سرايا - شهدت الساحة الإسرائيلية، السبت، ، وتوجيه اتهامات غير مسبوقة لرئيس الوزراء، ، بسعيه لإشعال حرب أهلية، إثر إصراره على إقالة رونين بار، رغم الاعتراض الشعبي والتجميد القضائي.

وعمت المظاهرات جميع أنحاء إسرائيل بمشاركة قيادات المعارضة، منهم رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، الذي اتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في حرب أهلية.




وتوجهت حشود كبيرة نحو شارع بيغن في تل أبيب، حيث أقيم احتجاج لعائلات المختطفين، ونحو قلعة زئيف في شارع الملك جورج، حيث تم حرق الإطارات.


إشعال حرب أهلية
وتزامن ذلك مع تظاهر نحو ألف شخص في القدس، وساروا باتجاه ساحة باريس، التي تحولت لمركز الاحتجاجات في الفترة الأخيرة.

وفي خضم الاحتجاجات والدعوات للعصيان، نشر نتنياهو مقطع فيديو قال فيه: "رونين بار لن يبقى رئيسًا للشاباك، وتحقيقاته ضد فريق مكتبي تهدف إلى عدم إقالة المستشارة القانونية بالحكومة".

واتهم زعيم المعارضة الحكومة بأنها تبذل قصارى جهدها لإشعال حرب أهلية في إسرائيل.

وقال لابيد إن "نتنياهو يدفع بهذا الاتجاه علنًا، ولن نسمح بحدوث ذلك.. سنقاتل من أجل البلاد، لن نسمح لهم بتدميرها"، وفق تعبيراته التي نالت استحسان المتظاهرين.

وأضاف أنه "إذا قررت الحكومة الإسرائيلية عدم الامتثال لحكم المحكمة العليا، فإنها ستتحول في تلك اللحظة إلى حكومة إجرامية".

ودعا لابيد إلى إضراب عام احتجاجًا على سياسة نتنياهو، في الاقتصاد والكنيست والمحاكم والسلطات المحلية وليس الجامعات والمدارس، مشددًا على ضرورة الانقلاب على نتنياهو.

واتهم الحكومة بـ"ارتكاب أكبر سرقة في تاريخ البلاد" من خلال سرقة مليارات الشواكل من أموال جنود الاحتياط ودافعي الضرائب، لمنحها "رشوة لأشخاص لا يعملون، ويصرخون: سنموت بدلًا من التجنيد"، قاصدًا الحريديم.


عُمَد مدن وجنرالات
وشارك في المظاهرات قيادات محلية بارزة، منهم: عمد مدن، وجنرالات بارزون سابقون ورئيس نقابة المحامين وممثلون عن الجامعات والمدارس والقطاع الثقافي؛ ما يعني أن معظم الجمهور الإسرائيلي خرج ضد نتنياهو وحكومته؛ ما يعيد أجواء الحرب الأهلية، التي منعتها أحداث الـ7 من أكتوبر خلال الأزمة القضائية الشهيرة.

في الوقت نفسه، أصدر اتحاد الطيارين الإسرائيلي، الذي يضم طيارين من جميع الشركات، بيانًا أعرب فيه عن "قلقه العميق إزاء التداعيات الخطيرة التي قد تنشأ نتيجة للأزمة الدستورية في إسرائيل".

وشدد الاتحاد على أن "هذه ليست قضية سياسية، بل هي أسس الديمقراطية الإسرائيلية وسيادة حكم القانون".

ودعا قيادة إسرائيل إلى "عدم سحق المجتمع الإسرائيلي بخطوات غير مناسبة"، والتركيز على إعادة المخطوفين، والفوز في الحرب، وإعادة بناء المستوطنات في الجنوب والشمال.

فيما دعا رئيس الحزب الديمقراطي ونائب رئيس الأركان السابق، يائير غولان، زعماء المعارضة إلى التوحد في إطار واحد خلال المظاهرة الاحتجاجية المركزية في ساحة هابيما.

