرح سؤال وتحصل على الإجابة مباشرة.


في الأسبوع الماضي، قدم باحثون في مايكروسوفت وجامعة كارنيجي ميلون أدلة على ما كان يشعر به الكثيرون بالفعل، فقالوا :”نحن نقوم بنقل أدمغتنا إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي”.


وفي دراسة أجريت على 319 من “عمال المعرفة”، وهم أشخاص يعملون في مجالات مثل علوم الكمبيوتر والتعليم والأعمال والإدارة، وجد الباحثون أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كان مرتبطًا بمستويات أقل من التفكير النقدي- القدرة على فهم الأفكار والبيانات والتشكيك فيها.


وبعبارة أخرى، كان العمال أقل ميلًا إلى استخدام أدمغتهم، وركنوا إلى الراحة بسبب الذكاء الاصطناعي.


وأشار الباحثون إلى أن الاستخدام غير السليم للتكنولوجيا قد يؤدي إلى تدهور القدرات المعرفية التي ينبغي الحفاظ عليها، وحذروا من أن الاعتماد على الألة يهدد بترك عضلاتنا المعرفية “ضامرة وغير مستعدة” عندما تكون هناك حاجة إليها.

مقالات مشابهة

  • هل تغيّر أدوات الذكاء الاصطناعي وجه السياحة والفنادق؟
  • Gmail يطور ميزة البحث .. الذكاء الاصطناعي يحدد ما تحتاجه أولا
  • الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟
  • الذكاء الاصطناعي يحرر أول صحيفة مطبوعة دون تدخل بشري
  • دعوى قضائية ضد Apple بسبب مزاعم الإعلانات المُضللة حول مميزات الذكاء الاصطناعي
  • جدة.. "الداخلية" تستعرض الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود
  • هل يجعلك الذكاء الاصطناعي أقل ذكاءً؟ اكتشف الحقيقة الصادمة!
  • إمكانيات مميزة في «معالجة البيانات».. إطلاق أحدث نماذج «الذكاء الاصطناعي»
  • طحنون بن زايد وجيف بيزوس يناقشان التوجهات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي