كيف يمكن أن يرتدّ مقتل بريغوجين على بوتين؟

سلط مقتل قائد مجموعة" فاغنر" يفغيني بريغوجين الضوء مرة أخرى على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بما في ذلك الانتقام المحتمل منه.

ينتقم مرتزقة فاغنر من بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو

وقضى بريغوجين وتسعة آخرون الاربعاء في تحطم طائرته الخاصة التي يزعم أنها أسقطت في منطقة تفير الروسية خلال رحلة من موسكو إلى سان بطرسبرغ.

ووردت التقارير في البداية مباشرة من مصادر ذات صلة بروسيا وأثارت تكهنات بتدبير بوتين عملية تصفية حليفه السابق.
وتلفت مجلة "نيوزويك" إلى أن هذا الحادث يأتي بعد شهرين تماماً من تنفيذ فاغنر انقلاباً قصيراً ضد الكرملين حظي باهتمام عالمي ولكنه أدى إلى تراجع المكانة العسكرية لبريغوجين ورجاله فيما يتعلق بالصراع الروسي الأوكراني.
وكتب أنطون جيراشينكو، مستشار وزير الشؤون الداخلية الأوكراني، على موقع X، تويتر سابقاً: "سوف ينتقم مرتزقة فاغنر من بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لمقتل زعيمهم... تملأ الدعوات للانتقام غرف الدردشة في قنوات بريغوجين. وقد تم وضع منفذي القانون لمنطقتين في حالة تأهب".

 

 

Wagner PMC mercenaries are going to take revenge on Putin and Shoigu for the death of their leader. Calls for revenge against the killers fill the chat rooms of Prigozhin's channels. Law enforcers of two regions have been raised on alert. pic.twitter.com/TuMd73p445

— Anton Gerashchenko (@Gerashchenko_en) August 23, 2023

ويشير جيراشينكو إلى بعض المؤيدين لفاغنر الذين تعهدوا عبر الإنترنت بتنظيم "مسيرة من أجل العدالة" ثانية مماثلة لتلك التي جرت في يونيو (حزيران)، للدفاع عن بريغوجين وآخرين، يحتمل أن يُقتلوا.

انتقام من العصيان

وفي المقابل، قالت ريبيكا كوفلر، الضابطة السابقة في وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA) ومؤلفة كتاب "قواعد بوتين: خطة روسيا السرية لهزيمة أمريكا" لمجلة نيوزويك: "إذا كان بريغوجين قد مات بالفعل، فإن ذلك يجعل بوتين يبدو أقوى في نظر الشعب الروسي".
ورغم أن بوتين وبريغوجين تبادلا الاتهامات بعد التمرد ووصفا بعضهما بـ "الخونة"، إلا أن كوفلر ذكرت بأن وسائل الإعلام الروسية نشرت روايات حول كيفية طرد بوتين للخونة وخروجه منتصراً - وهي جهود متعمدة "لتعزيز صورته"، قبل الانتخابات المقررة في 17 مارس (آذار) 2024.

رسالة إلى أي معارضة محتملة

وأضافت: "إذا كان بريغوجين قد قتل بالفعل، فسيفهم الجميع أن هذا هو انتقام من العصيان، وانتقاد الجيش الروسي، ويوجه إشارة إلى أي معارضة محتملة مفادها أن بوتين سوف يطاردك ويقضي عليك بغض النظر عن مكان وجودك - سواء أكنت في إفريقيا أو في أي مكان".

 

How Prigozhin's Death in Wagner Plane Crash Could Backfire on Putin https://t.co/ymLqiGxTmE

— Rico Dudes... #JOE stomps #PutinPunk Trump (@RealDreamz2020) August 24, 2023

وتضمنت أحدث لقطات الفيديو لبريغوجين كلاماً عن جهود مجموعة فاغنر في إفريقيا، كجزء من مهمة جديدة منفصلة عن الحرب المستمرة منذ 16 شهراً في أوكرانيا.
وقال ميخائيل أليكسييف، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية سان دييغو، لمجلة نيوزويك عبر البريد الإلكتروني، إن مقتل بريغوجين يجعل بوتين يبدو أقوى إلى حد ما، و"لكن ليس معروفاً ما إذا كان هو شخصياً الذي قرر العملية أم أن وزارة الدفاع هي المسؤولة، وكيف يمكن أن يكون لذلك علاقة بالمصالح الخاصة في أعلى المستويات في الكرملين الذي ربما كان ينظر إلى مجموعة فاغنر كأصول رابحة وقرر استغلال الوضع لتحقيق هذه المكاسب لنفسه".
ومع ذلك، يضيف أليكسييف "لا يزال من الصعب أن نتصور كيف يمكن لهذه المصالح أن تتطور دون الأخذ في الاعتبار رأي بوتين".
وقال ديمتري غورنبرغ، عالم الأبحاث البارز في مركز التحليل البحري، لمجلة نيوزويك عبر الهاتف إن مقتل بريغوجين على يد القوات الروسية يمكن اعتباره رسالة للآخرين بعدم تحديه وتحدي الكرملين في المستقبل، موضحاً أنه "من ناحية، يمكن أن يُنظر إلى هذا على أنه إشارة تحذير من أن الأشخاص الذين يعارضون بوتين أو القيادة العليا ينتهي بهم الأمر إلى نهاية سيئة - لذا قد يكون ذلك وسيلة لتعزيز إحجام الناس عن تحديه".

وأضاف أنه يمكن للمواطنين الروس من الناحية النظرية أن يحتشدوا خلف بريغوجين وفاغنر إذا أصبح من الواضح أن الحكومة الروسية تصرفت بشكل عشوائي ودون ذريعة مناسبة، بناءً على المفاوضات التي تمت بوساطة في أعقاب محاولة الانقلاب. ولكن هذا أقل احتمالاً.
وكتب أندرس أوسلوند، وهو زميل كبير سابق في مركز أوراسيا في المجلس الأطلسي، على موقع أكس أن مقتل بريغوجين ليست مفاجئاً.
وقال: "هل قُتل بريغوزين؟ على الأرجح. من فعل ذلك؟ من الواضح أنه بوتين... هل هذا يعزز قوة بوتين؟ ربما يجعله مخيفاً اكثر، لكنه يظهر أن بوتين ربما قتل العديد من الأشخاص الآخرين".

المصدر: موقع 24