وقال: "أدعو هنا أصدقائي غادي آيزنكوت ويائير لابيد وبيني غانتس للاتحاد ضد نتنياهو، هذا ليس وقت السياسة التافهة.. هذا ليس وقت الاعتبارات الشخصية".

وكان غولان أول من اتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في حرب أهلية.


لا رجعة عن القرار
وعلى الجانب الآخر، قال مصدر سياسي في مكتب رئيس الوزراء إنهم ماضون في طريقهم، رغم كل هذه الاحتجاجات.

ورفض المصدر الربط بين الاحتجاجات وتصريحات المبعوث الأمريكي ، التي صدمت معسكر نتنياهو.

وكان ويتكوف صرح بأن نتنياهو يواجه رفضًا شعبيًّا.

وكشف ويتكوف في مقابلة أجراها معه الجمهوري، تاكر كارلسون، عن الفجوات بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وأكد أنه "خلافًا لما تُروّج له مصادر مختلفة بين الحين والآخر، لا يرى الأمريكيون استمرار المفاوضات بشأن صفقة ما، متوافقًا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".

وأوضح ويتكوف: "أنا أفهم أولئك الذين ينتقدونه لهذا السبب، حتى لو لم أكن أتفق معهم دائمًا".


وانتقد إسرائيل أيضًا لعدم وجود رؤية واضحة لليوم التالي - حتى بعد مرور ما يقرب من عام ونصف العام على القتال.

وتابع المبعوث الأمريكي قائلًا "أتحدث مع قادة المنطقة ويسألونني: ما هدف إسرائيل؟ ما الخطة طويلة المدى؟ "لا توجد خريطة ولا أفق. وهذا يخلق حالة من عدم الاستقرار".

وأشار ويتكوف إلى أن اللقاءات مع عائلات الرهائن في ساحة تل أبيب "حطمت قلبه". مضيفًا أن "هذه صدمة وطنية. إنها تمس روح إسرائيل. على الحكومة أن تدرك أنه بالإضافة إلى الضغط العسكري، لا بد من مفاوضات فعّالة" وفق تعبيره.

إقرأ أيضاً : هاجم الجنود الإسرائيليين .. "الوشق المصري" يتصدر محركات البحثإقرأ أيضاً : جيش الاحتلال يعترض صاروخًا أطلق من اليمنإقرأ أيضاً : اللجنة العربية الإسلامية تبحث الأحد وقف النار في غزة



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #قيادة#المنطقة#سياسة#الجامعات#رشوة#الحكومة#القدس#غزة#الاحتلال#رئيس#الوزراء#باريس



