نور الهدى وبثينة العيسى.. بصمة النجاح في التغلب على الإعاقة
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
دمشق-سانا
لم تكن خطواتهما المتعثرة سوى وقود لانطلاق عنان إبداعهما الممتزج بإرادة لا تلين ترنو لكسر قيد الإعاقة الحركية التي لازمتهما منذ الولادة، لترسم الشقيقتان نور الهدى وبثينة العيسى دربهما بالعمل والعلم والتميز.
العائلة التي هُجّرت من مدينة حلب خلال الثورة السورية، سكنت في مدينة دمشق، وعانت ظروفاً اقتصادية صعبة، إلا أن الشقيقتين لم تستسلما، بل قررتا الدراسة متجاوزتين المُحبطين والمُتنمرين عليهما بكل شجاعةٍ وإقدام، وفقاً لما توضحه والدتهما عيوش العيسى لنشرة سانا الشبابية.
ووسط جو من الحب والحنان والتقدير، درست نور الهدى وبثينة في مؤسسة نقاء القلوب لذوي الإعاقة من الكبار بدمشق، ونالتا الشهادة الثانوية، ثم درستا في كلية التربية بقسم التربية الخاصة.
وأكدت الوالدة دعمها لابنتيها وتشجيعها الدائم لهما لتحقيق طموحاتهما، موضحةً أن لديها خمس بنات وشابين، وجراء زواج الأقارب ولدت ثلاث فتيات بتصلب غضروفي حركي بالأطراف، مع بعض القزامة، مشيرةً إلى أن نور الهدى وفاطمة أكملتا الدراسة، في حين أن فاطمة لم ترغب بمتابعتها.
نور الهدى، من مواليد 1990، تخرجت العام الفائت من كلية التربية، وتوظفت في مديرية مالية دمشق، وأوضحت أنها قامت بنسج أهدافها في مخيلتها منذ طفولتها لتشارك في بناء المجتمع وإنجاز ما تصبو إليه، فلا مستحيل في الحياة مع الإصرار والتوكل على الله.
وتنوه نور الهدى بأن دراستها الجامعية أتاحت لها فرصة أن تكون على تماس مباشر مع كل شرائح المجتمع، والاقتراب أكثر من فئات أخرى من ذوي الإعاقة كالكفيف والأصم وفاقدي أحد الأطراف، كما جعلتها مصرّة على تعلم كل جديد حسب الإمكانية، وخاصةً الرسم وكتابة القصص والخواطر التي تهواها.
أما بثينة، من مواليد 1995، وفي الوقت الذي ما تزال تتابع دراستها الجامعية، توظفت في مديرية مالية ريف دمشق، وتتمنى مستقبلاً التسجيل في قسم الأدب العربي بكلية الآداب، لأنها تعشق قراءة كل ما يتعلق باللغة والشعر والنثر والنصوص الأدبية، مع استمرار ممارستها هواية الموسيقى والغناء.
الشابتان أثبتتا جدارتهما في الأعمال الفنية كالرسم وصنع الأساور، وتشاركان في المعارض والبازارات والفعاليات الأخرى بالمركز الثقافي بأبو رمانة، فيما برزت بثينة في مجال الرياضة البدنية بنادي حاميش.
ونوهت مديرة مؤسسة نقاء القلوب حنان الرحيم باجتهاد وطموح نور وبثينة وتميزهما دراسياً رغم إعاقتهما، مشيرةً إلى أن تجربتهما تعد نموذجاً ملهماً لذوي الإعاقة.
نور الهدى وبثينة تقولان في رسالة للمجتمع يملؤها الحب: “خلقنا الله مختلفين عنكم بشكلنا، لكن قلوبنا مفعمة بالمحبة والعطاء، وتطالبكم جميعاً بالاهتمام والاحترام والانتباه لنظراتكم وحركاتكم وكلماتكم معنا… فالسيئة تدمرنا والطيبة ترفعنا وتجعلنا نحلق كطيور السلام”.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
أجواء رمضانية مميزة تضيء سماء المدن الجامعية بجامعة أسيوط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت إدارة المدن الجامعية بجامعة أسبيوط فعالية إفطار وسهرة رمضانية جمعت بين قيادات المدن الجامعية، والعاملين بها، والطلاب المتميزين علميًا والمشاركين في الأنشطة الطلابية، وذلك في أجواء تعكس روح التلاحم والتآخي بين أفراد المجتمع الجامعي.
شارك في الفعالية الدكتور أحمد عبدالمولى، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، بحضور عدد من قيادات وإدارات المدن الجامعية، من بينهم محمود عنتر، مدير عام المدن الجامعية، وعرفة أبو العلا، استشاري الإدارة العامة للمدن الجامعية، وعماد محمد سيد، مدير المدن الجامعية، وعبير عويس، وكيلة المدن الجامعية للطالبات، إلى جانب الدكتور علي حسين، مدير مركز نظم المعلومات، وغريب خيري، مدير الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بالجامعة، وعلاء أمين، مدير نادي العاملين، وعدد من رؤساء الوحدات.
وأكد الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس الجامعة، أن تنظيم الفعاليات الرمضانية يأتي في إطار حرص الجامعة على تعزيز روح التعاون والإخاء بين أفرادها، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأنشطة تسهم في بناء بيئة جامعية داعمة تعزز القيم الإنسانية والاجتماعية.
كما أوضح أن السهرة الرمضانية التي نظمها قطاع المدن الجامعية تمثل فرصة لتوطيد العلاقات بين العاملين والطلاب، وتعزيز التواصل بينهم، بما يسهم في خلق بيئة جامعية أكثر ترابطًا.
من جانبه، أعرب الدكتور أحمد عبدالمولى عن سعادته بالمشاركة في الفعالية، مؤكدًا أن هذه اللقاءات تعزز الروابط الودية بين الطلاب والعاملين وأعضاء هيئة التدريس، مما ينعكس إيجابيًا على الأجواء الجامعية.
كما أشار محمود عنتر، إلى أن الحدث يعكس اهتمام الجامعة بدعم العلاقة بين الطلاب والإدارة الجامعية، وتعزيز روح الإخاء والتعاون بين الجميع.