طباعة المشاهدات: 895  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 23-03-2025 09:10 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
بسبب مبيد حشرات .. شركة ألمانية تواجه حكما قضائيا أمريكيا بدفع 2.1 مليار دولار بالفيديو .. اندلاع حريق هائل في ديزني الأمريكية مدن حول العالم تطفئ أضواءها السبت بمناسبة ساعة الأرض لغز المليون دولار .. بريطانيا تعتقل رجل عربي في عملية تهريب كبرى لهذا السبب .. أقارب صحفي أردني يعتدون على منزل... زوجة الصحفي أمجد معلا لسرايا: زوجي مظلوم ونناشد... بالفيديو .. صلح عشائري في قضية وفاة الحاج المصري... بالفيديو .. مواطن يتعرض لعملية نصب في إحدى الملاحم... بالفيديو .. الأمن يتدخل لفض مشاجرة واسعة في... هاجم الجنود الإسرائيليين .. "الوشق...جيش الاحتلال يعترض صاروخًا أطلق من اليمناللجنة العربية الإسلامية تبحث الأحد وقف النار في غزةالادعاء يطالب بسجن رئيس بلدية إسطنبول انتظارًا...دار الإفتاء الليبية تجيز إرسال زكاة الفطر إلى غزة...استشهاد قيادي في حماس وزوجته بقصف الاحتلال على خيام...الاحتلال يجبر عائلات بإخلاء منازلها في طولكرم...وزير إسرائيلي يقترح قطع المياه عن غزةبريطانيا تدق ناقوس الخطر بشأن تفشي وباء خطير جامعة كامبردج تمنح مغني الراب البريطاني ستورمزي... غضب منها عادل إمام سابقاً .. هل تنجح لجنة الدراما... الموت يفجع حسين الجسمي للمرة الثانية بعد صدمة الفقد... الخلاف بين نادين نسيب نجيم ويومي خوري: تفاصيل... جامعة كامبردج تمنح مغني الراب البريطاني ستورمزي... مبابي: "تسجيل الأهداف لا يعني أنني أفضل من رونالدو" الأولمبي الأردني الى نهائي غرب آسيا بعد استبعد ليون المكسيكي .. 10 أندية تطلب الحصول على مقعده في المونديال ريبيري يكشف: ساقي كادت أن "تبتر" قبل عامين رحيل أسطورة الملاكمة جورج فورمان تعرف على جزيرة بالميرستون أكثر الأماكن انعزالاً في العالم احتيال صيني مذهل: امرأة تخدع 36 رجلاً وتستولي على أموالهم لشراء شقق أسرار لا تعرفها عن ارتداء الخواتم: ماذا يكشف كل إصبع عن شخصيتك ومصيرك؟ الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم: كيف كشفت سورة الكهف عن سر الزمن بين السنة الشمسية والقمرية؟ مصر .. قتيل بعد خلاف على علبة سجائر الجثث لا تتحلل في تربتها .. جزيرة يمنع فيها دفن الموتى ليست كما تتوقع! .. دولة آسيوية تخطف لقب "أسعد شعب" على طريقة أفلام الرعب .. بريطاني يحوّل زميله لأشلاء ويخدع أهله العالم يُطفئ أنواره الليلة .. ساعة الأرض تدق جرس "المناخ" مصر .. بيان رسمي عن لغز اكتشاف أعمدة أسفل هرم خفرع

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: رئيس الوزراء الحكومة الحكومة سياسة الجامعات الحكومة الجامعات قيادة رئيس رئيس رئيس الوزراء رئيس الوزراء المنطقة الحكومة قيادة المنطقة سياسة الجامعات رشوة الحكومة القدس غزة الاحتلال رئيس الوزراء باريس رئیس الوزراء حرب أهلیة رئیس ا

إقرأ أيضاً:

50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم

لم يكن 30 أبريل/نيسان 1975 يوما عاديا في التاريخ الفيتنامي، فقد انتصرت فيتنام الشمالية آنذاك، وأُعيد توحيد شطري البلاد بعد حربين مع إمبراطوريتين أودتا بحياة نحو مليوني فيتنامي، وفقدت فرنسا كامل نفوذها تقريبا بالمنطقة، بينما خسرت الولايات المتحدة -التي تورطت بعدها- نحو 58 ألف جندي و120 مليار دولار في الحرب التي باتت الأكثر "إذلالًا" في تاريخها.

وبدت حرب فيتنام -أو حروبها- بتشابكاتها الدولية والإقليمية تجسيدا لنظرية "الحرب التي تلد أخرى" في ظل صراع ساخن في بواكير الحرب الباردة. فقد أدت معركة ديان بيان فو (13مارس/آذار-7 مايو/أيار 1954) عمليا إلى نهاية الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية في منطقة الهند الصينية برمتها، وخسرت أيضا مستعمراتها الأخرى في أفريقيا بفعل صعود حركات التحرير التي تأثرت بالمقاومة الفيتنامية، وبمفاعيل "نظرية الدومينو" العسكرية والسياسية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كوارث بيئية لا تنسى.. "العامل البرتقالي" الأميركي بفيتنامlist 2 of 4الجزيرة نت في فيتنام.. احتفالات عارمة في "هو تشي منه" بخمسينية النصر والوحدةlist 3 of 4حرب فيتنام.. خمسينية النصر والوحدةlist 4 of 4هو شي منه قائد ثورة فيتنام ضد فرنسا وأميركاend of list

كانت حرب فيتنام نتاج سنوات من مقاومة الاحتلال الفرنسي للبلاد (منذ عام 1883) ثم الغزو الياباني الذي انتهى بهزيمتها في الحرب العالمية الثانية، والمد الشيوعي في المنطقة وصراع الأيديولوجيات، ومحاولات تقسيم البلاد، وبلغت أوجها مع التدخل الأميركي العسكري المباشر لمحاولة صد التوغل الشيوعي السوفياتي الصيني.

إعلان

وعمليا، لم تكن حرب الهند الصينية الأولى (بين عامي 1946 و1954) معركة الولايات المتحدة، لكنها كانت تمول فعليا نحو 78% من تكلفة تلك الحرب -وفق أوراق البنتاغون المنشورة عام 1971- وتقدم مساعدات عسكرية ولوجستية ضخمة لفرنسا، خوفا من التمدد الشيوعي وسيطرة الصين على المنطقة وصعود الاتحاد السوفياتي إذا هزمت القوات الفرنسية.

كما ناقش المسؤولون الأميركيون -تبعا لهواجسهم تلك- دعما إضافيا لفرنسا ضمن ما عرف بـ"عملية النسر" (Operation Vulture) وهي مقترح خطة عسكرية كبيرة، من أجل إسناد الفرنسيين في معركة ديان بيان فو، وضعها الرئيس دوايت آيزنهاور (حكم بين 1953 و1961) ومستشاروه.

وتضمنت العملية -اعتمادا على وثائق رفعت عنها السرية- قصفا مركزا ومكثفا مع احتمال استخدام قنابل ذرية اقترح تقديمها لفرنسا، وتدخلا بريا. لكن العملية لم تنفذ في النهاية وانسحبت فرنسا بخسائر فادحة، بعد توقيع اتفاقية جنيف للسلام في يوليو/تموز 1954 التي نصت على تقسيم فيتنام إلى شطرين، ولم توقع الولايات المتحدة وحكومة سايغون الموالية لها على الاتفاق رغم حضورهما. وبدأ التورط الأميركي العسكري تدريجيا لحماية النظام الموالي لها في فيتنام الجنوبية ومحاربة المد الشيوعي، إلى حد التدخل المباشر والمعلن عام 1963.

الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون (يمين) ووزير خارجيته هنري كيسنجر (أسوشيتد برس) نظرية الرجل المجنون

في منتصف عام 1968، وتحت ورطة الفشل في حرب فيتنام، اعتمد الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون (1969-1974) على مبدأ تحقيق "السلام بالقوة" عبر "المزيد من قاذفات بي 52" التي أوصاه بها وزير خارجيته هنري كيسنجر، مبتدعا ما سماها "نظرية الرجل المجنون".

ويكشف رئيس موظفي البيت الأبيض بوب هالدمان في مذكراته عام 1994 عن إستراتيجية الرئيس نيكسون لإنهاء حرب فيتنام التي أسرّ له بها قائلا "أنا أسميها نظرية الرجل المجنون، بوب.. سنرسل لهم رسالة مفادها يا إلهي، أنتم تعلمون أن نيكسون مهووس بالشيوعية لا يمكن كبح جماحه عندما يكون غاضبا ويده على الزر النووي.. سيصل هو شي منه (الزعيم الفيتنامي) بنفسه إلى باريس في غضون يومين ويطلب السلام".

إعلان

وكتب هالدمان أن الرئيس نيكسون سعى إلى تنفيذ إستراتيجية التهديد باستخدام القوة المفرطة لتقويض خصومه، وإجبارهم على الاستسلام أو التسوية. وبهذه الطريقة، يصبح عدم يقين الفيتناميين بشأن الخطوات المستقبلية للزعيم "أداة إستراتيجية في حد ذاتها".

وفي 4 أبريل/نيسان 1972 قال نيكسون لهالدمان والمدعي العام جون ميتشل "لم يُقصف الأوغاد قط كما سيُقصفون هذه المرة" عند اتخاذه قرارا بشن ما أصبح يُعرف باسم عملية "لاينباكر التي مثلت تصعيدا هائلا في المجهود الحربي، الذي شمل قصف ميناء هايفونغ، وحصار ساحل فيتنام الشمالية، وحملة قصف جديدة ضخمة ضد هانوي.

ولا تثبت الوقائع التاريخية أن الزعيم الفيتنامي هو شي منه خضع لنظرية "الرجل المجنون" عندما تم توقيع اتفاق السلام في باريس يوم 23 يناير/كانون الثاني 1973، لكن الولايات المتحدة استخدمت قوة هائلة ومفرطة لمحاولة إخضاع الفيتناميين، وفكرت في استعمال السلاح النووي.

كانت نظرية "الرجل المجنون" تجسيدا للإحباط الذي أصاب الإدارة الأميركية من صمود المقاومة الفيتنامية والخسائر الفادحة في صفوف الجيش الأميركي، ومن حركة الرفض الواسعة للحرب في المجتمع الأميركي، واهتزاز الضمير العالمي من المشاهد المؤلمة للمجازر البشعة، سواء في مذبحة "ماي لاي" في 16 مارس/آذار 1968 التي قتل فيها 504 من المدنيين العزل، وغيرها من المجازر.

وفي المقابل، كانت نظرية الجنرال فو نغوين جياب قائد قوات قوات "الفيت منه"(رابطة استقلال فيتنام) تراوح بين خطتي "هجوم سريع.. نصر سريع" و"هجوم ثابت.. تقدم ثابت" واعتماد الحرب الشعبية وحروب العصابات الخاطفة واستنزاف العدو، حيث يقول في مذكراته "إن كل واحد من السكان جندي، وكل قرية حصن" وكانت نظريته أن حرب العصابات هي "حرب الجماهير العريضة في بلد متخلف اقتصاديا ضد جيش عدواني جيد التدريب".

الزعيم الفيتنامي الراحل هو شي منه رفض التخلي عن فكرة توحيد فيتنام (غيتي) ) الورطة والمقاومة

بدأ التورط الأميركي عمليا في حرب فيتنام بعد خروج القوات الفرنسية، ومنذ عام 1961 أرسلت واشنطن 400 من الجنود والمستشارين لمساعدة حكومة سايغون الموالية في مواجهته قوة هو شي منه الشيوعية، ومع التوصيات بزيادة المساعدات استجاب الرئيس جون كينيدي. وبحلول عام 1962 زاد الوجود العسكري الأميركي في جنوب فيتنام إلى نحو 9 آلاف جندي.

إعلان

ومع بداية عهد الرئيس ليندون جونسون (1963-1969) -الذي منحه الكونغرس صلاحيات واسعة في الشؤون الحربية- بدأت القاذفات الأميركية تنفيذ عمليات قصف منتظمة على فيتنام الشمالية وقوات "الفيت- كونغ" (الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام). وفي مارس/آذار 1965، بدأ تدفق القوات الأميركية إلى فيتنام الشمالية، حتى وصل إلى 200 ألف عام 1966، ثم نحو 500 ألف في نوفمبر/تشرين الثاني 1967.

وكانت قوات الزعيم هو شي منه، وقائد العمليات الجنرال جياب، تعتمد على التكتيكات الحربية النوعية والهجمات الخاطفة والكمائن والأنفاق والحرب الطويلة الأمد كما كانت تعتمد على الإمدادات القادمة من كمبوديا ولاوس المجاورتين، وعلى الدعم النوعي الذي تتلقاه من الصين ومن الاتحاد السوفياتي، خصوصا منظومات الدفاع الجوي التي أسقطت عشرات قاذفات "بي-52". ومع بداية عام 1968 بلغت الخسائر الأميركية 15 ألف قتيل و109 آلاف جريح.

وفي المقابل، زادت الولايات المتحدة من وتيرة القصف الجوي العنيف واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا مثل "النابالم" وما سمي "العامل البرتقالي" -الذي يحتوي على "الديوكسين" وهو أكثر تلك المبيدات ضررا وفتكا- على فيتنام ولاوس وكمبوديا، ومازالت آثاره البيئية الخطيرة قائمة.

فتاة النابالم اعتبرت وثيقة تدين الحرب الأميركية في فيتنام (أسوشيتد برس) صورة الهزيمة

لم تكن الخسائر البشرية لوحدها ذات التأثير الأكبر فيما اعتبر هزيمة أميركية عسكرية وأخلاقية في فيتنام، فقد مثلت تلك الحرب أول "حرب تلفزيونية" مع بروز سطوة التلفزيون والصورة، وكانت للتقارير الإعلامية عن المجازر في فيتنام ذات تأثير واسع في الرأي العالم الأميركي والعالمي وفي قرارات الإدارة الأميركية لاحقا، خصوصا صورة "طفلة النابالم" التي كانت تجري عارية بعد أن أسقطت طائرة أميركية مادة النابالم الحارقة على قريتها في 8 يونيو/حزيران 1972.

إعلان

وفي 29 أبريل/نيسان 1975، ألقى الرئيس الأميركي جيرالد فورد (1974-1977) بيانا أعلن فيه إجلاء الموظفين الأميركيين من فيتنام قائلا "تعرض مطار سايغون لقصف صاروخي ومدفعي متواصل، وأُغلق بالكامل. تدهور الوضع العسكري في المنطقة بسرعة. لذلك، أمرتُ بإجلاء جميع الموظفين الأميركيين المتبقين في جنوب فيتنام" وكانت تلك نهاية الوجود الأميركي في هذه البلاد، ودخول قوات الجنرال جياب إلى المدينة اليوم التالي.

ولا تزال مجريات حرب فيتنام، بمآسيها وصمود مقاومتها وتوحيد شطريها، من بين أحداث العالم الفارقة خلال القرن العشرين، وواحدة من الحروب التي غيّرت وجه الولايات المتحدة والعالم بأبعادها العسكرية والسياسية وآثارها الإنسانية، كما باتت تكتيكاتها وأساليبها تدرس في الكليات العسكرية، وتتبعها حركات مقاومة أخرى حول العالم.

وبينما تحتفل بالذكرى الخمسين ليوم تحرير الجنوب وإعادة التوحيد الوطني، لم تعد مدينة سايغون (عاصمة فيتنام الجنوبية سابقا) -التي باتت تسمى هو شي منه نسبة إلى الزعيم الأسطوري لفيتنام- رهينة جراحات الماضي الأليم وأهواله، فقد تحولت على مدى الـ50 عاما الماضية إلى مدينة ناطحات سحاب براقة، وأعمال مزدهرة ومركز صناعي حيوي ونقطة جذب سياحية عالمية.

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس تعلن تفجير جرافة وقنبلة برتل لآليات الاحتلال شرق غزة
  • مكتب نتنياهو يرد على أنباء رفض رئيس وزراء الاحتلال للمقترح المصري بشأن غزة
  • مظاهرات في مدن سورية رفضا للعدوان الإسرائيلي و4 شهداء في السويداء
  • هجوم على قافلة أسطول الحرية في مالطا قبل توجهها إلى غزة واتهام إسرائيل بالوقوف وراءه
  • وسط خلاف خلاف بين نتنياهو وزامير.. إسرائيل تستعد لتوسيع الحرب في غزة
  • غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
  • مظاهرات بميناء “مرسين” ضد استخدامه لنقل أسلحة إلى إسرائيل
  • حماس: تصريحات نتنياهو بشأن رفح تعكس جنون الهزيمة ووهم الانتصار
  • إسرائيل على فوهة بركان.. عصيان وموجة غضب شعبية تقلب الموازين| تقرير
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم